الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وقائع مسروق بن مسروق ( الثورة مستمرة )

محمد منير

2012 / 2 / 24
كتابات ساخرة


اسمى وصفتى وحالى مسروق بن مسروق.. انتمى إلى أعرق عائلات مصر وأكثرها ثباتاً على الحال فأبى وجدى وجدود جدى كلهم مسروقون..
أروى لكم وقائع يومياتى التى أعيشها حاملاً خبرة مئات السنين من صبر مسروق على ما يراه مكتوب.

استيقظت اليوم على حال غير الحالين فلم أكن متفائلا ولا متشائما، بل انتابتنى حالة من التشاؤل المحيرة والمملة، وكان مصدر النصف الأول من حالتى هو التشاؤم من أن ينتهى يومى دون الرضاء بالقضا والمقسوم، أما مصدر النصف الثانى من حالتى فهو انفرادى بنفسى فى البيت بعد أن غادرت شومتى وقسمتى ونصيبى البيت فى زيارة لأحد أقاربها أتمنى أن تطول فمثل هذه اللحظات تجعلنى صافى الذهن رائق الحال وغالباً ما تنتهى بمشروع سبوبة فاشل.
ماعلينا خرجت لقهوة مشكاح أبحث عن سكة للسبوبة، فوجدت بجانب المقهى الشيخ «هادى جلاب الديب» بتاع الجماعة وهو جالس على ترابيزة عليها جوز فراخ مشويين وسطل قرفة بالزنجبيل وأمامه ما يقرب من مائة مسروق ينصتون فى اهتمام لكلماته المندفعة من بين مضغ اللحم الأبيض «شوفوا يا مساريق معنا تجدوا كل الخير إن شاء الله انتهى زمن ضياع الحقوق وكل واحد من النهاردة حياخد حقه بضمانة الجماعة وإداراتها»، سألته «إزاى يا شيخنا»، زغر لى وقال «شوف يا مسروق قبل الثورة كانت الناس عايشة إزاى؟»، .. رديت «ما كنتش عايشة..» نهرنى قائلاً «ياخى اتقى الله مانت موجود آهه.. الناس يا مسروق يا خويا كانت عايشة بتلبيس الطواقى وبتقلب بعضها والكبير بياكل لقمة كبيرة والأصغر منه بياكل لقمة أصغر من جيب اللى أكبر منه والأصغر بياكل أصغر وهكذا، عشان كده كان فيه ظلم، ليه يا أبو المساريق لأن الناس كانت حطها إيديها فى جيب بعض، وكانت الجيوب كتيرة ومفهاش عدالة.. إحنا حنعمل إيه بقى، حنجمع كل اللى فى الجيوب ونشيلها عندنا فى جيب واحد تتمد له كل الإيدين وبكده نضمن التوزيع بالعدل، سألته «طيب وأنا حاخد حقى إزاى؟..» رد «يا أخى حط إيدك فى الجيب الكبير اللى عندنا، وخد باللى قسمه لك ربنا معانا»، سألته «طيب والإيد التانية أحطها فين ياشيخ؟»، رد ثائرا «مسروق أنت أناركى مكانك مش معانا.. اجرى ارجع التحرير مكانك هناك».. تذكرت التحرير وأيامه الجميلة العام الماضى وقلت لنفسى «والله عنده حق إيه اللى سيبنى التحرير؟ هو فيه حاجة اتغيرت؟»، ورجعت جرى على التحرير.
ولكن دائماُ تأتى الرياح بما لا تشتهى المساريق، فلم ألمح وجهاً واحدا من وجوه رفاق الأيام الدافئة، وأخذت أجوب كل زوايا الميدان بحثا عن شخص منهم حتى فوجئت بيد على قفايا فاستدرت فوجدت الواد «كتكوت إيموز»، البلطجى الميرى بتاع مباحث النظام المخلوع.. قلت له «أنت لسه عايش يا كتكوت، مش خايف إن رجالة الثورة تاكلك، سبوبتك مع الميرى راحت أيامها يا جعر»، رد «النظام لسه موجود يا معفن.. أمال الخمسين جنيه اليومية اللى باخدها منين يا حمار غرش بس الحوار اتغير بدل ماكنت باضرب المتظاهرين أيام المخلوع، دلوقت باضرب فى الناحيتين عشان تولع وتعود لمجاريها، معانا يا مسروق؟»، هتفت «مع مين يا أرزقى يا عدو الشعب، أنا مع الثورة والثورة مستمرة».. رد عليا «بشوقك.. انت اللى اخترت» وعفقنى من قفايا، ورمانى فى بوكس برة الميدان ومنه على السجن الحربى لمدة أسبوع، بعدها خرجت للتحقيق فى مكتب المأمور اللى أول ما شافنى ضحك وادانى الجورنال وقالى شوف يا مسروق مكتوب عنك إيه، وقرأت «القبض على أناركى ثورى فى وضع مخل مع أناركية ثورية فى التحرير» وبجانب المأمور جلس الشيخ جلاب الديب وهو ينظر للسماء يدعو بالخلاص.. قلت لنفسى كعادتى «قضا أحسن من قضا».








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اختيار الناقدة علا الشافعى فى عضوية اللجنة العليا لمهرجان ال


.. صباح العربية | نجوم الفن والجماهير يدعمون فنان العرب محمد عب




.. مقابلة فنية | المخرجة لينا خوري: تفرّغتُ للإخراح وتركتُ باقي


.. فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمين علي | اللقاء




.. بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء خاص مع الفنان