الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شفرة لا تترك خلفها غير الدم

فرات إسبر

2012 / 2 / 24
الادب والفن


أن ما تمر به سورية اليوم،هو المخاض العسير. فما يدور في البلاد من كبح لحركة الاحتجاجات خلف وراءه الكثير من الدماء والخسائر والخراب ولكي أكون أكثر جرأة في القول قسمها إلى طوائف واقليات لم نكن نريدها أن تستيقظ في هذا الجسد السوري العظيم.
كبرت وانا اشعر بانني جزء من هذا الجسد الذي لا يكتمل إلا بباقي اعضاءه. ولوشرحتم جسدي لن تروا فيه سوى" انهار سورية عذرا " نزا ر قباني " لن ترو فيه إلا حدوده من كل الجهات تسري في عروقي .
تغير وجه سورية اليوم . صار حادا وقاسيا كشفرة، لا تترك ورائها غير الدم. هذا الدم الذي تشربه الأرض ولن يرويها .
لست موالية ولست معارضة. ولا أخشى في قولي لومة لائم . لا تعنيني البيانات ولا التكتلات كلاهما معا مزق الوطن وحرضا على الطائفية والقتل والموت. يتبادلون الاوسمة ويصدرون أعلى المراسم في ا لالقاب ومنح الرتب العالية ويشكلون المجالس والمقاعد ، كل هذا لا معنى له أمام وطن يذبح وكل منهما يدعي ان له الحق في البلاد، احدهم يقودها إلى الحرية بنهر من الدماء والآخر يريد الحفاظ عليها ولو ذبحت كل البلاد
الحرية لا تقدر بثمن، ولكن الوطن بماذا نقدره؟
هل يتساوى مع الحرية ، أم يعلو عليها ؟.
كل الأطراف لا تنظرلمصلحة الوطن،بدليل التخريب الذي يحدث في الممتلكات العامة ، في قطع الطرق في السرقات والنهب في تعطيل المدارس ومنع التلاميذ من الدخول إليها تحت التهديد . اسقاط النظام من الحتميات بالنسبة للمعارضة، والنظام لن يسقط بسهولة وسيؤدي هذا إلى مزيد من القتل وإلى المزيد من الدمار .
سقطت سورية في فخ المعارضة والسلطة، واصبح اهالي سورية يستغيثون ويستجيرون ممن حولهم لمد يد العون لهم وعندما اعلنت" ابو ظبي "عن فتح حملة التبرعات لصالح الشعب السوري المنكوب احسست بانها فتحت بئرا في روحي ، كل جسدي صار مطعونا ولا ادري من اي الجهات تاتيه الطعنات . كرهت السلطة ،كرهت المعارضة وتمنيت لكليهما بالفناء و العدم.
سورية بيت الجميع . كانت بيتا للعراقيين وللفلسطينين واللبنانيين، صارت اليوم منكوبة وتمد يدها تستجدي رحمة الاخرين .
رحم الله بلقيس ملكة سبأ في قولٍ مشهور ٍلها : " إذا دخل الملوك على قرية افسدوها وجعلوا اعزة اهلها أذلة "وهذا ما ينطبق حاله علينا اليوم
إذا دخل الجند على بلدة دمروها" وتشهد بذلك حمص وحماه والمعرة و باقي افئدة سورية
أن ما يحدث في سورية من خراب ودمار من كل الا طراف يذكرني بحكمة نبينا سليمان حيث جذب إليه بلقيس وتزوجها . لقد كان على الرئيس ان يتصالح مع اهل بيته.
كان عليه أن يتصالح مع أهل حمص وباقي الاهل في أطراف البلاد ويفتح قلبه لهم بدلا من أن يفتح نيرانه . .
اليوم في ماساة حمص واهلها واطفالها في حمص وودايها وما حولها أرى النمل يحوم وتظهر نملة تنادي وتنادي" يا ايها النمل ادخلوا مساكنكم آمنين لا يحطمكم سليمان وجنده وهم لا يشعرون " إذ يقول لها سليمان" إلا تعلمين أيتها النملة أني نبي لا أظلم" .!!
لقدكان حريا بالاسد أن لا يدخل حمص ولاواديها ولا أي من المناطق السورية بجيشه
وعليه ان ينادي " يا أهل حمص أدخلوا وارجعوا بيوتكم آمنين".
لقد كتب الكثير من اصحاب العقول عن سورية ونصحو ا وصرخوا اعتبروا" يا اولي الالباب"!
كان الله قد قدّر خلقه للقلم والمداد قبل خلقه العرش، كما تقول الاساطيروألاديان .فهل من يعتبر ؟
مسالة الحكم صعبة في فهمها وتحليلها . لقد خلقنا الله على هذ ه الأرض في نزهة ما بين السماء والارض ، فهي لذوي العقول منفعة ولذوي البطون متعة و لذوي الأرواح غاية ولذوي المللك استبداد وأزلية بدون غاية !.
هل تستحق سورية هذا الألم ؟
هل تستحق ههذ ه الأرض الطيبة أن تنتهي إلى ما هي إليه اليوم ؟
يقولون:" سورية الله حاميها" .
هل هو حقا حاميها ؟ أم هو مدمرها ،أم مشردها؟
أم صار يشحد عليها ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ما أعذبك
أسعد البصري ( 2012 / 2 / 24 - 10:34 )
ما أعذبك وأجملك يا فرات ، لقد أحببت المقال لأنه متناثر ومبعثر لكأن الأم التي في داخلك تغلبت على الكاتبة فصارت تصرخ غير مبالية ب فن الكتابة ، أنت سيدة رائعة و كريمة الله يحفظك ويحفظ سورية تحياتي ل فاروق

اخر الافلام

.. فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمين علي | اللقاء


.. بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء خاص مع الفنان




.. كلمة أخيرة - فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمي


.. كلمة أخيرة - بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء




.. كلمة أخيرة - ياسمين علي بتغني من سن 8 سنين.. وباباها كان بيس