الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شَبَهُ المُختَلِف ..

يحيى علوان

2012 / 2 / 24
الادب والفن



_ مالكَ ..؟ كأنَّكَ قِطٌ يدورُ على نفسه ، كي يعضَّ ذيله ..؟!
* أَبحثُ عن ظِلِّي ، لأُمسِكَ به .. فقدْ أَعثرُ فيه على شَبَهي ..!
_ أَلَستَ أَنتَ ، الذي تَغنّى بـ" أَهيمُ بالإختلاف ! لا التشابه يُغريني ، ولا القطيعُ يُغويني !"
* نعم ..! لكنني مَلَلتُ " وحشتي "، لذلكَ أَبحثُ عن شَبَهي ..
_ الشَبَهُ ، مـرآةٌ ، لا تَلبثُ أَنْ تَعافَها ، لأنها لا تفعلُ غيرَ أَنْ تعكِسَ ما يقعُ عليها ..!
........................
* وهـذا صحيحٌ أيضـاً .. بيدَ أَنّني أَبحثُ عنْ شَبَهي في " الإختلاف " !
_ إنّـه ضَربٌ من " التَمَنطُقِ "! ، إِنْ لَـمْ أَقُلْ تلاعبٌ بالألفاظ ...
* إذا كنتَ تُسمّي ما لا تَفقهُه تلاعباً بالألفاظِ !؟ بماذا ستُسَمّي ، إذن ، ما يتقيؤه الإعلامُ ،
صباحَ مساء ..؟!
لا ، يا سيدي ! أنا أَبحثُ عن تَوأمي في "الإختلاف " ، أُقاسمه الفَرَحَ .. وقبلَ أَنْ تسألَ عن
أيةِ فَرحَـةٍ .. أَقـولُ لكَ إنهـا فَرحَـةُ الشفاء من ألَـمِ " التَكَيُّفِ "! فهذا الأخيرُ لا
يَتِمُّ مـن دونِ قمعِ الذات !
ـ لكن في النهاية ، لا بُدَّ لكما من التماثُلِ مع بعضٍ .. وحينها سيَدبُّ المَلَلُ إليكمـا !!
وتَبدآنِ رحلَةً أُخرى للبحثِ عن " المُختلِفِ ".. فتَخوضانِ الإغترابَ من جديد ..
* لا خوفَ من ذلكَ .. فالفَردُ الذي أَبحثُ عنه ، ذاتٌ لحالـه ! له هندسةُ جيناتٍ فريدة ،
تستعصي على الذوبانِ في ذاتٍ أو ذواتٍ أُخرى ..!! لايمكنها أَنْ تكونَ إلاّ ذاتَها هيَ ..
عندهـا ستكونُ الطريقُ أَكثَرَ متعَـةً من البقاءِ مع الشَبَه المُتماثُلِ .. تماثُلاً هندسياً ..!
حينَها ، سيكونُ الإغترابُ في البحثِ عن " المَجهولِ "و" المُستَترِ الهارِبِ من عيونِ الناسِ "
أَيسرَ من البقاءِ مع " الشَبَهِ " .. !
وما دامَ " الثَباتُ والأَبَدُ !" من مزايا الآلهةِ .. فقد نَفوزَ ، نحنُ الهراطِقَةُ بآياتِ "التَحَوُّلِ "!!






غُفـران ..



لا جدوى من الوَلوَلَةِ .. !!
أَخيراً ظََفِرتُ بـه ..! كان يجلِسُ على مصطبَةٍ ، وحيداً ، مثلَ همزةٍ مُنفَصلَةٍ ،
إحدَوْدَبَ ظهرهُ ، كسَنامٍ .. لا يكادُ يقوى على رفعِ رأسه !
مُنشغلاً كانَ بأصابعه ..كأَنَّه يَعُدُّ ما طاشَ من سِنيِّ عَقـدَه الثامِنَ ، يَتَحسَّبُ ما بَقيَ لـه منها ..
لا أَشكُّ أَنَّه ما كانَ يَحتَسِبُ ، حتى في كوابيسِ مناماته ، أَنْ يراني !
تَسَمَّرتُ أمامه .. رَفَعَ رأسه بحركةِ slow motion ، ولَمّـا إصطدَمَتْ نَظراتُنا ، عاجَلتُه :
" قَدْ غَفَرتُ لكَ ..!! "
إنكَمَشَ وجهُهُ كجلد فيلٍ .. سَقَطَ رأسه على نَحرِه .. فَوَقَعَ نَظَرُه بينَ قَدَمَيَّ ..!
.....................
.....................
كانَ أكرَمَ من سواهِ ، ممَّنْ أَساؤوا لي ... تَبَخَّـروا ، فحرموني من فرصَةِ الغفرانِ لهم ..!!
نَذالَـةٌ ، أَنْ يَتَسرَّبَ شَخصٌ ، أَساءَ لكَ .. فَيَحرِمُكَ من فرصةٍ تقولُ لَـه فيها : " قـد
غَفََرتُ لك .. " !!






طَيشُ رصـاصة ..


في ضُحىً حلـوٍ من صيفِ 1983 ، يومَ كانت المرارةُ لَمّـا تَزَلْ طَريَّةً في الأفواه ، بعدَ بشتْ ئاشان الأولى والثانية ..
كُنّا منُهمكينَ في وادي لولان ببناءِ مقرٍّ للأعلام المركزي في خاصرةِ جبلٍ ، عند إستدارة الروبار (الجدولِ ) ،
الذي يخترقُ الوادي مروراً بقرى مالي مه له ، ده راو السفلى ، حتى ليلكان ..

كنا ، رغم الإحباط من الخسارة في البشتْ ئاشَيْن ، خليةَ نحلٍ بعزيمةٍ "جنونية " .. نَبني بما نقتلعه من صخور الجبلِ ،
نُعدُّ برامجَ للإذاعة ونبثها عبر الأثير ، ولا ندري إن كان بثُّنا يصل إلى مقرنا الآخر على مبعدة نصف ساعة منا ،
حيث مقر قيادة الحزب .. ننظم الحراسات للمقر ونتناوبُ على الدوشكا ( الدفاع الجوي ) إضافة إلى جمع الحطب للطبخ
والخبز والحمّام ...إلخ زِدْ على ذلكَ ، كان مطلوباً مِنّا ، رغمَ أننا فصيل إعلامٍ غير مقاتلٍ وفي الخطوطَ الخلفية ، أَنْ نُحافِظَ
على جاهزيتنا القتالية .. لذلك كنا نقتطعُ ، بينَ آونة وأُخرى ، شيئاً من وقتٍ يَشِحُّ بصورة مستمرة إزاء المهام والواجبات المتزايدة ،
للقيامِ بالتدريب على الرماية والإستماع لبعض المحاضرات في العلوم العسكرية العامة .

كانَ ظهيرُنا شاه چيو (ملكُ الجبال) وأَمامنا منحدَرٌ يمتدُّ قرابَةَ 200 مترٍ ، حتى ينتهي عند
النهر . في ذلك الضحى البهي ، نزلنا المنحدَرَ ، عند إستدارةِ الروبار ( الجدول ) لإجراء رماية
على هدفٍ ، جرى تثبيته على جذعِ شجرةِ سبندار (صفصاف) أَجملُ من لوحةٍ فنية ..
كانت على الضفّة الأخرى من الجدول ، يَفوقُ إرتفاعها 20 متراً [ سنقتلها لاحقاً لتستقِرَّ عَمَداً لسقف قاعةٍ كبيرة وثلاث غُرَفٍ ]..
وقفنا على مسافة لا تزيدُ على خمسينَ متراً من الهدفِ ، أمامَ شجرةٍ عجوزٍ من العرموط ( الكُمّثرى ) البَرّي ..
كُلٌ له خمسةُ إطلاقات صَلِيْ (آلي) وثلاثة للمفرق ( غير الآلي ) ...
جاءَ دَورُ أَحدنا . نَزَعَ جاكيته العسكري (فيلد) ، عَلَّقَه على شجرةِ العرموط خلفه ، وشَرَعَ بالرمايَةِ .. الآليةِ أولاً ،
ثُمَّ بدأ بالمُفرَق . إثنتانِ أصابتا الصفصافة ... الثالثة أخطأت الهدَفَ !
أصابتْ صخرةً ، فأرتَدَّتْ ، خَطفَاً نحو مصدرها . لكنها إنحرَفَتْ قليلاً ، فأختَرَقَتْ جيبَ الصدر الأيسر لجاكيته المُعَلّق على الشجرة ..!
تماماً عندَ موضعِ القلب ..!!
شاخَوانْ ( الشاعر هاشم گوچانی _ مسؤول القسم الكردي في " صوت الشعب العراقي" آنذاك) كانَ يقفُ بجانبي قال لي ممازحاً
" هذي حوبة _ نِقمَة ، ثأر _ السبندارة عروسة الوادي ..!!"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صابر الرباعي يكشف كواليس ألبومه الجديد ورؤيته لسوق الغناء ال


.. وفاة والدة الفنان كريم عبد العزيز وتشييع الجنازة الخميس




.. مغني الراب الأمريكي ماكليمور يساند غزة بأغنية -قاعة هند-


.. مونيا بن فغول: لماذا تراجعت الممثلة الجزائرية عن دفاعها عن ت




.. عاجل.. وفاة والدة الفنان كريم عبد العزيز وتشييع الجنازة غداً