الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تصور عن نشوء وسير الحزب الشيوعي العراقي

مرتضى عبدعلي مديح

2012 / 2 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


عام 1917 انتهت الحقبة العثمانية الاسلامية في بغداد ودخلت قوات المملكة المتحدة بغداد ليشكل ذلك بداية العصر الجديد والانفتاح على التطور الحضاري والانساني الخارجي في العراق.في عام 1920 حدثت مواجهة مسلحة بين السكان المحليين والقوات الاجنبية كان من نتائجها تسريع اتجاه نحو الملكية والديمقراطية في العراق. كان التفوق غير الاسلامي هو المفهوم الذي وصل لكل السكان المحليين. كان المجتمع مقسم الى طبقات اجتماعية واقتصادية وسياسية كاساس للمجتمع وهو ما يتضمن معنى التفاوت وكرد فعل على كل ذلك فكريا وتنظيميا بدا الحزب الشيوعي العراقي نشأته وسيره.
وجد الشيوعيون العراقيون الاوائل في الماركسية افكار تتلائم مع طبيعة الانسان والمجتمع في العراق ومع طبيغة مشاكله والتصور عن حلها . كان محور هذه الافكار هو الغاء الطبقية والاستقلال بشكل يمكن ان يطلق عليه مفهوم التكافؤية وقد يعد هذا المفهوم هو السبب للتقارب مع الدولة الشيوعية بعلاقات تعاون كانت تقوم على اساس التكافؤ وليس التفاوت كما هو الحال بالنسبة للعلاقات مع المملكة المتحدة وفق تصورات ذلك الوقت. كانت التكافؤية وراء العديد من سلوكيات الحزب الشيوعي العراقي على اعتبارها مفهوم مركزي او اساسي هذا المفهوم ساعد كثيرا في ايجاد مفهوم (الديمقراطية غير الطبقية) في بناء الدولة او في الهيكل التنظيمي للحزب اذا ان الملاحظ ان العديد من رؤساء الحزب الشيوعي العراقي كانوا من مختلف القوميات والاديان والمذاهب وبدون تحديد وبشكل يشمل كل السكان في العراق. هذه الفكرة المركزية قادت هذا الحزب احيانا الى التصارع مع طبقات المكانة الاجتماعية التقليدية. فكرة التكافؤ الانسانية بالاضافة الى افكار وسلوكيات اخرى كالسلوك الثوري للتغيير والعلمية والتحررية والحرياتية ساعدت على نمو وانتشار الحزب الشيوعي العراقي بشكل يجعله حزبا عاما واستقلاليا.كانت التحررية التي يطمح اليها الحزب الشيوعي في البيئة الديمقراطية للملكية تتعرض الى سلوكيات غير ديمقراطية على الدوام مثل عدم اجازة او الترخيص للحزب بالعمل او بالاعتقالات وهذا دفع بالنهاية الحزب الشيوعي للعمل السري والى التقارب مع الاتحاد السوفيتي كقوة توازن او تكافؤ قوى وهذا الامر زاذ من الاساليب غير الديمقراطية في التعامل مع الحزب واعضائه وزيادة حدتها. العلمية الحديثة وراء انتماء المثقفين العراقيين للحزب الشيوعي اذ تم دمج العصرية والايجابيات الخارجية بالمحلية وليس المحلية فقط كما لدى العديد من الاحزاب الاخرى بما فيها احزاب السلطة على امتداد تاريخ العراق السياسي منذ عام 1920. اندماج المحلية بالعصرية مكن الحزبيين من تكوين علمانية غير تحللية في الوقت الذي كان الاتجاه نحو تكوين علمانية تحللية مستمر ومتزايد لدى احزاب اخرى. لقد كون الشيوعيون نموذج محلي للعلمانية يراعي الدين الفردي . مراعاة الدين الفردي شكل لدى الاخرين تصورات عن الدين الجماعي وربما يعد ذلك من اسباب نشوء التنظيمات السياسية المتدينة. كانت المرجعية الفكرية للحزب الشيوعي مرجعية خارجية وذلك يحدث لاول مرة في تاريخ بلد كالعراق يتميز بكون مرجعيته الفكرية ذاتية محلية مستمدة من ثقافته . قاد ذلك الى تمسك المراكز المرجعية المحلية بوضعها المحلي والعمل على تطويره وهنا نشاءت فكرة (الواحدية الثقافية المحلية) وهو مالم يكن مطروحا في الحزب الشيوعي العراقي بسبب الطبيعة الفكرية وسلوكه بالنسبة للاوضاع المحلية والدولية والانسانية المتسمة بالتعدد ووالعمل من اجل الموضوعية وهذا ما استغله الكثيرون في انهاء شرعية وجود الحزب الشيوعي العراقي او افكاره او اعضائه . عبور الواحدية الثقافية المحلية ومحاولة الغاء الطبقية او التكافؤ ادت احيانا الى الاعتراض على مراكز توصف بالدينية من الناحية الشخصية او القانونية وكان ذلك سببا في تحريم او المنع الديني للانتماء للحزب الشيوعي العراقي ويبدو في فترة ان الحزب دخل في عدة صراعات مع جهات مختلفة في نفس الوقت كانت بالاعتماد على فكرة التغيير الثوري او شموليته. ان فكرة التكافؤية كانت لها مردودات سلبية على داخل تنظيم الحزب الشيوعي نفسه ويمكن ان تفسر الانشقاقات التي حدثت في فترة من تاريخه الى تاصل الفكرة كليا الى درجة الاعمال داخل الحزب وتطبيقها بشكل يهدد وجود او تطور الحزب ومع ذلك فان هذه الانقسامات كانت تعني وجود محددات محلية غير مرغوبة او سلبية لم يتم التعامل معها بايجابية او واقعية. تاريخ الحزب الشيوعي العراقي مع السلطات المتعاقبة وسلوكياتها وطبيعة العلاقات جعل الحزب اشبه ما يكون بالمقتنع بفكرة عامة وهي (الاجرام كطبيعة للسلطة) وهذا التصور كان يقود الحزب الى سلوكيات مختلفة في الاوضاع المختلفة مثل تاييد سلطة والاندماج الكلي بها الى التحالف مع سلطات اخرى رغم انها كفكرة توجب عزل الاجرام او عدم التحالف او العمل بالضد.منذ عام 1980ولحد 9/4/2003 كان الحزب الشيوعي كقيادة وتنظيم ونظام فكري خارج العراق وهذه الفترة وتغييراتها افقدت الحزب الشيوعي العراقي وجوده وانتشاره لدرجة ان الانتخابات للحكومات المحلية او للمجلس العام (الوطني) كانت تخلو من وجود الحزب الا على نحو محدود جدا ولا يلائم اقدم حزب في العراق. ان افكار الحزب الشيوعي المنسجمة مع الانسانية والعصريةوالتعددية والديمقراطية والمحلية على امتداد تاريخه وبحاضره حاليا مع اختلاف الحزب الشيوعي العراقي عن محيطه المحلي من حيث مصدر الايديولوجية وتاكيده على التكافؤية والخارجية كجزء من محددات الداخل هو مايقود الى اعتبار وجود هذا الحزب من مقاييس الديمقراطية بالعراق اذا ان وجود الاختلاف والتعامل الايجابي مع الاختلاف هو اساس الديمقراطية ومعيار ديمقراطي لتقييم الانظمة العاملة بالديمقراطية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر: ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق لإقامة الدولة 


.. -الصدع- داخل حلف الناتو.. أي هزات ارتدادية على الحرب الأوكرا




.. لأول مرة منذ اندلاع الحرب.. الاحتلال الإسرائيلي يفتح معبر إي


.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مناطق عدة في الضفة الغربية




.. مراسل الجزيرة: صدور أموار بفض مخيم الاعتصام في حرم جامعة كال