الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بشرى سارة .. امتيازات خرافية للشعب العراقي ، آخرها مُصفحة !

اسماء محمد مصطفى
كاتبة وصحفية وقاصّة

(Asmaa M Mustafa)

2012 / 2 / 25
حقوق الانسان


كنا قد بشرناكم قبل سنتين او أقل او أكثر ، وفي موضوع سابق كتبناه ونشرناه حينئذ ٍ، بما سيصيبكم من امتيازات ليست حكراً على البرلمانيين ، فقد ناقشوها حينذاك ليس من أجلهم وحدهم فقط بل من أجل سواد عيونكم .
وهانحن نزف اليكم بشارات جديدة في بلد المكاسب المليونية التي يُعد المواطن أول المستفيدين منها ، والمسؤول آخرهم !
هنيئاً هنيئاً هنيئاً لكم أيها الشعب العراقي المحظوظ .. بُشراكم فقد تقرر توزيع سيارات مصفحة ، طراز 2012 ، بين المواطنين ، فماذا تريدون أكثر من هذا من مسؤوليكم المثاليين الذين ينضحون إيثاراً ووطنية ؟ أليسوا هم من أقرّ لكم ، من قبل ، امتيازات سابقة .. الى أن توصلوا الى فكرة تضمن لكم حمايتكم من النيران التفخيخية بتوزيع سيارات مُصفحة بينكم بالتقسيط لمن يستطيع الدفع الآجل ، ومجاناً لمن لايستطيع .
تعالوا نذكركم بما بشرناكم به يومذاك ..
هنيئاً للشعب العراقي الامتيازات الكبرى التي جلبها لنا زمن الديمقراطية في ولاية بطيخ ، وهي مكاسب تغدق للمرة الأولى في التأريخ على الشعب العراقي ، ويسيل لها اللعاب ، وتثير غيرة الشعوب القريبة والبعيدة ، وحسد العدو والصديق .
إنها بلا شك سابقة فريدة من نوعها أن تُخصَص لكل مواطن قطعة أرض سكنية وسيارة وضمان صحي له ولعائلته
ولأقاربه حتى الدرجة الرابعة ولجيرانه حتى سابع جار ولجيران جيرانه !!
تخيلوا كم قطعة أرض وسيارة سيحصل عليها المواطن .. مرة بصفته مواطناً وثانية بصفته أحد افراد العائلة ومرات اُخر بصفته قريباً وجاراً وجار الجار !!
ومن المثلج للقلب أن تقر رواتب تقاعدية مجزية لكل مواطن ، حتى لمن لاتتجاوز خدمته الوظيفية مدة بقاء البرلماني في منصبه ، وكذلك رواتب مثيلة لأصدقائه ورفقاء دربه .
ولعله كان حلماً بعيد المنال أن يطوف المواطن العراقي الفقير العالم كله على متن طائر السعد ، لكن الحلم يصبح اليوم حقيقة إذ بصدور قرار حصول كل مواطن على جواز سفر برلماني عالمي ، فإن ذلك يعد مفتاح المرور الى أقصى نقطة في العالم يرغب العراقي بالسفر اليها بعيداً عن همومه ، ولاشك في أن مَن سيمنحه هذا الجواز ، سيعطيه
حصته من ثروة العراق ، ليغطي بها كلف رحلاته السياحية حول العالم .. وربما يسافر الى القمر لتجديد الرومانسية ، ويبني قصراً في المريخ حيث لامخلوقات تضايقه بنزعاتها التسلطية الاستبدادية الاستعمارية ، ولاحروباً تُشَن ، ولارغبات طائفية تهدده ، ولامخاوف تساوره ..
طبعاً لن يكون المواطن بعد الآن مبتلياً بأزمة الكهرباء ، ولا بمتاعب المولد الكهربائي التي ترهق ميزانيته ، ولن تحرقه ، بعد اليوم ، الإيجارات اللاهبة ، ولن يركض طوال نهاره الشاق ويكون ( العشا خُباز ) ، ولن يشح الماء عليه اويشربه ملوثاً ، ولن يشتكي من غرور أسطوانة الغاز وتعالي عبوة النفط وغطرسة عبوة البنزين .
كل هذا الهناء الفردوسي سيتحقق للمواطن بعد طول صبر وعناء ، وبعد أعوام وأعوام من خسارة الأفراد في الحروب ..
كل هذا الهناء يتحقق لنا بفضل (حنية ) الشعارات الديمقراطية والمفخخات السادية! ومن ثم موضة المصفحات البرلمانية !!
كل ذلك من أجل عيون الشعب العراقي الذي تنتظره الجنة في الأرض بفضل ممثليه الساهرين على راحته من الذين لن يهدأ لهم بال ولن يفكروا في أنفسهم ومصالحهم إلاّ إذا تحقق الأمن للشعب بعد أعوام الدمار وفقدان الأمان !
واليوم نقول .. شر البلية مايضحك ..
فهنيئاً لكم بأولاد الحمولة البرلمانيين الذين يناقشون موضوعة المصفحات وزيادة رواتب حماياتهم بينما نيران المفخخات تأكلكم ..
هنيئاً لكم أيها العراقيون الصابرون بشارة الامتيازات الخرافية التي لاتتحقق إلاّ كحلم ليلة صيف في هذا الشتاء البارد ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تدفق النازحين من مالي يزيد الضغط على المصالح الصحية


.. أبرز تعديلات -حماس- لمقترح صفقة تبادل الأسرى والهدنة مع إسرا




.. حقن بمواد غريبة سببت تشوهات على أجسادهم.. شهادات من معتقلين


.. الأمم المتحدة: 120 مليون لاجئ ونازح قسراً حول العالم بسبب ال




.. المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين: سوريا ما زالت