الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق يتوسل ام يتسول من الكويت

علي لطيف الدراجي

2012 / 2 / 25
السياسة والعلاقات الدولية


منذ ان شرعت الكويت ببناء ميناءها اللامبارك وعلاقات حسن الجوار مع الجارة الكويت في عداد التوتر ، الامر الذي اذن بفتح ملفات كانت قد رميت على رفوف الزمن ولكنها لم تغرق بعد بغبار التاريخ لأنها كانت دائماً في متناول اليد ، لأن الكويتيين لايريدوا ان ينسوا تهور صدام حسين وطبيعة المخطط الصهيوني الذي لعبته قوى الظلام بكل دقة لإسدال الستار على بلد الحضارات فأرادوا للعراق الذي خرج للتو من حرب مجانية مدفوعة الثمن ان يقدم على اجرأ عملية عسكرية يشهدها تاريخ المنطقة العربية.
في اكثر من مناسبة تعالت الأصوات في الحكومة العراقية مطالبين صناع القرار في الكويت بالتخلي عن فكرة انشاء مينائهم هذا كونه يضر بمصالح العراق الاقتصادية ولكن لم يبدي حكام الكويت بأي رغبة حقيقية في الوصول الى قرار يحسم هذه المشكلة وكأن الكويتيين يريدوا ان يسحبوا العراق الى مواجهة تريح نفوسهم المتخمة بالضغينة منذ ان هرولوا تاركين بلادهم دون وعي.
تارة يتحدث وزير النقل عن اضرار هذا الميناء وتارة يتحدث اعضاء مجلس النواب وصحيفة هنا وخبير هناك وكل من يشغل موقع يدلو بدلوه ، اما وزارة الخارجية العراقية فنجدها مشغولة بفرائض الصلاة التي اخذت منها الوقت الكثير!! وهذا الامر ليس بالغريب على الخارجية العراقية التي فشلت في حسم قضايا عديدة ، اما نجاحاتها النسبية التي ترقص على ايقاعاتها فهي لاتعدو ان تكون مجرد خطوات يستطيع ان يقوم بها (هاوٍ) في العمل الدبلوماسي ناهيك عن سبل المساعدة التي ابدتها الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوربي والجامعة العربية في فتح السفارات والممثليات واعادة العلاقات مع بعض الدول ، اما في قضية ميناء مبارك فالخارجية العراقية عاجزة عن تقديم مشروع جديد تستطيع من خلاله ان تثبت لنا قبل غيرنا بأنها حقاً القلعة الحصينة كما كانت سابقاً ، ولكن المثل الذي يقول(عرب وين طنبورة وين) ينطبق تماماً على وزارتنا الأبية التي تركض هنا وهناك لكي تقيم مؤتمراً يجمع الزعماء العرب وفي اليوم الختامي (يُذيل) المؤتمر بكلمة(يبقى الوضع على ماهو عليه وعلى المتضرر ان يدعو الله سبحانه بالخلاص) ومؤتمر بغداد اذا ما اقيم فعلاً فهو امتداد لقافلة الفشل والخيبة التي اصبغت بها سابقاتها!!
اما اخر تصريح واجهه الكويتيون بالسخرية فهو تصريح وزير النقل العراقي هادي العامري والذي نشرته صحيفة الوطن الكويتية في عددها الصادر في 18/2/2012 مخاطباً الكويتيين في مؤتمر صحفي عقده في عمان حيث قال: (يااخواننا الكويتيين هذا حقكم ومبروك عليكم ، تقيمون الف ميناء ولكن النقطة التي اخترتموها لإقامة مينائكم ستعيق عمل الموانئ العراقية) واضاف مخاطباً (تعالوا يارحمة الله على اهلكم ، ابعدوا مكان الميناء المقترح قليلاً لمسافة 15 كيلو متراً لنحل المشكلة بيننا وبينكم) ومشيراً الى ان(هذا حلنا نحن).
انا لااعتقد ان بناء مثل هكذا عائق هو(حق) كما يدعون هم وغيرهم ، وكيف تبارك يامعالي الوزير على اعتداء صارخ وتحدي لامثيل له ، لا بل كان من المفروض ان يكون الخطاب فيه جدية اكبر من الممناعة والرفض لأنهم يسعون الى حرب اقتصادية علنية سواء كانت على مقربة من مياهنا الإقليمية او على بعد 15كم ، واي رحمة هذه التي ندعوها لهم والكويت شريك رئيسي في الوضع الراهن في العراق وساهمت بشكل فعال في تخريب بنى البلد التحتية ، وحتى هذه اللحظة تقف حجر عثرة بوجه أي مشروع يجدون فيه العراق ينهض ليستعيد عافيته.
يجب ان يكون للعراق موقف سياسي واضح تجاه هذا المشروع والعمل على ايقافه الان قبل أي وقت اخر ، وان كانت وزارة النقل العراقية قد تحدثت عن هذا المشروع وطبيعة الضرر الذي سيلحق بالعراق ، فعلى وزارة الخارجية ان تتحرك من خلال المنظمات والهيئات الدولية وتبذل قصارى جهدها في ايجاد مخرج لهذا الأزمة ، اما ان تغض البصر وتنصرف عن معالجة هذه المعضلة وتركز على ثانويات العمل الدبلوماسي التي لايسمن ولاتغني من جوع كالقمة المزعومة التي لاننتظر منها نحن ولاحتى العرب سوى المزيد من الانكسار والخنوع والإذلال للصهيونية وغيرها فهذا يعني اننا سنكون بأنتظار دعوة الحضور لكي نشارك الكويتيين احتفالاتهم بقص شريط افتتاح الميناء وعند ذاك ننصب العزاء من جديد لمستقبل بلدنا الذي بات رهن دويلات صغيرة تلعب بنا وبأقتصادنا كيفما تشاء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشيف عمر.. طريقة أشهى ا?كلات يوم الجمعة من كبسة ومندي وبريا


.. المغرب.. تطبيق -المعقول- للزواج يثير جدلا واسعا




.. حزب الله ينفي تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي بالقضاء على نصف


.. بودكاست بداية الحكاية: قصة التوقيت الصيفي وحب الحشرات




.. وزارة الدفاع الأميركية تعلن بدء تشييد رصيف بحري قبالة قطاع غ