الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مؤتمر أصدقاء الشعب السوري... لم يحقق طموحات الشعب السوري

نادية حسن عبدالله

2012 / 2 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


توافق أصدقاء الشعب السوري خلال مؤتمرهم في تونس على إن المخرج للثورة السورية ينحصر في الحوار/ التفاوض مع النظام المستبد الذي يقتل شعبه بكافة أنواع الأسلحة الثقيلة ويقصفهم بالصواريخ والدبابات، ويمنع الإنقاذ للجرحى والمصابين، ويحاصر الشعب المدني والنساء والأطفال ويعرضهم لكل أنواع العنف الشرس والدموي، حيث جاءت القرارات سلمية وسياسية وتضامنية وتطالب بوقف القتل والسماح بالمساعدات الإنسانية.

لقد ركزت استراتيجية أصدقاء دمشق من خلال كلمات ومداخلات الوفود الدولية على الأمور التالية:

o إطلاق عملية سياسية شاملة تقودها سوريا في جو خال من العنف والترهيب والتخويف والتشدد بهدف التعامل مع التطلعات المشروعة للشعب السوري وسجلت ما قامت به الحكومة السورية من خطوات سياسية أحادية الجانب تحت مسمى إصلاحات لا تؤدى إلى حل الأزمة.

o دعم المؤتمر المبادرة الجامعة العربية بشأن سوريا لتسهيل عملية انتقال سياسي يقود إلى نظام ديمقراطى متعدد، بما في ذلك البدء في حوار سياسى جاد بين الحكومة السورية وكافة أطياف المعارضة وذلك من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية وتخلى الرئيس السورى عن كافة سلطاته لصالح نائبه الأول حتى يتم التعاون الكامل مع حكومة الوحدة الوطنية لتمكينها من تأدية مهامها خلال المرحلة الانتقالية وإجراء انتخابات شفافة وحرة تحت رقابة عربية.

o تشكيل قوه عربيه لحفظ الأمن وتشكيل ممرات آمنه لإيصال المساعدات للشعب السوري، واتخاذ إجراءات رادعة بحق من ارتكب جرائم بحق الشعب السوري.

o تنسيق جهود منظمات الإغاثة الإنسانية بما فيها التمويل تحت إشراف منسق الإغاثة الطارئة للأمم المتحدة التي أعلنت التزامها الثابت بالمساهمة الكبيرة في عملية إعادة بناء سوريا خلال المرحلة الانتقالية ودعم الإنعاش الاقتصادي في البلاد مستقبلا وقررت من اجل ذلك تشكيل فريق عمل لإعادة إنعاش الاقتصاد والتنمية.

o الاعتراف بالمجلس الوطني السوري ممثلا للشعب السوري ولكن ليس الممثل الوحيد، أي إنها ركزت على احترام الجهات المعارضة الأخرى ودعت إلى توحيدها. .

ولكن هل لبى مؤتمر أصدقاء الشعب السوري طموحات الشعب السوري؟

شكل مؤتمر أصدقاء سوريا محاولة جديدة من قبل الولايات المتحدة وعدد من الدول الغربية والإقليمية في سياق خرق جدار الفيتو الذي وضعته روسيا والصين ضدّ صدور أي قرار دولي حول الأوضاع في سوريا. ولكنه لم يتخذ فعليا أي قرار جدي لمعالجة الوضع.

أول المؤشرات الإيجابية لمؤتمر أصدقاء سوريا، الذي بدأ أمس في تونس، هو مشاركة أكثر من خمسين وزير خارجية وحوالي سبعين دولة، إضافة إلى ممثلي المنظمات الدولية، ويسعى من خلالها المشاركين إلى بحث وسائل وآليات لمساعدة الشعب السوري من خلال دعم ثورته وتقديم الإغاثة للمنكوبين.

ولذلك ظهر من خلال المداخلات التي ألقاها رؤساء الوفود المشاركة داخل قاعة المؤتمر اتجاهان: الأول يدعو إلى التمهّل وعدم الذهاب إلى إجراءات سريعة عبّر عنه وزراء خارجية أميركا وألمانيا وبريطانيا وتونس، فيما بدا الثاني أكثر ميلاً إلى لهجة أقوى في البيان الختامي كما عبّر عن ذلك وزراء خارجية فرنسا وتركيا والمملكة العربية السعودية.

لم يتضمن البيان الختامي للمؤتمر الذي جاء على توصيات، أي إشارة للتدخل العسكري الخارجي في سوريا، أو تسليح المعارضة السورية. لكنه تضمن في المقابل جملة من القيود على النظام السوري منها حظر السفر على أعضاء النظام، وتجميد أرصدتهم بالخارج، ووقف شراء النفط السوري ومنع وصول الأسلحة والعتاد العسكري إلى الجيش النظامي السوري.
وشدد رئيس الدبلوماسية التونسية على أن ذلك يتعين أن يكون على أساس مبدأ حماية وصيانة وحدة الأراضي السورية، وسيادة سوريا، رافضاً في هذا السياق الدعوات إلى التدخل العسكري في سوريا.و قال “نحن لا ندعو إلى تدخل العسكري، ولا نرغب في استخدام القوة، أو السلاح، ولا نريد الدخول في لعبة الأمم الكبرى، كما لا نريد تكرار تجارب تدخل عسكري فاشلة في المنطقة.

أضاف البيان إن المؤتمر يريد أن تكون العقوبات «رسالة واضحة» تجاه النظام السوري «بأنه لا يمكن له مستقبلا الاستمرار في الاعتداء على مواطنيه دونما عقاب».

كذلك أعلن المؤتمر دعم المعارضة السورية و«أثنى على جهود المجلس الوطني السوري الرامية إلى تكوين هيكل واسع وتمثيلي». وجاء في البيان أيضاً أن «مجموعة الأصدقاء تعترف بالمجلس الوطني السوري كممثل شرعي للسوريين الساعين إلى إحداث تغيير ديموقراطي سلمي، واتفقت على تعزيز التزامها الفعلي للمعارضة السورية».

ركز المؤتمر بشكل أساسي على الوضع الإنساني وتجاهل الحل العملي _ رغم الحديث عن مفاوضات سرية تركز على الدعم العسكري للمعارضة _ ولكنه لم يلبي طموحات الشعب السوري. جاءت التوصيات على شكل بيان بدون توفر أي آليات تنفيذية للمتابعة والرصد، أي إنها ستبقى مجرد حبر على ورق.

إن ما يجري في سوريا هي مذبحة حقيقية ترتكب ضد الشعب السوري المسالم واعتقد السوريون المناضلون في سبيل الحرية إن مؤتمر تونس لأصدقاء الشعب السوري سيكون الخطوة الأولية بالاتجاه الصحيح للتخلص من هذا النظام الدموي، ولكنهم يعتقدون إن ما حصل في المؤتمر هو مجرد كلام ولن يوفر أي دعم حقيقي للشعب السوري. حيث يعرف السوريون إن هذه الصبغة الإنسانية التي يروجها المشاركون في المؤتمر لن تنجح في وقف آلة عنف وقمع النظام الاسدي ،وأجمع عدد كبير منهم ان صيغة البيان تعكس واقعا قاسيا وهو أن العالم الخارجي ليس بوسعه فعل الكثير لوقف العنف مادامت روسيا والصين ترفضان استصدار قرارات من مجلس الأمن الدولي ضد سورية.

يرسل ثوار سورية برسالة إلى المجتمع الدولي، تقول:

نقدر عالياً مشاركتكم في مؤتمر أصدقاء الشعب السوري، ونقدم لكم كل الشكر والامتنان على وقوفكم معنا ودعم نضالنا من أجل الحرية والعدل والكرامة؛

شكرا ولكننا لا نريد تنظيراً وذكراً للمآسي والأحزان، نريد حلولاً عملية لا يمكن رفضها من أي طرف، وكان يمكن فرضها من قبل المجتمع الدولي، على الأقل ليحفظ ماء وجهه بعد المجازر والجرائم ضد الإنسانية التي تركتب بحق شعبنا وأطفالنا ونساءنا، هذه المجازر أعادتنا إلى قصص القرون الوسطي ومجازر المغول والتتار، إن لم يكن الوضع الحالي أكثر فظاعة من تلك الروايات المروعة.

أيها المجتمع الدولي، إلى كل المؤسسات الحقوقية ومنظمات حقوق الإنسان، إلى كل دعاة الحضارة والتمدن في هذا العالم، سيسجل لكم التاريخ وإلى الأبد! أنكم رسبتم وبكل جدارة في امتحان الإنسانية…ترتكب المجازر والجرائم ضد الإنسانية في حق الشعب السوري، واكتفيتم بإصدار البيانات والتوصيات... وسيبقى هذا الرسوب المخزي وصمة عار في جبينكم، وإلى الأبد!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هكذا دخلت شرطة نيويورك قاعة هاميلتون بجامعة كولومبيا حيث يت


.. وزير الدفاع الأمريكي يقول إن واشنطن ستعارض اقتحام رفح دون خط




.. وقفات احتجاجية في جامعات الكويت للتضامن مع غزة


.. وزير الخارجية الأمريكي: إسرائيل قدمت مقترحات قوية والكرة الآ




.. الجيش الإسرائيلي ينشر مشاهد قال إنها لتجهيز فرقتين للقتال في