الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذكراك ألمٌ توجع كل فلسطيني -غسان كنفاني -

يوسف فواضلة

2012 / 2 / 26
القضية الفلسطينية



كلماتٌ شقت طريقها بالقوة ، فحققت ما لم يحققه الرصاص فكانت الكلمة الصارخة و المعبرة التي إحتضنت شعباً بكامله مزخرفةُ صورة تحمل الكثير من معاني الإضطهاد و العذاب و التشرد و الحرمان التي عاشها الشعب الفلسطيني ، ضربت في الأعماق فكان صدى صوتها عالياً حيث أسمعت العالم بأسره عن تجربةِ شعبٍ خاضها بالكفاح ولم يستغني عن الأدب و الكتاب ، فكيف كل ذلك و هو غسان الأنسان و القضية العادلة و الوطن الجريح الذي ينزف منذ 39 عاماً.

فلم يرحل و لم يمت الأديب و الرسام و الصحفي و المناضل الشهيد غسان كنفاني ، فها هي الذكرى ال 39 تمر على رحيل احد أبرز أدباء فلسطين و قادتها الذين لم يكتفوا بحمل السلاح للدفاع عن وطنه ، بل حمل أعباء القضية الفلسطينية من خلال " القلم " فهو أول من لفت انتباه الشعب الفلسطيني و العالم بأسره لأدب فلسطين حيث كان ذو رؤية عميقة و شخصية تحليلية تملك من التجربة الثورية ما لا يملك غيرها.

فهكذا قال غسان : " ليس المهم ان يموت أحدنا ، المهم أن تستمروا " ، فهو كان على يقين بأن كل رجلٍ فلسطيني يدافع عن وطنه بمختلف الوسائل المتاحة فهو على موعد ٍ مع الشهادة " الموت " و لكن الأهم من الموت هو الأستمرار في العمل و الكفاح ، " فالشمعة تحترق لتنير الطريق لغيرها "، فغسان لم يقف عند الموت مع أن الجميع يصمتون له ، حيث رأى في الموت عطاء اخر و تضحية تكتمل مع الأخرين ، " فدم الثأر على الثأر دين " فمن هنا تبداء الحكاية ممزوجة بموسيقةٍ ثورية يكون السلاح آلتها و أزيز الرصاص نغماتها و الثأر الفلسطيني عازفها و الموت بداية ثأرٍ لها.

"فأذا كنا مدافعين فاشلين عن القضية ، فالأجدر بنا أن نغير المدافعين لا أن نغير القضية "، على عكس الكثيرين ممن يصرون متعمدين على تغير إتجاه القضية و حرف بوصلتها الوطنية ليس سوى لمصالح شخصية و لحساب أجندة إسرائيلية و غربية تسعى من خلالهم لألحاق الضرر بالقضية الفلسطينية و إنجازاتها التاريخية التي حققها أبناء الشعب الفلسطني في الداخل و الخارج ، فغسان على عكسهم جميعهم فحبه لوطنه و إيمانه الشديد بعادلة و حتمية انتصار القضية الفلسطينية ، حيث المشكلة تكمن في الأشخاص " المدافعين " عن القضية و ليس في القضية نفسها.

فرغم رحيل الرفيق غسان كنفاني إلا أن صدى و عبق كلماته ما زالت تتردد في ذاكرة فلسطين و شعبها كله ، فكما قال الكاتب المصري يوسف ادريس في الأديب و المناضل الشهيد غسان كنفاني : " أقرائوا كتب غسان كنفاني مرتين ، مرة لتعرفوا أنكم موتى بلا قبور ... و مرة لتعرفوا أنكم تحفروا قبوركم بأيديكم ".
عذراً رفيقي فلم أجد سوى حبر قلمي عن النزف أمامك يا شهيد فلسطين ، و قلم المضطهدين و المظلومين ، وأقحوانة المقهورين ...

فأغفر لي غسان !! فمن منكم يريد الغفران ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس كولومبيا يعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل ويعتب


.. -أفريكا إنتليجنس-: صفقة مرتقبة تحصل بموجبها إيران على اليورا




.. ما التكتيكات التي تستخدمها فصائل المقاومة عند استهداف مواقع


.. بمناسبة عيد العمال.. مظاهرات في باريس تندد بما وصفوها حرب ال




.. الدكتور المصري حسام موافي يثير الجدل بقبلة على يد محمد أبو ا