الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما تكون المعارضة جزء من الازمة

زارا صالح

2012 / 2 / 26
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية



قدمت الثورة السورية ومن خلال ارادة وصمود هذا الشعب نموذجا فريدا من روح المقاومة والاصرار على نيل الحرية ليس فقط بين بلدان الربيع العربي بل و للعالم أجمع عبر ثورتها السلمية وهي تواجه اشرس انظمة الاستبداد دموية وعنفا اتجاه شعوبها وهي بذلك فرضت على العالم نيل تعاطفهاواحرجته لكي تكون الخطوة الاولى والمتاخرة وهذا الاجماع الدولي الكبير على ضرورة رحيل نظام الاسد ومن منبر الجمعية العامة للامم المتحدة أي بمعنى ان هناك اجماعا دوليا ولو بشكله السياسي والمعنوي والذي يفتقر الى خطوات عملية تؤثر على وضع حد لوقف القتل على اقل تقدير وهو ما فشلت في تحقيقه تلك الدول قاطبة في مؤتمر تونس, مما حدا بالوزير السعودي الى رفع البطاقة الحمراء في وجه العالم اجمع لتعلن المملكة وبحكم معرفتها بطبيعة النظام حقيقة ألية دعم هذا الشعب المظلوم وبانه لن يسمع لاية نداء أو مبادرة سوى التي تبقيه محتفظا بسلطته الابدية, أي لابد من وجود قوة عسكرية تنهي الاحتلال البعثي الاسدي لسوريا والذي دام اكثر من أربعة عقود.
واذا كانت الصراعات الاقليمية والدولية هي التي تتحكم بمصير الثورة السورية فتجعل من هذا الشعب قربانا في بازار مصالح هذه الدول التي تتلكأ في حمايته فان الثورة ماضية في طريقها نحو النصر مهما كانت التضحيات وهذا هو قرار الشعب السوري عندما انتفض في وجه هذا النظام الاكثر وحشية وتعطشا للدماء.
لقد تغيرت المفاهيم والتوازنات السياسية بعد الربيع العربي وبات من المؤكد ان تتعامل الدول الكبرى مع هذا الواقع الجديد وبان من كان يحمي اسرائيل طيلة تلك الاعوام مثل نظام الاسد ومبارك وغيره قد رحلوا ولابد ان تغير هي ايضا في رؤيتها نحو الشعوب وارادتها للتغيير وقرارها بان تحكم هي نفسها بعد الان عليه فان المساومة على دماء السوريين في لعبة السياسة وكسر العظم ومراعاة مصالح دول الجوار سيكون خطأ فادحا,خاصة وان تلك الدول تبحث عن مصالحها اولا فمثلا تركيا مارست نفاقا وكذبا في قضية دعمها للشعب السوري لانها بالاساس تبحث عن دور اقليمي مركزي لها ومن منطلق حماية الامن القومي التركي أولا وحساسيتها الزائدة والعنصرية تجاه قضية الشعب الكوردي عموما. هذا عدا عن ايران التي تقدم دعما مباشرا للنظام وتضغط على العراق ايضا في هذا المنحى. وهي بذلك لاتتقدم الا على نظام المافيا الروسي الذي يمارس الدعارة السياسية بصورتها العارية بعيدا عن اخلاق الشعب الروسي وانسانية مبدعيه من امثال تولوستوي ودستويفسكي وغيرهم....
أي ان هناك توافق دولي ولو بشكله المبتور على ضرورة دعم الشعب السوري وتنحي الاسد, ولكن في المقابل نرى بان المعارضة السورية ومنذ بداية الثورة كانت تفتقر الى الوحدة أولا ثم الى الرؤية السياسية الواضحة حول الموقف من النظام والية اسقاطه وملامح سوريا فيما بعد وهي بذلك قدمت خدمة لهذا النظام واطالت في بقائه من خلال هذا التشتت وعدم ايجاد ممثلية موحدة. بل على العكس فانها كانت تزاود على النظام نفسه في بعض الاحيان من خلال تمسكها بتلك الثقافة الشمولية والاقصائية والوطنيات التي لاتغني عن شيئ دون ان تعبر عن صوت الشارع السوري الثائر الذي يطالب باسقاط هذا النظام والحماية الدولية والتدخل العسكري لانها السبيل الوحيد للتخلص من هذا النظام في حين كنا نسمع ونقرأ في برامج الكثيرين من هيئات المعارضة شعارات تتوافق مع الابقاء على نظام بشار مثل ( السيادة الوطنية, لا للتدخل الاجنبي, لا للطائفية ولا للتدخل العسكري , وحدة وطنية وغيرها من هذه الخزعبلات ) ونحن نقول كيف يمكن الحديث عن سيادة وطنية في سوريا وفي ظل هذا النظام الذي يحتل البلد منذ اكثر من اربعة عقود؟؟ كيف تسترخصون دماء الشعب السوري بدعوتكم لكي يلقى مصيره من القتل والفتك على يد هذه العصابة وكان البعث لم يكن احتلال منذ بدايته؟؟ كنتم تقبلون بالدعم والتدخل التركي ولم تعتبروه تدخلا خارجيا !!! وعلى سبيل الذكر فقد دعوت في احدى التظاهرات امام السفارة السورية في لندن ( وكان هذا في بداية شهر نيسان أي بعد مرور شهر من عمر الثورة ) الى ضرورة ان تدخل المنظمات الانسانية والصليب الاحمر الدولي وكذلك الحماية الدولية ولماذا هذا الخوف من التدخل الخارجي؟ استهجن العديد من اقطاب ما يسمى بالحرس القديم للمعارضة هذا النداء ورفضوه في وقت كانوا يتوسلون الاتراك للتدخل وعقد الصفقات, ترى ما موقفهم اليوم بعد لقاء تونس وهذا الحجم الهائل من الضحايا يوميا ؟ لماذا لايتدخلون لحماية هذا الشعب الذي مطلبه هو الحرية والانقاذ من الابادة ولن يكون ذلك الا عسكريا.
ثم ما سر هذا التهافت على طلب الاعتراف بالمجلس الوطني السوري في وقت نحن بحاجة الى وقف حمام الدم السوري اولا وهو ما يتطلب وحدة جميع اطياف المعارضة والتي لاتعبر اليوم عن صوت الثورة وشعاراتها, وهذه الرسالة كانت موجهة من قبل المجتمع الدولي ايضا لكي تشكل اساسا جامعا لجميع المكونات والطوائف السورية وترسم ملامح سوريا المستقبل وخريطتها السياسية وتكون اساسا يعتمد عليه من قبل الدول الداعمة للثورة السورية والبدء بالمرحلة الانتقالية التي تطمئن السوريين جميعا بان حقوقهم مصانة من خلال الدستور وحتى يبعد شبح الخوف لدى اطياف عديدة من اعادة انتاج دكتاتوريات على اسس عرقية او دينية.
هذه الصورة القاتمة مع الاسف لواقع معارضة لم ترتقي لقامة الثورة أولا ولا لمطالب وشعارات الشعب المنتفض منذ عام تحاول مقارعة نظام دموي استبدادي يحتاج الى جهود دولية من اجل الاطاحة به وقبل ذلك الى وحدة صف المعارضة المطالبة بنكران للذات احتراما لدماء شهداء هذه الثورة والتشرف بحمل لواء تمثيلها في الخارج ومن خلال رؤية سياسية واضحة بعيدة عن الفكر الشمولي والاقصائي ليكون سوريا وطنا لكافة مكوناته حرة ديمقراطية برلمانية علمانية وعلى اسس من اللامركزية السياسية تكون عمادها الفيدرالية لسوريا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرسالة المفتوحة رقم 02 من المكتب السياسي لحزب التقدم والاشت


.. The Solution - To Your Left: Palestine | عركة التحرر - على ش




.. -جزار طهران- أو -نصير الفقراء- .. كيف سيتذكر الإيرانيون إبرا


.. شرطة نيويورك تعتقل بالقوة متظاهرين متضامنين مع غزة في بروكلي




.. قراءة عسكرية.. ما الذي يحدث بين الفصائل الفلسطينية وجيش الاح