الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شعبنا لا يريد

تميم معمر

2012 / 2 / 26
القضية الفلسطينية


لعل الجميع يعرف ويدرك أنه عندما تريد قوة ما السيطرة على شعب , فإنها تجعله يفتقد لقمة عيشه حتى لا يتجاوز تفكيره حد البحث والتفكير في كيفية توفير لقمة العيش , وقد مارس الاحتلال الإسرائيلي مع شعبنا هذه الطرق وأكثر , لكنه فشل في السيطرة على قدرة شعبنا نحو الاستمرار في صموده والدفاع عن كافة حقوقه ..
لكن المؤسف والأشد ألماً في حالتنا الآن هو ملف المصالحة , والتي ملّ شعبنا ذكر اسمها – بل وأصبح شعبنا في حالة لم يستطع الاحتلال فرضها عليه , في حين أن حالة الانقسام استطاعت النيل من آمال شعبنا وقدرته حتى أصبح في حالة من عدم الاكتراث بأي شيء , مكتفياً رغماً عنه في البحث فقط في كيفية توفير لقمة العيش وكيفية توفير المياه خلال الساعات المحدودة التي يتم فيها مد المنازل بالكهرباء ..
خمس سنوات وحالة الانقسام تراوح مكانها , ومن مبرر لآخر .. وكأن هناك من تجرّد من كل إحساس بحالة الشعب الذي فقد الأمل في كل شيء , في حين يراد منه الخروج في مسيرات لنصرة الأقصى في يوم الأقصى .
رأينا وشاهدنا المسيرات وحجمها !! وكأن الأقصى بحاجة لسماع مكبرات الصوت , أو خروج الإذاعات المتحركة في الشوارع مع بعض الحناجر التي لا زالت تردد نفس الشعارات الرنانة دون خجل , لا اعرف , هل نخدع أنفسنا أم الشعب ..! هذا في حين يواصل الاحتلال ابتلاع مزيد من الأراضي بالمدينة المقدسة , واستمرار الحفريات أسفل المسجد الأقصى , وكذلك ابتلاع الكثير من الأراضي في محافظات الضفة ..
لا بأس .. فقد يكون هناك من اختزل فلسطين في " دولة قطاع غزة .. " . كذلك لا زلنا ننتظر العون من الأمة العربية دون خجل .. الأمة العربية لم تبخل ولن تبخل في دعم شعبنا في مختلف جوانب حياته اليومية وفي تعزيز صموده وصولاً لبيت المقدس , لكننا نحن لا نريد أن نتنازل لبعضنا ولو من أجل عذابات شعبنا المغلوب على أمره , وكأننا نسينا القول بأن " درء المفاسد أولى من جلب المصالح " .
ربما تجاوز شعبنا قدرته في التكيّف مع الألم .. فكلنا ندرك حجم أزمات شعبنا ومآسيه باختلاف أسبابها وتعددها , لدرجة ربما أوقعت شعبنا في حالة من عدم الاكتراث بحجم حالة الألم الفظيع التي يعيشها .
فماذا أصبح يريد شعبنا ؟! وبماذا يفكّر ؟! لا أعتقد أنه أصبح يريد ويفكر في شيء أكثر من كيفية توفير لقمة العيش لأسرته وأطفاله .. فظيع لو تمكّن الخوف من شعبنا لدرجة تجعله يخشى الإعلان أو التعبير عن رفضه لهذه الأحوال , باعتبار هناك تجارب سابقة في البطش والقمع والاستهانة بالإنسان وحقوقه من قبل الأجهزة .. رغم أن حالنا وواقعنا لا يحتاج لأدلة أكثر مما هو واقع وظاهر , حيث الوصول لمنتهى الألم واليأس , بل ليس غريباً أننا أصبحنا بحاجة لمستشفى للأمراض العقلية والنفسية بحجم مآسينا وما نعيشه ونراه ..
أعتقد أن منتهى الظلم والقسوة أن يتم ترك فئة تقرر مصير شعب بأكمله حسب مصالحها الخاصة متناسية أن الديمقراطية التي توصل جهة للحكم تعني احترام الشعب وإرادته !! لنا الله .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلينكن في الرياض.. إلى أين وصل مسار التطبيع بين إسرائيل والس


.. طلاب مؤيدون للفلسطينيين يرفضون إخلاء خيمهم في جامعة كولومبيا




.. واشنطن تحذر من -مذبحة- وشيكة في مدينة الفاشر السودانية


.. مصر: -خليها تعفن-.. حملة لمقاطعة شراء الأسماك في بور سعيد




.. مصر متفائلة وتنتظر الرد على النسخة المعدلة لاقتراح الهدنة في