الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللائحة الطلابية بين مطرقة الاستبداد وسندان الاسلاميين

عصام محمد عبدالصبور

2012 / 2 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


كانت اللائحة التي وضعها اتحاد طلاب الجمهورية عام 1976 تتويجا لسنوات من النضال خاضها طلاب مصر فى الدفاع عن استقلال جامعتهم لتكون الجامعة فى صدارة المشهد الوطني ، ومع استمرار نمو وتصاعد الحركة الطلابية ومشاركتها القوية فى انتفاضة الخبز " 18 ، 19 يناير 1977” وبعد سحق تلك الانتفاضة حاول نظام السادات بكل قوته اجهاض تلك الحركة الطلابية نهائيا فأخرج الاسلاميين فى مواجهة القوى اليسارية حيث كانت معركة تكسير عظام ..لم يكن الفكر هو سلاح تلك المعركة بل كانت الاسلحة البيضاء هى شعارها والعنف هو طريقها ولكي يكتمل مسلسل الاجهاض الغى السادات لائحة 76 واصدر لائحة جديدة فى عام 1979 تقييد الحركة الطلابية وكان ذلك متزامنا مع تزوير انتخابات مجلس الشعب.

وحينها اطلق السادات كلماته الشهيرة : “أنا بقول إضراب، اعتصام، تعطيل للدراسة، عمل البلطجة إللى بيتم داخل حرم الجامعة ممنوع، استغلال المادة المتفجرة في الشباب إللى هما الطلبة لا، لا يجب أن تكون في الجامعة مرة أخرى أبدا، رسالة المعاهد التعليمية هي العلم، مفيش اجتماعات سياسية داخل الجامعة إطلاقا، إللى عايز يشتغل سياسة يروح يدور على الحزب إللى هو عايزه بره" وقد سانده فى ذلك الاخوان المسلمين والجماعات الاسلامية والتي قد سمح لها السادات بالسيطرة على الاتحادات الطلابية ليبدأ مسلسل القمع لسنوات.

وبعد قيام الثورة الثورة المصرية حين قد بدأت الانظار تتجه الى اللائحة الطلابية وعلت الاصوات المطالبة بتغييرها فقد حاول الثنائي الشهير "الديكتاتورية الحاكمة والاسلام السياسي" الهيمنة على تلك اللائحة الجديدة ومحاولة اصدارها فى صورة مشوهة وقد اشترك بذلك الاخوان مع طلاب الحزب الوطني المنحل فى ما يسمى باتحاد طلاب مصر حيث اعدوا لائحة لا تختلف كثير عن لائحة 76 “ بتعديلتها لعام 2007" وقد رفض الطلاب تلك اللائحة فى المؤتمر الذي اقيم فى جامعة القاهرة والذي ادى الى انسحاب عدد من الاتحادات الطلابية ورفض اقرار تلك اللائحة ، ولكن استمرت محاولتهم فى كتابة لائحة بعيدا عن اعين الطلاب واقرارها رغما عنهم وبالفعل صاغوا اللائحة الجديدة التي اعلن عنها وزير التعليم العالي وعلى الرغم من ان تلك اللائحة الجديدة قد اتاحت قدر من الحرية الطلابية ولكن ظلت بها نفس عيوب اللوائح التي سبقتها واهمها:

اولا: مازالت تصر اللائحة على ان الاتحاد هو الممثل الوحيد الشرعي للطلاب وبذلك تمنع اللائحة وجود اى تنظيمات طلابية اخرى سواء كانت تنظيمات سياسية او نوادي فكرية وتجعل عضوية اتحاد الطلاب اجبارية لجميع الطلاب ويقتطع رسوم الاتحاد من المصروفات الدراسية ككل وغير مسموح بسداد رسوم الاتحاد بشكل منفصل مما يخل بفكرة الاتحاد كتنظيم طلابي مستقل.

ثانيا: مع اعتبار الاتحاد هو الممثل الوحيد للطلاب فإن اللائحة قد اضافت عدة معوقات على الترشح للاتحاد واهمها ان يكون مستجدا فى فرقته والا يكون من طلاب التعليم المفتوح والوافدين والدراسات العليا وبذلك تجعل اللائحة هؤلاء الطلاب اعضاء اجباريا بالاتحاد وتمنعهم من تأسيس تنظيمتهم المستقلة ومع ذلك تحرمهم من الترشح ﻷى مركز قيادي بالاتحاد.

ثالثا: على الرغم من ان اللائحة الجديدة قد ازالت بعض معوقات اقامة النشاط الطلابي مثل الغاء نظام الريادة الا انها قد حكرت ذلك النشاط على الاتحاد فقط وغير مسموح لغيرهم بإقامة النشاط الطلابي الا بعد الحصول على اذن مسبق من الاتحاد.

رابعا: حددت اللائحة اوجه النشاط الطلابي المسموح به بالتفصيل وعلى الرغم من انها سمحت بالنشاط السياسي الا انها حصرت ذلك النشاط فى اللجنة السياسية التابعة للاتحاد وقد قصرت ذلك النشاط على التوعية السياسية الايجابية مما يجعل اى نشاط يحاول ان ينظمه الطلاب مهدد بانه غير ايجابي وبالتالي الغاءه وعقاب من قام بتنظيمه.

ان تلك اللائحة ليست سوى كمثيلتها من اللوائح السابقة التي تجحف حقوق الطلاب وتهدرها ، وتثبت هذه اللائحة ان العقلية القديمة للنظام مازالت هى التي تحكم حيث لعبوا دور الوصاية على الطلاب وكتبوا لائحة تنظم شئونهم بعيدا عنهم وصادروا حقهم فى كتابة لائحة تعبر عنهم وعن افكارهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تصعيد إسرائيلي ضد حزب الله.. هل نشهد غزة جديدة في بيروت؟ | #


.. الرئيس التنفيذي لدائرة الحلول منخفضة الكربون في -أدنوك-: نست




.. المتحدثة باسم البيت الأبيض: الإدارة الأمريكية تشعر بالقلق إز


.. رصد لأبرز ردود الغعل الإسرائيلية على اغتيال القيادي في حزب ا




.. وزير الخارجية اللبناني يتهم إسرائيل بـ-الإرهاب- بعد انفجارات