الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من اين يأتي الاطفال في اسكندنافيا؟

كامي بزيع

2012 / 2 / 26
العلاقات الجنسية والاسرية


من كيس الطحين ...من الملفوف...من البحر ...من السماء... هكذا تتعدد الاجابات حول مجيء الاطفال، فغالبا ما يهرب الاهل من السؤال المحير الذي يلح عليهم اطفالهم بمعرفته، من اين جاؤوا ؟ وفي كل منطقة من العالم، هناك جواب مختلف يعتمده الاهل في اسكات حشرية البراءة، بعيدا عن ذكر الطريقة الحقيقة للولادة، خصوصا في العهود القديمة حيث كانت الشعوب تعتبر ان الانجاب هو من الاسرار التي لا يمكن البوح بها، والتي يجب ان يلفها الغموض والتكتم الى اقصى حد. فكيف كان يتم اخبار الاطفال عن الولادة عند شعوب اسكندنافيا.
اعتادت الام الاسكندنافية قديما، باخبار صغارها لتفسير ولادة طفل جديد، ان طائر اللقلق او اللقلاق اتى بالمولود عبرالمدخنة ولكي يلفت نظرها ويسترعي اهتمامها يقوم بعضّ قدمها قبل رحيله مما يلزمها الاستراحة في الفراش لبضعة ايام . طبعا يصدق الاولاد الامر دون ان يتبادر الى ذهنهم الشك، وقد تبدو فكرة اخبار الاولاد بهذه القصة لتغطية قدوم طفل جديد الى المنزل مقبولة خصوصا وان الاطفال يولدون غالبا في المنزل، ولكن لماذا طائر اللقلاق بالذات؟ وماالذي يجعله مميزا الى هذا الحد؟
ولمن لا يعرف طيور اللقلاق لا بد وصفها قليلا فهي تتميز بارجلها الطويلة واجنحتها الواسعة وهي من الطيور المهاجرة، وتطير بشكل ممتاز وتصل الى ارتفاعات كبيرة، وتتميز طيور اللقلاق بانها خرساء وصوتها ليس الا هسهسة وقعقعة المنقار وكان الاسكندنافيون قد راقبوا طويلا هذه الطيور التي اعتبروها مصدر اطفالهم .
في اسكندنافيا يعتبر اللقلاق من الطيور المعمرة بل ان رؤيتها أمر مألوف ومعتاد عند معظم السكان، فاللقلاق يعيش سبعين عاما يعود سنة بعد اخرى لبناء عشه والتزاوج فوق مداخن البيوت، وهو لا يخطأ ابدا في العودة الى المدخنة ذاتها التي يتخذها عنوانا له مهما غاب . لذلك يبدو اعتياديا جدا منظر الاعشاش على مداخن البيوت، ومن صفات اللقلاق الانسانية اذا صح التعبير انها تولي اهتماما ورعاية بالطيور المسنة والعاجزة فتؤمن لها الغذاء وتفرش اجنحتها فوقها لحمايتها وتدفئتها وهو ما لا تفعله أكثر الحكومات في العصر الحديث مع مواطنيها .
ولم يقتصر اعجاب الاسكندنافيون وحدهم بطائر اللقلاق بل ان الرومان القدماء كانوا قد تأثروا بسلوك طائر اللقلاق النبيل تجاه آبائه واجداده خصوصا وانه من الطيور الحنونة كما ذكرنا، فوضعوا – اي الرومان- قانونا لتطبيقه على المجتمع يجبر الابن تحمل المسؤولية في رعاية اهله المسنين، بعدما اقتبسوا الشرائع من طائر اللقلاق . وهو الامر الذي طبقته جميع المعتقدات والشرائع والتي لا تزال سارية المفعول الى الآن وفي كل زمان وكل مكان .
حاز طائر اللقلاق على شهرة كبيرة نتيجة صفاته وعطفه وهو الامر الذي دفع الاسكندنافيون لاعتباره المخلوق المثالي الذي يدفع بالطفل الجديد عبر المدخنة بل مثالا يقدمونه لابنائهم ورمزا انسانيا يمكن ان يكون قدوة لبني البشر .
وقد ساعدت قصة الكاتب الدانماركي كريستين اندرسن الذي عاش في القرن التاسع عشر في نشر هذا الاعتقاد الاسكندنافي عبر العالم .
مهما كان رأينا حول معتقدات الشعوب وعاداتها فلا شك ان الاطعال كانوا وسيبقون ابدا ربيع الحياة وفرح السنين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صاحبة مشروع الحبوب والأعشاب الجافة أسماء عبد السلام


.. ليبيا معرض زراعي اقتصادي يوفر فرص عمل للمرأة الجنوبية




.. صاحبة مشروع صناعة السعفيات فوقه صالح


.. رئيسة جمعية التنمية الريفية بالمنطقة الجنوبية عائشة محرز




.. تا?ثير نقص الغذاء والظروف البيي?ية على النساء في الحروب