الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رؤية في استراتيجية الهيمنة الاميركية و دراسة علاقتها بازمة 2008 المالية

وليد مهدي

2012 / 2 / 28
العولمة وتطورات العالم المعاصر


إهداء للأخ عبد الله الإحسائــي

موضوع اليوم قراءة في طبيعة الآلية الاقتصادية – العسكرية التي تنتهجها الولايات المتحدة الاميركية في تعاطيها مع مجريات العالم المعاصر انطلاقاً من رؤية صانعي القرار فيها لما يعرف بالحقبة الاميركية ، هذه الاستراتيجية التي بدأت منذ انهيار الاتحاد السوفييتي ارتطمت بعوائق كان لابد للاميركان من ازالتها بسيناريوهات عدة لاجل الوصول للحلم الاميركي ..
موضوع اليوم يركز على هذه العوائق وسيناريوهات تعامل البيت الابيض معها وفق رؤية فاحصة ودقيقة لمجريات الاحداث خصوصاً بعد احداث سبتمبر 2001 وما يعرف اليوم بالربيع العربي .

(1)

حكومـــة العالــم الاميركية وهيمنـة الدولار

معظم سلع وحاجيات العالم الاستهلاكية تنتج حالياً في آسيا بوجه عام والصين على وجه الخصوص ...
لكنها تنزل للأسواق " العالمية " مسعرة بالدولار ، لتؤول واقعية التحكم غير المباشر بها للحكومة الاميركية !
نحن نعلم بصورة بديهية ان ما يسمى " الدولة " هي التي تتحكم بالقوات المسلحة وتفرض الامن والقانون ، ولعل صورة القوات المسلحة ونوعية سلاحها هي اول ما تطرأ على اذهاننا ..
ننسى دائماً ان هذه الدولة هي نفسها التي تسك " العملة النقدية " الوطنية وتشرف على طباعتها ..
بالتالي ، اهم ما لا نشعر به في العادة هو إن الولايات المتحدة الاميركية عبارة عن " نصف حكومة عالمية " تشرف بشكلٍ مباشر على التحكم وطبع العملة النقدية الدولية التي تسمى " الدولار " وقد ساعدتها الحربين العالميتين الاولى والثانية في القرن العشرين لتكون " نصف حكومة " عالمية لها نفوذ على اي دولة واي شعب في هذا الكوكب عبر سيطرتها على عملة التداول الدولي (الدولار) بعد انهيارات دراماتيكية في الاقتصاد العالمي ذو المركزية الاوربية السابقة ..
لا ينقصها اليوم لتكون حكومة عالمية كاملة وليست ناقصة إلا " تدميــر " جيوش العالم الاستراتيجية ذات القدرة على خوض الحروب عبر القارات وتحويلها إلى ما يشبه اجهزة شرطة اقليمية أو ما يمكن ان نسميه " الجيوش المشلولة " ، ليبقى الجيش الاميركي هو الجيش الوحيد القوي في العالم وهو ما تحاول العمل عليه بشكل تدريجي في الدول التي تقع تحت سيطرتها ..
عند ذلك فقط ، يمكن اعتبار الولايات المتحدة نفسها حكومة العالم الوحيدة حسب طموح صانعي القرار في البيت الابيض بما يسمونها الحقبة الأميركية American Epoch ..
لكن لم يحن الوقت بعد ، هي لا تزال تعمل وبشكل ممنهج على إضعاف الجيوش العالمية التي تنضوي تحت سيطرتها في اوربا الشرقية والبلقان وآسيا الوسطى وعموم اوربا منذ انهيار الاتحاد السوفييتي في العام 1991 ، حينما اعلن بوش الاب ان القرن الحادي والعشرين سيكون قرناً اميركياً ..

(2)

إن ما تفعله اميركا بشكل منهجي في الدول التي احتلتها كألمانيا واليابان والعراق وافغانستان والدول التي تهيمن عليها مثل دول الخليج ، ورغم كل الفوارق الكبرى التي تميز بينها ، لكن المشترك بينها جميعاً هو دفع الاميركان لهذه الحكومات إلى بناء انماط من هذه الجيوش المشلولة التي لا يمكنها التأثير خارج حدودها الوطنية ..
وعلى سبيل المثال ، ما يسمى بالجيش العراقي والافغاني اليوم عبارة عن شرطة محلية مزودة ببعض الاسلحة الحربية الثقيلة ، لكن ، لا يسمح بالتزود بالأسلحة الاستراتيجية التي تجعل منها جيوشاً كبرى يمكنها ان تحوز على ثقل جيو استراتيجي في محيطها الاقليمي ..
كذلك في اليابان والمانيا ، رغم محاولة هذه الدول الصناعية الكبرى تحويل جيوشها إلى استراتيجية " كونية " لكن الولايات المتحدة عبر قنوات تحكم صارمة تمنعها من ذلك ..
واكثر من هذا ، هي اليوم تنشر مشروعها هذا تحت غطاء الديمقراطية في المنطقة بعمل منهجي لتدمير الجيوش العربية منذ تدمير الجيش العراقي في 1991 و الجيش الليبي في 2011 والعمل على تفكيك وتحطيم الجيشين المصري والسوري اليوم .. وصولاً للجيش الايراني والكوري الشمالي ( حسب الاستراتيجية المعلنة ) ومن ثم تتفرغ للصين قبل ان تدخل في مواجهة سياسية اقتصادية وعسكرية لو تطلب الامر مع روسيا في نهاية المطاف ..
( وفق الاجندة غير المعلنة التي تشير لها وقائع ما يجري على الساحة السياسية الدولية ) .
الجماهير العربية الثائرة باتت اليوم وقوداً وسلاحاً لتحقيق مشروع الحكومة الاميركية العالمي الغامض غير الواضح .. الذي تقوده نخبة المال المهيمنة على الاقتصاد الرأسمالي العالمي عبر سيطرتها على عملة التداول الدولية " الدولار" والتي تمول المنظمات الدولية التي ترفع شعارات حقٍ ( حقوق الإنسان ) يراد بها باطل الهيمنة ببناء نظام عالمي جديد تقوده الولايات المتحدة ..

(3)

تمتلك الدول بصورة طبيعية مجهودات العمال والفلاحين وما ينتجوه بصورة تلقائية عبر تحويلها لقيمة انتاجهم إلى (عملة نقدية ) وطنية محلية التداول ورقية صادرة بموجب القانون ، ويتم تداولها في الاسواق ..
نتذكر هنا ما قاله صدام حسين سابقاً عن كلفة مشروع " الجسر ذي الطابقين " بانها لم تكد تساوي سوى بضعة كيلوغرامات من الاوراق وبضعة ليترات من الحبر ( المطلوب لطباعة العملة النقدية ) ..
الولايات المتحدة الاميركية تتحكم وتمتلك بصورة طبيعية مجهودات كل عمال العالم ، لأنها وبنكها الفيدرالي الاميركي والبنوك الاوربية المنضوية تحت هيمنته هي المالك الحقيقي للمنتجات الصينية والآسيوية " المصدرة للعالم " ما دامت بقيمة سعرية دولارية ..
لا توجد من ناحية عملية ، وقبل ازمة 2008 المالية العاصفة ، اي تهديدات على المدى القريب على " الدولار " وفق هذه الدينامية في بنية الاقتصاد العالمي ..
كانت ستبقى الولايات المتحدة في صدارة الاقتصاد العالمي رغم انها لا تنتج اغلب سلع وحاجيات العالم لان صنبور الضخ والتحكم النقدي الدولي بين ايديها ..
إلا أن مشكلة النخبة المالية العالمية هي " القلق " والخوف من تغول الصين وعودة المارد العسكري الروسي من القمقم ، إضافة لتنامي الدور الايراني في منطقة الخليج ، العصب الاهم الذي يعوم الدولار كعملة كونية بسبب نفوذ الشركات البترولية الانجلوسكسونية هناك .
هذه كلها ، جعلت الاقتصاديين الأميركيين يفكرون كثيراً في طريقة تستعيد بها الولايات المتحدة مركزيتها كدولة انتاج وتصدير وليس فقط كدولة مالية تتحكم بالعملة الكونية الاساس .

(4)

اسباب قلق الاقتصاديين وصانعي القرار الغربيين تتلخص بالآتي :

1- الوقت يمر بسرعة قبل ان يتمكن المشروع الاميركي بدعم الديمقراطية من الوصول إلى غاية تحويل الشرق الاوسط وآسيا الصغرى إلى كيانات مقسمة من دول غير قادرة على تحريك جيوش يمكنها إنجاز حروب استراتيجية قبل العام 2020 , حيث تصبح الصين قوة عالمية عظمى تصعب مواجهتها اقتصادياً وعسكرياً .

2- ذلك بالنسبة لعودة المارد الروسي للاستفاقة ، اذ بدأت روسيا تحريك سياسات اقتصادية و تعاونات اقليمية وامنية مع دول الاتحاد السوفييتي السابق بما ينذر بتحولات تقوي روسيا ونفوذها في اوربا وهو ما دفعها لإحاطة روسيا بمنظومة الدرع الصاروخي .

3 - على الرغم من فعالية الحركات الراديكالية والمؤسسات الليبرالية المدعومة من واشنطن واروبا في روسيا والصين ، مثل الشيشانيين الانفصاليين وكذلك التيبتيين والمسلمين في تركستان الشرقية في الصين ، إلا ان هذه الحركات والتيارات ضعيفة الحراك في ظل وعي وطني قومي روسي صاعد ، ووعي قومي وطني صيني " ممتاز " مدعوم بظروف اقتصادية متنامية متطورة .

ازاء هذا كله كان لابد من التفكير بهز هاتين الدولتين ، ربما بحدث عالمي يمكنه ان يثير الاضطراب ويزعزعها من الداخل ويتيح للحراك الجماهيري والتذمر الشعبي من التزايد والارتفاع ..
فما الذي فكر به الانجلوسكسون لهز الصين وروسيا ؟
وهل فعلاً كانت ازمة 2008 مفتعلة ..؟؟

(5)

دراســة في ازمة 2008 المالية

التكهن التالي مجرد نظرية وليست رؤية جازمة موثوقة :
حينما ارتطم المشروع الاميركي المعروف بالقرن الاميركي او الحقبة الاميركية باستمرار تنامي الصين الاقتصادي وعودة نهوض روسيا كامبراطورية عسكرية وفق الصيغة المعاصرة لمفهوم الامبراطورية ، وبعد محاولات كثيرة فاشلة " لتهريب " الديمقراطية وفوضى التظاهر والانقسامات لهاتين الدولتين ، كان لابد لأميركا من ان تستخدم اهم ورقة في يدها لضرب نهوض وتقدم الصين وروسيا ..

وهي القيمة التداولية للدولار ..

وفق هذا السيناريو يمكننا ان نعيد رسم الخريطة السياسية للاقتصاد العالمي بالآتي :
الاقتصاد الاميركي اليوم قائمٌ على قرنين اثنين ، الاول هو بترول الخليج والثاني هو الدولار ..
قبلت اميركا بالتضحية باحد قرنيها ، التضحية بالدولار بحدود العام 2007 لاجل ان تبقى مهيمنة عسكرياً على الخليج للعشرين سنة القادمة ( حسب تقديراتها وحساباتها ) ..
اذ بدات الولايات المتحدة بالإلحاح على الصين لكي ترفع من قيمة عملتها اليوان مقابل الدولار ، لكن استجابة الاخيرة لم تكن إلا ضمن نطاق محدود ..
فرفع قيمة العملة الصينية مقابل الدولار من قبل البنك المركزي الصيني يقود إلى تخفيض قدرة التصدير الصيني بمقابل رفع القدرة التصديرية للولايات المتحدة ..
سعت الولايات المتحدة إلى اقناع الصين بمثل هذه الخطوة طوال السنوات التي سبقت الازمة المالية العالمية في 2008 ، اذ كان من الصعب ان تقوم اميركا بتخفيض قيمة الدولار مقابل اليوان الصيني بنفسها ..!!
السبب هو ان الدولار عملة عالمية وليست عملة محلية التداول كما هو اليوان ..
الدولار الاميركي هو مسطرة القياس التي تقاس بها بقية العملات الكونية ولا يمكن التلاعب بها ..
ولكي تخفض اميركا قيمة دولارها مقابل اي عملة فلا ينفعها ان تفعل ما تفعله اي دولة عبر اتخاذ بنكها المركزي خطوات اجرائية تحدد قيمة صرف الدولار تجاه اي عملة كما تفعل اي دولة بعملتها المحلية ..

وبلغة الارقام والبورصات ، اميركا هي الدولة الوحيدة التي لا تستطيع فعل ذلك .. إلا إذا ... خفضت القيمة التصنيفية العامة لاقتصادها المحلي برمته ، فيؤدي هذا حسب توقعات مسبقة إلى انخفاض قيمة الدولار عالمياً ..

لكن ما حدث فعلاً في ازمة الرهن العقاري الاميركية ..العجيبة .. ان اقتصاد اميركا انفجر وانهار مع هذا ، لم تنخفض قيمة الدولار كثيراً امام عملات عالمية بسبب لجوء العديد من دول العالم إلى تخفيض قيمة عملتها المحلية مقابل الدولار بما يتناسب وحجم الازمة .. وهو ما عرف لاحقاً .. بحرب العملات ..!!!

كانت حرب العملات هي الضربة القاضية غير المتوقعة التي بددت تضحيات اميركا بسمعتها واقتصادات الدول الحليفة لها ..

وهكذا ، ظهرت الازمة المالية وكانها مفتعلة من قبل شركات صناعية اميركية محلية تسعى لخفض قيمة الدولار كي توفر فرص تصديرية اكبر لمنتجاتها ..

لكن ، كيف يمكن لهذه الشركات خفض قيمة عملة دولية دون مساعدة وتدخل من الاحتياطي الفيدرالي الاميركي وكبرى البنوك في الولايات المتحدة ؟؟
فلكي تنخفض قيمة الدولار عالمياً ، يجب ان يحدث عكس ما يحدث لتخفيض عملة محلية ، اي تـُـفقد السيولة النقدية من ارض الولايات المتحدة بدلاً من زيادتها لتزيد في اكثر الاسواق العالمية نشاطاً واكثر البلدان تصديراً في آسيا .. وتحديداً الصين ..والشرق الاوسط ..

(6)

( فقدان السيولة في اميركا هو فتيل القدح في الازمة )

ولو عدنا إلى حمى تصاعد سعر البترول قبيل الازمة ( وصل إلى 140 $ للبرميل ) ، وارتفاع صادرات الصين ونمور آسيا إلى مستويات قياسية غير مسبوقة ، نفهم إن الدولار كان يتكدس فعلاً في تلك المناطق ..
وان حركة " طبيعية " للاموال ( بلايين الدولارات ) يمكن ان تحدث من بنوك الولايات المتحدة نحو الشرق الاقصى بدوافع الربح عبر الاستثمار ، ومن المفترض ان افلاس كبرى البنوك في العالم ، بنوك اميركا الكبرى ، سيؤدي إلى تخفيض قيمة الدولار بشكل سريع مقابل اليوان والين وبقية العملات ..
وهو ما يتيح للاحتياطي الفيدرالي الاميركي ان يعيد صياغة " النظام المالي العالمي " صياغة جديدة ..

كأنها ( 11 سبتمبر ) مالية جديدة يكون لاميركا على اساسها امكان صياغة العالم من جديد ..
لكن كلا الحدثين لم تفلح اميركا في ان تصيغ العالم بموجبهما صياغة جديدة ..

بدت اميركا فيهما مثل الروبوت الذي لا يفهم سوى برنامج واحد يدرك العالم من خلاله وهو :
برنامج الفوضى الخلاقة ..!
ثقة من يصنعون القرار في اميركا خلال ما اسموه الحقبة الاميركية نمت عن عدم نضج واستهتار غير معقول ..
فتوجهات النيوليبرالية وافكار ميلتون فريدمان بصب النقد في الاسواق ولو " بالهيلوكوبتر " واعتبار التضخم جزء من هيكلية النظام الراسمالي ، دخلت عليها في مطلع القرن الحادي والعشرين افكار جديدة للتحكم في نهر الدولارات الخضراء وحسرها مؤقتاً عن دولة المركز وتضخيمها في الشرق ما ادى لهذه الهزة العنيفة في رهون عقارات الولايات المتحدة التي تشكل قيمة دفترية تبلغ عشرات ترليونات الدولارات قبل 2008 ما اصاب " قيمة " الاقتصاد الاميركي الرقمية بصدع كبير لا تزال تداعياته حتى الآن ..
" ربما " اميركا هي التي اصطنعت كل هذه الفوضى في العالم لكي تستعيد مكانتها التي كانت عليها بعد " فوضى " الحرب العالمية الثانية في القرن الماضي ودمار الاقتصاد العالمي ، حيث اصبحت بعدها دولة انتاج اول ( اقتصاد حقيقي ) تمتلك اكبر قوة عاملة في العالم بنفس الوقت هي التي تطبع الدولار العملة الكونية الرائجة ..
الذي حصل اليوم ان اسعار النفط عادت للارتفاع من جديد ، وهو ما يعني ارتفاع الطلب العالمي على الدولار ..
بالتالي عودة الامور إلى ما كانت عليه قبل ازمة 2008 وعودة الصين للعملقة من جديد ..
وبدلاً من ان تتحطم اقتصاديات دول مستهدفة مثل الصين وروسيا ، راحت الدول الحليفة للولايات المتحدة في اوربا والشرق الاوسط هي المهتزة المتضعضعة الاستقرار ( اليونان ، اسبانيا ، البرتغال ، مصر ، تونس ) وذلك بعد فترة وجيزة من ازمة العام 2008 ..
اذ اهتزت الاقتصادات الريعية كثيراً حتى في دولة مثل الامارات العربية المتحدة ، وكان من نتيجة هذه الصدمة ما عرف بالربيع العربي في تونس ومصر وما تلاه من ازمة سياسية في الشرق الاوسط لا تزال مستمرة ليومنا هذا ..
فقد بينا في مطلع الموضوع بان استراتيجية السيطرة تحتاج إلى تفتيت الجيوش الاستراتيجية ، وما يجري في الصين وروسيا يرسم تنامياً لهذه الجيوش رغم انها لا تكافيء مجتمعة امكانيات وقدرات " الجيوش " الاميركية ..
مع ذلك ، وجود هذين الجيشين يشكل حجرعثرة وتهديد استراتيجي حقيقي للحقبة الاميركية والقرن الاميركي ..
لهذا السبب كانت تسعى اميركا جاهدة لبناء حلف استراتيجي مع الهند وكوريا الجنوبية وتايوان واليابان قبل العام 2008 لكنها لم تفلح ، ووجدت الهند متزنة في علاقاتها مع جيرانها ولم تقبل الدخول في مواجهة سياسية لنفوذ الصين ..

وكذلك فعلت مع روسيا باحاطتها بالدرع الصاروخي والحراك السياسي نحو الديمقراطية في دول الاتحاد السوفييتي السابق من اوربا الشرقية ..

(7)

لا يبدو في الافق ان اميركا تعيد امساك زمام الاقتصاد الكوني ، اقتصاد العالم منفلت من بين يديها وكذلك الشرق الاوسط ، لا يبدو انها ستتخلص من مشكلته الكبرى ( ايران الاسلامية ) قريبا لتتفرغ بشكل كامل للصين ونفوذها العسكري المتنامي وتغولها الاقتصادي الصاعد ..
اميركا عملاق كوني تاريخي في حالة سقوط ، لكن من ينظر لهذا العملاق من الاسفل ، حكام الخليج بوجه التحديد ، يتصور انه عملاق ينحني فقط ..!
هم لا يدركون بعد ان العملاق الاميركي يسقط عليهم وقريباً سيشعرون بعظم الكارثــة ..
هم لا يصدقون ان اميركا لم تفتعل الربيع العربي ، لكنها تسعى لاسناد نفسها بدول ( ما بعد ) الربيع العربي.
لا يمكن لهؤلاء الحكام استيعاب فكرة ان اميركا خسرت كل اوراقها في السيطرة على العالم ، ما تبقى في يدها اليوم فقط ورقة واحدة :
تحطيم الجيوش العربية بالكامل وتحويل حكومات وشعوب المنطقة " الديمقراطية " الجديدة إلى اكوام من البارود المشتعل الذي يزحف تدريجياً ليتجاوز اوكرانيا واذربيجان وبيلاروسيا إلى روسيا بوتن ، ويتجاوز ايران وباكستان وافغانستان إلى الصين الشعبية الشيوعية ..
الامل في " الحرية " المزيفة هو آخر اوراق الولايات المتحدة لعولمة الربيع العربي ليضرب روسيا والصين ..
لتتم من ثم إعادة صياغة العالم من جديد واستعادة اوربا والولايات المتحدة لمكانتها كدول المركز الصناعي والمالي للعالم .. ولكن هيهات !
ما سيطيل عمر هيمنة اميركا فقط هو الحكومات الهزيلة على غرار مشايخ البترول والملوك في الشرق الاوسط والتي لن تتم بشكلها النهائي المطلوب إلا بعد تدمير النظام في سورية وتحطيم جيشها ..
فالجيش المصري مشلول الحركة ، والجيش العراقي مسح من الخريطة ، لم يتبق إلا الجيش السوري.

(8)

واعيد لاكرر في مقال اليوم كما ذكرت هذا في مقالاتٍ خلت..
روسيا والصين تدركان جيداً اكثر من اي وقت مضى بأن اميركا المفلسة تعول على تصدير مفاهيم الحرية الفضفاضة عبر الإعلام الموجه للقضاء على خصومها الاستراتيجيين وتفكيك كل جيوش العالم القوية لتتحول بجيشها إلى " الحكومة العالمية " المتحكمة المقتدرة ، وان روسيا والصين اهداف مؤجلة لهذه الحرب المستعرة منذ العام 1991 حين تفكك الاتحاد السوفييتي وتحركت اميركا لبدء قرنها المزعوم بتحطيم الجيش العراقي في حرب الخليج الثانية لإخراجه من الكويت ..
هما تدركان جيداً ان صمود نظام الاسد ونظام ايران الاسلامية يعني تاخير المواجهة الحقيقية مع الاستراتيجية الاميركية " اليائسة " والاخيرة لتحقيق سيطرتها النهائية المطلقة على العالم ..
سنبقى في تأمل هذا المشهد ..
مشهد السقوط المدوي للعملاق الاميركي ، سيكون حينها لذلك الحادث وما بعده حديث ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سلم قلمك
بهروز الجاف ( 2012 / 2 / 28 - 06:15 )
نعم عزيزي وليد هكذا تقرأ الأحداث، مشكور أنت وعبدالله الاحسائي.


2 - العزيز وليد الورد
عبد الرضا حمد جاسم ( 2012 / 2 / 28 - 06:32 )
تحيه وشوق
نعتذر عن التواصل ولكن سنعود قريبا
نعم القرن الامريكي هو قرن في راس ثور في حلبة مصارعه مثخن بالجراح وهائج
نعم انها تهوي ومن ينظر اليها من اسفل يعرف حجم الكارثه من تحرك مركز الثقل لكن غباء الحثاله في الخليج يصور لهم انحناءه بانه انحناء رحيم لا يحتاج سوى الى قضبان حديديه لتدعيمه
اكرر التحيه ايها الباشط الثاقب


3 - يكفي
jamal alsalim ( 2012 / 2 / 28 - 07:45 )
يكفي عهر يا هذا امريكا ستبقى تتسيد العالم لفترة طويلة ولديها احتياطي خيالي من الصخر الزيتي سيجعلها مركز الطاقة العالمي بعد نفاذ بترول الشرق الاوسط


4 - انه صراع الكبار عزيزي وليد مهدي
وليد يوسف عطو ( 2012 / 2 / 28 - 08:46 )
الاستاذ وليد مهدي الجزيل الاحترام يبدو تحليلك صائبا وانه صراع الكبار وشعوبنا ستدفع الثمن . اعتقد ان دول الخليج ستحترق في هذا الصراع وستعمل الولايات المتحدة على حل جزء من ديونها وازمتها بابتلاع ثروات الخليج بطرق شتى وتبديد احتياطاته من الاسهم والسندات والاموال المودعة في الغرب . على المودة نلتقيك ايها الغالي دعاؤك لي بالشفاء فانا امس واليوم في وضع صحي سلبي مع خالص مودتي .


5 - جيش أبو شحاطة
سوري فهمان ( 2012 / 2 / 28 - 09:48 )
السيد وليد المحترم .لقد أديت جهدا تشكر عليه لتوضيح رايك في هذا المقال ولكنك اوردت معلومات خاطية فيما يتعلق بجيش النظام . واريد أن سمحت أن أنبهك عندما نكتب مقال كاهذا يجب أن نستند على مراجع علميه أو أدبيه ولا تكفي العاطفه لان ذلك يضيع وقتنا ويوجه القاري إلى إستنتاج خاطي. نعم لقد كان الجيش السوري قبل وصول المقبور إلى السلطة قبل تسليم الجولان ( العميد خليل بريز كتاب سقوط الجولان) وغيره جيشا قويا . ولكن نظام المافيا كما في عهد صدام فكك هذا الجيش وحواله إلى عصابات لحمايته. وبعد الإتفاق النهائي مع اللوبي الصهيوأمريكاني السلام مقابل الحكم لم يتحرك جيش النظام مره واحده ضد إسرائيل ما عدا مشاركته في حفر الباطن مع أمريكا وإسرائيل والدول الرجعيه لغزو بلدك . وقتل الأف الفلسطينين في لبنان والسورين في حماه و اليوم في جميع انحاء سورية. .


6 - جيش أبو شحاطة 2
سوري فهمان ( 2012 / 2 / 28 - 09:49 )
لقد أديت الخدمة الاجبارية كضابط في هذا الجيش وانا أعرفه أكثر منك . والشعب السوري يسميه (جيش أبو شحاطة) لان ميزانيته مسروقة من العصابه الحاكمه .وان لم يقدر القضاء بعد سنه على الثورة المباركة فلا أعرف كيف يهدد جيش أبو شحاطة أمريكا أو اسرائيل . لذلك أرجو منك توخي الدقة
وشكرا.


7 - تحية
موجيكي المنذر ( 2012 / 2 / 28 - 17:06 )
كلنا نعلم بسعي أمريكا للسيطرة على العالم

قد يسأل أحدنا: وما المشكلة في سيطرة دولة عظيمة متقدمة متحضرة مثل امريكا على بقية دول العالم؟
أليست قوانين ومبادئ ودستور أمريكا تعد من أرقى وأفضل وأحدث ما توصلت إليه تجارب الإنسانية؟

ألنْ نتنعّم جميعنا كبشر بعد الهيمنة الأمريكية، وبعد إذعاننا وتسليمنا بهذه الهيمنة ودون مقاومة، ألن ننعم بقدر من العيش الهني، الذي لن يرقَ لعيشة المواطنين الأمريكيين ولكنه في أسوأ الأحوال قد يعتبر أفضل بأضعاف من عيشنا الآن كشعوب لدول عالم ثالث ورابع وعاشر؟

ليس التساؤل هنا هو دليل إعجاب أو افتخار، وإنما هو تساؤل يفرضه تلمّسنا لأحوال مواطنينا بعد هجرتهم واستقرارهم في أمريكا

بغض النظر عن حفظ الانتماء لقومية أو عرق أو جنسية ما، والحيلولة دون الذوبان في الهيكل الأمريكي بعد سيطرته المفترضة على العالم، بغض النظر عن ذلك أرجو من السيد وليد مهدي الإجابة على ما بدر من تساؤل وفق رؤيته العميقة لمجريات الأحداث

شكراً


8 - شكرا سيدي المفكر الراقي على الاهداء
عبد الله الاحسائي ( 2012 / 2 / 28 - 18:52 )
شكرا سيدي المفكر الراقي على الاهداء في منتجع الحوار المتمدن مقصد كل طالبي كمال العقول ولياقة الفكر – تحليلك عميق جدا لا يعيه اللا الراسخون في الفكر واود ان اطرح بعض الومضاة:
1-الدولار والنفط والسلاح يشكلون قاعدة القتصاد الامريكي وكما قال كسنجر في زماناته -يجب على امريكا ان لا توقف الحروب في العالم بل تتعلم طريقة ادارتها 2-الاقتصاد الصيني متشبك مع الاقتصاد الامريكي الساعي دائما لاضعاف الصين وتحويله الى مصنع كبير للعالم بدون اي مخالب وهو ما يرفضه الصينيين 3- المعركه القادمه بين محور الصين روسيا ورئس حربته ايران ومحور امريكا اوروبا ورئس حربته تركيا الاخوان والعربان سوف تكون حرب الحراب وهم من سوف يدفعون الثمن 4-منطقة الخليج تشهد هده الايام ارهاصات الحرب عن طريق التعبئه الطائفيه الممنهجه والمقوننه ضد الشيعه والتي لم تشهد المنطقه مثيلته فهل تصدق مقولة كسنجر عند بدء الحرب العراقيه الايرانيه -بدئة حرب المائة عام بين السنه والشيعه- ومقولته عند بدء الثوره السلميه في البحرين-يجب على امريكا ان لا تسمح بسيطرة الغالبيه الشيعيه في البحرين على الحكم لما يشكلونه من خطوره على الاستراتيجيه الامريكيه في المنطقه 4- صراع المحاور المصيري بدء في سوريا ونتيجة المعركه سوف تعطي المحور المنتصر ميزة فرض الشروط لتسوية الازمه 5- نعم امريكا هي وحش بدء يهرم وهو ايل للسقوط على المدى البعيد فما نحن فاعلون


9 - لتحالف الاخواني الامريكي والدي تبلور في الهجم
عبد الله الاحسائي ( 2012 / 2 / 28 - 20:40 )
التحالف الاخواني الامريكي والدي تبلور في الهجمه المنضمه ضد سوريا قد تجلى في اعادة تموضع حماس التي تغلبت غريزته الطائفيه عللى مصالحها الاستراتيجيه واتوقع ان تكون اول كبش للفداء بعد انتصار اي محور-الصين وروسيا تعلم ان الاخوان بتحالفهم مع امريكا قد اعطو وعود بتحريك خلاياهم النائمه في تركستان الشرقيه ضد الصين وفي تركستان الشماليه ضد روسيا في حال انتصارهم في المفصل السوري وكلنا يعلم الخوان يشكلون اكبر خطر حقيقي على دول حكومات مجلس التعاون لتغلغلهم في مجتمعاتها وصعوبة محاربتهم طائفيا بالاسلوب الديموغاجي كما هو الحال مع ايران وكما قال احد المفكرين ان عامود سماء الاقليم يقع وسط دمشق فان وقعت تقع السماء على الاقليم بمن فيه فكلا المحورين قد احرق مراكبه في تلك المعركه لمصيريتها


10 - للاخ بهروز الجاف
وليد مهدي ( 2012 / 2 / 29 - 05:17 )
تحية لك اخي الكريم بهروز

وشكرا على تعليقك


11 - الرفيق ابا الحيدرين-حمد لله على السلامــة
وليد مهدي ( 2012 / 2 / 29 - 05:19 )
تحية لك استاذ عبد الرضا

شكرا لتعليقك عمنا الغالي , طولت الغياب ، وارجو ان يكون المانع خيراً

دمت بالف خير ايها الشامخ


12 - الاستاذ وليد يوسف عطو
وليد مهدي ( 2012 / 2 / 29 - 05:29 )
تحية لك ايها الكريم

شكرا لتعليقك والف سلامة عليك , ارجو ان تطمئني عنك , بعثت لك رسالة في البريد

دمت بالف خير


13 - الاخ سوري فهمان
وليد مهدي ( 2012 / 2 / 29 - 05:34 )
تحية لك اخي الكريم

الجيوش العربية كلها ضعيفة بل حتى الجيشين الروسي والصيني لو اجتمعا ضعيفين امام اميركا

لكن المعادلة الجيوسياسية لا تحسب وفق هذه القياسات الكلاسيكية في العلوم العسكرية الحديثة

المنطقة العربية فتيل ناري زاحف نحو الشرق والشمال لروسيا
لاجل اشعال هذا البارود لتحقيق الهدف تحتاج اميركا ازالة الجيوش في الجمهوريات العربية من طريقها
وهذه لا تفهمها انت اخي الكريم بمجرد ان تكون خدمت في جيش الشحاذين كما تسميه
مثلك انا خدمت في الجيش العراقي السابق المتهالك , مع هذا ، كان هذا الجيش عائق امام النفوذ الايراني وتعاظم النفوذ الاميركي في المنطقة ..!!

دمت


14 - الاخ موجيكي المنذر مع الاعتزاز
وليد مهدي ( 2012 / 2 / 29 - 05:37 )
اخي الكريم

انا احاول العودة لكتابة المواضيع العلمية وكنت قررت ان هذا مقالي الاخير في السياسة

لكن لا باس

في قادم الايام ساخبرك بمقال مهدى لك شخصياً , لماذا لا تصلح اميركا لقيادة العالم وتعميم نموذجها , سندرس ماهي السلبيات وما هي الايجابيات

شكرا لك على هذه الاستفسارات الهامة جداً

تحية وإلى الملتقى


15 - الى المعلق رقم 2
سلمان الاسدي ( 2012 / 2 / 29 - 05:44 )
دخيل محمد متكولي شنو الباشط الثاقب اعتقد اني سامعه من مسلسل الكارتوني كراندايزر وهو اخو السلاح الرافش الحارق
اما بالنسبه للاخ الكاتب والمحلل الاستراتيجي اتمنى ان لاتسرح بخيالك كثيرا وتؤلف قصص وتحليلات على مزاجك كما يفعل هيكل في تحليل كل شارده و وارده حتى عند دخول كيسنجر الحمام هناك تفسير وتحليل هيكلي والان نسمع تحليل باشطي ثاقبي حارقي
هللهلله ويانا يمعودين


16 - الاخ الكريم عبد الله الإحسائي مع المحبــة
وليد مهدي ( 2012 / 2 / 29 - 05:44 )
اخي الغالي

واجبنا توعية الناس بنبذ العنف والتخلي عن التخندق الطائفي
بنفس الوقت الذي نحرص فيه بالضغط على الحكومات بالحراك السلمي لاجراء الاصلاحات

ورأينا ما كانت النتيجة في سورية والتغيير الجذري الذي بات فجره يبزغ اليوم بارادة النظام او دون ارادته

علينا ان نوعي الناس ان حكام الخليج دمى تحركها الامبريالية وسنين الرفاهية التي جلبتها لشعوبها ستعقبها سنين مريرة من الحرمان والخيبة اذا ما سحبت اميركا قواتها في الخليج تحت اي ضغط او ظرف

بالنسبة للسماء في دمشق , يمكنها ان تقع فقط اذا وصل للسلطة في روسيا حكومة على شاكلة جورباتشوف وادارته وهذا ضعيف الاحتمال حتى لو لم يصل بوتن

الرابع من اذار القادم يوم مفصلي في تاريخ البشرية
اذا وصل بوتن بزخم شعبي جيد

فتوقع منه تصريحات جديدة وسياسة صدامية جديدة مع الغرب وربما يعلن تحالفاً امنياً واستراتيجياً صريحاً مع سوريا ولبنان وايران
هو وطقمه لا يصرح بذلك الآن ليحافظ على هدوء التوتر قبيل الانتخابات في روسيا

ولكل حادث حديث
دمت بالف خير


17 - الرفيق والصديق وليد مهدي
فؤاد النمري ( 2012 / 2 / 29 - 06:16 )
سعدت كثيراً بباحث مثل وليد يضع قدمه على الطريق الصحيح في مقاربة العلوم السياسية والعلاقات الدولية والكشف عن طبيعة الأزمة التي تهدد مصير العالم. الملاحظة الأولى على مقالتك أنها حملت من القضايا الكبيرة المعقدة التي لا تقوى على حملها مقالة أو حتى كتاب. لذلك أشير هنا إلى رؤوس أقلام
ـ 80% من الانتاج الأميركي هو خدمات والخدمات لا تصنع ثروة ومن هنا فقد الدولار الغطاء
ـ كانت أمريكا على شفا الانهيار في العام 1973 حسب تصريح وزير الخزانة الأميركي لولا الأغنياء الخمسة اجتمعوا في رامبويية وقرروا إعفاء الدولار من أي غطاء وهو ما يعني أن أميركا تستطيع أن تنفق قدر ما تشاء على حساب العالم
ـ ليس لدى أميركا اليوم أية مشاريع استعمارية غير حفظ القيمة الفعلية للدولار مساوية لقيمته الاسمية الأمر الذي يعني استعمار العالم لكن بغير أدوات الاستعمار المعروفة
ـ تستخدم أميركا قواها العسكرية في الحفاظ على الدولار (عملة ملك) لكن بحذر شديد حتى بمواجهة دولا رثة مثل العراق وأفغانستان وأذكر بأن أميركا أرغمت على وقف الحرب على العراق في 91 بإنذار سوفياتي
تابع


18 - الرفيق والصديق وليد مهدي
فؤاد النمري ( 2012 / 2 / 29 - 06:53 )
ـ أميركا اليوم مارد ساقاه من فخار. تمرده ليس بفعل قواه الذاتية بل بفعل رضا العالم. هو اليوم مستعمرة صينية وبأدوات الاستعمار المنقرض. الفوائد التي تدفعها أميركا سنوياً للصين هي حوالي 50 مليار دولار
ـ أزمة الرهن العقاري نجمت عن أم الموظفين يعملون في الخدمات التي لا تصنع ثروة ويستهلكون ثروة هي بالتالي من إنتاج العمال وهو ما أفلس البنوك
ـ كنت كتبت عن الربيع العربي في 12 فبراير السنة الماضية وأمره يتعلق بانهيار البورجوازية الدينامية في السبعينيا الناجم أصلاً ةعن انهيار المعسكر الاشتراكي. تهيأت الفرصة إذاك لاختطاف السلطة من قبل عصابات لا تنتمي لأي طبقة ولا تمتلك مشروعاً اجتماعياً ولذلك تجد النهوض في الجمهوريات المختطفة وليس في الملكيات. الشعوب تستعيد السلطة من مغتصبيها لكنها لن تجد من يحكم وستعود لحالة السبعينيات حيث الطبقات الثلاث في حالة إفلاس تام

الرفيق مهدي
المواضيع التي تناولتها في مقالة صغيرة هي مواضيع حدية في مسار التاريخ في عصرنا الراهن. حبذا لو بحثت في كل نقطة على حدة، فالمواصيع تستحق فكر وليد مهدي
مع خالص محبتي


19 - المعلم الاستاذ فؤاد النمري _ 1
وليد مهدي ( 2012 / 2 / 29 - 08:59 )
شكرا لك استاذنا العزيز على هذه الملاحظات ورؤس الاقلام التفصيلية في الآليات والوقائع التاريخية التي تخص ما نهجته الولايات المتحدة في تسيير شؤون العالم المالية ( الهيمنة على الاقتصاد الكوني ) عبر التحكم بالهيكلية المالية

في الحقيقة , وددت توضيح خريطة عامة جديدة لمثل هذه الدراسات والكتب
فكل ما في المكتبات ينط لنا بالاستنتاجات عبر الارقام الاقتصادية والقيم الرمزية التي تمثلها دون الالتفات لواقع الترابط والعلاقات التي تسيطر على تبدلات وانسايبية التغيير المتعمد لهذه الارقام , اذ تظهر الازمة في الهيكل المالي وكانها طبيعية

تفاصيل دقيقة اوردتها الصحف ومراكز البحوث عن بدايات ازمة الرهن العقاري وعلاقتها بألية الإقراض
مع ذلك , الازمة حادة إلى ما وراء تلك الآليات , وكما تذكرها انت سيدي الكريم في مقالاتك هي عميقة وقديمة من ايام الحرب الباردة واليوم الفقاعات تتفجر هنا وهناك

المهم , اننا نراقب كيف يمكن لاميركا ان تتصرف ازاء ازمة هيكل اقتصاد كوني فرض نفسه ربما حتى الاقتصاديين في اميركا انفسهم لايفهمون العديد من جوانبه لاسباب تتعلق بعدم وجود رؤية شاملة لاقتصاد كوني


20 - المعلم الاستاذ فؤاد النمري _ 2
وليد مهدي ( 2012 / 2 / 29 - 09:30 )

استاذي ومعلمي الرفيق فؤاد

اتمنى ان تقرأ لي موضوعاً يتعلق برؤيتي لهيكل الاقتصاد العالمي التبادل , ساحاول ارساله لك في البريد وحسبما يسمح به وقتك , فهو يتناول رؤية بيانية اعتقد بانها فوق رقمية للاقتصاد الكوني ويمكن من خلالها الانطلاق لرسم صورة جديدة للاقتصاد العالمي

سارسلها لبريدك استاذنا بعد قليل

خالص تحياتي لك مع تقديري وامتناني الكبير ايها الغالي


21 - شكرا على رسالتك
وليد يوسف عطو ( 2012 / 2 / 29 - 13:07 )
الاستاذ والاخ وليد مهدي .. دمت لي ايها الغالي انا قادم للتو من الوظيفة وشكرا على ردك وساقرا رسالتك المرلة بالبريد اي الايميل بعد عناء العمل واليوم حالتي افضل ولو ان المثل يقول لايصلح العطار ما افسده الزمن وانا احس اني في خاتمة العمر ولكن انتم وامثالكم من سيستمرون في العطاء مع خالص مودتي .


22 - تحية إلى : وليد مهدي
أحـمـد بـسـمـار ( 2012 / 2 / 29 - 15:12 )
مقال جيد, صحيح, آكاديمي. يستحق المحاضرة والتدريس في كليات العلوم السياسية المختلفة الجنسيات. وكم أتمنى من السيد ولبد مهدي متابعة البحث الجدي في هذا المجال وترجمته إلى اللغتين الفرنسية والانكليزية, ومحاولة نشره في المواقع والمنشورات الجامعية. وأنا واثق أنه سيلقى نقاشات واسعة إيجابية في الأوساط العلمية المهتمة........
بانتظار بقية مساعيك واهتماماتك وأبحاثك الآكاديمية الصحيحة من هذا المنوال الجيد.....
لك كل مودتي وصداقتي.. وأطيب تحية مهذبة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحقيقة الواسعة

اخر الافلام

.. مصير مفاوضات القاهرة بين حسابات نتنياهو والسنوار | #غرفة_الأ


.. التواجد الإيراني في إفريقيا.. توسع وتأثير متزايد وسط استمرار




.. هاليفي: سنستبدل القوات ونسمح لجنود الاحتياط بالاستراحة ليعود


.. قراءة عسكرية.. عمليات نوعية تستهدف تمركزات ومواقع إسرائيلية




.. خارج الصندوق | اتفاق أمني مرتقب بين الرياض وواشنطن.. وهل تقب