الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ناضل المخلصون من أجل أن يحكم العراق رئيس عشيره

هشام عقراوي

2005 / 1 / 12
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


ليست ماركسية و لا شيوعية عندما نقول بأننا الان نعيش في عصر الراسمالية و المجتمع يدار حسب قوانينه وأن عصر الاقطاع هو في طريقة الى الزوال و خاصة بشكلة التقليدي و صارت محاولات الابقاء على النظام الاقطاعي التقليدي القديم، تخلفا و أرتدادا على روح العصر. بمعنى أخر نستطيع القول بأنه من الممكن أن تستمر العلاقات الاقطاعية في ظل النظام الراسمالي و لكن ليس بألامكان الاحتفاظ بقيادة النظام الاقطاعي في ظل نظام راسمالي متطور و ناضج و تسيير المجتمع حسب قوانين النظام الاقطاعي.
بعد التطور الذي حصل في العالم أجمع و في النظام الاداري العالمي للدول و الاحزاب و فئات المجتمع المختلفة، لم يعد للاقطاعيين حظ ولا أمكانية علمية للاستمرار في الحكم أو حتى محاولة الابقاء على العلاقات الاقطاعية المثالية و أضطروا نتيجة للتطور الاقتصادي و العلمي في عوامل الانتاج و بالتالي علاقات الانتاج، الى تغيير علاقاتهم و نظامهم من أجل الاستمرار و البقاء. اي أن الاقطاع وعلاقاته بشكله القديم هو في طريقه الى الزوال. و أذا كان النظام الاقطاعي ثورة أقتصادية في يوم من الايام فأنه اليوم يرمز الى التخلف و خاصة في شكلة القديم المعادي و المعيق للتطور.
العراق كدولة و مجتمع لا يخرج عن هذه القاعدة و التطور و التغيير الحاصل في العالم يشمله أيضا و يؤثر فيه و يتاثر به. و نتيجة لذلك نرى طغيان الراسمالية و علاقاته على المجتمع منذ عشرات السنين مع بقاء النظام الاقطاعي بشكل أو بأخر في العراق. وحاول النظام تارة ضرب هذا النظام و علاقاتة و تارة أخرى تقويتة و تغذيته من أجل البقاء.
بشكل عام يمنكننا القول ان الاقطاعيين و النظام العشائري التابع له، لم يشارك في عملية التغيير الديمقراطي و الليبرالي و لا الاشتراكي و لا القومي في العراق (ما عدا حالات قليلة) لا بل وقفوا الى جانب النظام الصدامي و الحكومات الدكتاتورية
خدمة لمصالحهم الطبقية و العشائرية. وكانوا في الكثير من الاحيان جزءا من النظام الحاكم. هنا ينبغي عدم الخلط بين القيادات الدينية و التجمعات العشائرية.
اذا كانت العشائر العراقية قد حاربت الى حد ما و في بداية عهد الاستعمار االبريطاني، فانهم وضعوا أمكانياتهم المادية و البشرية في خدمة النظام الصدامي و أذا أعدنا النظر في لقاءات الدكتاتور صدام حسين مع رؤساء العشائر العراقيين لوجدنا صور أغلبية رؤساء العشائر و هم يقدمون المدح و الثناء لصدام ويتبرعون لقادسياته.
أغلبية رؤساء العشائر كانوا مع النظام و القلة القليلة أختارت الحياد، و لكنهم لم يشاركوا في النضال الدائر ضد صدام و نظامة الدكتاتوري. و القوى الوحيدة التي قاتلت و ناضلت و دفعت القرابين ثمنا للاطاحة بصدام هي القوى الديمقراطية و اليسارية و الاشتراكية و الدينية. هؤلاء ناضلوا من أجل عراق ديمقراطي حر. عراق معاصر و متطور فيه الكل متكافئون ومتاسوون.
لم يناضل اليساريون و العلمانيون من أجل ان يستلم رئيس عشيرة أو أقطاعي مقاليد الحكم.
منذ أن أطيح بصدام والعراق في دوامة و لم يتبلور لحد الان شكل نظام الحكم فيه، لا بشكلة الدستوري و لا بشكلة السياسي. وبين الخلافات و عدم الاستقرار و عدم الوضوح و عدم الجدية التي تتواجد فيها الاحزاب العراقية العلمانية و قوى المعارضة الحقيقية السابقة و الحاكمة الان، أستطاع الاقطاعيون و العشائر السيطرة على الساحة السياسية في العراق. وأستطاعوا الوصول الى الحكم و قيادة العراق في شخص السيد غازي الياور الشمري. (وهو ليس موضوع البحث). و هناك الكثير من المرشحين لقيادة العراق في القوائم الانتختابات القادمة وصار رؤساء العشائر في مقدمة بعض هذه القوائم بدلا من المناضلين و الثوريين و حتى التكنوقراطيين. أي بكل بساطة رجعنا الى العدد و التمثيل العددي و ليس الى الامكانيات و الاحقيقه و العمل و النضال.
لا ينبغي علينا النظر الى صعود اسماء رؤساء العشائر كمرشحين لرئاسة العراق بصورة أعتيادية و أعتبارها من أفرازات الوضع الحالي، بل علينا التفكير أولا بنوعية هؤلاء الاشخاص و ثانيا من الذي يقف ورائهم و ثالثا الاطراف التي ترشحهم و الاهم من هذا وذاك محاولات الدول الخليجية (من كثر الحديث عن سوريا و ايران نسي العراقيون دول الخليج) من أجل تشكيل عراق أميري ملكي. اي عراقا يدار من قبل رئيس عشيرة لدية علاقات قوية مع الدول الخليجية. هذا الى جانب محاولات الملك الاردني من أجل تحويل العراق الى ملكية هاشمية.
الصراع الدائر في العراق و على العراق لا يبعد كثيرا عن الصارع الذي كان متواجدا في عهد صدام، و اذا كان صدام مرشح دول الخليج و الاردن لقيادة العراق ضد ما يسمى بالتهديد الايراني، فأن هذه الدول هي في مرحلة أعداد خليفة لصدام، بأختلاف بسيط و هو أن يكون الخليفة الجديد يأتمر بامر هذه الدول و لا يأتمر عليهم. و لكي يضموا عدم أنقلاب الخليفة الجديد على الدول الخليجية وجب عليهم ايجاد شخص يفكر بطريقتهم و التي يمكننا تسميتها بطرقية الديمقراطية الشكلية، التي لا تغير المضمون و تحافظ على الشكل. و هذا يأتي من صميم صفات الفكر الاقطاعي العشائري الذي لا يؤمن أصلا بالديمقراطية و تداول السلطة. نظام يفرض الحاكم و يعطي المواطنين الحق في الكلام و لكن بصوت لا يعلوا على صوت الحاكم.
فهل نحن بصدد دولة خليجية أخرى!!! دولة يحكمها رئيس عشيره و يتحول الى أمير أو ملك فيما بعد!!! هل كلام السياسيين العراقيين عن دولة الامارات و باقي دول الخليج التي لا يحق فيها تبديل الامير و لا أنتخابه و لا يحق للنساء في بعض هذه الدول بالتصويت، أعطى الضوء الاخضر الى الدول الخليجية و رؤساء العشائر الى المطالبه بحكم العراق مع أنهم لم يطلقوا رصاصة واحدة ضد صدام ولم يكتبوا جملة واحدة ينتقدونة فيها.... هل سيرضى العراقيون و المناضلون العلمانيون و اليساريون بأن يحكمهم رئيس عشيرة كان يدافع عن صدام ويقدم له القرابين الى الامس القريب!!!! هل سيرجع العراقيون عجلة التطور الى الوراء!!! بدل المضي قدما الى الامام!! هل سيسلم العراق الى رؤساء العشائر؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحذير دولي من كارثة إنسانية في مدينة الفاشر في السودان


.. أوكرانيا تنفذ أكبر هجوم بالمسيرات على مناطق روسية مختلفة




.. -نحن ممتنون لكم-.. سيناتور أسترالي يعلن دعم احتجاج الطلاب نص


.. ما قواعد المعركة التي رسخها الناطق باسم القسام في خطابه الأخ




.. صور أقمار صناعية تظهر تمهيد طرق إمداد لوجستي إسرائيلية لمعبر