الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أخرجوا العراق من منطقه

هديل الرافدين

2012 / 2 / 28
الادب والفن


أخرجوا العراق من منطقه

العراق أسم جاء أثر الأعراق والثقافات والمعتقدات المختلفة والمتنوعة المتواجدة على أرض ما بين النهرين،كل عرق عاش وتعايش بمحبة وسلام دون أن يجرح أو ينتهك أو يغزو حق غيره،شعب قوي موحد بمختلف اعراقه في بلد السلام كباقة وردٍ جميلة بانواعها وألوانها لا تذبل مهما مرت عليه أعاصير وعواصف الحاقدين على بلد الإنسانية.
العراق حلم الحالم،أرض افتخرت بحضارتها،أرض بناها الانبياء وتكونت الحياة بهذا البلد وعلم العالم معالم المعرفة وطرق الكتابة والأدب،حضارة وادي الرافدين التي جائت كاول حضارة إنسانية تسنن القوانين وتضع الحق ميزان الحياة على الأرض،أتخذت الدول الأخرى من قوانين الرافدين أحكام مشرعين دساتير من قوانينه،الشعب العراقي أول من اتخذوا مقومات للحياة مدركين إن الحياة خالدة ويخلدها أكثر بوجودهم وتترجم على أرض الواقع،وضع أبناء الرافدين أيدلوجيا حول الإنسان ومنطقه فهو العضو الأساسي والجوهري لإنارة الأرض وجماليتها وهم من علموا البشرية الأبجدية.
أين هذه الحضارة؟ هذه الإنارة التي عرف من خلالها العراقي،أين العراقة والحضارة في بلدٍ كل نشرته الإخبارية وأحداثه قتل ودماء وخطف وهدم،لا تخفوا عيون الشعب مرتعبا وخائف من ظله لا يشعر بالامان ولا استقرار في جعبة منزله يخاف من جاره ولا يأمن أخيه ولا صديقه قتلوا السلام في بلد السلام،أين رحلت إنسانية هذه الحضارة التي علمت البشرية سنن الحياة؟
لا يتكلم ولا يسمع ولا يرى إلا بالرصاص والعنف والتهديد حولوا الحضارة لساحة بربرية وهمجية لا تسمع صوت الإنسان ولا السماء يتخذها المستغلين لأغراضهم ومصالحهم الشخصية وأطماعهم الواهية، يقتلون ويضعفون نفسية الفرد العراقي ويغتصبون إنسانية هذا البلد متخذين مسالك الشر والعنف والهمجية شعاراً لهم.
أين الشعب الذي يتعامل بالعلم والمعرفة والقلم والمنطق وعقلانية متحدي كل الصعاب التي مرت عليه شعب واحد..يد واحد ..سند واحد من غير أن يلتفت الى مذهب أو قومية أو طائفة؟ ما الذي أنهك هذه الحضارة وحرفها عن منطقها؟
كان العراق مفتخر بمسلميه ومسيحيه ويزيديه وصابئيه بكرده وعربه لا يعرف المفارقة بين قوم واخر متوحدين تحت سماء الوطن لا يقهرهم لا غزو ولا محتل،يرؤون عطشهم بدجلة والفرات ثابتين كجذور النخيل شامخين كسعف النخيل لا ينحنون للظروف ولا تحديات الأقدار لا يخشون أي شي لا يهتمون سوى إنهم عراقيين وثابتيين بهذه الأرض.
عندما تحب عاصفة يمسك المسلم يد المسيحي والمسيحي يد الإيزيدي والإيزيدي يد الصابئي والصابئي يد المسلم مشكلين دائرة حول العراق يأبى من يدخل بينهم،أين هذه الدائرة التي حمت العراق منذ الألف السنين؟ بلد الأعراق تحول الى لبحيرات من الدماء ومخبأ للقتلة وسلابو الطرق وساحة العراق السياسي والإرهاب الاجتماعي والاقتصادي والطائفي والشعب العراقي هو الضحية.

هديل الرافدين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال