الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محمد السادس..هل بدأ العد التنازلي؟

علال البسيط

2012 / 2 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


كان الانسان القديم يقتات على لحم أخيه دهرا طويلا ومع تلاحق العصور عمل حكماء الهند على ابطال اكلم اللحم كلية سدا للباب وما زالوا على عهدهم الى اليوم.
لكن المستبدين الفاشيين في الانظمة الشمولية مثل النظام الملكي في المغرب تفنن في أكل شعوبه وامتهان حقوقه بتفنن العاهل محمد السادس وخلانه في الدراسة والبورجوازية المكونة من أعضاء المستشارية وأفراد العائلة الملكية ورجال أعمال وضباط سامون في القوات المسلحة الملكية والدرك- في الظلم وامتصاص دماء الشعب بغصب أموالهم ومقدراتهم القومية، باستخدام المواطنين سخرة في أعمالهم وحكمهم بنظام بوليسي مخزني يحمي قلاع استبدادهم السياسي والاقتصادي.

إذا كانت الأصول الأساسية التي يعتمد عليها البشر في تنمية ثرواتهم المادية تتكتل جلها في الزراعة والصناعة والتجارة فإن المقال الذي نشرته جريدة الباييس الإسبانية el pais* قبل يومين وتم بسببه منع توزيعها في المغرب يكشف النقاب عن ملخص لكتاب بعنوان: الملك المستحوذ El rey depredador المرتقب صدوره مطلع مارس- يوضح بالأرقام استحواذ الملك على القطاعات الحيوية في جميع تلك الأصول الأساسية.

مؤلفا الكتاب هما الصحفية كاثرين كارسي و الكاتب الصحفي اريك لورون الذي سبق له أن أجرى عدة لقاءات صحفية مع الملك الراحل الحسن الثاني ومؤلف الكتاب المعروف ذاكرة ملك. يقوم الكاتبان حسب المقال بعملية بحث وتقصي في دهاليز القصر الملكي ويقدمان صورة عن جوانب غامضة لحياة محمد السادس الخاصة و الإقتصادية المتعلقة بمصادر ثروته وأنشطته التجارية والمصرفية ونفقات القصور والألبسة وغيرها من المستحقات التي تقدر بمليارات الدولارات تدفع من خزينة الدولة. لينكشف النقاب عن بيئة ملكية جشعة ومتسلطة، تشكل عمادة الفساد الإقتصادي والسياسي الذي ينادي المغاربة بإسقاطه..

إن المحققان يقدمان الشهادة الغائبة التي كانت تنقص لشرعنة كفاح الشباب الغاضب في إطار حركة ٢٠ فبراير..إنه لا شك وثيقة من شأنها أن تنفخ الروح في الحركة النبيلة التي تآمر عليها المخزن وحلفائه واحتفلوا كثيرا متهكمين بإعلانهم وفاتها في ذكرى مولدها الواعد الاول في ٢٠ فبراير الفائت، خطوة جاءت في وقتها يشكر عليها المحققان بعد ضرب القاعدة المعنوية وكسر النفس الراديكالي المطالب بتغييرات جذرية في هيكل النظام وعلى رأسها محاسبة الفاسدين أصدقاء الملك وفرصة ايضا لتجديد الرؤية على ضوء المعطيات الجديدة و لتوحيد النضال في إطار القواسم المشتركة بعيدا عن الفكر الدوغمائي الاقصائي الذي تدعمه قوى الظلام.


ويصف الكتاب محمد السادس بالملك المهيمن الذي يعتبر نفسه المؤمن الأول والمزارع الأول والمصرفي الأول والمستثمر الأول في مجال العقار وقطاع التغذية والطاقة والإتصالات، ويشير مفندا الوصف الذي أسبغه على نفسه واشتهر به كونه (ملك الفقراء): بأن ثروته تضاعفت خمس مرات في العشرية الأخيرة وبلغت 2,5 مليار دولار رغم حدة الأزمة الاقتصادية وتأثيره على اقتصادات دول كبرى، لتضعه مجلة فوربس في المرتبة السابعة ضمن أغنياء العالم لسنة 2009, متقدما على أمير قطر ومضاعفا ست مرات ثروة أمير الكويت، مع تأكيد الكتاب على أنها تبقى تقديرات عامة ولا تعبر عن القيمة الحقيقية لثروة الملك وهي بلا شك أضعاف ذلك بكثير رابطا السر وراء ارتفاع ثروته بارتفاع أسعار الفوسفاط الذي يعد المغرب من أكبر المصدرين له .

كما يرسم صورة للملك التاجر الذي حول (رعيته) إلى زبناء لمنتوجات شركاته التي تحتكر معظم الخدمات الأساسية التي تمثل عصب الحياة الاقتصادية.
في مقابل ذلك يستعرض الكتاب تقرير التنمية البشرية الذي يعده برنامج الأمم المتحدة للتنمية، لسنة 2007-2008، صنف المغرب في المرتبة 126 من أصل 177 دولة. وفي نقس السياق يشير الكتاب إلى معدل الفقر في المغرب الذي قارب عشرين في المائة، موضحا أن أكثر من خمسة ملايين مغربي يعيشون بأقل من 10 دراهم في اليوم(ما يناهز يورو واحد)، والحد الأدنى للأجور القانوني لا يتجاوز 55 درهم في اليوم الواحد (خمس يوروهات).

ويرى الكاتبان أن الملك الحسن الثاني كان ينأى بنفسه عن الدخول في الصفقات والانشطة الاقتصادية وكان جل اهتمامه بالسياسة والحكم بينما ابنه محمد نراه منشغلا بتسمين ثروته.
كما ينبه الكتاب إلى غياب الملك على مستوى الصحافة الوطنية واستعلائه عليها، واتصاله بشعبه يقتصر على الخطب الموسمية والدينية وهو تقليد ملكي مهين ورثه محمد السادس عن والده، كما أنه لم يحدث أن عقد لقاء مع الصحافة الوطنية، أو حتى أدلى بتصريح لجريدة مغربية، بينما نجده في الخارج يمارس سياسة اعلامية مختلفة تماما في التواصل الاعلامي مع الغرب لترويج صورة الملك الاصلاحي الداعم للحداثة والديمقراطية.

يتقدم لنا الكتاب بمجموعة من الأرقام المهمة التي تتعلق براتب الملك الشهري الذي بلغ 40 ألف دولار وهو ضعف ما يتقاضاه باراك أوباما أو نيكولا ساركوزي، إضافة إلى ميزانية القصر وتقدر ب2،5 مليون يورو وهي لا تخضع للمناقشة في البرلمان وتتضمن النفقات المخصصة للأمير رشيد أخو الملك وأخواته وأصحاب (السمو) من الأمراء والأميرات، ومعاشات أفراد العائلة العلوية، والتعويضات التي تدفع لهم من الأموال العامة مقابل أنشطتهم الرسمية.

كما يكشف الكتاب عن شبكة خصص لها القصر من ميزانية الدولة مبلغا يقد ب31 مليون يورو، مكونة من طائفة من الشخصيات المؤثرة في الرأي العام، مغاربة وأجانب تضم كتاب ومفكرين وصحفيين وأكادميين وأطباء ومحامين وأمنيين، مهمتها الحفاظ على قدسية الملك في المخيال المغربي الشعبي, وصورته المتمدنة دوليا المتشبعة بالقيم الغربية.

تضاف إلى هذه المصاريف، حسب الكتاب، تكاليف القصور الملكية التي قدرها المؤلفان بـ 12 قصرا مشيدا في مختلف أنحاء البلاد، تضاف إليها 30 إقامة الملكية، يعمل بها أكثر من 1200 شخص، تدفع لهم أجورهم من الخزينة العامة للدولة. وقدر الكاتبان مصاريف صيانة هذه القصور والإقامات بنحو مليون دولار يوميا.
وذلك بالرغم من أن الملك لايستغل سوى ثلاثة أو أربعة من هذه القصور التي لم يزر أغلبها منذ تربعه على عرش أسلافه قبل 12 سنة !ومع ذلك فإن كل القصور تحظى برعاية دورية مستمرة بكامل أطقمها، من عمال نظافة وطباخين على أتم استعداد لاستقبل الملك ولو كان خارج البلاد.

وبحسب المعلومات الواردة في الكتاب فإن الموظفين العاملين في القصر الملكي، يكلفون ميزانية الدولة نحو70مليون دولار سنويا. ويتكون هذا الطاقم من الخدم الأقل دخلا مرورا بموظفي الديوان الملكي (300 من الموظفين الدائمين) وموظفي السكرتارية الخاصة للملك والملحقين بالأمن الخاص بالملك وطاقم العناية بضريح محمد الخامس والمدرسة المولوية.
أما جمهرة سيارات القصر فتكلف، بحسب الكتاب، ميزانية ستة ملايين يورو مخصصة لتجديد المركبات التجارية، وصيانة السيارات الفارهة التابعة للقصر، وكما في عهد والده كنت ترى سلسلة من سيارات رولز رويس، كاديلاك، بنتلي والأنواع الباهرة الأخرى مرصوصة بعناية في المرآب الملكي- فإن وريثه محمد السادس استدعى طائرة العسكرية حملت سيارته المليونية من نوع آستون مارتن Aston Martin DB 7 إلى مقر الشركة المصنعة لها في انكلترا من أجل صيانتها في أسرع وقت، وهو الخبر الذي تداولته الصحافة البريطانية من ٢٠٠٩، كما يعد زبونا مقدسا للشركة المصنعة لسيارة الفراري الباهضة الثمن وسبق له التعامل معها مرارا.
كما يتطرق الكتاب لميزانية الملابس الباذخة الثمن التي يقتنيها الملك قدر ب2 مليون يورو سنويا، ويورد ذكر معطف صوفي صنعه مصمم أزياء لندني بلغ ثمنه 35 مليون جنيه استرليني علاوة على مليون دولار تصرف على رعاية وتغذية الحيوانات الأليفة التي تعيش في القصر.

ويقدر الكتاب تكاليف أسفار الملك وحاشيته إلى الخارج لعام 2008، بنحو 38 مليون درهم مغربي. ويتحدث الكاتبان عن طائرة البوينغ الملكية المجهزة بغرفة للنوم، ومكتب خاص يفضي إلى قاعة للإجتماعات وأخرى تضم معدات للياقة البدنية وجهاز موسيقي بالغ التطور يكتنف المكان، وفي كل رحلة ملكية رسمية، يصاحب الملك ما بين 250 و 300 شخص، وترافق الطائرة الملكية طائرتان من طراز بوينج 737- 400، و3 طائرات من نوع هرقل C-130 تقل الأثاث والأمتعة. أما في الرحلات التي قد تستغرق ثلاثة أسابيع إلى 60 يوما فإن التكاليف تصل إلى ما يفوق ثلاثة ملايين دولار، وغالبا ما تنقلب تلك الزيارات الرسمية إلى عطل مفتوحة الأجل.

أما تكاليف تحركات الملك في الداخل فلا تقل عن تكاليف سفرياته نحو الخارج، وهنا يورد المؤلفات أن مصاريف تحركات الملك في الداخل بالغة الكلفة متشعبة الأوجه وتشمل مصاريف تأمين المدينة التي يقصدها الملك من قبل قوات الشرطة والدرك والآلاف من الرجال لحراسة المنطقة.

وإذا كانت المنطقة لا تتوفر على قصر أو إقامة ملكية، فيتم تخصيص مساكن فخمة تنزل بها حاشية الملك ومرافقيه من المستشارين والوزراء والمقربين منه، وتقوم قوافل من الرباط أو مراكش بنقل الأثاث، والأطباق، والمطابخ والطهاة وغيرهم من الموظفين.

ويضيف المؤلفان أن الغرض من هذه الرحلات يكون أحيانا من أجل تدشين مستشفى صغير، سرعان ما تغلق أبوابه وتعرض معداته الطبية للتأجير بعد مغادرة الملك للمنطقة،
كما أتى الملخص على كثير من الاعتلالات والتعسفات في استعمال السلطة والتصارع عليها بأساليب ملتوية وغير شريفة من طرف مستشاري الملك الذين يحتكرون المناصب العليا في البلاد (باستثناء المؤسسة العسكرية) وفي مقدمتهم فؤاد عالي الهمة و عصابة نوفل ومحمد رشدي وسكرتير الملك الخاص منير الماجدي، وكلهم بالمناسبة من زملاء الملك في المعهد الملكي, فريق انتهازي ميكيافيلي يذكر المغاربة كثيرا بفريق آخر كان في مصر: جمال مبارك -زكريا عزمي- أحمد عز.

يكفي أن نعلم أن أكثر من نصف الشعب المغربي الذي يبلغ تعداده أزيد من 35 مليون نسمة هم من الشباب الفتي الذي يقل عمره عن 25 سنة، جماهير غفيرة منه عاطلة عن العمل محبطة بلا أمل, وأخرى تلقي بنفسها في ظلمات البحار طلبا للنجاة، ومع ذلك نجد أن ميزانية أربعة وزارات مجتمعة هي وزارة النقل والتجهيز ووزارة الشبيبة والرياضة ووزارة الثقافة ووزارة الصناعة تقل عن ميزانية القصر.




انقر أدناه لقراءة المقال الأصلي من جريدة الباييس:

http://internacional.elpais.com/internacional/2012/02/24/actualidad/1330114513_491168.html








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - البلاد والعبادملكية خاصةمطلقة
رحمن الناصري ( 2012 / 3 / 1 - 00:23 )
الا يخجل هؤلاء من شعوبهم وفقرها وعوزها وجوعها وعريها ،ومن تبذيرهم ومصروفاتهم الباذخة المستهترة الا يقرفون من كل هذا اللاعدل الصارخ ؟!! لكن هيهات فليس لجرح بميت ايلام!!!لاشك انهم لاينتبهون الا لصوت نرجسيتهم العارمة العمياء التي لاترى من الوجود الا ذاتها ولاتهتم لاحد الا لمنافسين غارقين في نفس العالم من الغنى الفاحش الموروث الموصول بتاريخ من التجاوزات والاستعباد والاستعلاء المشرعن بالترهيب والترغيب ، وكأن لسان حالهميقول:ليس وحدنا من يرث التحكم برقاب العباد ، وتملك خيرات البلاد ،فهناك من هو اشد
واعتى درجات في الغنى وفي حرية التصرف بالمال العام ، الذي هو في نظرهم
- ونظر من يشبههم-مال خاص
ص-
تحيات وتقدير لحضرتك
ا

اخر الافلام

.. القضية الفلسطينية ليست منسية.. حركات طلابية في أمريكا وفرنسا


.. غزة: إسرائيل توافق على عبور شاحنات المساعدات من معبر إيريز




.. الشرطة الأمريكية تقتحم حرم جامعة كاليفورنيا لفض اعتصام مؤيد


.. الشرطة تقتحم.. وطلبة جامعة كاليفورنيا يرفضون فض الاعتصام الد




.. الملابس الذكية.. ماهي؟ وكيف تنقذ حياتنا؟| #الصباح