الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هيّا بنا نضحك!!

سعد تركي

2012 / 2 / 29
كتابات ساخرة


لعل أغلب نوابنا وساستنا مؤمنون بمقولة الفنان العالمي تشارلي شابلن التي يقرر فيها أنّ يوماً بلا ضحك هو يوم ضائع. ساستنا ونوابنا حريصون على ألاّ تذهب أيام أعمارنا وأعوامه بدداً من دون أن نضحك ـ ملء الفم ـ، وليس مهماً علام نضحك، على وطن يسيرون به بسرعة صاروخ إلى هاوية الجهل والظلام والتوحش، أم على مواطنين لا يؤويهم غير العراء ويتربص بهم الموت والفقر والمرض آناء الليل وأطراف النهار كمسلسل للرعب لا يرغب أحد في إيقاف بث حلقاته على قنوات دموعنا وقلوبنا النازفة.
صدقَ ساستنا ونوابنا وحكامنا وعدهم وابرّوا بعهدهم، فلا يمرّ يوم من دون أن نضحك حتى الموت أو نكاد.. تصطبغ شوارعنا بالدماء وتتطاير أجساد أطفالنا وأحبابنا أشلاءً، فيعلن الناطق الرسمي إحباط مؤامرة دولية تستهدف بدلة (المسؤول) الأنيقة التي نجا قماشها الغالي من أن يعلق على أكمامها بعض دمنا.. تختفي مليارات الدولارات فيسعدنا مفتش للنزاهة بخبر إلقاء القبض على موظف سرق بند ورق.. يدهشنا أن متهماً هارباً من العدالة يفتي أنّ الدفاع عنه فرض عين، ويسحرنا فاشل يدّعي أن وجوده في المنصب واجب وتكليف شرعي.. يمنّوننا بالأمن والرفاه والإعمار فيتدرعون ويتحصنون وتتضخم امتيازاتهم وحماياتهم وتعلو صروحهم وتعمر جيوبهم.. نرسل أولادنا إلى المدارس فيتخرجون جهلة وأميين بشهادة رسميّة.. نُدخل مرضانا في المشافي ونُخرجهم إلى المقابر.. نذهب إلى أعمالنا صباحاً، ونعزّي في المساء جاراً عاد بكفن بدل قوت العيال.. تشقّ الحكومةُ نهراً تسرّطن ماؤه يشربه ملايين الزائرين، فيصادر الرجال الساهرون على أمننا قنينة ماء ملوثة حاول دسّها إرهابي جبان.. وعدونا بقطعان من الغزلان فلم نحظ برؤية أرنب.. كيف لا نُسّر ونبتهج ونحن نقتسم معهم العجلات وإن كانت لهم مصفحة ولنا مفخخة كما أدرك قبل الجميع صديقي وسام إبراهيم!!
ندور في شوارع الوطن، التي فقدت أرصفتَها، يملؤنا الحبور وتكاد بطوننا تنفجر ضحكاً، إذ أن جميع الشوارع تفضي إلى "صبّات" وليس كل "الصبّات" تفضي إلى شوارع.. نؤوب ـ إذا عدنا ـ لنعرف أنّ برلماننا صوّت ـ بالأغلبية ـ على قانون سيلعنه جميع المشرعين.. التشريعات، مثل الجرائم في بلادي، دائماً تُقيّد ضد مجهول!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أبكيتني
عشتروت ( 2012 / 2 / 29 - 07:55 )
من اروع ما قرأت على كتابات ساخرة
شكرا لك

اخر الافلام

.. سكرين شوت | الترند الذي يسبب انقساماً في مصر: استخدام أصوات


.. الشاعر أحمد حسن راؤول:عمرو مصطفى هو سبب شهرتى.. منتظر أتعاو




.. الموزع الموسيقى أسامة الهندى: فخور بتعاونى مع الهضبة في 60 أ


.. الفنان محمد التاجى يتعرض لأزمة صحية ما القصة؟




.. موريتانيا.. جدل حول أنماط جديدة من الغناء والموسيقى في البلا