الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اصدار كتابي الاول من تاريخ الحركة الثورية المعاصرة في العراق

سعاد خيري

2012 / 2 / 29
سيرة ذاتية


اصدار كتابي الاول
من تاريخ الحركة الثورية المعاصرة في العراق
ومع بدء فترة تفرغ زكي للعمل الفكري جاءتنا دعوة لزيارة بلغاريا وصادف سفرنا في يوم محاولة انقلاب ناظم كزار وقبل التوقيع على ميثاق الجبهة وفقا لشروط البعث, في 17/تموز/1973. وبعد ان مررنا انا والاطفال الى صالة المسافرين اوقفوا زكي وتم تسفيرنا بدونه فاستبد بنا القلق. وفي بلغاريا عرفنا بما حدث وطمأنونا على زكي وقرب وصوله. امضت العائلة ثلاث اشهر في بلغاريا زرنا خلالها مصايف شمالها بغاباتها الجميلة وجنوبها على ضفاف البحر الاسود برماله الذهبية . وبعد انتهاء فترة الراحة عدنا الى موسكو وعرض زكي علي فكرته في ان يبقى متفرغا للعمل الفكري في موسكو ولم اوافقه لانني ارى ان العمل الفكري يجب ان يأتي مندمجا بالحياة العملية وفي ميدانها قدر الامكان. ومع قبولي في جامعة الصداقة لانجاز مرحلة الدكتورا بتقديم ما انجزته من كتابي الاول , من تاريخ الحركة الثورية المعاصرة في العراق ,كاطروحة للدكتورا , قرر زكي ان يبقى معي وفي القسم الداخلي. وبدأنا في تنظيم حياتنا . ولاول مرة اخذنا صورة عائلية لا تزال تزين بيتي حتى الان ومن اروع الصور العائلية التذكارية.
ولاول مرة وجدتني وزكي نبكي ونداري دموعنا فقد استطاعت وداد بكلماتها وتوسلاتها ان تثير عواطفنا لاننا تركناها في احسن مستشفى لاجراء عملية استئصال اللوزتين الملتهبتين. وعندما عدنا بعد اسبوع لاخذها ونحن لاندري كيف سنجدها واية اثارة ستحدثها , واذا بها تقول وهي منشغلة بلعبها مع الاطفال, لما العجلة في اخراجي من هنا!!
بعد اقل من شهر صدر قرار الحزب بعودتنا للوطن, فتركت الدراسة وعدنا الى الوطن.واستعدادا للعيد الاربعيني للحزب الشيوعي العراقي في 31/اذار/1974 وافق الحزب على اصدار كتابي الاول, من تاريخ الحركة الثورية في العراق, ويضم الكتاب 355 صفحة من القطع الكبير وستة عشر فصلا , بدءا بثورة العشرين في حزيران/1920, وانتهاء بثورة 14/تموز/1958. وصدرت منه ثلاث طبعات بما مجموعه 17000 نسخة وكانت الطبعة الاخيرة في عام 1978, ولم ترى النور فقد صادرها النظام الدكتاتوري.
تناول الكتاب ملاحم كفاح الشعب العراقي من اجل التحرر والديموقراطية خلال اربعين عاما, والظروف الذاتية والموضوعية لنشوء وتطور الحزب الشيوعي العراقي. ودوره الطليعي في النضال الوطني والعالمي المفعم بالمأثر والتضحيات. وكان هذا الكتاب اول مبادرة في كتابة تارخ الحزب الشيوعي العراقي وبارتبطه الوثيق ودوره المتميز في تاريخ الحركة الثورية المعاصرة في العراق, وشجع الكثير من الكتاب على كتابة تاريخ الحزب الشيوعي بمنطلقاتهم واساليبهم المختلفة . فكتب على اثره بهاء الدين نوري كتابه, والراية الحمراء ترفر, مسجلا فيه مرحلة فترة قيادته للحزب. وكتب ابو كاطع , شمران الياسري رباعيته الرائعة التي سجلت تطور الحركة الفلاحية في العراق ودورها في المسيرة التاريخية للشعب العراقي. كما تنبهت الاحزاب الشيوعية العربية الى ضرورة تسجيل تاريخها. فاصدر الحزب اللبناني ومن ثم الاردني تاريخ احزابهم او مذكرات قادتهم.
وجاء في مقدمة الكتاب التي كتبها زكي خيري, ان هذه الدراسة هي محاولة جديدة في كتابة تاريخ الحركة الثورية في هذا القطر على اساس النهج الماركسي في التحليل الطبقي , انها ليست تاريخا رسميا للحركة الثورية او للحزب بيد انها ليست دراسة محايدة او غير متحيزة . وقد كادت كتابة تاريخ الاحزاب الشيوعية في البلاد العربية تقتصر حتى الان , على ما يكتبه اعداؤها عنها. فلم يكن امام طلاب التاريخ والباحثين بديل عن المراجع وحيدة الطرف, ان لم تكن مشوهة , مزيفة , مضللة عن قصد... وان كانت هذه الدراسة بعيدة عن الحياد فانها ليست بأي حال من الاحوال مفتقرة للامانة , فانها نقلت الحوادث التارخية بامانة , الى الحد الذي سمحت به المراجع المتيسرة لدى المؤلفة. وفي الحقيقة انه كتاب نظري اكثر منه كتاب تاريخ مع انه حافل بالوقائع والاحداث التاريخية ابتداء من ثورة العراق الاولى سنة 1920. انه تلخيص للتجربة الثورية خلال اربعين سنة ونيف لقطر استيقظ من سباته التاريخي خلال الحرب العالمية الاولى الذي كان مسرحا لمشهد جانبي فيها , وخلال ثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى . ومع ذلك فلا غنى للاقطار المماثلة , العربية وغير العربية عن دراسة هذه التجربة الثورية الغزيرة . انها منحة شعب باسل , اما ابطالها فهم جماهيره الثائرة والوف الشهداء المغمورين.. ان كتابا صغيرا كهذا لايمكن ان يغطي سيرة ثورية ومتشعبة كالمسيرة التي قطعها الشعب العراقي في اربعين سنة حافلة ومزدحمة بالاحداث من تاريخه المعاصر . فلتكن حافزا جديدا لكتابنا الثوريين او ان شئت تحديا لهم ليقتحموا هذا الميدان
وتصدى حزب البعث لتشويه هذا التاريخ المجيد باصدار ثلاثة اجزاء من كتاب بعنوان, اضواء على الحركة الشيوعية , بل وانتج فلما يجير دور الحزب الشيوعي في الملاحم البطولية لكفاح شعبنا الى حزب البعث مزورا التاريخ دون ان يلتفت حتى الى ان تلك الاحداث حصلت قبل تأسيس حزب البعث .
قدرت جامعة الصداقة الاسلوب العلمي الذي انتهجته في كتابة التاريخ , الذي يربط بين الاحداث السياسية اجتماعيا واقتصاديا واعتبرته نهجا ماركسيا موفقا. وجاء قرار منحي درجة الدكتورا بالاجماع عام 1976 واصبح من المصادر لكثير من الاطروحات الجامعية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الأمريكي يعلن إسقاط صاروخين باليستيين من اليمن استهدفا


.. وفا: قصف إسرائيلي مكثف على رفح ودير البلح ومخيم البريج والنص




.. حزب الله يقول إنه استهدف ثكنة إسرائيلية في الجولان بمسيرات


.. الحوثيون يعلنون تنفيذ 6 عمليات بالمسيرات والصواريخ والقوات ا




.. أمر أميري بتزكية الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح ولياً