الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل حقاً البرلمانيون العرب يمثلون شعوبهم؟؟؟

رامي الغف

2012 / 2 / 29
السياسة والعلاقات الدولية


بين فترة وأخرى تنقل الوسائل الإعلامية العربية بعض أخبار السياسين والبرلمانيون العرب والتي تجعل المواطن العربي يغوص في تفكيره وتأملاته، ويخرج بسؤال يصعب إجابته بسهولة، ألا وهو هل السياسيون والساسة والبرلمانيون العرب الذين يتصدون الميادين والساحات العربية الآن خرجوا من رحم شعوبهم وينتمون إليه ويعانون معاناتهم ويعيشون أحزانهم وهمومهم ؟ وهل فعلاً يريدون مصلحة وفلاح شعوبهم العليا؟؟؟
واقع الحياة السياسية في الأوطان العربية يعطي أجابات تناقض ما يصرح به المسؤولون والساسة والبرلمانيون العرب.
فقبل عدة شهور صوّت أعضاء برلمان عربي في إحدى الدول العربية على السيارات المصفحة التي يتناهز سعر الواحدة منها 125 ألف دولار لكل عضو برلمان بالإضافة الى زيادة رواتب الحماية بحوالي13 مليون دولار شهريا, وتكلفة السيارات المصفحة وهذه الزيادة التي يطالب بها أعضاء البرلمان العربي هذا تساوي حوالي 72 مليون دولار من ميزانية الدولة سنويا, فتكاليف بهذا المستوى يطالب بها أعضاء البرلمان العربي من أجل زيادة رفاهيتهم وأموالهم، لأن أغلب أموال الحماية تذهب إلى جيوب عضو البرلمان العربي وتملأ كرشه المنتفخ, علما من الصعب بل المستحيل أن تجد إجتماع واحد للبرلمان العربي هذا بدون غيابات، وفي أغلب الأحيان يؤجل إقرار القوانيين بسبب عدم إكتمال النصاب القانوني لهذا البرلمان العربي.
لقد كان من الأجدر لأعضاء البرلمان العربي هذا أن يأنبوا أنفسهم بسبب تقاعسهم عن أداء واجبهم إتجاه شعبهم الذي إنتخبهم وهم يرون معظم القوانيين لم يصوّتوا عليها ولم يتم إقرارها, فهل المتقاعس في أداء واجبه يكرموه بهذه المبالغ الطائلة من أموال الشعب الذي هو في أشد الحاجة لها لما يمتلك بين فئاته عوائل لا تمتلك أسقف تؤويها من برد الشتاء أو تدفع عنها حر الصيف وتفترش الميادين وتلتحف السماء من قلة ما في اليد، بل هناك عوائل تنام فارغة البطون وملابسها التي ترتديها لم تبدلها من عشرات الأيام لأنها لا تمتلك غيرها, وأعضاء برلمانينا يسبحون بالنعيم والرفاه!!! فهل توجد نقطة وصل أو إلتقاء ما بين صورة الشعوب العربية وبرلمانينا؟؟ أما الحالة الأمنية فهي أسوء من الحالة المادية لأن الأرهاب قد أخذ مأخذاً من الحياة اليومية للفرد العربي, فقد أنهيت أيام وشهور كانت دامية جدا جدا بين شعوبنا العربية وبين قوات الأمن العربية، وبدأنا بأيام دامية جديدة والحكومات العربية ليس عندها إلا تحميل بعض الجهات المسؤولية, ولكن شعوبنا تريد من حكوماتنا الوسائل الفعالة التي توقف نزيف الدم المتدفق من جسد الجماهيرنا العربية لا التشخيص فقط, فما جدوى التشخيص والقتلة والمجرمون في كل يوم يهربون من السجون العربية بمختلف الطرق والأعذار التي تطرحها حكوماتنا بعد فرار القتلة من سجونهم, فما فائدة التشخيص والحكومات العربية ليس عندها القوة والجرأة في تنفيذ القوانيين الرادعة إتجاه القتلة والمجرمون, وما فائدة التشخيص والحكومات العربية بين فترة وأخرى تحاول أرجاع القتلة والمجرمون الى أوطانهم سالمين غانمين, وما فائدة التشخيص والحكومات العربية ليس بإمكانها إلقاء القبض على رؤساء شركات مالية ومؤسسات وبنوك ومدراء ووكالات وزارات مرتشون وسارقون أموال البلاد والعباد، أما الفساد الإداري في أوطاننا العربية فحدّث ولا حرج فإنه ينتشر في جميع مفاصل بلداننا طبعاً بمستويات مختلفة والضحية في جميعها الشعوب، والتي تدفع الضريبة الحقيقة من الناحية المادية والمعنوية, فحياة سياسية بهذا المستوى فهل المتصدون فيها يعيشون هموم ومعانات المواطن العربي بشكل فعلي وواقعي وهل يضعون المصلحة العليا لشعوبهم الكادحة نصب أعينهم؟؟
ناشط ومفوض سياسي فلسطيني
كاتب وباحث صحفي
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرة أمام وزارة الدفاع اليابانية رفضا لشراء طائرات مسيرة م


.. عادل شديد: مسألة رون أراد تثير حساسية مفرطة لدى المجتمع الإس




.. دول غربية تسمح لأوكرانيا باستخدام أسلحتها لضرب أهداف داخل رو


.. ما دلالات رفض نصف ضباط الجيش الإسرائيلي الاستمرار بالخدمة بع




.. أهالي جباليا يحاولون استصلاح ما يمكن من المباني ليسكنوها