الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الى شبكة الإعلام العراقي: لقاءاً كانَ ام استدعاء..؟

عدنان فارس

2012 / 2 / 29
الصحافة والاعلام


نشر موقع "صوت العراق" يوم امس الثلاثاء 28 / 2 / 2012 الخبر التالي:
(التقى رئيس ديوان الوقف الشيعي صالح الحيدري بمكتبه اليوم الثلاثاء مدير عام شبكة الإعلام العراقي محمد عبد الجبار الشبوط. وقال مصدر إعلامي ان الطرفبن تباحثا حول الواقع الإعلامي العراقي والسبل الكفيلة للنهوض به وتطويره بالشكل الذي يجعله صوتا لكل الشعب العراقي دون الانحياز الى أية جهة ، مشيرا الى ان الحيدري أكد على ضرورة دعم وتطوير الإعلام العراقي للقيام بمهامه في بناء العراق الجديد مثمناً دور شبكة الإعلام العراقي وما قدمته للعراق من اجل تطوره والسير به نحو ركب الدول المتقدمة. وأضاف المصدر ان الشبوط أكد من جانبه على ضرورة التعاون المشترك بين الشبكة والديوان لتسليط الضوء على أخبار ونشاطات الدوائر التابعة لديوان الوقف الشيعي في بغداد والمحافظات).. انتهى الخبر.. ولندخل في صلب الموضوع مباشرة:
الواضح من صياغة الخبر ان اللقاء لم يكن شخصياً وانما كان لقاءاً، او استدعاءاً، رسمياً بين رئيسي جهتين رسميتين في الدولة وأن اللقاء تم في مكتب السيد الحيدري ولكن ماهو ليس واضحاً هل أن السيد الشبوط قد بادرَ في زيارة السيد الحيدري ام أن الحيدري قد استدعى الشبوط الى مكتبه؟ لماذا وماالمناسبة؟.. وماهي المهمات والهموم المشتركة بين شبكة الإعلام العراقي الرسمية وبين ديوان الوقف الشيعي؟ ولماذا ديوان الوقف الشيعي تحديداً؟ فما أكثر دواوين الطوائف والاديان حين نعدّها!
المعروف أن ديوان الوقف الشيعي هو جهة تمثل طائفة دينية بعينها وأن شبكة الإعلام العراقي هي جهة تمثل صوت الدولة والمجتمع بكل مكوناته وكياناته وليس صوت حزب بعينه او طائفة بعينها.. ولكن عندما يتم اللقاء بين السيدين الشبوط والحيدري على هذا النحو وبالصياغة الواردة أعلاه فإن التفسيرات والتخمينات تنصب في الاساس على أن ديوان الوقف الشيعي يساهم، دون غيره من الدواوين، في رسم خارطة الإعلام العراقي الرسمي وتوجيه شبكته الرسمية وفق هذه الخارطة.. ثم من هي تلك (الدول المتقدمة) التي يريد ديوان الوقف الشيعي للإعلام العراقي أن يلحق بها ويسير في ركابها!؟.. ألم يرتوِ بعد ظمأ ديوان الوقف الشيعي بالتوظيف الطائفي لقناة الفضائية العراقية على مدار السنة منذ تسعة أعوام؟.. في أي دولة من دول الإسلام، على سبيل المثال لا الحصر، يصدح إعلامها الرسمي بأذانين أحدهما شيعي والآخر سني!؟.. هذا الى جانب المئات من الأمثلة والنماذج الصارخة والممارسات على شاشة العراقية الفضائية التي تدعو الى وتحرّض على تكريس الانشطار والتمييز الطائفي في العراق.
الخبر المنشور أعلاه لم يتطرق الى اي من مواضيع اللقاء بين السيدين الشبوط والحيدري سوى انه حملَ بين طياته إشارات ليست بخفية أن ديوان الوقف الشيعي ارادَ الايحاء بأن له، دونَ غيره، سطوة على الإعلام العراقي الرسمي وان وسائل شبكته ملزمة بمتابعة وتغطية كل واردة وشاردة في تحركات ونشاطات دوائر وفروع وشخصيات هذا الديوان في العاصمة والمحافظات وحتى القرى والقصبات.
ان أبرز مظهرين وأسطع دليلين على ديمقراطية نظام الحكم في اي دولة هما استقلالية قضائها و عدم تحزب إعلامها الرسمي والحرص على خلوّ وسائل هذا الإعلام من التحريض والتهريج ضد الآخر ومن المفاضلة مابين الاديان والقوميات والجنسين (المرأة والرجل).. والسيد محمد عبدالجبار الشبوط يعلم ذلك علم اليقين كونه كاتب متمكن وإعلامي ماهر ومتمرس وتحديداً من خلال تجربته الغنية، بحلوها ومُرها، على مدى السنوات التسعة الأخيرة.. ولكن مايلفت النظر هو ان واقع الإعلام العراقي الرسمي ورغم إدارته الجديدة، التي يرأسها السيد الشبوط، لم يزل يراوح في خندق السلطة والتحزب.. والمفاضلة.. وانتقاء اللقاءات والتشاورات!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -