الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحادث الإرهابي الأخير في الكويت هل يعيد للكويتيين الوعي المفقود؟!

وداد فاخر

2005 / 1 / 13
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


تصاعد النشاط السياسي للقوى السلفية في الكويت بعد انغماس الدول الخليجية وعلى رأسها السعودية في التدخل المباشر بدفع من الحكومة الأمريكية ، وبالخصوص وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA ، في شؤون الجمهورية الأفغانية ، ضمن خطط الحرب الباردة التي كانت قائمة في القرن الماضي بين قطبي العالم الكبيرين الولايات المتحدة الأمريكية ، والاتحاد السوفييتي السابق . وتم بشكل غير مسبوق تجنيد كل الفعاليات الإسلامية الرسمي منها والشعبي لدعم من أطلق عليهم في وقتها

ب ( المجاهدين الأفغان ) ، الذين أسسوا فيما بعد سقوط الدولة الأفغانية الشرعية ( جمهورية طالبان ) بعد تناحر عسكري طويل أدى لانهزام جناح رئيس الجمهورية ( برهان الدين رباني ) و ( غلب الدين حكمتيار ) . وقد لعبت الأموال الخليجية دورا مهما ورئيسيا في تغذية وتنمية الجناح الاسلاموي السلفي في كل من أفغانستان والبوسنة والهرسك والشيشان . وتم تجنيد الشباب من مختلف الجنسيات في الدول الخليجية للقنال ضد (الكفار السوفييت ) في أفغانستان والشيشان ، واعتبر الزي الأفغاني المؤلف من غطاء الرأس المزركش أو القبعة الأفغانية والقميص الطويل والشروال ، هو وسيلة التعريف بدل جواز السفر وبطاقات المرور في معظم الدول الخليجية ، وخاصة الكويت. .

وفي ذلك الجو المعادي لكل ما هو عصري وديمقراطي ، نمت العديد من الحركات السلفية ، واستحوذت على مراكز رسمية عديدة

، وقوي مركزها بعد تزايد أعداد مناصريها داخل مجلس الأمة الكويتي ، ودخول بعضهم ضمن الوزارات المشكلة ، مما وفر لهم غطاءا رسميا وامنيا وشرعيا في نفس الوقت .

ولكن دور الحركات السلفية الكويتية قد تنامى وتطور بسرعة إثناء الغزو الصدامي للكويت ، حيث لعبت الحركات السلفية دورا بارزا في السيطرة على الجمعيات التعاونية ، وتشكيل هيئات إدارية جديدة لإدارتها ، والحفاظ على البضائع المتواجدة في مخازنها ، وتشكيل لجان لإدارة وتشغيل المخابز المركزية في كافة الضواحي الكويتية ، وأخيرا تشكيل لجان التكافل الاجتماعي التي كانت هي المسئولة عن توزيع المساعدات النقدية والمواد الغذائية على الكويتيين . وإدارة مساجد الدولة الرسمية ، شاركهم في معظم هذه النشاطات وعلى الجانب الآخر الجماعات الشيعية كل في الأماكن التي يتكاثر فيها الكويتيون الشيعة .

وشارك البعض منهم في الانتشار في الشوارع الكويتية بعد تحرير الكويت لفترة قصيرة ، ووضعوا نقاط التفتيش ( السيطرات ) ، وساهموا بشكل كبير في التجاوز على قوانين الحرب وحقوق الأسرى ، واقترفوا العديد من جرائم الحرب ، وإلقاء القبض الكيفي على الكثير من العراقيين والمقيمين بمجرد التهمة على الهوية ( مذكرة الكاتب المقدمة بواسطة لجنة متضرري الحرب حول اعتقال عراقيين لوزير الصحة الدكتور عبد الوهاب الفوزان والتي ساهمت مع جهود القوى الوطنية الكويتية باطلاق سراح اثنين منهم ) . ثم استمر دورهم في النمو والتصاعد بعد استقرار الوضع الأمني في الكويت وساهموا بشكل لافت في نشر الفكر التكفيري ، ومناكفة بعض وزراء الإعلام من غير الشيوخ ماعدا الشيخ ناصر سعود الصباح الذي لم يروق لهم البتة .

ولم تعر الحكومة الكويتية في غمرة انشغالاتها بإعادة الجو الطبيعي لدولة الكويت بعد تحريرها من الغزو الصدامي ، والتخلص من تداعيات الغزو ، بالا لنشاط السلفيين المحموم والأموال التي تجمع لتشجيع الإرهاب وتجنيد الشباب من غير المثقفين والبسطاء لإرسالهم للبوسنة والشيشان وأفغانستان .

وبدأ تحرك ملحوظ قبل أكثر من خمس سنوات نحو بعض رجال الحركات السلفية والتكفيرية ، وقبل ذلك بعد تفجيرات نيويورك وواشنطن في 11 سبتمبر 2001، لكن هذا التحرك لم يكن بذلك الاهتمام المطلوب ، بسبب من الحصانة التي وفرها التعصب الديني الذي مارسه بعض شيوخ الإرهاب ممن استخدم الفتاوى سهاما ضد من ينادي بوضع حد لتحركات الجماعات السلفية والتكفيرية ، لحماية ودعم الجماعات الإرهابية ، وتوفير غطاء شرعي لحمايتهم من غارات المثقفين التنويرية ، ورجال البوليس الأمنية .

وإذا أخذنا مثلا على التهاون الأمني المتهم المعتقل يوم الجمعة 7 . 1 . 2005 في الكويت بتهمة التعاون مع القاعدة ( محسن فاضل عايد عاشور الفضلي ) اليمني الأصل والمتجنس بالجنسية الكويتية ، والذي جمع أموالا تقدر ب 117 ألف دولار وحولها للجماعات الإرهابية لاستخدامها لتدريب الإرهابيين في اليمن . وكذلك حول ما جمع من أموال لجماعة الزرقاوي في الأردن قبل سنتين ، واجتهد في تجنيد الشباب الكويتي لإرسالهم ل ( قتال الكفار ) في العراق ، ومن قبل شارك في التخطيط للاعتداء على الباخرة الفرنسية كول في ميناء المكلا اليمني . هذا المتهم القي عليه القبض في السعودية قبل أربعة أعوام ، وبقي في الاعتقال لمدة سنة ، أفرج عنه بعدها بتدخل رجل دين إسلامي . ثم اعتقل في الكويت في العام 2002 بعد حادث إطلاق نار في جزيرة فيلكا على جنود أمريكان ، هو وثلاثة أفراد من أنصار القاعدة ، وحكم عليه بالسجن لمدة 5 سنوات برئته محكمة التمييز الكويتية بعد ذلك رغم اعترافاته المسبقة بالمشاركة والتخطيط في حوادث إرهابية عدة وجمع أموال للإرهابيين ، ليصبح طليقا ويشارك بعدها في جمع الأموال من جديد للحرب في العراق ، وتجنيد الشباب للذهاب ل ( الجهاد ) في العراق ، والتنسيق مع أبو مصعب الزرقاوي . وقد سبق لمستشارة الأمن القومي الأمريكي ( كونداليزا رايس ) أن سلمت الحكومة الكويتية 9 أسماء لإرهابيين كان اسم الفضلي واحدا منهم ، مما دفع السلطات الأمنية الكويتية للبحث عنه مجددا لإلقاء القبض عليه . كذلك كانت السلطات الأمنية الكويتية تعرف عنه الكثير من المعلومات الخطيرة التي تضمن جزءا منها مشاركته في القتال إلى جانب حركة طالبان والقاعدة ضد قوات تحالف الشمال في أفغانستان أثناء حكم دولة طالبان ، وحارب ضد القوات الروسية في الشيشان ، والتقى الناطق الرسمي لحركة القاعدة سليمان بو غيث في قندهار بأفغانستان .

ولم يدرك البعض من قيادات الحركات الدينية من أعضاء مجلس الأمة ، ومنها السلفية الموقف الخطر الذي يلعبونه بجدارة يحسدون عليها وهم يوطدون دعائم الإرهاب ويساعدون على تشجيعه ، خاصة بعد أن شكلوا من داخل مجلس الأمة الكويتي

( اللجنة الشعبية البرلمانية لمناصرة وإغاثة الشعب العراقي ) ، ونسوا أو تناسوا كلية الدور القذر الذي لعبه ضباط مخابرات صدام حسين ، وأركان قيادته من البعثيين في احتلال وتخريب الكويت ، وقتل وأسر الكويتيين ، وهم هم أنفسهم من شكل ما يسمى الآن ب ( جيش محمد ) و ( جيش أنصار السنة ) ، ومن يخطف الأبرياء من العراقيين والأجانب ، ويقطع رقابهم . وكل من ذكرناهم آنفا ممن تدعي اللجنة البرلمانية الكويتية الدفاع عنهم الآن بواسطة لجنتها البرلمانية .

لكن وكما يبدو فان حادث محافظة حولي في يوم الاثنين 10 كانون الثاني / يناير من العام الجاري ، أعاد للأذهان ما يقترفه بعض المدافعين عن الإرهاب الاسلاموي بحجة ( الجهاد ) ، فقد طال الإرهاب الذي خططت له القاعدة بالتعاون والتنسيق مع جماعة ( التكفير والهجرة ) الكويتية التي كانت ( البطل ) الرئيسي لحادث ذلك اليوم الإرهابي . والمعروف إن جماعة التكفير والهجرة هي الأم الرءوم للقاعدة والحليفة الرئيسية لها الآن من خلال مساعد بن لادن ومنظر الحركة ( أيمن الظواهري ) .

ولآن تغيب شباب عن الرجوع إلى بيوتهم وأهليهم بعد سفرهم للخارج حسب ادعائهم في الصيف الماضي ، لم يثر أية علامة قلق لدى اللجنة البرلمانية الكويتية لمناصرة ( رجال النظام الصدامي ) السابق ، فان حادث حولي الأخير يجب أن يعود بالذاكرة للسلطات الكويتية ، ما مهد به البعض داخل الكويت لرفع قامة قزم مثل صدام حسين والنفخ فيها إثناء الحرب العراقية الإيرانية وبعدها ، ورسم هالة كاذبة حول نظام دكتاتوري فاشي قمعي مجرم بحجة الدفاع عن ( البوابة الشرقية ) ، وهو نفس ما يدعيه البعض من الاسلامويين والقومجيين ، والمنتفعين من النظام السابق والإرهابيين وبضمنهم البعثيين من القتلة السابقين ،

ب ( مناصرة وإغاثة الشعب العراقي ) .


* كاتب وصحفي عراقي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هدم المنازل الفلسطينية وتوسيع المستوطنات.. استراتيجية إسرائي


.. مجدي شطة وا?غانيه ضمن قاي?مة ا?سوء فيديو كليبات ????




.. قتلى واقتحام للبرلمان.. ما أسباب الغضب والاحتجاجات في كينيا؟


.. الجنائية الدولية تدين إسلامياً متشدداً بارتكاب فظائع في تمبك




.. فرنسا.. أتال لبارديلا حول مزدوجي الجنسية: -أنت تقول نعم لتما