الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرأة العربية بين جمود الثقافة والتراث وهيمنة مجتمع ذكورى

سامى لبيب

2012 / 3 / 1
ملف - افاق المرأة و الحركة النسوية بعد الثورات العربية - بمناسبة 8 اذار/ مارت 2012 عيد المرأة العالمي


لم تعرف العلاقة بين الرجل والمرأة عبر العصور الثبات والإستاتيكية بل تنوعت مظاهر هذه العلاقة لتتخذ الندية كتعبير عن الصراع الكامن فى طبيعة أى وجود حيوى حياتى غير حامل لشكل الصراع الفج المتطاحن بل صراع يتم بقفازات حريرية لتحقيق حالة من المصلحة المغلفة بالتمايز والإستئثار يُفعلها الحضور الذكورى والأنثوى وإن مالت الكفة فى صالح هيمنة الرجل لظروف موضوعية فى الأساس لا يكون الإختلاف البيولوجى العامل المؤثر فيه .
لم تتخذ هذه العلاقة شكل من أشكال الصراع المتصاعد المتسارع بل تكون عبر أجيال عديدة لتستقر وتأخذ الديمومة لفترات طويلة مكونة ثقافة مجتمع ونظم علاقاته , ليعتريه التغيير تحت وطأة حتمية التطور وتغير الظرف الموضوعى الذى يستغرق فترات زمنية طويلة لتتأرجح وتتباين شكل العلاقة من حقبة زمنية لأخرى , ومن مجتمع وحضارة الى مجتمع وحضارة أخرى لتكون علاقات المجتمع الإنتاجية والطبقية العامل الحاسم والفيصل فى تشكيل هذه العلاقة وتحديد ملامحها .

عندما نتجول بين صفحات التاريخ سنتلمس اختلاف مكانة المرأة وحقوقها حسب الحضارة التي إنتسبت إليها فما بلغنا عن المرأة الرافيدية على سبيل المثال سنتلمس أنها تمتعت بإمتيازات بعدة حقوق لا تتمتع بها أو ببعضها المرأة الشرقية في البلدان عريبة الثقافة اليوم , بالرغم من قدم التشريعات الرافدية !! .. ففي شريعة اورنامو 2010ق.م كان المُغتصب يغرم بخمسة شيقلات من الفضة كما كانت المرأة ترث نصف تركة زوجها ويأخذ ابناءه النصف المتبقي .. وفي شريعة "اشنونا" نجد نصاً يقول " إذا طلق رجل زوجته بعد أن ولدت منه وأخذ زوجة ثانية فسوف يطرد من بيته وتقطع علاقته بجميع من حوله وليتبعه من يريد ".! .. وفي شريعة بيت عشتار ترث البنت أباها وفي حالة المرض او العجز وزواج الرجل من زوجة ثانية فعليه أن لا يخرج الزوجة الأولى من بيتها وعلى الثانية ان تعتني بها كما لا يحق لزوجته الثانية لو كانت الأولى عاقرا ان تعيش معها في نفس البيت .

أما شريعة حمورابي التي تضم 282 مادة فقد خصصت من بينها 92 مادة للمراة, كان لها الحق في الطلاق مع تمتعها بحقوقها المالية التي جلبتها من بيت أبيها ومنحها نصف محصول الحقل ونصف الاموال المنقولة , كما لها الحق في اختيار الزوج الذي تريده , ولو اراد زوجها ان يطلقها بسبب العقم فعليه ان يضيف الى ما جلبت من بيت ابيها قدر مهرها ., كما كان لها أيضا حق رعاية ابناءها والتمتع بادارة اموالهم إن كانوا صغارا والعمل التجاري والاستقلالية المالية عن زوجها كما نصت على حقها في الرعاية والنفقة ان كانت مريضة مادامت على قيد الحياة دون ان يخرجها من بيتها , كما تحميها شريعة حمورابى بجلد كل من يتهمها في عرضها دون اثبات. .. ولعل إستعراض تاريخ الملكة الأشورية سميراميس زوجة الملك نينوس في القرن 8 ق م تعطى لنا صورة عن الشأن المتميز الذي بلغته المرأة في تلك الفترة من التاريخ .

في مصر الفرعونية وحسب هيرودوت المؤرخ اليوناني نجد أن المرأة كانت تشارك الرجل في حياته الدينية والسياسية والاجتماعية واليومية وكانت الآلهة الانثوية والذكورية على درجة متساوية من الإحترام لينعكس هذا على وضعية المرأة فنجد تمتعها بحق التملك والإرث والتجارة والعمل مثل الرجل , ويوثق عالم الاثار المصرية " كريستيان كور" هذا بالقول إن المرأة المصرية البسيطة التي كانت تعيش في الريف كانت تمضى حياة ممتعة و سعيدة لأنه من الواضح إن المساواة بين الجنسين كان شيئا طبيعياً في المجتمع المصري القديم .
كان الزواج الاحادي معروفا مستلهماً الارتباط بين الإله الذكر والآلهة الأنثى ليعتبر رباطا مقدسا فيه مشاركة واخلاص ومساواة ولعل المسيحية إقتبست فكرة الزواج والرباط المقدس من الرؤية المصرية القديمة مع إستبدال فكرة زواج الآلهة بالعلاقة العضوية بين آدم وحواء حيث جاءت حواء من ضلع آدم فيكون الزواج مقدسا بإسترداد آدم لعضوه المفقود .

البرديات والجداريات الفرعونية توثق لعمل المرأة المصرية في كل المجالات لتصل إلى أرفع المناصب فكانت سياسية مثل الملكة حوتب التي تولت الحكم بدل إبنها الصغير والملكة حتشبسوت التي حكمت مصر عشرون عاما ونفرتيتى زوجة اخناتون والسمراء " تي" زوجة امنحوتب والملكة الشهيرة كليوباترا.. كما كانت قاضية كالقاضية " نبت " التي كانت حماة للملك بابي من الأسرة السادسة .. ومارست المرأة المصرية الطب كبسخت التى كانت أقرب الاطباء لفرعون كما شغلت كاتبة كزوجة الفرعون نونخت ومحاسبة في القصر الفرعوني ومديرة للمخازن.

في الحضارة الاغريقية مرت مكانة المرأة بعدة مراحل يمكن ان نستشفها عبر الرسوم على الخزف والمواد التي توضع مع الموتى حسب جنس الميت ثم الملاحم الاسطورية... فكانت المرأة عموما خاضعة لرجل وتعتبر قاصرا ابديا eternel mineur لكنها كانت تلعب ثلاث ادوار مختلفة فنجدها زوجة والزواج حينها كان أحاديا ُ او عشيقة أو سيدة المنزل المكلفة بأدارته في غياب زوجها
في جزيرة كريت وجدت 3 اجزاء من الحجر المنقوش كتب عليها ما يشكل قانونا يضم 7 فصول من القانون الخاص والذي يركز على العائلة وفيه ان من حق المرأة إمتلاك اموالا منقولة او غير منقولة حصلت عليها كمهر كما انها تحصل على نصف ميراث الذكر وليس لزوجها أو ولدها اخذه منه رغم انه يبدو انه لم يكن من حقها ادارته.. وفى حال عدم وجود إخوة ذكور تكون الوريثة الوحيدة لأموال والدها فهي حرة في الزواج ممن تريد وان كان لها اولاد يبقى لها حرية نسبية في التصرف في اموالها.

المرأة الاثينية كانت تعتبر قاصراً أبديا لا تتمتع بأي حقوق قانونية أو سياسية فليس لها حق اختيار الزوج او طلب الطلاق. في حين لا تغادر المرأة التي تنتمي الى العائلات النبيلة بيتها الا لأداء الممارسات الدينية .. بينما تتمتع المرأة من عامة الشعب بحق بيع محصولها الفلاحي أو الصناعي مما يعني ان لها الحق في القيام بالمعاملات المالية , أما النساء الاكثر ثقافة وتعليما يمكن ان يصبحن محظيات لرجال الاعمال والسياسة الاثينيين ومثالنا على ذلك أسبازي عشيقة بيريكلاس الذي هجر زوجته من أجلها كانت تستقبل النخبة المثقفة في عصرها وتعاملهم معاملة الند للند.
اسبارطة إختلفت عن باقي المدن الاغريقية فكان وضع المرأة أفضل، فقد مُنحت عدة حقوق حيث حصلت على بعض المكاسب التي ميزتها على أخواتها في بقية المدن اليونانية وذلك بسبب انشغال الرجال بالحروب والقتال ,لذا كانت المرأة تُعامل تقريبا على قدم المساواة مع الرجل , فتمتعت بحق التعليم الذي كان اجباريا على الذكور والاناث منذ سن السابعة وحتى الثامنة عشر وكان يشمل تمارين جسدية والموسيقى والرقص والغناء الغاية منها صناعة محاربين منضبطين وأمهات قويات قادرات على انجاب ابناء اقوياء وأصحاء.

حسب الديانة الرومانية كانت المرأة تعامل كالأطفال حيث كانت خاضعة لأبيها الذي تحمل اسمه لأنها لا تتمتع باسم خاص ثم لزوجها تماما كطفل قاصر والرجل الأب او الزوج كان له الحق التام في حياة أو موت من يعيش تحت سقف بيته بحق ال(patria potestas)-و بداية من من القرن الثاني قبل الميلاد بدأت الوصاية الذكورية تتلاشى خاصة مع قوانين اوجيست lois d Auguste, (Gaius, Institutes) لتختفي في القرن الثاني بعد الميلاد كما صارت المرأة تظهر في الشارع للمطالبة ببعض الحقوق وتشارك في الحياة الاجتماعية والثقافية والسياسية (حوليات تاسيتوس- (Tacite, Annales)) رغم عدم حقها في الانتخاب والمشاركة في الاجتماعات, أما من بداية القرن الأول قبل الميلاد صارت قادرة على احتلال فضاءات كانت مخصصة للرجل كالأدب والرياضة والمصارعة.
الخروج عن القوانين الدينية كان يمثل ثورة على آلهة العائلة وكان يمكن المرأة التي ترفض العودة بعد موت زوجها أو الطلاق الى بيت الاب من فعل كل الاشياء كأي رجل حر. ولئن كانت محرومة من الحقوق السياسية كما في الحضارة الاغريقية إلا أنها كانت تتمتع بامتيازات من بينها الاعفاء من العمل المنزلي باستثناء صناعة الصوف وتربية الأطفال و حق الشهادة في المحكمة، كما ترث نصيب مساو للرجل .
كان يوجد نوعان من الزواج ديني مما يعني مقدس وزواج شعبي يسمح بالطلاق , وكان الزواج الأحادي هو القاعدة , أما بالنسبة للطلاق كان يهيمن عليه في الدرجة الاولى الرجال لكن في نهاية هذا العهد كانت النساء اللواتي يتزوجن زواج اليد الحرة يمكنهن ان يطلبن الطلاق من ازواجهن.

الاديان الابراهيمية تباينت فى التعاطى مع المرأة وإن لم تختلف كثيرا ولكن فى المجمل نجدها قدمت نموذج متأخر عن حضارات الشعوب القديمة بالرغم أنها الأحدث ... فيقول النص التلمودى " مبارك أنت ايها الرب إلهنا ملك الكون ، الذي لم يخلقني إمرأة" في حين تشكر هي الرب لأنه خلق كما اراد !!. و بالنظر الى سفر التكوين نلاحظ ان المرأة تتحمل كل المسؤولية في الخطيئة الاولى وبالتالي إخراج آدم من الجنة ليكون عقاب الرب موجه لها حصراً رغم مشاركة آدم في الخطيئة !" فجاء في سفر التكوين [ 3 : 16 ] قول الرب لحواء حين أغوت آدم: ثُمَّ قَالَ لِلْمَرْأَةِ: «أُكَثِّرُ تَكْثِيراً أَوْجَاعَ مَخَاضِكِ فَتُنْجِبِينَ بِالآلاَمِ أَوْلاَداً، وَإِلَى زَوْجِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَتَسَلَّطُ عَلَيْكِ" وبالتالي ليس لها الحق في الصلاة معه ولا في التعلم العلني لأنهن سيحرفن النص المقدس ولا في قراءة التوراة عند حائط المبكى لأن بالنهاية " المرأة هي حقيبة مملوءة بالغائط ".,, لذا لم تعامل التوراة المرأة ليست كإنسان كامل الحقوق بل كتابع للذكر يدور كل ذكر لهن حول الولادة والعقم والغواية كبنات لوط اللاتي زنين مع والديهن
التراث اليهودى التوراتى التلمودى يعج بالكثير من النصوص والتشريعات التى تنال من المرأة ولا يمكن أن نعزى هذا إلى اللعنة المصاحبة لأسطورة الخروج من الجنه بأنها صبغت النهج العام للفكر العبرانى بهذه الصبغة بقدر ماهو منهجية وسلوكية مجتمع بدوى قبلى متخلف عاش مهمشاً على أطراف ممالك كبرى .

المسيحية نتاج مجتمع زراعى تأثر بالحضور الرومانى والإغريقى المهيمن فى ذلك الزمان ليس كهيمنة عسكرية طاغية بقدر حضوره الثقافى فى منطقة البحر المتوسط ليتشكل النهج المسيحى منه ومن تأثيرات الحضارة المصرية مع بزوغ رغبة فى القيام بحركة إصلاحية للموروث العبرانى إكتست فى الغالب بحالة صوفية ولكن لم تبتعد بعيدا عما هو سائد .
نجد في المسيحية تشجيع المسيح لمريم أخت لعازار التي تريد ان تتعلم في قوله ردا على مرتا:" يا رب ألا تبالي بأن أختي قد تركتني أخدم وحدي؟ قل لها أن تساعدني! ولكن يسوع رد عليها قائلاً، مرثا مرثا أنت مهتمة لأمور كثيرة ولكن الحاجة هي إلى واحد، ومريم قد اختارت النصيب الصالح الذي لن يؤخذ منها- لوقا 10/ 40-42" بيد ان عموم التعاليم لم تشذ كثيرا عن القاعدة في ازدراء المرأة فالمرأة تظل تابعة للرجل وخاضعة له بل تتأسس الرؤية المسيحية على إعتبار أن الرجل رأس المرأة له كل الخضوع كما ان المسيح رأس الكنيسة " قال بولس في رسالته الأولى إلى كورنثوس ( 14 : 34) -- لِتَصْمُتْ النِّسَاءُ فِي الْكَنَائِسِ، فَلَيْسَ مَسْمُوحاً لَهُنَّ أَنْ يَتَكَلَّمْنَ، بَلْ عَلَيْهِنَّ أَنْ يَكُنَّ خَاضِعَاتٍ.. وَلَكِنْ، إِذَا رَغِبْنَ فِي تَعَلُّمِ شَيْءٍ مَا، فَلْيَسْأَلْنَ أَزْوَاجَهُنَّ فِي الْبَيْتِ، لأَنَّهُ عَارٌ عَلَى الْمَرْأَةِ أَنْ تَتَكَلَّمَ فِي الْجَمَاعَةِ" ولئن فرضت المسيحية على الرجل الالتزام بزوجة واحدة وعدم الانفصال عنها " مرقس [10 : 11] فَقَالَ لَهُمْ : «مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَتَزَوَّجَ بِأُخْرَى يَزْنِي عَلَيْهَا .[12] وَإِنْ طَلَّقَتِ امْرَأَةٌ زَوْجَهَا وَتَزَوَّجَتْ بِآخَرَ تَزْنِي" فأنها حسب بولس يجب ان تلتزم بالتسلسل الهرمي للسلطة فكما يخضع الرجل للمسيح عليها ان تخضع للرجل". مبررا ذلك بأنها صاحبة الخطيئة البدئية " في رسالة بولس الأولى إلى " تيموثاوس " : 2:11- 14 "تتعلم المرأة بسكوت في كل خضوع . ولكنني لست آذن للمرأة أن تعلم ولا تتسلط على الرجل بل تكون في سكوت . لأن آدم جُبل أولآ ثم حواء . وآدم لم يغوى لكن المرأة أغوت فحصلت في التعدي"ويضيف القديس جون كريسوستوم -معلم مسيحي من القرن الخامس- حالما تتعلم المرأة يصبح كل شيئ خرابآ ، وكذلك فلتترك بلا تعليم".
لن نستطيع ان نعتبر المسيحية مجحفة بشدة بالمرأة كونها إفتقدت للتشريع الذى يؤصل الحقوق ولكن الرؤية الناقدة التحليلية تكون فى إطار الرؤية التى تتسلل من وسط النصوص .

الإسلام نتاج مجتمع بدوى له جذور عميقة فى الجزيرة العربية وعليه أسست رؤيتها ومنهجها فى التعاطى مع المرأة فلم تخرج الأطر الإجتماعية للإسلام الوليد عن الإطار العام وإن قدم بالفعل بعض العلاقات والنهج الجديد بحكم انه مشروع سياسى إجتماعى لينصف المرأة فى نقاط وينال منها فى مناحى عديدة ولكنه فى المجمل ظل طوباويا محافظاً ومكرساً للهيمنة الذكورية المتعسفة فلم تتغير النظرة الدونية للمرأة في الاسلام , فظلت تابعة للرجل فله كل الحرية في مالها و ليس لها ان تخرج من البيت لأنها فتنة ولأنها كما قال محمد "مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنْ النِّسَاءِ " وبالتالي فحتى وان نالت حقوقا في الميراث تعادل نصف ما للرجل حتى وان كانت فقيرة والاخ غنيا .. كما ليس من حقها العمل خارج البيت وبالتالي فإستخدام مالها لا يكون الا عبر محرم لأنها ملزمة بالنص " وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى"الأحزاب 33.

استنادا على القرآن نجد في سورة الروم الاية 21 " ومن اياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة ان في ذلك لايات لقوم يتفكرون " هذا القول ينص على المودة والرحمة بين الجنسين كما ينفي أن تكون المرأة سببا في اخراج آدم من الجنة - "وقلنا يا ادم اسكن انت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين.. فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين " - فتظهر الآية السابقة حالة تحرر من النظرة التوراتية التى تلقى عبأ الخروج على المرأة والحية لتمنحنا دليل على مساواة ودعوة للتعامل بالحسنة بيد أننا نجد في نصوص أخرى إنغماس فى التراث القبلى العربى مع تأثير النهج العبرانى استمرارا لفكرة تفضيل الرجل فله القوامة على الاثنى التي عليها ان تقر في بيتها لا تغادره لأنها بالنهاية من متع الدنيا " زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والانعام والحرث- آل عمران" نجسة ان لامسها الرجل عليه ان يتطهر كما يتطهر من الغائط "اذا جاء احد منكم من الغائط او لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا- النساء 43"
نتلمس فى التراث الإسلامى حصر المرأة فى إطار انها فتنة وقنبلة جنسية والتوجس الدائم من حضورها مع نظرة دونية مقصورة فهى وضعت المتعة والأولوية للرجل حتى فى الجنه لترسم ملامح الأسطورة الرؤية تجاه المرأة فبالرغم من قوله " وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن- التوبة 72" فإن للرجال ميزات لا تتمتع بها النسوة يذكرها القرآن في سورتي الواقعة والانسان وتتمثل في جملة من المتع الحسية (أكل وشراب وترف في الملبس والمسكن وقدرة جنسية غير محدودة) تحققها نساء الجنة المعدة للغرض والتي لكل مؤمن منها ما لا يعد ولا يحصى ويقول في ذلك النبي " ان السحابة لتمر بأهل الجنة فيسألونها أن تمطرهم كواعب أترابا فتمطرهم ما يشاءون من الحور العين "َ!! لنتساءل ما نصيب النساء المؤمنات من المتع الموعود بها الرجل في الإسلام؟ كما ان اغلب النساء في النار " عن عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "اطَّلَعْتُ فِي الْجَنَّةِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ وَاطَّلَعْتُ فِي النَّارِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاء" رواه البخاري 3241 ومسلم 2737 وعَنْ عَبْد ِاللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( َأُرِيتُ النَّارَ فَلَمْ أَرَ مَنْظَرًا كَالْيَوْمِ قَطُّ أَفْظَعَ وَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ ) قَالُوا : بِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ : ( بِكُفْرِهِنَّ ) قِيلَ : يَكْفُرْنَ بِاللَّهِ ، قَالَ: يَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ وَيَكْفُرْنَ الإِحْسَانَ لَوْ أَحْسَنْتَ إِلَى إِحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ كُلَّهُ ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ شَيْئًا قَالَتْ مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ" رواه البخاري 1052.

**********

* المرأة العربية بين جمود الثقافة والتراث وهيمنة مجتمع ذكورى .

عرضنا السريع والموجز لتاريخ المرأة عبر الثقافات المختلفة يعنى إلقاء الضوء على وضعية المرأة التى تباينت أحوالها حسب الحضارة التى إحتضنتها ومدى تأثير الثقافة السائدة فى تشكيل الرؤية لها كما نلحظ بأنه ليس بالضرورة ان نجد الثقافة الأحدث هى الأرقى كما إستعرضنا .
نلاحظ أيضا أن الشعوب تجاوزت نهجها القديم بالتعديل والتطوير كنتيجة حتمية لصيرورة الزمن والتطور بينما هناك شعوب أخرى مازالت تحتفظ بنهج ثقافتها القديم لا تريد أن تبارحه لتحصد مصيرها الأسود بتوقف عجلة التطور فتصاب الشعوب بالتجمد والتخلف فلا تبارح مكانها .

لن نستطيع أن نشير بأصبع الإدانة لفعل وتأثير التراث الدينى على بقاء الثقافة العربية متجمدة متخلفة تلعق أطلال الماضى وتتشبث به مُكرسة لوضعية إمرأة مُنتهكة الحقوق والكرامة ونتوقف بعدها عن الإدانة , فيمكن القول أن تخلف علاقات المجتمع الإنتاجية وبقاءها فى إطارها الرعوى الريعى جعل التراث حاضراً كداعم قوى لوضعية إجتماعية لم تتغير , ودليلنا أن تغير علاقات الإنتاج فى أوربا خلق منظومة ثقافية بديلة عن هيمنة ثقافة الكنيسة .

نلاحظ ان علاقة المرأة والرجل عبر التاريخ تباينت فى المواقف وحدود العلاقة لتتقارب فى بعض الاحيان وتهيمن فى الأغلب كما أنها لا تسير فى إتجاه مُنحنى متصاعد مع الزمن فليس معنى التقدم الزمنى أن نحظى على علاقات متطورة بالضرورة عما سبقتها فنحن نتعامل مع تكوينات حية تتفاعل وتتصارع وفق ظروف موضوعية تحكم الصراع فتكون علاقات الإنتاج عامل مهم بل رئيسى فى تشكيل نمط العلاقة ,, لذا لا معنى للأقوال التى تشاع بأن طبيعة المرأة الجسدية والنفسية تحرمها من ممارسة كافة حقوقها كالرجل بل يمكن القول بأن التاريخ الطويل من تحجيم المرأة أدى بالفعل إلى تشويه نفسى قبل أن يؤثر فى تكوين جسدى غير قادر على مناهزة الرجل , بل يمكن إعتبار أن فقدان المرأة روح التحدى والصمود والثقة فى داخلها ليحل الإنكسار والهشاشة بديلاً هو السبب الفعلى لتحجيم المرأة , ومشاهد الواقع تثبت لنا ذلك فالمرأة هى المرأة من حيث التكوين ولكننا نرى شخصية المرأة الغربية الآن ذات نضوج نفسى أتاح لها أن تتساوى وتنطلق وتؤكد وجودها بثقة فى كافة المجالات لتعلن عن حضورها وإبداعها ووجودها ككيان إنسانى متماسك بينما نجد شخصية المرأة العربية هشة مُنكسرة مُستسلمة تخشى الخروج من الشرنقة النفسية التى أحيطت بها ليس لتفوق مثيلتها الغربية عليها جسدياً بقدر ما هو إفتقاد للتكوين والقدرة النفسية القادرة على المواجهة .

المرأة الغربية حظها طيب فى تواجد ثقافة وعلاقات إنتاجية متطورة أصبح لها أصول وجذور تجاوزت ثقافة اوربا القديمة لتمنحها مدارات وفضاءات أكبر لتدعيم حريتها وكرامتها بينما تكمن مآساة المرأة العربية فى جمود المنظومة الثقافية العربية بكل مفرداتها من تراث وعادات وتقاليد مازالت تنتهج منهجية القبيلة والعشائرية وكبير العائلة لتشل أوصال المجتمع حتى ولو إكتست طبيعة الحياة العربية بمظاهر عصرية , فمازال موروث الهيمنة الذكورية حاضرا بكل وطأته , ويكون التراث الدينى رافدا قويا لدعمه لنحظى فى النهاية على حالة من الجمود تصيب المجتمع العربى وتزداد الأمور سوءا بتشويه عقلية ونفسية المرأة نفسها فتشل أى قدرة لها على المقاومة لتستسلم للمنظومة السائدة بإعتبار هذا السلوك هو نهج الحياة والطبيعة الوجودية لنحظى فى النهاية على وضعية متأخرة ومتدهورة تصل بالمرأة إلى نفسية مازوخية تتماهى فى هذا الوضع المتدنى فتعتبر الهيمنة الذكورية المفرطة التى تنال منها هو حق طبيعى للرجل لا يُنازع عليه .!

فى ظل هذه الحالة المتدهورة يكون من العبث المناداة بحقوق سياسية وإجتماعية للمرأة لتسترد حقوقها ككيان إنسانى فاعل تحتل مكانتها بالقيام بدور فاعل ونشيط فى الحياة الإجتماعية والسياسية فالإشكالية لن تكون فى دساتير تبخس حقها فهناك شعوب تضع دساتير متقدمة ولكن لا سبيل إليها فى مجتمع ذكورى يرى أنه من العار ان تتولى القيادة إمرأة حتى ولو كانت فى وضعية متقدمة فكريا وثقافيا .. لذا لا نجد إلا حضور باهت للمرأة فى الشأن السياسى لا يتم إلا بالتعيين أو بنظام الكوته كما فى بعض الإنتخابات العربية بينما تصبح النتيجة صفرية فى حال ترك حرية الإختيار بين الرجل والمرأة للجماهير.

ما يقال عنه ثورات الربيع العربى لم يضيف أو يعدل شيئا فى وضعية المرأة العربية لأنها لم تزيد عن كونها إنتفاضات قوية حطمت رموز أنظمة ديناصروية فاسدة بلغت مصيرها المحتوم , ولم يصاحب هذا تغير بنية الأنظمة فهى مازالت حاضرة بل تزداد الأمور سوءاً وإحباطاً فى تواجد الثقافة القديمة سائدة ومهيمنة لم يمسها أى نسمة تغيير , بل على العكس فقد هيمنت القوى السلفية على المشهد .. ولكن قد يبقى بصيص أمل من هذه الثورات بأنها حركت جبال الجليد وكسرت حاجز الخوف والسلبية فى الجدار العربى السميك .

المجتمع العربى للأسف ينظر للمرأة ليست ككيان إنسانى له وعى وعقل وإرادة بل كقنبلة ووعاء جنسى ذو تضاريس وكأن حضورها يعنى تأجج الشهوة الذكورية والفتنة وطلب المضاجعة بدون النظر أنها إنسانة ذات عقل وإرادة قادرة على الحفاظ على قرارها وإرادتها .. تستمد هذه الرؤية كل مفرداتها من التراث الدينى الحافل بنصوص تضع المرأة فى هكذا مدارات .
بالفعل هى نظرة مجحفة وقاسية وشديدة الإمتهان عندما تختزل المرأة ككيان للجنس والشهوة والمتعة لتمارس هذه النظرة المتدنية فعلها المُخرب فى المجتمعات العربية فتصبح منهجية سلوك وأداء ذكورى تجاه المرأة يصل إمتدادها إلى نفسية المرأة ذاتها فتتصور انها لا تزيد عن ثقب جنسى يهفو الرجال للقذف فيه .

حالة الإستبداد والوصاية والغبن الذى تمارسه المجتمعات العربية ضد المرأة يتم تغطيتها بفزاعة تجد حضورها فى الجماهير بل داخل نفسية المرأة ذاتها وهى ربط الحقوق والكرامة بالإنحلال الأخلاقى ولصق الإبتذال والفجور بالمرأة الساعية لنيل حقوقها الطبيعية ليتم إستحضار تمظهرات لحرية المرأة الغربية وإسقاطها على الدعاوى المطالبة بتعديل قوانين الأحوال الشخصية وحق المرأة فى العمل وتولى القيادة والتخلص من الهيمنة الذكورية المتعسفة ليتم التنفير والتشويه : فإنتن تريدن أن تكن كالغربيات منحلات , إذن ليبقى الوضع كما هو عليه , بل لا بأس أن تُرفع شعارات العفة والتمجيد لتراثنا وثقافتنا الموغلة فى الوصاية والإستبداد الذكورى فهى افضل حالا من هذه المجتمعات المنحلة .

نحن أمام ثقافة عربية متجمدة لم تتغير قواعدها الأساسية على مدار مئات السنين تستمد جذورها من تراث دينى وقبلى يرسخ ويكرس لحالة دونية للمرأة لم تنجو منها معظم الشعوب العربية إلا فى بعض المناطق الحضرية التى شاركت المرأة فيه العمل الإنتاجى لتقل وطأة الهيمنة والغبن درجات طفيفة .

لن تتغير ثقافة ونهج الشعوب إلا بواسطة طريقين أحدهما حاسم وحتمى والآخر يحتاج جهود مضنية لتحقيقه أو قل لتحريكه فالأول يعتمد على تطوير علاقات الإنتاج فى المجتمعات العربية التى مازالت تتخذ الشكل الرعوى الريعى الذى يتولاه الرجل ويمكن رصد هذه العلاقات بشكل واضح فى كل الدول العربية , وتظهر ملامحه بشكل فج فى البلدان الخليجية ومتواريا بخجل فى بعض البلدان أخرى .. فتهمييش دور المرأة فى العملية الإنتاجية نتيجة تخلف علاقات الإنتاج هو الذى خلق النظرة الدونية للمرأة العربية وحصرها فى إطار رؤية ذكورية لا تراها إلا كوعاء جنسى للإستمتاع , فالرجل يعمل وينتج بينما المرأة عنصر إستهلاك يرعاه وينفق عليه نظير تقديم خدمات جنسية وعناية خاصة بشئونه ومتطلباته لتتمحور العلاقة فى هذا الإطار وتستمد الدعم من تراث دينى وقبلى له جذور فتصبح هكذا ثقافة سائدة تجد حضورها فى الرجل والمرأة معا .
تطوير علاقات الإنتاج ومشاركة المرأة الحقيقى والفعلى فى الإنتاج والعمل والبناء سيمنح المرأة رغماً عن أنف الجميع وضعية إنسانية مساوية للرجل مما يعنى وقوف المجتمع على قدميه وحصول كل أفراده على الحرية والكرامة لتقتلع منهجية الإستبداد والوصاية والهيمنة وتحل مكانها علاقات إنسانية متقدمة تبغى العدالة والكرامة .

الطريق الثانى لإسترداد المرأة حقوقها هو الطريق الطويل الوعر الذى يحتاج لمزيد من الجهد , ولن تكون نتائجه مضمونة بدون تحرك ولو بسيط فى علاقات المجتمع الإنتاجية ليتاح المناخ لتطوير ثقافة المجتمع وشيوع مناخ من الحرية والديمقراطية تدب فى أوصال المجتمع العربى .. ولكن الأمل فى حضور وقوة الحضارة السائدة ووسائل إنتشارها عبر الإعلام المرئى والمسموع والإليكترونى وتعالى أصوات المنظمات الحقوقية قادرعلى خلق أمل ولو بسيط بتخفيف حدة الإنتهاك .. ولكننا لن نحظى على نتائج حاسمة فالعلاقات الإنسانية والإجتماعية لا يصبح لها الديمومة والرسوخ من خلال كتاب أو فيديو أو صفحة إنترنت أو جمعية حقوقية تصرخ .

دمتم بخير.
"من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " - حلم الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مشكوره جهودك
فؤاده العراقيه ( 2012 / 3 / 1 - 21:49 )
رؤيه تحليليه مكتمله وتدخل القناعات فورا , وجوله نافعه بين طيات تاريخ المرأه لكن كالعاده تتحول نقد للدين فهو نتاج ما آلت أليه أمورنا , وأستغرب وأذهل كيف للديانات التي هي اساسها لرب واحد ان تختلف في تعاليمها هكذا , أليس هو رب الجميع ؟
وكيف يقتنع بها معتنقيها دون تفكير او بفكر جمدته الديانات اصلا ؟ وكيف لنا ان نسير على خرافات قصه مهترئه لا يقبل بها حتى الطفل ( آدم وحواء ) ولســــــنين طويله اليس غريبا
شكرا لك أستاذ مره أخرى


2 - الأستاذ سامي لبيب المحترم
ليندا كبرييل ( 2012 / 3 / 6 - 15:24 )
الطريقان اللذان رأيت الحل من خلالهما هما الحل برأيي
وإن كنتُ في مقال سابق لحضرتك اشترطتُ العلمانية لتغيير الأوضاع وهو شرط صعب التحقيق في بلادنا( وليس تغيير طرق تفكير الناس ) فأنا أرى أن الحلين اللذين تفضلت بهما ، سيكفلان فرض أوضاع جديدة وظروف يضطر الإنسان معها إلى تغيير أساليب حياته التي اعتادها ، وستتغير عقليته المتوارثة المتخلفة وستحمل لنا هذه الظروف الجديدة مظاهر قريبة للعلمانية
قلت في تعليقي آنذاك( لو نطرنا الإنسان العربي حتى تتحرك الأنوار في عقله فإننا نحتاج إلى قرون وقرون ،
الإنسان العربي لا حل معه إلا بالصدمة العلمانية التي ستعامل شيخ القبيلة وأصغر فرد تحت يده على قدم المساواة) لكني أرى اليوم مع قراءة مقالك هذا
أن تطوير علاقات الإنتاج ومشاركة المرأة مشاركة فعلية سيؤدي حقاً إلى شيوع ثقافة جديدة بمساعدة وسائل الاتصالات الحديثة
نعم أرى تغيير الظروف لا تغيير طرق تفكير الناس هو نقطة البدء
اليوم أرشدتني في مقالك إلى ما كنت أريد قوله ولم أستطع التعبير عنه آنذاك ، فشكراً لك .


3 - الدين رافد قوى للثقافة العربية عزيزتى فؤادة
سامى لبيب ( 2012 / 3 / 6 - 19:45 )
تحياتى عزيزتى فؤادة
نعم هى رؤية تحليلية تتناول حال المرأة العربية الآن وعندما نتناول حالها فعلينا أن ندرس الظروف المحيطة بالمرأة التى أدت بها إلى هذا الحال لنجد الثقافة السائدة هى التى تشكل البوتقة والمحتوى التى ينتج منها وضعية ومنهجية البشر الفكرية والسلوكية سواء رجال أو نساء وحال العلاقة بينهما .
عندما نقول الثقافة فيكون التراث الدينى الرافد القوى الذى يشكل مضمون الثقافة وملامحها بما يحيط منهجه وسلوكه بالقداسة والإحترام والرهبة فى نفوس مريديه .
تستغربى تباين الأديان والمعتقدات فى التعاطى مع المرأة بالرغم مما يروج أنها لإله واحد - فى الحقيقة أنه لا يوجد تباين شديد وإذا وجد التباين فهو يرجع لظروف موضوعية وتاريخية ولا علاقة لها بأديان أو إله مفترض بل الدين هو المصوغ والمكرس لوضعية أرداها المجتمع .. أى هو الصياغة الفكرية لرؤية مجتمع ينشد مثل هكذا علاقات فصاغها من خلال دستور منحه القداسة حتى يحظى بالإحترام والخضوع ولكن الإشكالية تكمن فى أن الدين يرسخ وضع ويطلب له الديمومة والثبات فلا يعترف بالتطور وجدلية الحياة لتبقى المنظومة القديمة جاثمة وحاضرة على واقع مغاير
خالص مودتى


4 - الأستاذ سامي
جحا الايطالي ( 2013 / 8 / 21 - 23:45 )
لحظة أستاذ سامي هناك مشكلة،في البداية أحب أن اشكر من أرسل لي رابط مقالك هذا ..بالنسبة للجانب المسيحي،فعلى الأقل لما تحدث بولس الرسول في رسالته الأولى إلى كورنثوس ( 14 : 34) قائلا:((لِتَصْمُتْ النِّسَاءُ فِي الْكَنَائِسِ، فَلَيْسَ مَسْمُوحاً لَهُنَّ أَنْ يَتَكَلَّمْنَ، بَلْ عَلَيْهِنَّ أَنْ يَكُنَّ خَاضِعَاتٍ.. وَلَكِنْ، إِذَا رَغِبْنَ فِي تَعَلُّمِ شَيْءٍ مَا، فَلْيَسْأَلْنَ أَزْوَاجَهُنَّ فِي الْبَيْتِ، لأَنَّهُ عَارٌ عَلَى الْمَرْأَةِ أَنْ تَتَكَلَّمَ فِي الْجَمَاعَةِ)) الرسول بولس لم يقل شيئا رديا،هو لم يمنع المرأة من الكلام كونها أمرأة أو لكونه لايرغب بمشاركتها في الكنيسة ولكنه رفض الثرثرة والنقاشات بمكان ليس للثرثرة ولاللنقاشات..بدليل يااستاذ الكنيسة الأولى كان فيها نبيات!!ومتنبئات!!وخادمات!!وهؤلاء كلهن كانوا يقومون بالخدمة سواء بالتنبأ أو بأدارة الكنيسة أو بالتبشير..هل سمعت يااستاذ عن شخصية في الكنيسة الأولى تكلم عنها بولس الرسول،اسمها فيبي..هل سمعت عن نبية مسيحية تدعى حنة بنت فنوئيل..يتبع


5 - الأستاذ سامي
جحا الايطالي ( 2013 / 8 / 21 - 23:57 )
طيب يااستاذ سامي اشرح لي ان كان الأمر كما تريد أن تشرح النص في كورنثوس الأولى على أنه احتقار لمقام المرأة ومنعها من الكلام في الكنيسة الأولى..فقلي بربك كيف كانت حنة بنت فنوئيل تتنبأ من داخل الكنيسة الأولى..وبالمناسبة الذي كتب عن حنة بنت فنوئيل هو تلميذ بولس الرسول ..أي لوقا،ياأستاذ القصة ومافيها بولس الرسول طلب من النساء عدم الثرثرة في الأجتماعات الدينية..وفتح مواضيع أصلا تعتبر سخيفة في كنيسة كان الخطر يحدق بها من كل صوب،فوجه النساء الى السكوت وان كان لهن شيءفليسألوا أزواجهن في البيت...هناك يمكن أن تسأله لو أحبت أن تتعلم...ولم يكن قصد الرجل على الأطلاق اسكات المرأة في الكنيسة أو عدم تعليمها..بدليل بولس الرسول نفسه يكتب عن خادمة كنيسة كنخريا:((أوصى بأختنا فيبى التى هى خادمة الكنيسة التى فى كنخريا، كى تقبلوها فى الرب كما يحق للقديسين. وتقوموا لها فى أى شئ احتاجته منكم لأنها صارت مساعدة للكثيرين ولى أنا أيضاً))يعني أول لقب قديسة أعطاه بولس الرسول لأمرأة أممية وثنية الأصل..كما انها كانت خادمة للكنيسة الأولى التي منها بولس الرسول نفسه الذي تتكلم عنه!!!!فكيف يمنع بولس النساء من الكلام


6 - الأستاذ سامي
جحا الايطالي ( 2013 / 8 / 22 - 00:26 )
بالمناسبة استاذ سامي،يعتبر التراث المسيحي حنة بنت فنوئيل أول نبية مسيحية وأول شاهدة للمسيح،ورأس اول مجموعة نسائية مسيحية متنبئة!!يقول البشير لوقا:((وَكَانَتْ نَبِيَّةٌ، حَنَّةُ بِنْتُ فَنُوئِيلَ مِنْ سِبْطِ أَشِيرَ، وَهِيَ مُتَقّدِّمَةٌ فِي أَيَّامٍ كَثِيرَةٍ، قَدْ عَاشَتْ مَعَ زَوْجٍ سَبْعَ سِنِينَ بَعْدَ بُكُورِيَّتِهَا. وَهِيَ أَرْمَلَةٌ نَحْوَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً، لاَ تُفَارِقُ الْهَيْكَلَ، عَابِدَةً بِأَصْوَامٍ وَطِلْبَاتٍ لَيْلاً وَنَهَاراً. فَهِيَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ وَقَفَتْ تُسَبِّحُ الرَّبَّ، وَتَكَلَّمَتْ عَنْهُ مَعَ جَمِيعِ الْمُنْتَظِرِينَ فِدَاءً فِي أُورُشَلِيمَ.)) والقصة كما قلت كتبها تلميذ بولس الرسول الذي هو لوقا،فلو كان لوقا قد فهم من كلام معلمه أنه صمت للنساء لقال على الأقل ملاحظة هامشية،أو اخفى القصة،المرأة تكلمت في الهيكل الذي هو قدس اقداس اليهود..ويوم قيل هذا الكلام بولس الرسول لم يكن قد ولد بعد!!؟؟وأن كان هو واقع بأن لوقا نقل معلوماته من بولس ومريم العذراء..وصادق بولس معلمه على كتاباته،فلما لم يخطر ببال بولس الرسول جرح تلك القصة.على اقل تقدير


7 - المرأة العربية وحالة الضياع
جحا الايطالي ( 2013 / 8 / 22 - 00:38 )
بالنسبة للمرأة العربية فقد أصلت الشريعة الأسلامية ،لقضية اساسية..وهي احتقار المرأة..من خلال نصوص،استصغرتها واحتقرتها,سواءا من خلال منعها من مناصب بعينها،أو من خلال ملابسها المفروضة بنص التشريع المقدس،فالمرأة عورة!!اذن لابد من تحويلها الى كيس نفاية!! المرأة ناقصة عقل ودين!!اذن لاتصلح المرأة أن تكون نبية! لاتصلح أن تكون قاضية! لاتصلح أن تكون ملكة أو حاكمة! فبالنتيجة لاتصلح الا للبيت هناك مع الطبيخ والأولاد والغسل والكنس ثم بعد ذلك الى القبر!!على مر التاريخ الأسلامي الممتد من 1400 سنة..لم يعرف العالم الأسلامي طيلة هذا الزمان الطويل سوى امرأة واحدة حكمت من خلال الحيلة وسقطت بعد فتاوى رجال الدين ومظاهرات صاخبة،طالبت بشرع الله الذي يرفض تولي المرأة للحكم!!!والمرأة هي شجرة الدر في مصر،كما لم يعرف العالم الأسلامي..طول فترة النبوة المحمدية وعصور الخلافة الى سقوط امبراطورية ال عثمان قاضية واحدة!!!وهو امر حرام شرعا بنصوص محمدية...وللكلام بقية


8 - المرأة العربية وحالة الضياع
جحا الايطالي ( 2013 / 8 / 22 - 00:48 )
أنا مرة ذكرت للأستاذ سامي مجموعة من ملكات الممالك المسيحية من عصر الأمبراطورية البيزنطية الى العصور المظلمة في أوربا..ومن روسيا وبيزنطة((تركيا الحالية)) الى مملكة الضباب في بريطانيا،وقد كن هؤلاء النساء الملكات من مختلف الطوائف المسيحية!! ومن مختلف العقائد..كاثوليك..انجيليين..ارثوذكس..ومراسم تتوجهن كانت تجري من داخل الكنائس وعلى ايدي رجال دين ذكور وبمراسم خاصة!!!وهذا الكلام كما قلت قبل الأصلاح وقبل ظهور حركة التنوير وقبل تحييد العقائد والأديان!!!ولكن العجيب في العالم الأسلامي وطيلة فترة حكم الأسلام كما قلت من عهد النبوة الصلعمية الى عهد الخلافة العثمانية،لم تستلم أي أمرأة منصب الملوكية أو الخلافة او السلطنة...ولم يتم تعيين قاضية واحدة طيلة تلك الفترة المظلمة...واما النبوة،فلم يستقر علماء الأسلام على رأي..فمنهم من قال بجواز أن تكون المرأة نبية ومنهم من لم يقبل ذلك ولكن على العموم لاالنص القراني ولاالحديث النبوي يذكر أي نبية من النبيات!!!!!!


9 - مكانة المرأة في المسيحية والأسلام
جحا الايطالي ( 2013 / 8 / 22 - 01:13 )
أنا لست بصدد عمل شو اعلامي للمسيحية،ولكن للرد على بعض النقاط من خلال اظهار مظلومية المرأة،أولا في الموروث اليهودي..تجد ملكات يهوديات قد حكمن اليهودية واسرائيل وابتدائا من عهد القضاة***للملاحظة:القضاة في تاريخ اسرائيل كانوا يعتبرون كقادة للشعب،بعد عهد موسى وتلميذه يشوع،الذي يعتبر نهاية العصر الناموسي وبداية عهد القضاة،وأول امرأة استلمت القضاء في اسرائيل كانت النبية دبورة..يعني بالأظافة الى كونها نبية أخذت سلطة القضاء،واستمرت بممارسة صلاحياتها النبوية والقضائية لمدة 40 سنة يعني واحدة من أطول فترات القضاء في تاريخ اسرائيل..لكن هناك شيء يجب أن أشير اليه..وهو مااشار اليه الأستاذ سامي في قصة المرأة مع الكهنوت!!وهنا مشكلة..لأنه أنا اساسا كمسيحي لاأتقبل فكرة الكهنوت،ونحن كمسيحيين من طائفة معينة اساسا نعتبر المسيح ختم الكهنوت اللاوي القديم الى الأبد..فالقصة اننا اساسا مختلفين مع باقي اخوتنا المسيحيين ،حول ذات الكهنوت..كما ان المرأة في كنائسنا هي تماما كالرجل سواءا في العظات أو التعليم أو الخدمة

اخر الافلام

.. بعد الجامعات الأميركية.. عدوى التظاهرات تنتقل إلى باريس |#غر


.. لبنان وإسرائيل.. ورقة فرنسية للتهدئة |#غرفة_الأخبار




.. الجامعات التركية تنضم ا?لى الحراك الطلابي العالمي تضامنا مع


.. إسرائيل تستهدف منزلا سكنيا بمخيم البريج وسط قطاع غزة




.. غزة.. ماذا بعد؟ | جماعة أنصار الله تعلن أنها ستستهدف كل السف