الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورة المصرية و طريقها المسدود

جورج فايق

2012 / 3 / 1
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


حاولت كثيراُ في الفترة الماضية منع نفسي من متابعة أي شان يخص السياسة المصرية هذا أن جاز التعبير أن نسمي ما يحدث في مصر الأن بالـسياية فما يحدث الأن هو خليط من البلطجة و التطرف الديني يطلق عليه مجازاً سياسة وحياة سياسية قامت بعد الثورة المجيدة
هذه الثورة التي سئمها الكثيرين من المصريين و أصبحوا يتكلمون عنها بكره شديد لما أتى بعدها من أزدياد في أعمال العنف و البلطجة و السرقة و القتل و عدم شعور بالأمان مما أثر على الحياة الأقتصادية كما أن أهداق الثورة المعلنة لم يتحقق منها شيئاً مما جعل حالة من اليأس و الأحباط تصيب قطاع كبير من الشعب و تجعلهم يترحمون على فساد مبارك و أمنه الوهمي و لذلك يفكر الكثيرين في مخرج من هذه البلد و ليس مخرج لها من نفقها المظلم و للحق هم لهم كل العذر في ذلك فما أتت به الثورة حتى الأن لا يشجع عن التحدث عنها باي أيجابية
و لقد كره كثيرين من المصريين المكلمات التي أنطلقت بعد الثورة في كل القنوات بلا أستثناء فكلام كثير و ليس هناك فعل واحدعلى ا{ض الواقع يجعلهم يتوقعون و ينتظرون ثمار حلوة لهذه الثورة بل كل البشائر تنبأ بأن الثمار القادمة أكثر من مراراة من ثمار البشائر التي ظهرت حتى الأن بكثير
وأنا أيضاً عن نفسي سئمت كل البرامج الكلامية المعارضة لفترة حكم المجلس العسكري قبل البرامج المنافقة و المؤيدة له
و الأمر الأن أصبح أكثر سهولة فالمعارضة الأن محصورة في قناة فضائية واحدة عامة أسسها رجل أعمال قبطي ( نجيب ساويرس )و هذا كفيل بجعل أغلبية الشعب المصري يكره هذه القناة لأنهم كارهين لكل ما هو ليس إسلامي حتى لو كانت الغالبية الساحقة من العاملين و المعدين للبرامج والمذيعين والمحاورين بل والضيوف في هذه القناة من المسلمين
لذلك فهم يكرهون هذه القناة ويطلقون عليه أعلام ساويرس و لهذا حدث لأول مرة في مصر السماح بالتظاهر أمام قناة خاصة و هي قناة ( أون تي في ) الفضائية و قيام المتظاهرين بسب القناة و العاملين بها و أتهامهم بالتحريض على المجلس العسكري و نالا النصيب الأكبر من الهتاف والسب الإعلاميان يسري فودة و ريم ماجد لأنهما تجرأ و كشفا بعض الحقائق عن الفترة التدميرية و التي يطلقون عليها فترة أنتقالية
فاتهما بالتحريض و كأنه يجب أن يكون الجميع من المهللين و المصفقين لحكم العسكر و كأن لا يكفي تصفيق و تهليل باقي اللأبواق الإعلامية و على رأسها الإعلام الحكومي لحكم العسكر
ومع هذا أشعر باليأس حيال القيام بكشف الحقائق لنظام مفضوح من الأساس و لا يحتاج ألا دقائق معدودة من وقت أي عاقل ليعرف حقيقتهم فما يجدي كشف حقائق لمجتمع قد أعميت عينه عن رؤية الحقيقة و أن رأها لن يصدقها و أن صدقها يقف عاجزاً عن تغيرها فقد رجع الشعب لعماه المعتاد بعد أن أبصر النور قليلاً
ولقد ظن البعض ان الشعب المصري قد أبصر طريقه أخيراً و لكني كنت متأكد من البداية ان الشعب المصري بعد الحالة المذرية التي وصل لها على يد حكام كثيرين قبل مبارك بقرون فالحق أن مبارك ليس وحده المسئول عن ما وصل إليه الشعب
و أن الشعب لو خرج من نفق نظام مبارك الأستبدادي المظلم و هو على هذه الحالة سوف يدخل انفاقاً أخرى أكثر إظلام و أستبداد سواء كانت هذه الأنفاق من صنع نظام مبارك أو فلوله أو من صنع عقول نخرها الجهل و التطرف لعقود وقرون و لهذا لا جدوى من الكلام في البرامج و الفضائيات والنت فالشارع مسيطر عليه من جماعات متطرفة سواء كانت أخوانية أو سلفية أو غيرها تحركه أينما أردوا
فزاوية واحدة صغيرة قادرة على حشد سكان قرية بأكملها أو شارع بكامله و توجهيهم لفعل أي شيء تحت غطاء الدين و نصرة الدين
و بالتالي فلا جدوى من الكلام عن ما كان مفروض أن يحدث في الفترة الماضية و لأن ما حدث قد حدث و التالي أشر من الأول
أن كنت قد سئمت من المعارضين و هم اقلية قليلة بالنسبة للمنافقين الذين يطبلون و يهللون للمجلس العسكري كما كانوا يفعلون لمبارك و لما لا أليس المجلس العسكري جزء لا يتجزاء من نظام مبارك ؟
وأليس هم الذين أختارهم مبارك لإدارة شئون البلاد و تنازل لهم عن السلطة و لا أدري لما قبل الثوار هذا ؟
فلما قبلوا الثوار أن يعطي من لا يملك الحكم من لا يستحق أن يحكم ؟
و لكن هل كان هناك طريقاً أخر غير هذا الطر يق الذي يبدوا مظلم و مخيف و مسدود ؟ لا أعرف الأجابة عن هذا السؤال و ليتني كنت أعرف لأريح و أستريح
فامتنعت من متابعة قرارات و بيانات المجلس العسكري و مجلس الوزراء المعروفة ضمناً
فهم كالعادة يتوهمون أنه ليس في الأمكان أبدع مما كان و يستغربون من أستياء القلة القليلة من الشعب على طريقتهم في إداراة شئون البلاد و لذلك فهم خونة وعملاء و يعطلون عجلة الأنتاج حتى أن كانوا معرفون سابقاً بالثوار فهذا عهد قد أنقضى فقتل منهم من قتل و سجن من سجن و الباقي أصبحوا مكرهون من أغلبية الشعب المصري الذي ضرب الجهل و الفساد عقله فصب لعنته و شتائمه على الثوار متسائلاً في دهشة ماذا يريدون هؤلاء ؟
و كأن هؤلاء الثوار قد قاموا بالثورة فمات من مات و أصيب من أصيب من أجل الأطاحة بمبارك و تمكين المجلس العسكري من الحكم وأيضاً ليمكنوا الأخوان و السلفيون من مجلس الشعب فيتحول إلى مجلس شيوخ مصرستان المسمى ضمناً بالبرلمان المصري و لذلك بعد هذه الأنجازات الرائعة يجب ان يكفوا عن التظاهر لأن هناك مجلس شعب منتخب و يروج لهذه الفكرة الأخوان و السلفيون
لكن لا أمل يرجى من هذا المجلس و كل ما سيجلبه هذا المجلس هوالخراب لمصر أكثر مما هي عليه بزعامة اخوان الخراب و الدمار الذين عبر مرشدهم السابق عن نية هذه الجماعة تجاه مصر عندما قال طظ في مصر و أبو مصر و اللي في مصر و لم يجرؤ أحد على مقضاة مرشد هذه الجماعة حينها التي أوهمنا مبارك و نظامة أنها محظورة رغم توغلها في كل مجالات الحياة فقد كانت هذه الجماعة فقط مجظورة من الوصول للحكم أما غير ذلك فهي ليست محظورة بل موجود و متشعبة في كل المجالات بما فيها القضاء و الجيش و الشرطة و ..... وتلقى ترحيب من الشارع المصري المتطرف مما شجع المرشد السابق على القول أن الأخوان عندما يصلون للحكم فسوف يقومون بضرب المعارضين لهم بالجزمة و لم يجرؤ أحد أيضاً على تقديمه للمحاكمة و تتوالى التصريحات و الأفعال حتى وصلت لقيام الأخوان بعرض عسكري داخل جامعة الأزهر و لم يتحرك نظام مبارك لحل هذه الجماعة الأرهابية و التي خرج من رحمها كل مدارس الأرهاب الحديث و أكتفى نظام مبارك باللعب مع جماعة لعبة القط و الفأر فيعتقل مثلاً 50 و يفرج عن 30 و في المرة التي يليها يعتقل 10 و يفرج عن 30 و هكذا في صراع وهمي بينهما فهو يستخدمهم لأرسال رسائل معينة للجميع في الداخل و الخارج فكما يقولون كان يستخدمهم فزاعة للغرب و للأقليات و لكن للحق هم ليسوا فزاعة بل هم بالفعل مفزعين أنتهازيين لا يريدوا الا مصلحتهم و لو على جثة وطن عانى كثيراً و كان يظن البعض ان الخلاص من هذه المعاناة قد قرب بثورة تطالب بالعيش و الحرية والكرامة الأنسانية و العدالة الأجتماعية فوجد منها عكس ذلك على الأطلاق و لم يتحقق منها شيء حتى الأن بل وجدوا أن الثورة أدخلتهم في أنفاق أكثرة ظلمة وأستبداد من نظام مبارك الذي لا يعرف أحد أن كان سقط أو لم يسقط ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أصبت
محمد بن عبد الله ( 2012 / 3 / 1 - 12:05 )
تقرير من أفضل ما يمكن عن الحقائق
ثورة أو لا ثورة كل هذا لم ولن يغيير من شعب فسد خلقيا واجتماعيا ودينيا

لن يأتي أي تقدم من الداخل الخرب ...لو كنا في القرن التاسع عشر لتفاءلت بوقوع البلاد تحت استعمار غربي وفرض للعقلانية والانسانية والحضارة على شعب بعد تماما عن هذه القيم...وهذا من المحال اليوم

مافيش فايدة طالما حكمت الأغلبية بعقولها المنحطة


2 - في ديمقراطية الثلاثة يحكم الغبيان
بشارة خليل قـ ( 2012 / 3 / 1 - 20:44 )
هذا ما حصل في مصر وغيرها: قام بتحدي السلطة واسقاطها مجموعة من الشباب الحداثيين من المتعلمين وشعارهم عيش حرية عدالة اجتماعية
العيش (الخبز) نقص والاقتصاد المصري ايل الى الانهيار والمجاعة ليست ببعيدة
الحرية تاكلت بفعل محاكم التفتيش وفتاوي التزمت وانتشار البلطجة وانعدام الامن
العدالة الاجتماعية رأيناها بتهجير الاقباط والقتل والحرق والنهب والهدم والخطف

زادت مظاهر التمييز والعنصرية
زادت مظاهر خنق الحريات وتهديد الفنانين والمبدعين
زاد شقاء الفقراء بالتوازي مع التخدير الاسلامي

طز بهكذا ثورات كالشجرة الفاسدة لم يخفى عن احد ثمارها السامة

رأينا معظم دول العالم من رومانيا الى دول الاتحاد السوفياتي سابقا الى دول امريكا اللاتينية تثور على الطغاة وتبدأ مسيرة الديمقراطية والتقدم
الا خير امة من سافل الى اسفل ومن سيء الى اسوأ


3 - محمد عبد الله
حورج فايق ( 2012 / 3 / 2 - 03:25 )
أتفق معك تماما أن الأصلاح لا يمكن أن يأتي من الداخل أو حتى الخارج و لكن يبقى الأمل دائماً في الله أن يضيء بنوره على هذه البلاد التي تمجد الجهل و تعبده كما أويد مقولتك مافيش فايدة طالما حكمت الأغلبية بعقولها المنحطة لأن الحكم يجب أن يكون للأفضل مهما كان دينه أو حتى جنسه فالموضوع ليست بالعدد و الا كان 4 حمير يفهموا أكثر من أي إنسان


4 - بشارة خليل
حورج فايق ( 2012 / 3 / 2 - 03:32 )
أتفق معك تماما أن الثورات العربية لم و لن تأتي ألا بنتائج مسمومة و لكن يبقلى الأمل في أن يقوم هذا الشعب من موته و يعرف حقيقة هولاء الدجالين الذين يخدرونه بأسم الدين و لكن هذا الأمر يستغرق قرون و قد لا يحدث أبداًفقد تحولت أهداف الصورة من عيش حرية عدالة أجتماعية إلى الشعب يريد الخلافة الإسلامية و الشريعة الإسلامية و نسوا الفقر و الجهل و المرض و ....... فهنيئاً لهم بالشريعة و الخلافة و لنرى مدى التقدم التي ستصل أليه مصر على يدهم

اخر الافلام

.. ناشطون في كورك الأيرلندية ينظمون فعاليات دعما لفلسطين


.. كاميرا الجزيرة توثق استهداف الاحتلال سيارات الإسعاف في حي تل




.. الجيش الإسرائيلي يدمر منزلاً على ساكنيه في مخيم البريج


.. اليمين المتشدد في صعود لافت في بريطانيا قبل انتخابات يوليو ا




.. مرشح الإصلاحيين في إيران يتعهد بحذر بوقف دوريات الأخلاق