الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القدس في قلب الربيع العربي

محمد يوسف الحافي
باحث

2012 / 3 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


اختتم مؤتمر القدس بالدوحة أعماله مؤكدا على عروبة القدس ومكانتها الإسلامية, ورافضا لكل أشكال التهويد التي تقوم بها السلطات الإسرائيلية, وتحديدا المشاريع الأخيرة الرامية لتهويد القدس, وتمرير مخططات سلخ المدينة عن هويتها العربية الإسلامية, ذلك في ظل تداعيات ما يسمى بالربيع العربي, الذي اسقط بعض النظم في البلدان العربية, ولا يزال يعصف بنظم عربية أخرى.
عقد مؤتمر القدس بالدوحة والحالة هذه بعد تضيق الخناق على مدينة القدس وارتفاع وتيرة الأحداث, للحد الذي سمح لليمين الإسرائيلي المتطرف لاقتحام الحرم القدسي الشريف, وإثارة مشاعر المسلمين في العالم, هذا بالتزامن مع حادثة حرق المصاحف على يد الجنود الأمريكان في أفغانستان. من ناحية أخرى, تطرح الحكومة الإسرائيلية في الفترة الأخيرة مشاريع إقامة سكة حديد تربط البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية بباقي أراضي فلسطين المحتلة عام 48, وبذلك تعمد إسرائيل لضم أراضي فلسطينية جديدة, وفرض واقع جيو سياسي جديد على الأرض, متحدية بذلك كل قرارات الشرعية الدولية الداعية لانسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة عام 67. فإسرائيل تقوم بتنفيذ هذه المخططات في ظل انسداد الأفق وعدم التوصل لأي حل سياسي مع السلطة الفلسطينية, خصوصا بعد فشل خطوة اللقاءات الاستكشافية التي جرت في الأردن مؤخرا بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل, بالإضافة لذلك تستغل إسرائيل حالة الانقسام الفلسطيني بين الضفة الغربية التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية وقطاع غزة التي تديره الحكومة المقالة.
ويبرز هنا أهمية التوقيت الذي تقدم فيه إسرائيل على أفعالها هذه, بالتزامن مع حالة الضعف والتشرذم العربي خاصة الملف السوري, ودخول سوريا حالة عدم توازن بعد ظهور معارضة سياسية مسلحة تشعل فتيل الحرب الأهلية هناك, بالإضافة لكون النظم السياسية العربية التي طالها الربيع العربي تعيش حالة تبلور, ولا زالت نظمها غير مستقرة في مواجهة التراث القديم للنظم السابقة, بالإضافة للتحديات الخارجية ما بعد تغير النظم السياسية فيها. كما يبرز عامل مهم في هذه المعادلة وهو نشوب صراعات وفتن داخلية في العديد من البلدان العربية على خلفيات دينية ومذهبية, حيث طفت في الفترة الأخيرة هذه الخلافات على السطح في كثير من الدول, والتي جاء الربيع العربي كأحد أهم العوامل التي ساعدت على بروز تلك الصراعات.
وبالعودة للقضية المحورية في الربيع العربي, كما يعبر عنها د.عزمي بشارة, نرى تراجع محورية هذه القضية جزئيا في ظل حالة الترهل العربي, ودخول البلاد العربية مزيدا من الأزمات المذهبية وعدم الاستقرار السياسي لأنظمتها, بالإضافة للتحديات الأخرى التي تتجلى في المرحلة الانتقالية, ذلك لصالح تفرد إسرائيل بزمام الأمور, وإتباعها مزيدا من التطرف وتبنيها لسياسات عنصرية تقوم على يهودية الدولة الإسرائيلية, كما تفتح شهيتها لضم مناطق جديدة في الضفة الغربية وغور الأردن, هذا في مقابل التنصل من مسئولياتها تجاه قطاع غزة, حيث ظهر ذلك جليا بإتباع سياسة تهدف لإلحاق قطاع غزة واحتياجاته اللوجستية لمصر, وهذا ما تراهن عليه الحكومة المقالة في القطاع, كما يبشر بذلك مؤشرات أخرى, من خلال علاقة الحكومة المقالة بالحكومة المصرية, وإمداد قطاع غزة بالمحروقات.
والمحقق في الأمر يلاحظ هنا التطورات والمتغيرات التي تؤثر في وضع قضية القدس, ومحوريتها ذلك من خلال أعمال التهويد التي تقوم بها إسرائيل, ذلك في ظل غفلة الدول العربية وعجزها عن بلورة موقف موحد وقوي, مستكفية بعقد المؤتمرات التي تناقش هذه القضية في العواصم العربية, والتي خرجت بتشكيل لجنة تحقيق دولية بشان الأحداث الأخيرة, وعدم خروجها بأي توصيات عملية من شأنها التأثير إيجابا على مستوى الصراع العربي الإسرائيلي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاستثمار الخليجي في الكرة الأوروبية.. نجاح متفاوت رغم البذ


.. رعب في مدينة الفاشر السودانية مع اشتداد الاشتباكات




.. بعد تصريح روبرت كينيدي عن دودة -أكلت جزءًا- من دماغه وماتت..


.. طائرات تهبط فوق رؤوس المصطافين على شاطئ -ماهو- الكاريبي




.. لساعات العمل تأثير كبير على صحتك | #الصباح_مع_مها