الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاخوان المسلميين اكذوبة يروجها المخادعين

احمد قرة

2012 / 3 / 1
السياسة والعلاقات الدولية


لم تكن الثورة الشعبية بسياقها المعروف ، ذات احتمالية الطرح والتفعيل فى عقل وادبيات جماعات الاسلام السياسى من قبل كسبيلا يمكنهم من الوصول الى الحكم ، بل كانت فلسفتهم و طريقهم للوصول الى الحكم يعتمد على طريقين لاثالث لهما ،وهو الانقلاب العسكرى من خلال كوادر يزرعونها فى المؤسسات العسكرية ، او عن طريق العنف المسلح والاضطراب الاجتماعى ، لذا فان كل ادبيات تلك الجماعات وتاصيلاتها الفكرية تخلو من كلمة ثورة ، بل ان معناها يبدو مضطربا فى عقولهم والسنتهم ويرونها اقرب الى كلمة المؤامرة منها الى ثورة ، متطابقين فى ذلك مع تفكير الانظمة السلطوية والديكتاتورية، بذا فقد كان من سخرية الاقدار لهم ان تكون تلك الثورة الشعبية التى طالما استبعدوها وامنوا باستحالتها هى من تدفع بهم للوصول الى الحكم، وتباغتهم امام شعوبهم بشعارتهم الجوفاء واكاذيبهم التى طالما طنطنوا بها على مدار السنوات ،هل هم حقا قادرين على تحقيقها لينطبق عليهم المثل الشعبى المصرى " المية تكذب الغطاس "، ليكتشف الجميع الان ان هذا الغطاس الذى وصل لم يكن سوى مجرد جعجاع ، وسيغرق بالتاكيد فى شبر مية ، وليس هذا الامر تجنيا عليهم او مبالغة فى الوصف ، بل هو تقرير واقع ، وحقيقة يمكن ان يفطن البها الجميع دون اى مواربة ، فجماعة الاخوان المسلمين فى مصر وغيرها من الجماعات الاسلامية ، لاتملك كوادر بالمعنى العلمى للكلمة التى تصلح لادارة البلاد ، وايضا لا تملك الوقت الكافى لكى تعيد تاصيل فلسفتها من جديد فى ظل هذة الثورة الشعبية التى يمكنها من وضع تصور مشروع حضارى تتبناة وفق ايدلوجيتها العقائدية ، فالكوادر التى لديها فى مجملها هى اقرب الى ان تكون كوادر دعائية تحمل لافتات دينية تعتمد على الايهام بقدرتها على تحقيق الطموحات دون ان تمتلك الاليات الصحيحة لتحقيقها ، فعدم الوضوح فى تحديد التعريف الصحيح للكادر السياسى القادر على ادارة امور الدولة يبدو من الامور الملتبسة ، فالبعض فى سبيل الافراط فى التبسيط قد يعزو ذلك على المؤهل العلمى الذى قد يحملة اعضاء تلك الجماعات ، ولكن المؤهلات العلمية تختلف ، فالحاصل على الدكتوارة من جامعة المنوفية يختلف من الحاصل عليها من جامعة هارفارد او كورنيل مثلا ، واخرون قد ينظرون الى الامر من خلال منظار الخبرة التكنوقراطية، والتى هى غير متوافرة لكوادر التنظيمات الاسلامية لاستبعادهم عنها ومن زمن بعيد من قبل الانظمة السابقة ، بالاضافة الى ان تلك الكوادر التكنوقراطية لاتمثل تقدما لاى بلد بل تمثل استمرارا للاوضاع على ما هى علية وتسيرها فقط ، لتصبح الاشكالية الحقيقة والمؤكدة والتى لااختلاف عليها ان الكوادر المطلوبة هى الوحيدة المؤهلة علميا وفكريا لكى تمتلك ان يكون لديها رؤية فى المجالات التى تتعامل معها ولديها خطة عمل لتحقيق تلك الرؤية مع المقدرة على تقيم وتعديل الرؤية وفقا للنتائج المحققة، وتلك الكوادر لن تكون متاحة لجماعة الاخوان المسلمين والجماعات الاسلامية فى الوقت الحاضر او الوقت القريب المنظور ولن تستطيع اجتذاب اى منها لاسباب ترتبط بتكوينات وتشكيلات تلك الجماعات التى تعد طاردة للكوادر بحكم المعايير الحاكمة لها ، والتى ستجعل اى كادر حقيقى قد يبدو دائما منبوذا فى داخلها بانخفاض سقف الطموح داخلها وقصرة على المنتمين حقيقا لها واهل الولاء لافكارها وهذا ما جعل المصريين يدركون ان ثورتهم قد سرقت ليس فقط من تلك الجماعات من الاخوان والاسلاميين ، بل ايضا سرقها الغباء واتباع الظن والجهل فى السعى وراء سراب اوهام دينية ودخان كثيف من السذاجة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصير مفاوضات القاهرة بين حسابات نتنياهو والسنوار | #غرفة_الأ


.. التواجد الإيراني في إفريقيا.. توسع وتأثير متزايد وسط استمرار




.. هاليفي: سنستبدل القوات ونسمح لجنود الاحتياط بالاستراحة ليعود


.. قراءة عسكرية.. عمليات نوعية تستهدف تمركزات ومواقع إسرائيلية




.. خارج الصندوق | اتفاق أمني مرتقب بين الرياض وواشنطن.. وهل تقب