الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ازدراء الأديان مهزلة يجب إيقافها فورا

مجدي جورج

2012 / 3 / 1
حقوق الانسان


أصدرت محكمة الجنح بأسيوط حكم بالسجن لمدة ستة أعوام على السيد مكارم دياب وكيل المدرسة الإعدادية بقرية دير الجبراوي بمركز ابنوب بأسيوط بتهمة ازدراء الدين الاسلامى نتيجة للشكوى التي تقدم بها مدرس جديد سلفي الاتجاه الحق بالمدرسة ودخل فى نقاش ديني مع وكيل المدرسة هذا ولكن كان من الواضح انه يبيت النية للغدر بوكيل المدرسة المسيحي فمجرد انتهاء النقاش وانتهاء اليوم الدراسي ابلغ هذا المدرس السلفي قوى الأمن التي من الواضح أنها خرجت وكأنها في غزوة عسكرية وألقت القبض على هذا الوكيل المسكين . ومن يومها لم يعرف أهله عنه شئ الى يوم المحكمة التي منعوا من حضورها هم ومحاميه كما صرح بذلك أخيه هادى دياب الذي قال ان السلفيين تجمهروا بالآلاف وحاصروا المحكمة وضغطوا على القاضي مما جعله يصدر حكمه السريع والجائر هذا .
وهنا فان المتأمل لهذا الحكم وهذه القضية يجد :
1 ان هدف المدرس السلفي كان استدراج الوكيل المسيحي للسجال الديني ليس لتأديب هذا الوكيل فقط بل لتأديب مسيحيي هذه القرية حيث من الواضح ان المسيحيين يشكلون نسبة عاليه بها وهذا واضح من اسمها دير الجبراوى .
2 العوار القانوني الواضح فى هذا الحكم حيث ان المادة القانونية المتعلقة بازدراء الأديان تقول بان أقصى حكم فى هذه التهمة هو ثلاثة سنوات فقط لا غير بينما القاضي هنا اصدر حكما مضاعفا مع ان القاعدة القانونية تقول ان القاضي لا يمكنه ان يعطى المتهم الا أقصى عقوبة موجودة بالقانون .
3 ان هذا الحكم حكم سياسي فالمحير فى الامر ان قضية نجيب ساويرس المتعلقة بازدراء الاسلام قد حكم فيها قبل يوم واحد بالبراءة . بينما هذا المدرس حكم عليه بضعف العقوبة المقررة فى القانون .
طبعا الحكم فى القضيتين سياسى ولا تصدقوا ابدا ان القضاء لدينا عادل ونزيه فالقضية واحدة ولكن لانه هناك خوف على الاستثمارات وهناك حاجة لتواجد نجيب ساويرس باسمه واستثماراته حاليا فقد تم رفض الدعوى المقامة ضده حتى لا تؤثر على جو الاستثمار لدينا . بينما فى حالة هذا المدرس المسكين فالقاضي لم يكتفي بنص العقوبة المنصوص عليها بل ضاعفها إرضاء للسلفيين الذين سيطروا على البرلمان والذين حاصروا المحكمة .
4 انه بموجب هذا الحكم فانه ليست حرية التعبير فقط هى المهددة بمثل هذا الحكم ولكن السلم الاحتماعى الهش فى مصر أصبح مهددا أكثر وأكثر فيكفى اى تاجر او صانع او طبيب او صيدلى مسلم ان يتقدم بشكوى يقول فيها ان منافسه فى المهنة او جاره المسيحي قد ازدرى الإسلام كى يلقى بهذا المسيحي فى غياهب السجون .
5 ياسادة لابد بد من وقفة مع النفس حتى لا ندمر بلادنا بأيدينا فقد أوقفت الدولة قضايا الحسبة سابقا عندما شعرت فى وقت من الأوقات ان حرية التعبير مهددة وان كل صاحب فكر مهدد نتيجة قيام بعض المحتسبين الجدد كما أطلق عليهم وقتها ( كيوسف البدرى ونبيه الوحش المحامى وغيرهم ) برفع قضايا على الفنانين والكتاب وغيرهم وقامت الدولة بقصر هذا الحق على النيابة العامة فقط .
والان ليست حرية التعبير فقط هى المهددة بل كما قلت السلم الاجتماعي بين المسيحيين والمسلمين اصبح مهددا ايضا ولذا على الدولة ان كانت فعلا تريد المحافظة على حرية التعبير وعلى السلم الاجتماعي ان توقف هذه المهزلة وتقصر هذا الحق فقط للنيابة العامة . بشرط الا تكيل الدولة والنيابة العامة بمكيالين فالعقيدة المسيحية تهان ليل نهار والمسيحيين يكفروا من خلال المساجد ووسائل الإعلام دون اى تدخل من الدولة بل بالعكس هناك حالة ليست من التواطئ فقط بل التشجيع على مثل هذا السلوك للأسف.
اخيرا على المصريين عموما والمسيحيين خصوصا ان ينتبهوا الى هذه القضية الخطيرة التى لا يجب السكوت عليها فعلى الأقباط داخل وخارج مصر إلا يرتضوا بتكميم الأفواه وتلفيق التهم هذا بل عليهم بالتظاهر فى كل مكان لمساندة هذا المدرس المسكين لأننا لو صمتنا اليوم فالدور علينا غدا .
فقد صمتنا على تهجير صيدلى من بنى مزار من بلدته بهذه التهمة وقبلها تهجير طالب من سمالوط بالمنيا وقبلها اخر من اسيوط وكلها اتهامات باطلة لا أساس لها من الصحة فالحكاية ليست اكثر من انتقام من مسيحيين يريدون العيش بسلام فى بلد مضطرب اصلا. وانا اظن ان هذه التهم باطلة لاننى اظن ان القبطي لا يوجد فى عقيدته ما يحضه على مهاجمة او الازدراء بعقائد الآخرين ولاننى اظن ايضا انه لا يوجد هناك قبطى يمتلك ذرة من العقل يقوم بالازدراء بالإسلام فى هذا الجو المشحون بالعنف والبلطجة والإرهاب الساري ألان في مصر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
عدلي جندي ( 2012 / 3 / 2 - 00:09 )
تدجين الشعوب هو عمل النخبة الحاكمة عند تفشي الجهل وفقدان البوصلة .. عودة لإيدولوجية الصحراء أم سعي وجهد وجدية للنهوض بالمجتمع الفقير والمهان.. أعتقد الإتجاه الغالب هو دين السلطان وتوابعه ما نراه اليوم في أحكام غريبة وتصرفات أغرب


2 - ما نوع هذا الطرح ؟ هل هو حضاري ام هو صناعة صر
سامي بن بلعيد ( 2012 / 3 / 2 - 01:24 )
اخي الكريم ما هذا الذي تقولة ؟
هل تضن انك تنشر المدنية بهذا الشكل ؟يجب ان تتحدثوا بصورة منطقيةٌ اذا كنتم دعاة مدنية وتحرر
نحن عشنا سنين في الغرب وسنين في امريكا لم نرى من يزدري بالاديان ايٍّ كانت
قدربما بعض ابناء البلد يحصل منهم مثل هذا على الاقليات
ولكننا كأقليات لا يمكن ان يصدر منّا ما يسئ الى دين ابن البلد
وبعدين انتم قاعدين تخططون لحرب مع الاسلام والعالك كُلّه قد وصل الى مرحلة نضوج في هذا الجانب ... الناس وصلوا الى حالة سلام مع الاديان ... لانه لم يمكن مواجهتها بالعنف ولكن فتح نوافذ التفاهم والحوار وقبول الآخر هي الافضل وهي الطريق الاقرب لامكانية احلال النظام والقانون تدريجياً
اما هذه الطريقة فقد لمسناها من أُناس سموا انفسهم بالمتحررين وهم يصنعون الصراع والفتنة بين ابناء البلد الواحد
لك التحية


3 - هذه هي مكارم اخلاقهم اسوة بصلعمهم
بشارة خليل قـ ( 2012 / 3 / 2 - 02:46 )
من ميزات ضحايا صلعم صفة الذَنَبية اي التوحش مع الضعيف عند المقدرة والركوع امام القوي عند الهوان
لا جديد تحت الشمس,14 قرن من الاجرام وتبرير الارهاب والخسة
لو كان فيهم ذرة من حس انساني لاسموه قانون ازدراء العقيدة الصلعمية الفاشية
لكن اسموه ازدراء الاديان للتلميع الخارجي فقط
لذلك يرتد اليوم الكثيرين , اكثر من ذي قبل بسبب افتضاح امرهم وكشف القناع عن دين العدوان والظلم


4 - ازدراء الاديان
حكيم فارس ( 2012 / 3 / 2 - 11:35 )
عزيزي الكاتب مع تزايد الحديث عن التهجمات على الدين والمطالبة بوقف ازدراء الاديان حان الوقت كي يتم تحديد حالات الازدراء بالتفصيل وعدم الاكتفاء بعبارة عامة والحد الفاصل بينها وبين النقد وان تكون شاملة لكل الاديان ولا تقتصر على الدين الاسلامي وحده

اخر الافلام

.. الصفدي: الأونروا ما زالت بحاجة إلى دعم في ضوء حجم الكارثة في


.. مفوض الأونروا: 800 ألف من سكان رفح يعيشون في الطرقات.. ومناط




.. المغرب يفتح بحثاً قضائياً للتحقيق في تعرض مواطنين للاحتجاز و


.. بريطانيا تحطم الرقم القياسي في عدد المهاجرين غير النظاميين م




.. #أخبار_الصباح | مبادرة لتوزيع الخبز مجانا على النازحين في رف