الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العمل النقابي بقطاع العدل بين الضرورة النضالية والضرورة السياسية _الجزء الثاني_

اسماعين يعقوبي

2012 / 3 / 1
الحركة العمالية والنقابية


1_ في تأسيس النقابة الوطنية للعدل:
لا أحد يختلف _مهما كان انتماؤه النقابي الحالي_ أن تأسيس العمل النقابي بقطاع العدل كان مكسبا كبيرا حققه رجال ونساء العدل الذين ضحوا بالغالي والنفيس من اجله.
لقد دفعت المعاناة اليومية لموظفي القطاع، مادية كانت أو معنوية بما فيها التسلط الذي يمارس عليهم، العديد من المناضلين الى التفكير في تأسيس اطار نقابي يدافع عنهم ويرقى بمستواهم ويحصنهم ضد كل اشكال التضييق والتمييز والاستعباد.
وهكذا برزت الى الوجود مكاتب محلية في العديد من المدن المغربية، في واقع الإرهاب النفسي والعملي على المناضلين والمتعاطفين على حد سواء.
ونظرا لتاريخ هذا القطاع الذي ارتبط بدار الملك ودار المخزن، والذي عانى الشعب ومناضلوه من أحكامه الجائرة، فقد رفضت المركزيات النقابية إيواء العمل النقابي بقطاع العدل بل إن الكونفدرالية الديموقراطية للشغل ترددت كثيرا قبل الإقدام على الخطوة للصورة المرسومة على قطاع العدل ولتاريخه وخصوصيته.
بعد تأسيس العديد من الفروع اتجهت وجهة العمل النقابي نحو عقد المؤتمر التأسيسي للنقابة الوطنية للعدل سنة 2000 بعد الرفض الذي تعرض له لمرات، بل انه رغم انعقاد المؤتمر التأسيسي والمؤتمر الأول سنة 2007، فالنقابة الوطنية للعدل لم تحصل على وصل الإيداع، فيما توصلت به نقابات جاءت بعدها بسنين كثيرة.
ولعل أصدق تعبير عن مرحلة التأسيس ما وجدناه في كلمة تأسيس الجامعة الوطنية لقطاع العدل _رغم اختلافنا الكبير معهم للظروف التي سأبين لاحقا_ والتي جاء فيها:
لعل أفضل محطة نضالية في تاريخ الحركة النقابية بقطاع العدل في نظرنا، هي تلكم المناسبة التي تم خلالها تدشين أول فعل نقابي في القطاع وذلك بالنظر لعدة عوامل منها :
أولا: النجاح في طرد تلك الهواجس التي كانت تسيطر على موظفي القطاع والمتراوحة بين التردد تارة وبين التخوف تارة أخرى من الإقدام على الفعل النقابي .
ثانيا : اعتبارا للأهمية الرمزية لهذه المحطة الأولى التي تم فيها إحداث الفعل النقابي في هذا القطاع مع ما يتميز به من خصوصية وحساسية إلى حد اعتباره من قبل البعض من القطاعات التي لايجوز فيها القيام بأي فعل نقابي . ومن هنا شكل مجرد تأسيس الفعل النقابي في حد ذاته نجاحا كبيرا لموظفي القطاع ومناضليه.
ثالثا : بالنظر للأمل الكبير الذي خلفه هذا التدشين في نفوس موظفي القطاع بخصوص حل مشاكلهم المتعددة الصور في أفق تجاوزها…الخ

ان هاته اللمحة المبسطة تبين بالملموس أن تأسيس الفعل النقابي بقطاع العدل بقيادة النقابة الوطنية للعدل، جاء نتيجة للأوضاع المزرية للعاملين بالقطاع ولمتغيرات عامة مرتبطة بنوع من الانفتاح السياسي في فترة حكومة التناوب، وايضا الفترة المرتبطة باطلاق سراح العديد من المعتقلين السياسيين وعودة المنفيين...، كما أنه _أي التأسيس_ فرض نفسه على المركزية النقابية ولم يكن بايعاز منها أو من حزب سياسي آخر، وانبثق من القاعدة إلى القمة أي أن الفعل النقابي المؤسس بالقطاع انطلق من المكاتب المحلية لينصهر في بوثقة المكتب الوطني المنتخب في المؤتمر التأسيسي.
إن التركيز على بعض الأمور ليس اعتباطيا، ولكن لأنه سيكون صمام الأمام أمام محاولات الاختراق وتغليط الموظفين والرأي العام، وكذا لتبيان الطبيعة السياسية للتأسيس لبعض الإطارات الأخرى والتي يبقى ظهرها عاريا مهما حاولت تزوير التاريخ والحقائق.
إن الـتأسيس لمثل هاته النقابة وبالمواصفات المشار إليها، لم يكن ليرق لجميع الجهات وبالخصوص الممخزنة منها، والتي الـتجأت الى فبركة الملفات للعديد من المناضلين وعقدت لهم مجالس تأديبية بسرعة البرق وبدون توفر ابسط شروط الدفاع... بل تعداه الأمر الى محاولة تلبيس تهم بالرشوة لأطر ومناضلي النقابة الوطنية للعدل، وملفاتهم لازالت تحتفظ بأثر هذا التاريخ الأسود سواء منهم من لازال يناضل تحت لوائها أو من غادر الى ضفة أخرى.
لم تكن هاته الاجراءات لتنل من عزيمة مناضلي ومناضلات النقابة الوطنية للعدل الذي عقدوا العزم وبدِؤا في طرح ملفات مطلبية ومقترحات للنهوض بواقع الموظفين.
وفي تلك الفترة، كانت المطالب تتمحور حول:
احترام الحريات النقابية
تعميم تعويضات التنفيذ الزجري على جميع الموظفين
تخصيص كتابة الضبط بقانون أساسي محفز يتضمن زيادات في الأجرة
تحسين ظروف العمل بالإضافة إلى المطالب الإدارية الأخرى.
وتحت ضغط النقابة، علقت السبورات النقابية بمختلف محاكم المملكة _رغم أن بعض المناضلين فبركت له ملفات ومحاضر بسبب هذا التعليق، كما تم وضع مسودة للنظام الاساسي لموظفي القطاع وشكلت لجن مشتركة _للحساب الخاص_...
هكذا تشكل العمل النقابي المناضل والمكافح لبنة لبنة، وبدأ في وضع آليات الهجوم لتحقيق مكاسب للشغيلة العدلية، إلا أن لحظة طرد نائب الكاتب الوطني للنقابة الوطنية للعدل، الأخ عبد الصادق السعيدي بمناسبة مشاركته في مسيرة تضامنية مع الشعب الفلسطيني، شكلت منعطفا خطيرا للعمل النقابي بالقطاع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استمرار اعتصام الطلبة في جامعة نورث ويسترن با?يلينوي


.. شاهد: فرق الإطفاء تستمر في إخماد حريق اندلع بمأوى للمشردين ف




.. كلمة أخيرة - كيف استفادت الحكومة من تجربة التأمين الصحي الشا


.. كلمة أخيرة - بعض الناس عايزين يقاطعوا اللحوم والبيض زي الأسم




.. كلمة أخيرة - اختيار مستشفيات التأمين الصحي بعناية شديدة.. شو