الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لصة الرجولة..

حيدر تحسين

2012 / 3 / 1
الادب والفن



لقمة في فمي وأخرى في يدي، وما زال إناء من أنوثتها يحتل من عيني كل ما تراه، كأنها قمر ينتأ من شقوق السماء، كلما تمر ليلة أخرى دونها
أحب التشظي كحبات ثلج على شباكها كي استمتع بها شتاء كامل
أن أتساقط كقطرات ماء فوق صدرها وهي تخرج من الحمام مبللة، محملة بعطر الشامبو الذي تفضله، مدججة بجميع ما تملكه النساء من أسلحة غرامية،
هوسي بها صار كهوس مراهق أحب فتاة اكبر منه، يوجد الكثيرين يقولون حبيبتي ليس الأجمل لكنها الأشهى،
وأنا اصدق إنها الأجمل، بل هي سيدة الجميلات، صوتها يكفيني أن اقضي ليلات دون الحاجة إلى امرأة سواها، أنها مدينة من النساء في جسدها أكثر من مدخل وجسر، انهار كفيها تحمل الخمر واللبن... والعطش والارتواء، على جبينها يسكن انحساري وانكساري، التغاضي والتراضي، العقوبة والسماح في حضرة جنونها لعبتي المفضلة مع عفويتها،
هي الجنون بعينه والمرح الذي افتقده حتما إذا غابت يوما أو أكثر
اعشقها ولا يمنعني نزيفها الشهري من التودد إليها كلما اشتهيها..
أحبها حين تبكي وادري أن أجمل كذبها هو الدموع، تسير مشاعري إليها بين أروقة السكوت والصخب،
إن كان بيننا موعد، احجز لها مقعدا في داخلي قبل ولادتي بعشر سنين، التقيها كأن مسافر انقطع عنه السراب، ثم فجأة جاءته القوافل محملة بالارتواء
امرأة مع حمولة إضافية في الجمال، تولد الأشياء بين أصابعها حتى دون أن تقصد تسيل منها انسيابية محبة الأشياء فيها..
قرطيها!
كنت اعتقد إني لا أحب الحلي... وان المرأة الجميلة هي التي تزين ما تلبسه ، أن تحب ثوبها مثلا فيمشي بها على قدمين هي التي تختار خطواتها، أن يكون العقد أجمل على عنقها حين تشعرك بان رخام عنقها يشع بالعطر، تخدعك حاسة النظر فيك لتكتشف انك ترى العقد بأنفك،
معها دوختني حميمية الحواس
تتواطأ في ما بينها، إنها المرة الأولى التي تتسابق حواسي لشيء ما، أن يشي بك ذلك التنافس المستتر بين حاستين وامرأة، بين قرطين وعقد، كم هي الأشياء كثيرة حين نمر بقبلة، قبلة واحدة ولا ينتهي كل شيء، إنما تجتمع كل أحداث التاريخ على أن لا نملك ولاء إلا لشفتين،
تكون الأرض توقفت عن نبضها اليومي، يتوقف المزارعين عن جني محاصيلهم، يترك علماء الفلك فضولهم عن الكواكب، فليتوقف العالم عن مرورهم بخواص النواة، عندما نمر بقبلة ما!

في شفتين تملكان من الصوت أحب أن اسمع كل أحداث العالم به حتى الأشياء التي لا تعنيني أو الأشياء الأكثر أهمية، لا فرق معي ما دام ذلك الصوت يتحدث،
لا اعرف لماذا كل الأدباء يحبون الإنسان الصامت.. امرأة كانت أم رجل، هل هو هروب من أن يتفوهوا بكلمات لا يريدون أن تجرحهم لو قيلت خطأ؟... هل كل الملهمين لا يعرفون فن الكلام؟،
أعشقك بكل الكلمات.. لا تلك التي أقولها، إنما تلك التي أريد سماعها منك،
تحدثي بكل اللغات، اخبريني ما حدث في الصين واليابان والهند والدول العربية، حدثيني عن امرأة ذهبت للتسوق في مدينتي، عن عباءتها،
عن طفلها الذي بكى خلفها، حدثيني عن الثلج في بقعة سئمت فيها الثلج وأدمنته، عن كل شيء ممكن التصديق واللا تصديق،
حتى الخرافات صرت اعشقها إذا قيلت بصوتك،
فقط تحدثي كثيرا لأن في عمري، رحلة تحتاج مئونة من صوتك، كي أتخيل كل الأخبار فيه، وسأعشقها بسببك،


وأعود من لهاثي
شاكرا فيها الغرور لأنها امرأة استثنائية لا تظهر من جمالها قليلا إلا في المناسبات المعقدة تلك الأعياد التي تحتاج لأصابع يد واحدة كي تعد، أحيانا اشك أنها ترحم وجع خاصرتي.. تلك التي تخشاها الجميلات
يصادف أن يمر عيد مثل هذا كل سنة، دون وردة تهدا أو علبة حمراء تفتح في المساء، أو أي شيء جميل
لكن بحلول امرأة نصفها ربيع ونصفها خريف، ذهبي صباحها مثل حقول الأرز، خمريا مسائها كبساتين العنب
وبعض منها مشحون بالاهتزازات ذات تردد عالي، لا تعترف حتى بالفيزياء الوراثية، ولا تنفع معها دورات تعليمية للمبتدئين
عند نهديها لا تموت الأشجار واقفة ، إنما الأرض تموت فتضيع محاصيل الرجولة وتشربها، مثلما تشرب الشمس الحقول

الليل ينتظرها كما ينتظرها القمر، وبتلك النبرة ذاتها، تلك الحميمية المصطنعة تمضي إلى فراشها… تدعوني دون أن تقصد أيقاضي بالكامل وتدعي وقتها انه كانت غافية

إنها امرأة تحتاج إلى الاحتباس الرجالي، فقد تغير مثل تلك الهزات خرائط القارات، وتعدل من أساليب الدول الضعيفة، والتي تحاول أن تتطاول على الأسرة العظمى
بقعة.. مترين بمترين تقريباً، تسبب كل الاحباطات وتجهض طموحات الشعوب الحالمة، لا تريد بساطة الأشياء
وقتها شعرت كم مساكين أولائك الذين حذرونا من اتساع ثقب الأمازون، في حين هذه البقعة صار لا يتسع لها لهاثي، يتسرب منها طوفان، اكبر من ذلك الفيضان الموعود
نسيت وقتها أن للتاريخ أرقام ثابتة، لعنت الثوابت والمتغيرات، نسيت كيف اقرأ دعاء الفاتحين، حيث أن النساء كمدن الحرب والسلام، منهن من يفضلن الاستسلام من أول غزوة، إنهن مستعدات أن يشعلن السماء احتفالا بالانتصار كان، أو بالانهزام
وبعض المدن لا تمنح للفاتحين الفتية فرحة الانتصار، فأسوارهن تستحق قادة مخضرمين كي تسمح لهم برفع الأعلام فوق ذاكرة الأسوار
وأحيانا قد تجتمع مدينتان في امرأة واحدة، إنهن في حالة هيام لا يفهمها سوى أولائك الذين صحرت أجسامهم ظروف التعرية، غير عاجزين عن التنحي قليلا عن المناصب الرمزية خالعين رتبهم الوهمية في ساعة معركة فوق سرير، قادرين على الموازنة بين التسامح والشموخ
ومع ذلك تجد نفسك وأنت شامخا، متجها فجأة صوب الانحدار، سريعة في تبديل الشعارات فوق جدرانها.. أنها الخديعة الأكثر شهوة

نسيت كم مضى من الوقت في هذا السرير الطويل،
وما يضحكني أكثر أولائك الذين يطالبون بحقوق المرأة، لا ادري كم من السذاجة سأتهمهم بها، أنهم لم يطالبوا يوما بحقوق الرجل مثلا، لم يجرؤ يوما أن يطالب أحدا بشعر شمشون، وقوته التي لم يهزمها الوحوش والشجعان، لم تفتك به الأسلحة، وتمكنت منه قبلة... بعد أن شهرت جميلة شفتيها بوجه رجولته، مستغلة تماما أن للرجل عقلان، يلغي احدهما الأخر، يعملان منفصلان واحد عن الأخر، بينما تمتلك النساء موهبة أن تتحد جميع أعضائها كلها في قرار واحد، متسللات بكل بساطة إلى أسرار النشوة المطلوبة، مدعيات أن ذلك التباطؤ التكتيكي ما هو إلا حياء، فينتهي النزال كعادته..
لم يشبع انكيدو من حب الطبيعة حتى زجت به امرأة في قتال من لا نظير له، أجبرته أن يدخل التاريخ رغما عنه
وها هي أخرى استفزت رجولته بأن الحب الأبدي لا يكتمل إلا في تفاحة، وان أنهاره لن تتوغل في أراضيها الا بالتحدي، وان للرب رجولة لا يضاهيها إلا عناد الرجال
فكانت التفاحة، تذكرة دخولهم صحراء النشوة، فتعرت أمالهم أمام سيف من نار،
فعجبا لمن يطالب بحقوق من يستعين بهن الآلهة

ضاعت أفكاري أمام بياض نهدين، لا ادري أن كانت حقوق الرجل محفوظة، وسط هذا البياض الضبابي، ترى كم من قبلة علي وضعها كي اعبر،
تعبر... كلانا عابران إلى الصحراء، ابحث أنا عن بقايا تفاحة، كي تبتكر هي خطيئة جديدة
عند باب عدن ذلك السيف الناري، وبعد أن قصصت شعري، أفكر كيف ستحمينا الجنة مرة أخرى؟
كل هذه الأقفال؟.. مثل دهاليز الأهرامات.. كلها من اجل تفاحة؟
ربما سأجد المفاتيح، في صدر امرأة مصرية، فالنساء اعتدن وضع الأشياء المهمة بين نهدين،
هل عثرت على العنب؟ ياله من اعتلال أحمق، ذلك الذي يهزمني، تحجرت يداي،
وأضيف للكهوف متحجرات جديدة، إصبعان وعنبة
كأن مدينتان يغتصبان عذرية الرجولة فيك، تعلم أن اكبر خائن للرجل هو جسده، تختصر تعددك القبلي، تلغي تحضرك في لحظة تطلب بها كل وحوش رجولتك البرية، لتعم غاباتها، في تواطئ ليل لا ينتصر فيه إلا الأسود
كبنات آوى الوديعات، كبيوت الساحرات المهجورة، تخدعك أن لا احد هنا.. وما إن أكلت من خبزهن و شربت نبيذهن، حتى لترى أن الشياطين حاضرين كي تتعذب بالعذاب الأكثر حبا عندهن، والأقرب إلى شهوة قد لا يفهما الرجل أحيانا
وها هو الربيع يفضحني، يلبسني قميصه الأخضر الكاذب، وفي صفرة خريفية، تسرق مني الاعترافات، تكفي غرورها، لتخبرني إنها ما زالت غير مستعدة لحد الآن
أنا الذي اعتقدت أنني أعدت تشكيل صفوفي، ها هما جبلان و وادي، يشتتاني
إن مدينتان في امرأة سبب رئيسي للتدخين والأمراض الجماعية
مدينتان في سرير، طبعا تسرقان النوم، أما أن تقاتل أو تموت، وبين تنهدات تشعل فتيل الغرام بداخلك، وحمامتين بيضاوان تخدعانك بالسلام،
لا تواطؤ في ليلة تبدو لك الأخيرة دائما، حتى لو علمت حد اليقين انه ليست الأخيرة، لكن بموهبة التخفي وتبادل الأدوار، تقنعك بأن المواصلة للأمير الأكثر وسامة، و وحدهم الأبطال يموتون في النهاية، بأنياب فضية ومخالب فوقها صبغ أظافر يبقى في سهولهن الرجل محاصر، ذلك الوحش البريء الذي اتهموه بأكل وجوه العذارى، في حين إن النساء هن القطط المفترسة التي تعرف جيدا كيف تكشف نقاط ضعف الفريسة قبل محاصرتها،
وها أنا قبل أن أدرك أن الجبلان ليسا نهايتي هذا اليوم، أحاول تدارك السقوط في كلمتان، تزرعانا كغيمتان بين السماء والأرض
التقطت بعض أنفاسي، واعدت ترتيب قيافة عرينا، فالصحراء مليئة بالنجوم الفضولية
ترى كم تطمح مثل هكذا نساء أن لا يزورن النشوة، أما إغماء أما بكاء وكم يلزمهن من صبر كي يلعقن أخر قطران الرجولة؟..
وصاحبة المناسبات يتكئ على حائط غرفتها هذا المساء عيد، أنقذتني من الهبوط كلمتان، كأنني أنقذت العيد بوردتين،

راحت تروض أمالي بالهذيان، تأوهات على مد الرجولة
وجزر الأنوثة... أنوثتها
مد وجزر وتجمعنا صاعقة زيوس
جزيرة أريد كسب خسارتي فيها بكل طيش، جبل من مياه يفصل ما بين باخرة وطوفان صار قصة خرافية صعبة التصديق، وحدها خرافة الجسد ممكنة النشوة
الطوفان يبلعني..
الجبل يكشف أسرار الخرافة للخليج
جسد، روحه جسد امرأة اعبر إليه...
عنبتان تسفكان الدماء في شبه الغريزة العربية وخجل عاري راح يلتحف الرمال تحسبا لكذبة قادمة
لا يمنع النخيل من الوقوف، نهد يخلق ضفة لا يتسع السرير لها، ونيران لا تطفئها سيجارة،
شفة تبحث عن قبلة وكلمة، ربما تعبر بنا ذلك الليل الذي يسكن في نصف ظلام غرفتها يتقاسم فيه بياضها و..بعض ضوء
ضوء خافت يخلق الظل في أنحاء جسمها
آه من جسد لون الذكريات فيه.. الظل والأبيض
روحي تعلقها ستائر الكعبة وتلك الأساطير السبعة لا تمنحني راحة في الكلمات، واعتقد أنها الكلمة التي تفتقدها العربية
ربما كيد الحسناوات، أو أنها الأنوثة لا شيء أخر..

وأنا على الوسادات المؤقتة التي تعبر بي نصف المسافات بنفس الشهوة، أدرك أن في قلب المرأة تلك الهاوية التي يجلسنك على حافتها تحفظا لكلام قد يقال خطأ، وقتها تحتاج لدفعة صغيرة كي ينتهي بك الليل،
أن تجهش أمامها بالتعب طالما اعتبرتك رجلها الأول،

أما الخيانة في قلب المرأة ككل الهواجس الأخرى مثل كل المقبلات الأنثوية، يكمل في جسدها الحب
يكمل في غريزتها ذلك التضامن الأنثوي مع ذاتها، فمن لا شيء تحب ان تمتلك حق السرية في بعض الأشياء، ان تكون لها خزانة من ممنوعات تحب مطالعتها عندما تقل عندها مؤنة الرومانسية

وقتها ما عليك سوى أن تكتفي بتلك اللعنة الرحيمة، فإذا تعثرت بحجر فأعلم إن الآلهة ترسل أحجار لتنقذ البائسين
وانك ذلك المحظوظ التي أنقذته حجارة، اهرب وقتها بعد أن هدأت تلك الأزمة الجنسية، فما عاد ذلك الفراش يطيقك

لأن المناسبات الرسمية تأتي وتذهب في ليلة واحدة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟