الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دماغ سز..!!

خدر خلات بحزاني

2012 / 3 / 2
كتابات ساخرة


بينما كنت أهمّ بالخروج من منزلي والتوجه لقضاء أمر ما، وردني اتصال من موبايل احد أصدقائي، ولكن لم يكن هو المتحدث، بل زوجته، وقالت لي «أرجو أن تحضر فورا لمنزلنا، لان صديقك يريدك على وجه السرعة، وقد أصابته نوبة من الهستيريا», وقطعت الاتصال.
تنازعتني الأفكار وأنا في طريقي لمنزل صديقي، فانا اعرفه جيدا، فهو متابع جيد للشأن السياسي المحلي والدولي، بل إننا نلقبه أحيانا بالمحلل السياسي، ونلومه لأنه لا يشارك في الفضائيات كمحلل سياسي اسوة بالمئات غيره ممن يطلون علينا ويحللوا ويفصّلوا في كل الشؤون السياسية والرياضية والفنية والدينية وحسب حاجة المحطة الفضائية..
وصلتُ إلى منزل صديقي، ودخلتُ عليه، ووجدته مثل أولئك الذين نراهم في الأفلام عند المصائب، وشعر ذقنه قد طال، وشعر رأسه منفوش غير مسرّح ويرتدي البيجاما (قالت زوجته انه لم يخلعها منذ ثلاثة أيام) وجالس على الأرض والتلفزيون كان يشتغل على محطة سبيستون لاطفال.
بادرني بالقول "يجب أن أعترف لك بأنني أول واكبر دماغ سز عراقي، وقبل أن تضحك مني أو تضحك عليّ أقول لك، هل أنت متأكد من انك تملك دماغ؟ وتابع يقول: كنت اعتبر نفسي إنسانا متوسط الذكاء او فوق المتوسط بقليل، وأحيانا أدلو بآرائي في مختلف الشؤون السياسية والثقافية والفيزياء النووية والطب الذري وعلوم كريندايزر ومغامرات السنافر، كما كنت أحيانا احشر انفي الأفطس والقبيح في مواقد وموائد المطبخ العراقي لتذوق الباجة والمسكوف رغم إصابتي بالجيوب الأنفية"..
وقال وهو يزفر نفسَه ويخرج سيجارة من علبة الدخان "لقد اكتشفت إنني دماغ سز عندما مدّ القادة العراقيون، يا عيني على القادة، حبلا بين ساحلي دجلة والفرات، وبدءوا بنشرالغسيل النتن والمقمل والقذر، وانهالت الفضائح، فهذا إرهابي، وذاك إرهابي، وأولئك إرهابيون"..!!
ونفث دخانه بوجهي وقال "يبدو إن الإرهاب كان يتم بتوجيه من أعلى رؤوس الدولة، يا عيني على الدولة، ولم اعد استبعد إن الأعمال الإرهابية كانت رؤوس سياسية وأمنية ومخابراتية كبيرة في الدولة تديرها، وفي نفس الوقت كانوا يدينونها، وظهر إن نسبة هائلة من تلك الأعمال الرهيبة يقف خلفها رموز، يا عيني على الرموز، رموز سياسية مذهبية طائفية عراقية لا يشق لها غبار في ميدان الفضائيات والبكاء على أنين الأبرياء".
ضرب جبهته بيده كمن تذكر شيئا وقال "لم أكن اعرف إنني دماغ سز إلا عندما تصورت أو تيقنت إن المسؤول الحكومي الإرهابي إياه، كان ينفذ أو يوعز بتنفيذ جريمته، وفي نفس الوقت يغرف الملايين من الدنانير كراتب شهري له، بينما ذوي الشهداء من ضحايا تلك الجرائم الوحشية يبيعون جزءا من حصصهم التموينية كي يوفروا أجور متابعة ملفات ومعاملات استحصال حقوقهم وحقوق فلذات أكبادهم"..
ثم ابتسم وقال "يا صديقي العزيز، إن الانهيار الفضائحي الإرهابي لشخصيات ورؤوس كبيرة ومتنفذة لم يصبني بالسكتة الدماغية، لأنني والحمد لله، دماغ سز كما قلت لك، ولو لم أكن ذلك لما تمكنت من التحدث معك".. وزاد عرض ابتسامته وهو يقول "هل تذكر يا صديقي تحليلاتنا السياسية عند وقوع أي عمل إرهابي؟ كنا نلقي باللائمة على بقايا النظام البائد، أو بقايا البعثيين، أو التنظيمات الإسلامية المتشددة، أو حتى الأمريكان أحيانا، وظهر لنا إننا سذج وأغبياء وبلهاء، أو دماغ سزية، ونحن لم نكن نحلل، بل كنا نخلل أو نطرّش طرشي"..
ونظر إليّ نظرة جدية كأنه استعاد وعيه وقال "أرجو أن تكتب مقال بعنوان (حاميها حراميها) كي تفضح هؤلاء الواوية (الثعالب)"..
وهنا قاطعته وقلت له "لن أضع هكذا عنوان رخيص ومستهلك لمقال لي أبدا، لأنني لست دماغ سز مثل غيري".
* دماغ سز: كلمة اسبانية وأصلها فنلندي، وقد حملها البحارة الأسبان معهم إلى كل أرجاء المعمورة ومنها إلى مصر، والمصريون يقولون (عاوز تاكل بعقلي حلاوة) ومعناها هل تريد أن تستغفلني؟ ثم التقطها أهل الشام ونشروها في البلاد التي استعمروها ومنها تركيا، التي بقيت تحت سيطرة أهل الشام أكثر من 4 قرون، ومن لا يصدق هذه المعلومة عليه أن يصدق أي شيء آخر، وبضمنها إن الأعمال الإرهابية في العراق وقعت بفعل كائنات فضائية، ومن لا يصدق، فقد يكون دماغ سز أصلي، ولا يعي ذلك، وعليه مراجعة اقرب محلل سياسي!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??