الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحن أمة كرامتها الشهادة!

فاتن نور

2012 / 3 / 2
كتابات ساخرة


تنوية: الحديث لا يخلو من سخرية..
اشتكى احد سلاطين الزمن الغابر لحاشيته ومستشاريه ومؤتمني خزانته، من تورم قدميه وتشقق كاحليه، جراء تفقده اليومي لأحوال الرعية، وأمرهم بفرش كل الطرقات والأزقة والأسواق بالسجاجيد الفاخرة لتسهيل مهمته خدمة للرعية. استحسن تفهم الحاشية وأثنى على تأييدهم المطلق لمشروع "الفرش". إلآ ان أحد مستشاريه قال له هامسا بعد تشاوره مع "امين الصندوق"، أن ما في الخزانة مولاي، لا أظنه يغطي نفقات هذا المشروع الضخم، فلابد من مضاعفة الضرائب، وهذا سيرهق أحوال الرعية، ولكن لا تخش فعندي الحل. ما رأيك مولاي، أن نفرش قدميك واقدام مرافقيك فقط، فهذا لا يكلف الخزانة سوى بضعة دنانير..
.. وكان النعل.. والقبقاب .. و ان الحذاء.. والبسطال.. اختراعات بديلة لمشاريع عبقرية..وانسانية في ذات الوقت بلا منازع!، ولكنها كانت فوق طاقات خزائن السلاطين!
تغير الزمن.. وتغيرت اساليب تفقد احوال الرعية.. نحن الان في الألفية الثالثة دون جدل، حتى الأسماء والنعوت تغيرت، فالسلطان صار ملكا أو رئيسا أو اميرا.. والرعية صارت شعبا متسيدا!، اما الحاشية فصارت برلمانا أو مجالسا منتخبة. وماعاد تفقد أحوال الشعب سيرا على الأقدام، بل سيرا بالمصفحات، وهو افضل الخيارات المطروحة، وهي ثلاثة بتصورنا:
الأول، مشروع "تصفيح الدولة"، اي جعلها دولة مصفحة لا يخترقها رصاص أو شظايا أو قنابل هاون، أو مركبات مفخخة أو بشر بأحزمة ناسفة. وهذا مشروع أمني يستحق الدراسة لمحبي الدراسة فقط، ولا نظن روؤساء وبرلمانات هذه الألفية بين الرافدين، من الدارسين المحبين، فهم عاكفون على دراسة حوائجهم وتصفيحها.
أو أن تمنح الدولة سيارة مصفحة لكل مواطن، حتى الحفاة منهم، الذين لا يملكون ثمن نعلٍ أو قباب، وهذا سيرهق خزانة البرلمان قطعا!..
اما المشروع الثالث، فهو تدفئة المؤخرات البرلمانية بمقاعد السيارات المصفحة الوثيرة، وهذا لا يثقل على كاهل الخزانة اولا، ويجنبهم أوارم الاستحواذ على الفرص، وإستلاب كرامة المواطن وفرصته في"الشهادة " ثانيا. ونحن أمة كرامتها الشهادة أولا وأخيرا.
وانه من دواعي الفخر والتزهد، أن يتنازل البرلماني العراقي عن فرصة طيبة لتأصيل كرامته، لمواطن آخر اكثر احتياجا لمثل هذا التأصيل لربما، فلا يجيئنه يوم يرى نفسه مسوقا لفلذات اكباده بائعا لهم، او منقبا في المزابل عما يسد رمقهم، أو ضائعا في الطرقات يبحث عن قطعة صفيح مهملة يكمل بها سقف داره، ويكمل حلمه ايضا، في الإسترخاء بعد التحمم بعرق المشاوير المُحبطة.
لابد أن نشكر البرلمان العراقي لوطنيته شكرا مصفّحا، لتوفيره كل الفرص الممكنة لبقاءه برلمانا حيا!، مسؤولا عن خدمة المواطن،مذللا معوقات إيصاله سالما غانما الى جنة الخلد. وان نشكره ثانية، لتقشفه، والإكتفاء بمصفحة واحدة فقط لكل برلماني . ولابد ان يحثه الشعب كما نرى، ومن موقع سيادته، على تخصيص مصفحات لعوائل البرلمانيين ايضا وذويهم، فهم بلاشك من المتنازلين عن الشهادة للمواطن اقتداءا بأرباب اسرهم، وهذه تضحية كبيرة لابد أن نقدرها!. وكي لا يصاب البرلماني بأي أورام نفسية تجهده، أو تعقيه عن أداء واجبه الوطني المصفح، أرى في تخصيص سيارة مصفحة لمن لديه حبيبة غير برلمانية، تطبيقا حكيما لمقولة "الوقاية خير من العلاج"، وفرصة اخرى لمواطن آخر للتمتع بشهادة غراء في ذات الوقت.. فشكرا لتنازل أعضاء البرلمان عن كرامتهم "الشهادة"!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد فوز فيلمها بمهرجان مالمو المخرجة شيرين مجدي دياب صعوبة ع


.. كلمة أخيرة - لقاء خاص مع الفنانة دينا الشربيني وحوار عن مشو




.. كلمة أخيرة - كواليس مشهد رقص دينا الشربيني في مسلسل كامل الع


.. دينا الشربيني: السينما دلوقتي مش بتكتب للنساء.. بيكون عندنا




.. كلمة أخيرة - سلمى أبو ضيف ومنى زكي.. شوف دينا الشربيني بتحب