الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على النساء ان يجتهدن آناء الليل والنهار ليصعدوا بالحقوق المنسية

باسمة موسى

2012 / 3 / 2
ملف - افاق المرأة و الحركة النسوية بعد الثورات العربية - بمناسبة 8 اذار/ مارت 2012 عيد المرأة العالمي


كتبت العديد من المقالات عن حقوق النساء وعن وضعية المراة فى بلادى وتاريخها المشرف ولكن وضعية المراة بعد الثورة اصبح اقل بكثير من قبلها ومكتسباتها التى تحققت بعد عهود طويلة من الاقصاء والتهميش جمدت تماما والفاعل شبه مجهول. ولكنه ان الاوان ان تدخل المراة بكل ترحاب الى سائر ميادين العمل الاجتماعى.

ففى مصر الفرعونية كان هناك ملكات حكمن مصر وحفرن أسماءهن فى ذاكرة التاريخ مثل كليوباترا ونفرتيتى أما فى العصر الحديث فقد قادت المرأة المصرية نضالا كبيرا بداية من صفية زغلول وهدى شعراوى والمطالبة بالحرية والعدالة فى مطلع القرن الماضى وبعد مرور أربعة أعوام نادت السيدة هدى شعراوى بمظاهرة كانت الأولى من نوعها لتأسيس أول اتحاد مصرى للمرأة وكان هدفها هو تحسين مستوى تعليم المرأة وضمان المساواة الاجتماعية والسياسية. أما عالمة الذرة المصرية الراحلة الدكتورة سميرة موسى التى حصلت على شهادة الماجستير من القاهرة بامتياز، ثم سافرت إلى إنجلترا واستطاعت أن تحصل على الدكتوراة فى أقل من عامين، فكانت أول امرأة عربية تحصل على الدكتوراه، وأطلقوا عليها اسم "مس كورى المصرية، واستغلت الفترة المتبقية من بعثتها فى دراسة الذرة وإمكانية استخدامها فى الأغراض السلمية والعلاج وكانت تقول: "سأعالج بالذرة كالعلاج بالأسبرين"، وقد تطوعت لمساعدة مستشفى قصر العينى فى محاولة علاج مرضى السرطان بواسطة الطاقة الذرية. وكان يحدوها الأمل فى تسخير الذرة لخدمة البشرية ولكن لم يمهلها القدر لتنفيذ ذلك .

وخاضت سيدتان نضالا فى تعليم المرأة هما السيدة ملك حفنى ناصف وهى أول فتاة تحصل على الشهادة الابتدائية وحصلت على شهادتها العالية ثم اشتغلت بالتعليم فى مدارس البنات الأميرية، وكانت أول امرأة مصرية جاهرت بالدعوة العامة إلى تحرير المرأة، أما نبوية موسى فهى إحدى رائدات التعليم والعمل الاجتماعى وأول سيدة تحصل على شهادة الثانوية العامة، وفى هذه الفترة بدأت نبوية تكتب المقالات الصحفية التى تتناول قضايا تعليمية واجتماعية أدبية، وألفت كتابا مدرسيا بعنوان "ثمرة الحياة فى تعليم الفتاة"، قررته نظارة المعارف للمطالعة العربية فى مدارسها. وهما الاثنتان تعتبران من أبرز رائدات الحركة النسائية المصرية.

واستمر كفاح سيدات مصر الى ان وصلن الى رتبة وزيرة واساتذة جامعات ونائبات برلمان وصحفيات وطبيبات وكل الوظائف دخلت اليها بترحاب او بغير ترحاب ثم يتحول الى ترحاب بعدها بالعمل الجاد واثبات الوجود . لكن لا ادرى مالذى حدث بعد ثورة يناير العظمية التى كانت فيها المراة وخاصة الشابات منهن فى طليعة المنادين بالعيش والحرية والكرامة الانسانية جنبا الى جنب بجوار الرجال .فقد قدمت وردات التحرير فى اطلالة الثورة نموذجا رائعا فى طلب الحقوق سلميا وبطريقة حضارية جنبا الى جنب الشباب بطريقة ابهرت العالم بشجاعتهن ودفع بعضهن حياتهن فداء لهذا الوطن . ولكن للاسف سريعا ماينسى المجتمع دور المراة ويبدا فى تهميش دورها الاجتماعى ويحصد الرجال نتائج عمل النساء والرجال معا, فلا نرى فى البرلمان او الشورى الا تواجد على استحياء الى بعض السيدات القليلات يعدون على اصابع اليد الواحدة واللاتى الى الان ننتظر منهن ان يطالبون بحقوق بنات جنسهن . ولا اعتقد ان الثورة جائت بربيع للمراة بل هو تجميد للربيع الذى من المفترض انه تتفتح فيه الزهور وتنتقل حبوب اللقاح من زهرة الى زهرة ويكون لها ثمار كثيرة, واعتقد ان فترة تجميد هذا الربيع لن تطول ولن توقف تحرير المراة من المجتمع الذكورى الذى يريد ان ياخذ منها حريتها التى اعطاها لها الله سبحانه وتعالى ولا اقول هذا الكلام يأسا ولكنه امرا واقعا سرعان ما سيعقبه ذوبان للجليد الذى ادى الى هذا التجميد بعد سنوات قليلة بثبات المراة على المطالبة بالمساواة. .
ان العالم الان متجه الى وحدته وقد تدار تعاملات دول العالم الان بحقوق الانسان وان اعتراف الامم المتحدة بدور المراة فى الحياة الاقتصادية والاجتماعية هو دور رائد فى كل دول العالم لانها المربية الاولى للبشر واذا تناسى العالم دورها وظل على هذا المنوال سيثور مرة اخرى الشعوب لان ثوراتها قامت على هذه الحقوق المنسية الحقوق
وهى الحقوق الاجتماعية والاقتصادية التى ادارات ازماتها بكل اقتدار المراة داخل منزلها لا يضاهيها فيه اى رجل .
ان الامل معقود على الاجيال القادمة من الشباب الواعى الذى يدرك قيمة وجود المراة كشريك كامل للرجل فى كل مناحى الحياة هذا الشباب الجميل الذى قاد دولا كاملة للمطالبة بالحقوق المنسية اقصد الحقوق الاجتماعية والاقتصادية وعلى النساء ان يكتهدن آناء اليل والنهار بالعمل الجاد والواعى مع كل قطاعات الشعب من القاعدة الى القمة عند هذا الحد عندما يرى الناس اعمال هؤلاء الفتيات والسيدات هم من سيختارونهم فى اماكن صنع القرار . واذكر منذ اعوام قليلة ان حضرت احتفال للمجلس القومى لحقوق الانسان المصرى بمناسبة الذكرى الستون للاعلان العالمى لحقوق الانسان وكانت جلسة عن حقوق المرأة وتحدثت فيها نائبة بالبرلمان الرواندى عن تجربة السيدات اللاتى حصدن فى انتخابات البرلمان نسبة اربعة وخمسون بالمائة. قالت : لقد كنت ومجموعة من السيدات نعمل بمنظمات المجتمع المدنى، وفى إحدى الاجتماعات اتفقت السيدات فى مجموعة من هذه المنظمات على فكرة، وعاهدنا أنفسنا أن نتمها من أجل أطفالنا، والفكرة هى أننا قمنا بتمشيط العاصمة ورصدنا كل الأراضى الخربة والمهملة، والتى أصبحت مصدرا للتلوث فى المدينة ينعكس على الهواء بها وعلى صحة الأطفال الذين يلهون بالشوارع، وقررنا أن نحيلها جميعا إلى حدائق مليئة بالوورود والأشجار، واستمرت جهودنا إلى أن أصبحت العاصمة واحة خضراء وتحولت تلك الأراضى إلى متنزهات يذهب إليها الكبار والصغار.

عند هذا الحد شعر الروانديون بما قامت به المرأة من إنجاز، وطالبونا بأن نرشح أنفسنا فى البرلمان، وأنهم سوف يدعموننا، وقالوا لقد أديتم عملا لم يفكر به الرجال، لأنه خاص بصحة الأطفال وحفظ البيئة ونشر الجمال والرفاهية . وتقدمنا إلى الانتخابات لنفز بأكثر من 50% من عضوية البرلمان...أذكر هذه القصة وأنا أقول لبنات بلدى يجب أن تجتهدن أناء الليل والنهار بالعمل الجاد الذى يخدم المجتمع، حتى تحصلن على المساواة فى الحقوق والواجبات.

ولو ظلت المرأة بلا حقوق يقهرها الرجل بسطوته وقوته البدنية ولطالما بَقِيت النساء محرومات من الحصول على أفضل الفرصِ، سيبقى الرجال محرومين من الحصولِ على العظمةِ التى كان يمكن أن تكون من نصيبِهم. ويقتضى هذا العصر ارتقاءَ النساءِ, فيقمن بوظائفِهن كلها فى مدارج الحياةِ, ويكونن مثل الرجال, ويجب أن يصِلْن إلى درجة الرجالِ ويتساوين فى الحقوق معهم حتى تستقيم الحياة.
على السيدات ان يخرجن من الباب المفتوح على الحياة كما فعلت ليلى فى فيلم الباب المفتوح للروائية لطيفة الزيات والتى انبثقت عن تجربتها حملات " كلنا ليلى الالكترونية " والتى حملت اراء عديدة وجريئة للسيدات والنساء فى الوطن العربى وضمت احلام الشباب فى عالم يسع الجميع . والعمل باجتهاد كل فى موقعه ولا يديرون آذانهم عن كل من يريد ان يحطم احلامهم فما زلت اتذكر اول يوم لى فى قسم جراحة الفم والوجه والفكين بجامعة القاهرة عندما استقبلنى انا وزميلة لى زملاءنا من الرجال متهكمين اننا سيدات اخترنا برغبتنا هذا القسم الصعب اما الان وبعد كفاح سنوات ياتى الينا المرضى برغبتهم ان نقوم نحن السيدات باجراء الجراحات الدقيقة لهم رجالا ونساء فالعمل الجاد هو الذى يحرك الناس لاختيار من يريدن نتيجة العمل والكفاح من اجل حياة افضل .
وعلى المراة ان تشعر بقوتها الهادئة التى حباها الله بها وان تثق فى قدرتها على الوصول الى اهدافها ولاتترك نفسها مطية لاى رجل وانها مثله تماما خلقها الله كاملة القدرة على العطاء . فعليها يقع مسئولية استمرار تبعيتها للرجل بالتخاذل وعدم الاهتمام بالتعليم والشعور بانها خلقت للمنزل فقط .

عندما زرت تونس منذ اربع سنوات ووجدت المراة هناك ضابطة مرور وقاضية وفى كل الوظائف وان نسبة الامية 6 فى المائة وعندما سالت عن هذه الطفرة فى تونس قالوا لى الفضل يرجع الى الحبيب بورقيبة الذى ساوى بين الجنسين فى الحقوق والواجبات واوصى بتعليم البنات وان الرجل الذى يهمل تعليم ابنته ستقوم الدولة بتعليمها وسيفرض على والدها غرامة سنوية لذا احترم الجميع القانون وزادات نسبة المتعلمين وقلت نسبة الاميين الى اقل دولة عربية ولذا نجد ان هناك العديد من السيدات الان فى اماكن صنع القرار حتى بعد ثورة الياسمين لذا فالتعليم للمراة مهم لانه اذا تعلم الرجل سيتعلم نصف المجتمع ولكن اذا تعلمت المراة يستعلم كل المجتمع لانها لبنة الاسرة والمربية الاولى للبشرية وتجربة تونس تظهر جليا للعيان . اما العمل الجاد هو الذى سيقوى المراة فى كل المجالات وسيختارها الشعب فى اماكن صنع القرار.


ومن الان فصاعدا يابنات بلدى يجب ان تركزوا على المفهوم الشامل للسلام الاجتماعى من تعليم جيد للفتيات خاصة فى الارياف , ومن ازالة كل الصور السلبية عن المراة فى اجهزة الاعلام المختلفة واتاحة فرص العمل فى الوظائف العامة خاصة فى اماكن صنع القرار لهن وان يرسخ فى الاذهان ان المراة مشاركة صبورة وشجاعة ومعطاءة ومن منطلق أن السلام هو الطريق لحياة أفضل للجميع حيث التنمية والمشاركة الفاعلة فى جميع مناحى الحياة، وان تفتحوا مجال الاتصال مع كل العاملين من أجل إقرار العدل والسلام فى الوطن ثم العالم وبناء مجتمع آمن للإنسانية. وتفعيل دور المرأة التى تتخذ من القيم النبيلة وسيلة لصنع السلام. وتوسيع دائرة المشاركة مع الاطفال والشباب أيضا لتحفيز طاقاتهم الابداعية التى تؤهلهم لأن يصبحوا صانعى السلام فى المستقبل من خلال الثقافة التى تعتبر أفضل وسيلة لنشر قيم العدل فى المجتمع والذى سيوصلنا الى السلام الاجتماعى الذى نرنو اليه جميعا لمصرنا الحبيبة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سودانيون يقتاتون أوراق الشجر في ظل انتشار الجوع وتفشي الملار


.. شمال إسرائيل.. منطقة خالية من سكانها • فرانس 24 / FRANCE 24




.. جامعة أمريكية ستراجع علاقاتها مع شركات مرتبطة بإسرائيل بعد ا


.. تهديد بعدم السماح برفع العلم التونسي خلال الألعاب الأولمبية




.. استمرار جهود التوصل لاتفاق للهدنة في غزة وسط أجواء إيجابية|