الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رؤية محايدة -للعنف ضد المرأة-

فريد يحي

2012 / 3 / 2
ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة


من منا لم يشاهد مقاطع "اليوتيوب " والتي تظهر"الإذلال المنهجي لسلطة الرجل، للمرأة المصرية" ،هذا الاذلال الذي خرج الي العيان ،في صورة عار وحشي جلبته الدولة ،وهي تقوم عن طريق ادواتها القمعية " الجنود"، بضرب امرأة محجبة، وسحبها فوق ألأرض ليصل الامر ،الي حد فضح حمالة صدرها.
العنف ضد المرأة،هو أمر شائع في معظم المجتمعات سواء كان مادي أو معنوي،انه حقيقة يومية في حياتنا،تؤدي أحيانا الي القتل ،فالملايين من النساء والفتيات قابعات في زنزانات من الاطار الثقافي ،تشكلت عبر تصورات جامدة للنظام الابوي،لتبقى محصورات داخل هذا السياج،ولينظرن اليهن فقط من أسفل.

فالعنف ضد المرأة أصبح واحدا من القضايا الاجتماعية الأكثر وضوحا في العالم،فحتى ان وجد بصورة كبيرة جدا في الشرق،مع غياب البيانات والإحصاءات الدقيقة،إلا ان الغرب لا يمكن له أن يخفي رأسه في الرمل ،خاصة متى عرفنا ان العنف يتجول بين العسف والقمع المنزلي والاغتصاب والقتل بسبب المهور، والتحرش الجنسي، والانتحار، والزواج القسري،فهذه كلها تعتبر وسيلة من وسائل الاتجار البشري،ناهيك عن الاضطهاد النفسي والمالي.

تكاد تجمع كل الأساطير المقبولة، و الأكثر شيوعا، على أن الشريك الرجل المسيء، هو الطرف المسئول عن الاعتداء، إلا أن الحقيقة تقول، بأن الضحية من قبل المعتدي، غير مشروطة بنوع الجنس، فكلاهما يمكن أن يلعب دور تعسفي على الشريك.ولكن تبقى المرأة هي المنوط بهذا الفعل...وهي الحلقة الاضعف،منذ أن ساد النظام الابوي ،مكان مفهوم النظام الأمومي ، المزدهر خلال الفصل الأول لتاريخ الحياة الثقافي ، حيث كان أول البشر، يعيشون تحت حكم المبدأ المادي للإناث قبل أن يتحول الي نظام ابوي،في زمن الرومان ،ليحل تدريجيا حكم الرجال ،محل هيمنة الاناث ،وتتحقق سلطة الأبوة في الاسرة ،لتحجب دور المرآة دافعا بهذا الدور الي زاوية النسيان ، فترسخ فكرة الدولة المعتمدة على ذكر "الذكر"

في حين ان الشرق،الذي توجد فيه دولا مثل تركيا، التي تبذل جهودا حثيثة للالتحاق بالركب الاوروبي ،من خلال محاولة تنفيذ وتطبيق شروطه ،الخاصة بحقوق الانسان ...يكاد أن يصل فيها العنف الأسري ضد المرأة الي صورة مرعبة،فمن خلال "دراسة استقصائية وطنية تخص العنف الأسري ضد المرأة " نشرت بواسطة مكتب رئيس الوزراء التركي"رجب طيب اردوغان " في يناير 2009 ،نجد أن 38 في المئة من النساء اللائي يعشن في المناطق الحضرية و 43 في المئة ساكنات المناطق الريفية ،يمرن بحياة طويلة ،يعانين فيها العنف الجسدي،كذلك 40 في المئة من النساء اللائي ذكرن سابقا، يتعرضن للضرب والركل ،والخنق، أو لهجوم بواسطة سلاح،كما ان 15 في المئة منهن،يكن عرضة للعنف الجنسي،حتى الاطفال "كان لهم من الطيب نصيب"فقد أسيء معاملتهم،عند سبعة في المئة منهم. كما ان التقرير استخلص الي حقيقة محزنة ،آلا وهي أن العديد من النساء قبلن هذا العنف وعدم المساواة،فــ 49 في المئة اعتقدن انه من الواجب،أن تطيع المرأة زوجها.
أما في الغرب البعيد ،فأننا نجد ،ان واحدة على الأقل من أصل ثلاث نساء أمريكيات تكون ضحية لسوء المعاملة من قبل الزوج أو الصديق. على الرغم من أن جميع أشكال العنف الجسدي في العلاقات تتضمن على عنصر قوي مختلف على العنصر المسبب للعنف في الشرق...هذا العنصر، يطلق عليه العنف العاطفي، فلا يزال هناك المزيد من العلاقات التي يكون فيها الاعتداء العاطفي هو وحده السلاح المفضل. فهذا الاعتداء يمكن أن يكون بالصعوبة بما كان حتى يكتشف من الخارج، لأنه من السهل جدا على المسيء أن يقوم بفعل الإخفاء... ليس فقط عن الآخرين، ولكن حتى عن نفسه تقريبا. بعد الاضرار التي تلحق جراء سوء المعاملة العاطفية ، يكون العنصر المادي ، هو الاكثر ضررا على المدى الطويل ... أيضا ألاكثر تعقيدا

بينما يضع الغرب حالة العنف ضمن المسميات المرضية، باحثا فيها ،ومحاولا ايجاد العلاج والحلول لها،إلا أن الشرق يضعه ضمن مسميات الشرف،ولكنهما قد يتفقا في الذرائع التي يتحجج بها المسيء،لتأخذ مظهرا علنيا في الغرب، وليختفي هذا المظهر في الشرق،فكل الذرائع تسلك طريق أسطوري مفاده أن المسيء يمكن أن يكون
قد تم الاعتداء عليه عندما كان طفلا، أو أن شريكه السابق آذه أو يحمل الكثير في مشاعره، لديه شخصية عدوانيه يفقد السيطرة، غاضب جدا، مختل عقليا، يكره النساء، يخاف من العلاقة الحميمة والهجر، لديه عدم ثقة بالنفس، صاحب العمل يسيء إليه، لديه مهارات الاتصال ولكنه غير ماهر في حل النزاعات، هناك العديد من النساء المسيئات مثل الرجال ألمسيئين الوقاحة هي صاحبة السوء بالنسبة له كما لشريكته، ضحية للعنصرية، ادمان الكحول والمخدرات أو سلوك الآخرين... في حين أن العديد من هذه الظروف قد تنطبق في الواقع، إلا أن أيا من هذه الأعذار لا تكون أسبابا للسلوك ، فمن المفيد لشخص يملك شخصية مضطربة ، أن لا يكون لهذا الاضطراب أي تأثير دائم على تصرفاته المسيئة. ففي الواقع ، لا يمكن التعامل مع أي من هذه القضايا في المقام الاول وقبل كل شيء ، بدلا من التعامل مباشرة مع أنماط تفكيره ، فغالبا ما، لا تؤدي إلى تفاقم الوقاحة فيه."فجزء من كيفية مواجهة المعتدي بالهرب من نفسه ، تكون في محاولة اقناع الاخرين،بأنهم السبب في سلوكه هذا ، أو أنهم على الأقل يتحملون حصة من اللوم. ولكن الاعتداء لا يكون نتاجا لديناميكيات العلاقة السيئة ، فلا أحد يمكن أن يجعل الأمور أفضل من خلال تغيير السلوك الخاص به، أو من خلال محاولة ادارة حياته مع الشريك بطريقة أفضل. فالاعتداء مشكلة تقع بالكامل داخل المعتدي نفسه ".

ان الرجل المسيء ليس ذلك الشخص، الذي فقد السيطرة الكاملة على سلوكه، بقدر أنه اختار أن يتصرف كما يفعل، لأنه يشعر بأن أفعاله مبررة، وان التحكم يمثل قيد. فبذلك يأخذ متعة في السيطرة على إنسان آخر ، مضخما الأنا في معظم الأحيان ، في شكل الشؤون المتعددة ، بعضها قد تكون، أو لا تكون مؤذية في الطبيعة ، فبعض القسوة على الآخرين ،يمكن أن تشكل دليل على السيطرة لديه ،وعلى سلوكه. وقد لا يكون الرجل المسيء واعيا بفعل الكذب عندما يقول لشريكته بأنه يحبها، فهو ربما يكون غير قادر بالتعرف على عاطفة الحب الحقيقي. لأنه يخلط هذه العاطفة بسهولة ،مع "اثارة قويه ليست في الواقع أكثر من وجود لرغبة في البحث عن هذه الشريكة"التي من المفترض ،انه سيكرس حياته لها،حتى يبقيها سعيدة ،بتحقيق الرغبة في الاتصال الجنسي ، مقابل الرغبة في إقناع الآخرين من خلال كونه ،بما أنه شريكا لها ،فمن حقه أن يشبع رغبته في امتلاكها والسيطرة،طالما اشبع رغباتها هي،فالمعتدي تقريبا لا يملك الرؤية الحقيقة،بقدر ما يكون قادرا على هذا الحب الحقيقي.
تعقيدات الحياة ،متهم رئيسي في تفاقم وسيادة منطق العنف،بينما يجد البعض الاخر ان الدين هو المتهم الابرز في خلق هذه الحالة،فالأديان تقريبا كلها تتفق على المساهمة بوجود ظاهرة العنف، ففي العهد القديم يمكن أن نقرأ على وجوب الرجم حتى الموت، للذي يرتكب فعل الزنا، وكل من يريد فرض الأصولية الدينية، على زوجته،في ممارسة الجنس، يمكن له اللجوء إلى الكتب المقدسة، بغض النظر عما اذا كان يهودي، مسلم أو مسيحي...يبقى الفرق، هو ان العقوبات في العالم اليهودي والمسيحي،لا يمكن لها أن تكون شديدة القسوة،مقارنة ببعض الدول في العالم الاسلامي ، مثل"ايران،السعودية،اليمن"،حيث أن هذه العقوبات القاسية تجعل منهم خارج،اطار الموضة ،ولكن الحقيقة هي"ان القوانين الدينية ،فيما يتعلق بالجنس ،تبقى هي نفسها ...هنا أو هناك".

الكنائس كانت تمارس الكثير من النفوذ في المجتمعات الغربية، بشأن سيادة العفة، فقد كانت هناك نفس القيود على النشاط الجنسي، والحياة اليومية للنساء،كانت معيار مزدوج مماثل كما هو اليوم في الأسر المسلمة، ولذلك فمن المنطقي أن يتم دعوة المسلمين الي حياة لها تأثير تقدمي يوازي الغرب في الوقت الحاضر ،والذي احرز تقدم ملحوظ بشأن المعتقدات الدينية و بالكنائس.

هناك كثيرا من صكوك الغفران المزيفة، والتي تم تحريرها لضمان سلطة الرجل على الحياة الجنسية للمرأة خلال القرن السابع الميلادي. فهي تشير إلى أن عذرية المرأة في الإسلام شيئا مقدسا،وشرف الرجل في الزواج، يعتمد تقريبا كله على هذا الامر،لهذا فان العقيدة الإسلامية للرجل ،تتوجب على المرآة أن تكون سهلة الانقياد له، في حين انها تتوقع ،أن تحصل على الرجل المناسب،الذي سيحقق لها،من خلال الزواج، الجنة الأبدية من المسرات الحسية.ان العالم الاسلامي حاليا، لا يتميز فقط في عدم المساواة بين الرجال والنساء ، ناهيك عن ممارسة العنف مقارنة بما عليه في الغرب ،ولكنه يسلك دربا تصاعديا ،أصعب من ذلك بكثير ،من قبل الطرف الاول ،بحق الطرف الثاني ، فمن خلال القمع و بقوة للحياة الجنسية للأنثى ،يقوم بجبر النساء على الزواج، حتى يبررالعنف ،ويصبح شرفا فقط للرجال، يصل الي حد القتل، دفاعا عن هذا الشرف".

النساء المسلمات،المتواجدات في العالم الغربي،غالبا ما يكون في جعبتهم الكثير من المساواة ، والتي تكون بالصعوبة فيما كان كي يظفرن بها في دولهن ،فليس شرطا بأن التاريخ يعاد،وتجربة الثقافة في مجتمع ما ،ليست بالضرورة أن تتكرر ،أو أن تنتقل ببساطة الي مجتمع أخر، والتي عادة ما تكون وجهات نظر المجتمع فيها مختلفة،البعض يقول بأن هناك العديد من المشاكل ،التي تستوجب الحلول،مقارنة بمشكلة النساء،والذين يرى هولاء البعض ،بأن يترك لهن وحدهن الخيار في الحصول على حقوقهن،أو اختيار ما يريدونهن ، على سبيل المثال،"لبس الحجاب"سواء بطرق سلمية ،او طرق ثورية .

المحامية والناشطة في مجال حقوق المرأة "سيران آتش"،صاحبة كتاب "الإسلام بحاجة إلى ثورة جنسية"،و الذي ركزت فيه على موضوع العلاقات الجنسية والمساواة بين الجنسين، باعتبارها " الفجوة الاعمق بين العالم الغربي والمسلم" تقول مجادلة ،باعتبارها في نهاية المطاف مسلمة ليبيرلية بأن ...كل من ترتدي الحجاب هي في حد ذاتها، متواطئة مع الأصوليين. ويمكن للمجتمع أن يتحرر من هذا الحجاب،بالبحث عن وسائل الاقناع الهادئة،وليس المتعسفة،مثل التي نهجها "اتاتورك " عندما نزع الحجاب عن النساء...وحتى العمائم عن الرجال .

برغم العنف ، إلا أن النساء الأكثر تحررا لا تزال في كثير من الأحيان تعيش معارك طاحنة مع الشريك في المنزل ،على شكل مناقشات كثيرة ،"لرفع القمع"،وإقناع الطرف الاخر،بأن استقلالية المرأة،ليست مجرد خرافة.رافضين كونهن بوتريه مزخرف وجميل بخطوط وهمية كاذبة، المتمعن فيها لا يخفي عليه ،بأن هذه المرأة ،لا تملك نفسها، ولا مالها إلا بإذنه ... ويجب أن تكون دائما على استعداد ليتمتع بها. لتكون ببساطة، عبارة عن رقيق لزوجها.انهن الان يرفضن يعنف أن يكن مقيدات بسلاسل الضعف،كي ينجذبن الي القوي ،الذي يتمتع بلعب دور المنقذ ،فيكون رحميا ،وهو يفترس "الفتيات ،قبل أن تفترسهن الضائقة" فالضعيفة يمكن التلاعب بها بسهولة والسيطرة عليها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لهذا قُتلت لاندي جويبورو التي نافست على لقب ملكة جمال الإكوا


.. الدول العربية الأسوأ على مؤشر المرأة والسلام والأمن




.. إحدى الطالبات التي عرفت عن نفسها باسم نانسي س


.. الطالبة التي عرفت عن نفسها باسم سيلين ز




.. الطالبة تيا فلسطين