الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرأة العراقية ومقارعة الدكتاتورية

حاكم كريم عطية

2012 / 3 / 2
ملف - افاق المرأة و الحركة النسوية بعد الثورات العربية - بمناسبة 8 اذار/ مارت 2012 عيد المرأة العالمي



منذ فترة زمنية طويلة تعصف بالمنطقة العربية حركة متغيرات كبيرة تجلت في حركات القومية العربية وأحزابها وتجمعاتها وكذلك حقبة تولي حزب البعث السلطة في العراق وسوريا حيث مرت المنطقة العربية بأزمات وحروب داخلية وخارجية وكان للقضية الفلسطينية شأنها في هذه الأزمات ودخلت بلدان عربية في حروب خارجية مثل العراق ولبنان ومصر ثم دخلنا مرحلة صعود العرب الأفغان وما يسمى بتنظيم القاعدة والتأسيس للحركات المسلحة لأحزاب وتجمعات أسلامية متطرفة تهدف لتطبيق الشريعة في البلدان العربية والأسلامية المحيطة بها كل تلك المتغيرات لم ترتقي ألى توفير المناخ الملائم لتحقيق ما ناضلت من أجله المرأة العربية متمثلة بمنظماتها النسوية وتمثيلها داخل مختلف الأحزاب السياسية حيث عانت المرأة العربية من زيف رفع الشعارات التي تتغنى بحرية المرأة والنضال من أجل مساواتها بالرجل والتي لم يتحقق منها شيءلأنها لم تنطلق من أيمان فكري بهذه الموضوعة وأنما كانت عملية المتاجرة فيها من أجل كسب أصوات النساء لدعم مشاريع لا تمت بصلة لحقوق المرأة وحريتها أنما تبتغي أما التمثيل في البرلمانات العربية أوأبتغاء السلطة السياسية من خلال الدعم الجماهيري ولذلك أستخمدمت المرأة من دون أن تحصل على شيء من وعود الأحزاب القومية أو البعثية وهي نفس الفترات الزمنية التي عانى منها اليسار العربي أنواع شتى من التضييق والملاحقة والسجون والأعدامات وخصوصا في مصر والعراق وسوريا مما حرم المرأة العربية من أهم فصيل رفع شعارات تحرير المرأة ونيل حقوقها بأخلاص و من خلال قناعات فكرية بدور المرأة في المجتمعات العربية لذلك نرى أن فترات أنتعاش الأحزاب اليسارية والشيوعية في البلدان العربية كانت فترات توفير مناخات سياسية وفرت بعض الحريات والحقوق للمرأة العربية ألا أن ذلك لم يدم وخصوصا بعد أنهيار المعسكر الأشتراكي وصعود ما يسمى بالقطب الواحد وأنعكاسات ذلك على المنطقة العربية وأزدياد حدة التوتر بين أصدقاء الأمس وأعداء اليوم أحزاب الأسلام السياسي المتطرفة والولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها من الدول الغربية وقد تجلى ذلك في الصراع الدموي بين فلول القاعدة والولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها منذ أحداث 11 سبتمبر وألى يومنا هذا حيث لم يبالي المعسكران بالضحايا وأعدادها ومعاناة الشعوب العربية جراء تلك الصراعات الدموية والتي راح ضحيتها مئات الألاف من الأبرياء وهكذا يدور الصراع وتدخل المنطقة العربية في مرحلة نهوض جماهيري شبابي من خلال ما يسمى بهبات الربيع العربي وبروز تجمعات شبابية من خلال الأنترنت ووسائل الأتصال العصرية ردا على أنظمة عاثت بالمنطقة فسادا وقمعا وقتلا وتشريد لما يزيد على 40 عاما لكن هذه الهبات العفوية سرعان ما صودرت من أحزاب الأسلام السياسي وما يسمى بالأخوان المسلمين والتجمات السلفية المتطرفة وهو ما أدخل المنطقة العربية بمرحلة صعود الأسلام السياسي وتصدره لبرلمانات عربية كثيرة مثل ما حدث في تونس ومصر والعراق وليبيا وهناك دول عربية كثيرة أخرى مرشحة لهذه التغيرات مدعومة من القوى الرجعية العربيةومرجعياتها الدينيةالسلفية والولايات المتحدة الأمريكية راعية هذا التغير في المنطقة وتحويلها ألى منطقة الفوضى الخلاقة والصراع الدائم بين شرائح مجتمعاتها ومحاولة أيجاد صيغ للتعامل مع أحزاب الأسلام السياسي وتوجهاتها وخصوصا أحزاب الأخوان المسلمين ومحاولة خلق صراع شيعي سني سلفي في المنطقة وأضعاف دور القوى الديمقراطية واليسارية صاحبة المصلحة الحقيقية في النضال من أجل التغير في البلدان العربية .
كل تلك المتغيرات وأستعداد المنطقة نتيجة التردي في نسبة الوعي السياسي لهيمنة الأنظمة الدكتاتورية وحكم بعض بلدانها وتوريث الحكم فيها لما يزيد على أربعين عاما و أضعاف دور القوى الديمقراطية في المجتمعات العربية أدى ألى تضاعف أسباب القهر والحرمان وعدم حصول المرأة على حقوقها ومساواتها في المنطقة العربية وقد تجلت هذه الظاهرة في المناداة بحكم الشريعة والرجوع ألى فتاوي الشيوخ والملالي بجعل المرأة تابع للرجل ومصدر الأثم والفساد وضرورة وضع القيود عليها وحرمانها من الكثير من حقوقها وتمر المرأة الآن وأرجو أن لا أكون متشائما في ذلك في عصر ظلمات يعصف بالمنطقة العربية سيثقل كاهل المرأة بقيود يصعب التخلص منها في القريب العاجل أذا ما تمكنت قوى الأسلام السياسي من الهيمنة على مقدرات الحكم في الدول العربية والدول المجاورة ولي أن أتخذ من العراق مثال جلي وواضح وأتطرق ألى ما آلت أليه أوضاع المرأة ومعاناتها بعد التغير الديمقراطي الأمريكي وصعود ما يسمى بأحزاب الأسلام السياسي الأسلامي بشقيه الشيعي والسني المدعوم من معسكري التوجهات الفقهية أيران وتركيا والسعودية وباقي الدول العربية .
أن أوضاع المرأة العراقية لم تتحسن منذ الجريمة النكراء بالقضاء على ثورة 14 تموز والمكتسبات التي تحققت للمرأة من خلالها ومن خلال أصدار التشريعات التي تضمن ذلك ومجيء أبطال عام 1963 بقيادة أنقلابي حزب البعث منذ ذلك الحين والمراة عانت الكثير بدأ بالقضاء على المنجزات التي تحققت لها من خلال ثورة 14 تموز وأنتهاء بتعرضها لأبشع مراحل الحروب والأضطهاد والقمع السياسي ومصادرة الحريات والسجون والمعتقلات والتعذيب والأعدامات لقد مر العراق بحروب ثلاث لا تقل الواحدة عن الأخرى منها بشاعة وآثار دموية لينتهي العراق وأوضاع المرأة فيه بما يزيد على مليون أرملة وأربعة ملايين يتيم تعصف بهم المتغيرات السياسية والظروف الأمنية والمعاشية والصحية المتردية أضافة ألى الحرمان من كل الحقوق نتيجة الخراب الذي دخله العراق من خلال أبشع عمليات فساد أداري مالي وسياسي مما وفر الظروف التي جعلت من المرأة موضوعة مؤجلة رغم أنها تمثل الشريحة الأكثر تعرضا للظلم والأضطهاد والحرمان وهو ما يعكس العقلية التي تدار فيها عملية بناء العراق الديمقراطي الفدرالي الجديد!!!! أن أوضاع المرأة في العراق لو كتبت فيها وكتب الأخرون مجلدات لن تنتهي وهو للأسف ليس من المواضيع التي تهم السلطات التشريعية في البلاد ولا الأحزاب السياسية الأسلامية مع وجود جيش من البرلمانيات بعيد كل البعد عن الدعوة لأحقاق هذه الحقوق وأزالة الحيف عن المرأة العراقية بل يعمل على ترسيخ مفهوم المجتمع الرجولي في بلادنا ومجتمع المحرم ومجتمع ناقصات العقل والدين ليصل الحال ألى وجود وزيرة لا يمكن وصفها ألا أن تكون عدو المرأة الأول من خلال ما أثارته من أزمة بخصوص حقوق المرأة ووجوب أن تكون المراة تابع للرجل ومحاربة أستقلاليتها أن وجود عملية سياسية مشوهة وعدم أستقرار دائم ووجود أستمرار دائم لمعاناة المراة العراقية ومن خلالها معاناة العوائل العراقية هو ما سيكون مصدر أزمات العراق المستقبلية لأن هذه العوائل ستكون ببساطة المعامل التي تنتج جيلا سيتحمل العراق عواقبه الوخيمة تحت ظروف خارجة عن أرادتها . ورغم أنني تقدمت بعرض لمعاناة المرأة العربية وأتخذت من المرأة العراقية مثالا حيا ألا أنني أجد نفسي ملزما لأطرح مقابل هذه الصورة القاتمة لأوضاع المرأة العربية والعراقية صورا كانت بالأمس القريب مثالا يفتخر به لدور المرأة في مجتمعاتها وحتى دورها في هبات ما يسمى بالربيع العربي الذي أصبح خريفا أسلاميا فيما بعد للأسف ففي العراق للمرأة تأريخا مجيدا في نضالاتها ولمن لا يعرف عن البعض من هذه الشذرات وعن حجم التضحيات والمعاناة التي قدمتها المرأة العراقية في طرق النضال الوعرة ومن خلال كل المراحل السياسية التي مر بها العراق
لقد عانت المرأة العراقية من سنوات الدكتاتورية وافرازاتها قتلا وتعذيبا وتهميشا وحرماننا من الحريات و التأريخ يحدثنا عن فصائل من الشهيدات في معتقلات الدكتاتورية وزنازينها وأقبية التعذيب والسجون والمعتقلات تأريخ يعتبر من مفاخر حركة التحرر الوطني العربية وكل ذلك تم توثيقه في مجالات عديدة لكنه بقي أسير رفوف المكتبات والغرف المغلقة للتأريخ ولعل ظاهرة حمل المرأة للسلاح ومشاركتها في الحركات المسلحة لمقارعة الدكتاتورية قد نالها من التعتيم والظلم الأعلامي الكثير أذا جاز التعبير فرغم أنها سطرت صور رائعة من البطولة والفداء في كل نواحي الحركات المسلحة العراقية أثناء حقبة الكفاح المسلح وعلى مدى سنوات 1979 وحتى أنتهاء عمليات الأنفال والأنتفاضة في أقليم كردستان أي حتى ما بعد سنوات 1991 نعم خلال هذه الحقبة لعبت المرأة دورا مهما في ابراز دورها كفصيل حمل السلاح للفوز بطعم الحرية التي صادرها النظام وحرم شعبنا العراقي بكل مكوناته من العيش بحرية وكرامة وكانت عاملا مهما في أنتشار الوعي في قرى ومدن كردستان وكذلك ضربت مثلا للشجاعة ضمن العقلية الفلاحية ومجتمعاتنا الذكورية ولقد عانت المرأة العراقية كنصيرة لأثبات وجودها ودورها الذي أصبح مثالا للتندر به في أمسيات القرى الكردستانية ومدنها مما أعطى المثل الدائم للهيب الثورة وأستمرارها ولقد طرز مقدمة هذا التأريخ أسماء لا يمكن ألا أن نقف أمامها بخشوع أسماء شهيدات حركة الأنصار الشيوعيين العراقيين وكذلك شهيدات التنظيم المحلي وتنظيمات الداخل للحزب الشيوعي العراقي وضربن أمثلة رائعة في البطولة والصمود في زنازين الدكتاتورية وللأسف لن أتمكن من خلال موقع الحوار المتمدن من وضع الكثير من الصور التي تعكس مشاركة المرأة في كل ميادين الحركة الأنصارية بل وأقول أنها تعرضت من خلال الهجمة الوحشية لأذناب السلطة الدكتاتورية الى التعذيب والتمثيل بالجثث من خلال أحداث بشتاشان وكان موقفها المشرف بالتضحية في سبيل الشعب العراقي نقطة مضيئة في التأريخ وحاربت ضد أنفالات البعث والجحوش وفصائل الجيش الشعبي الكردية وتعرضت للقتل والأبادة بالسلاح الكيمياوي كذلك تعرضت لمخاطر الدخول ألى المدن وربط التنظيمات المحلية بحركة الأنصار وجراء ذلك فقدت الكثيرات منهن حياتهن وتعرضن للأعتقال والتعذيب والأعدام
المرأة العربية ومن خلالها المرأة العراقية ركن مهم من أركان حركة التحرر العربية وأحزاب اليسار ومهما تعاكس الظروف السياسية أوضاعها ستجد الطريق نحو الحرية وتحقيق أهدافها من خلال النضال مع المنظمات النسوية التقدمية لكنس ما علق بتأريخها مما جاءت به الولايات المتحدة الأمريكية وجيوش المتخندقات مع أبطال المجتمعات الذكورية وذلك عندما يتحقق الظرف الذي يوضع فيه العراق على الطريق الصحيح لبناء مجتمع الحرية والعدالة .
المجد والخلود لشهيدات الحزب الشيوعي العراقي
المجد والخلود لشهيدات حركة الأنصار (البيشمركة) المسلحة
المجد والخلود لكل النساء ممن سقطن شهيدات في أحداث الربيع العربي

حاكم كريم عطية
لندن في 2/3/2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيطاليا: تعاون استراتيجي إقليمي مع تونس وليبيا والجزائر في م


.. رئاسيات موريتانيا: لماذا رشّح حزب تواصل رئيسه؟




.. تونس: وقفة تضامن مع الصحفيين شذى الحاج مبارك ومحمد بوغلاب


.. تونس: علامَ يحتجَ المحامون؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بعد لقاء محمد بن سلمان وبلينكن.. مسؤول أمريكي: نقترب من التو