الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصائد ٌ من شارعِ السينما

ابراهيم البهرزي

2012 / 3 / 2
الادب والفن




(1)
(خيبة الناصح )

صدقني ,قال َصدقني , انَّ الراسمالية في سوق الدجاج
لا تحتاج ُالا ديكا ًسكرانا ًوحيداً يصدح ُالفجرَ وقت الغروب ِ
وان َّالحرية َتنّورة ٌ قصيرة ٌ تنحني لها الرياح ُ ويسجدُ الشجرُ العالي ,
هنالك َتحتَ التنورة قماشٌ بحجم كفِّ يروقُ لي علما ً.
الرايات ُالعظمى ,صَدّقني , نُسجت ْ للمآذن ِوالمشانقِ العالية ِ , وفي الصباح ِ
حينَ لايؤذن ُ غيرَ صدر الطفل المسلول ,هل سيراقب الربُّ من الشرفة ِ
لحية َالامير ِام مؤخرة َ الفقيرِ المتكورةِ فوقَ المرحاضِ ولا فائضَ للقيمة ِ؟
صَدقني انَّ الامورَ تمضي بهذا الاتجاه ِ,
او ذلك الاتجاه ِ,
والا فان َّالاتجاه َنفسه ُ
سيمضي وحيدا ً
وحيدا ً
وحيدا ً
صَدقني ...
21-2-2012


(2)
(القاتل ُ مُفلّتُ العنان )

بعدك َ ربّما باكثر ِ من 1256 نبَيٍّ
لم يزل ْ هذا الغراب ُ يعُلمُ الخارجين َ عن القانونِ متعة َالطيران ِبعيداً عن القصاص ِ ...
الحجر ُوالراسُ الدامي سَيمكثانِ طويلاً في الحقل ِ
ضريحا ًاو نُصبا ً او نسيانا ً في الوجدان ...
وقبلَ جَحفلٍ جَرّارٍ من الانبياء ِ
وقفَ السافلُ هازئا ً بفجيعة ِ الارملة ِ:
(احارسا ً لاخي اكونْ ؟)
الابُدَّ انْ تستجيرَ بفيلقٍ من النبيين َوالملائكة ِ
كي تتوسّد َ الارضَ الصرفة َ مُطمئنا ً,
غانما ًمن ترابها التراب ؟
7-1-2012

(3)
(الابيضُ والاسود )

تلك َالفراشة ُ السائحة ُ على شجرةِ التوت ِالشامي ِّ في منزلِ جدي
مَرقتْ هذه الليلة َ بجناح ٍ هائل ٍ ,
عيدُ ثملُ بالبنفسجيِّ والاصفرِ والمتهدّل ِ من سُكارى الالوان
في ليلةٍ مؤطرة ٍ بالابيضِ والاسود ِ
مرقتْ مُزحة ً او وجعا ً في القلب ِ
والقلبُ يُدل ُّ احياناً كمراهقة ٍ متاوهة ٍ:
اف ٍّ...حارة ,
او :
ضجرة ُ,
او غنجاً من ذلك القبيل ..
وجع ُ في القلبِ بجناحٍ هائلٍ يطوفُ
في ليلة ٍ مُؤطّرة ٍ بالابيض ِ والاسود ِ..
تلك َالفراشات ُالبريئة ُ , ربّما تكونُ مهاجرة ً
لا تدرك ُ ليلَ العراقِ الحيسوب
الذي يقنصُ اللون َ من دم ِ الجريمة ..
27-12-2011


(4)
(أرصفة ُ الخونة )

على رصيف ِ البلُهاء ِ
يَستأمنُ عجيزته ُ
ويفكرُ:
هذهِ الاحذية ُ هي التي ترسمُ الدروب َ
وذاتَ نعلٍ قديمٍ , هكذا يفكرُ , كانت الدروب ُاطول ُ والمشاة ُ اكثرَ رزانة ً
وكان الكثيرُ منهم لا يجدونَ ضيرا ً من مجالسةِ المرتصفينَ
فالنهارُ اطولُ ايضا ً , ولاباسَ احيانا ًان تستدينَ منه ُ ليلتين او اكثرَ لاكمالِ الثرثرات ِ
وفجاة ً
يضربُ الايقاع ُ المنتظم ُ شفة َ الرصيف ِ
الدمُ يشخبُ من عجيزتهِ...
ايها الرصيفُ , يا رصيفَ الفقراء ِ,
لمْ تؤتمنْ على عجيزة ٍ بعظمينِ اعجفينِ
فمنْ لابناء ِ السبيل ِ الذينَ جَزّت ْ السُبلُ اقدامهم وباتوا على الارصفة ؟
5-8-2011


(5)
(مُغيثةُ الملهوف )


(كريمة ُ) ذات َ الغديرة ِ الخدرانة ِ بين َ كتفينِ لعوبينِ
بنتُ (ام كريمة ) ذاتَ ال..
والموالُ سيطولُ انْ غنيناه..
يمدُّ الفرانُ ناره ُ الى لسان ِ الطريقِ
وبائع ُ الطرشي يُلوّح ُ بالفلفلِ الاحمرِ ....
لا تفك ُّ (كريمة ) ابنة (ام كريمة ) حرفا ً
لم تدخلُ حتى مدرسةَ الاميّة ِ
(كريمة ) ذاتَ الرمانتينِ المفلوعتينِ
تكتبُ وتقرأُ
في ليلك َالسكران :
(قفا نبك ِ...)
و(بُويب )
وصقر قريش والاخضربن يوسف ومشاغله
وان استعصى الشعرُ عليها رتلتْ القرآن
(مرجُ البحرين ...)
وان ْغادرَ كلُّ الشعراءِ (المتردّم ِ) فالى قيرٍ ..
تمتمةٌ بدم ٍ من توت ِ (كريمة )
تكفلني ابداً في فردوسِ النسيانْ ..
7-9-2011


(6)
(جَنةُ المتسكّع )

اروح ُ واجيءُ طوالَ حياتي في هذا الطريقِ الوحيد الذي تراه ُ
ارتاب ُ من الدروب ِالفرعيّة ِ كثيراً , فهنالك َينكحونَ الاطفالَ الصغارَ الذين يضيعون َفي اللعب ِ
ثم َّ انَّ الطريقَ الرئيسيَّ واسع ُلحصانٍ مثلي , وعلى الدوام ِهنالك َ افق ٌ لن تبلغه ُالخيول ُ
هبتي من الحياة ِهي السنين َالتي ساحيا لاغيرَ , حصاناً كنت ُ ام ْ فارسا ً..او معركة ً
يمرُّ فرسان ٌ قدامى وباعةُ قوت ٍ ووشاة ٌ بهذا الطريق , احيانا ً اسَلّم ُ على بعضهم , وعلى الاكثرِ انسى
فلستُ صاحبَ ديوان َالجند ِولا بيت المال ِ, وبصراحة ٍمطلقة ٍاظنُّ انني مخلوع ٌ !
العمى يشبُّ رويدا ًرويدا ًبعينيَّ , فقد قيلَ لي انني مررتُ بأهلٍ وما سَلمت ُ(اهي الشيخوخة ُام السأم ؟)
وفي هذا الطريق الذي ظللت ُاروح ُواجيء ُبه طوالَ حياتي
كان الضحك ُهو دليلي , حتى انني سُجّلت ُ سفيها ًفي المرصدِ البشريِّ , كانَ الطريق ُيضج ُّبالوجهاء ِ,
الحوانيت ُعلى جانبي الطريق ِ تبيع ُ اقنعة ً واشجارَ انساب ٍ واحجارَ كريمة ً ونسانيس َ, وكان اللعبُ مفتوحا ً
بورقة ٍ واحدة ٍ, بورقتينِ , بثلاثِ ورقاتٍ ,
ولا احدَ يلومُ احداً , لا على الحيلةِ , ولا على قوة البيانِ , كما انَّ الطريقَ ليس بستانا ًللنزهة ِ, والخطابة ُ لم تُختزى بعدُ
وان ْضاق َبك َ رصيف ُ فان َّ الارض َ تكتبُ وتشطب ُ,
اروح ُ
واجيء ُ
طوالَ حياتي
بهذا الطريق
وحين َ تروح ُ وتجيء ُ في الطريقِ ذاته ُ دونَ دناءة ٍ وبنبلِ الرواحِ والمجيء ِ لاغير َ
ستعرفُ كلَّ عابر ٍ
ولن يعرفك ..
29-2-2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رائع
عبله عبد الرحمن ( 2012 / 3 / 3 - 19:47 )
تحياتي استاذ ابراهيم البهرزي قصائدك رائعة، لا بد لاي احد، يمر على قصيدتك الا وان يسلم عليك لان ما كتبته يستحق ان يستوطن الكتب لا ان يشطب تحياتي اليك


2 - في العين ياعبلة
ابراهيم البهرزي ( 2012 / 3 / 3 - 20:23 )
مرورك عطرٌ ياعبلة ..وبالعين سلامك ..ومقامك في العين

اخر الافلام

.. حصريا.. مراسل #صباح_العربية مع السعفة الذهبية قبل أن تقدم لل


.. الممثل والمخرج الأمريكي كيفن كوستنر يعرض فيلمه -الأفق: ملحمة




.. مخرجا فيلم -رفعت عينى للسما- المشارك في -كان- يكشفان كواليس


.. كلمة أخيرة - الزمالك كان في زنقة وربنا سترها مع جوميز.. النا




.. المراجعة النهائية لطلاب الثانوية العامة خلاصة منهج اللغة الإ