الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حتى الميدان اصبح شهيد

عبد العزيز نايل

2012 / 3 / 2
الادب والفن


حتى الميدان أصبح شهيد !!!!
شعر : عبد العزيز نايل

ثورة تايهة من سنة
واللي يلاقيها يسلّمها لأي مصري
رجاءً بس يا ولاد الحلال
يتأكد الأول من بطاقته انه مصري
بس البطاقة مش كفاية
علامْته !!!!
حا تلاقيه كده من سحنته
مصري وابن مصري
شكله ماهوش تركي
ولا حتى من المماليك
ولا بيلبس في القدم شبْشبْ
ولا عمره كان راعي للبقر
ولا حتى راعي للغنم
حاتلاقيه لسه صورته كما هو
مرسومة على الجدران على المعبد
شخصيته من بره
وموصوفة من جوة
وهو هو اللي قبل التاريخ ما يتولد
كان هو بس اللي صانع هنا .... شكل المدينة
وهو هو قبل العائلات ... قبل البيوت ... هو اللي بدأ
عجن الصحاري في الفيافي مع الطمية والتراب
وأنشأ ما يسمى بالبلد
حاقولك وصدقني
من قبل البشر كان اسم البشر مصري

كل اللي فات من علاماته
وازاي بعد كل ده متعرفهوش
تعرفه من بين كل الوشوش
مجرد ما تبصله يبقى صاحبك
مخلص مُحب .... وان غبت عنه ساعة
يستلف عشانك
يسافر ويسأل طوب الأرض عنك
كمان علامة من علاماته
لسه دمعته ف عينه
لسه لهفته من يوم ما تاهت ثورته
هايم على وشه
كما العاشق
من كتر الندا اختفى صوته
رسم سؤاله على رمشه .. الثورة تاهت من سنة .....
واستنى قد ما استنى
مسمعش غير صدى صوته
رسم ثورته كما المسجونة فوق كفه
وابتدأ يوصف عنيها وشعرها
بيوصفها للي رايح واللي جاي
وللي ماتوا بالحيا
وللي اعتقد انه حي
بيوصفها .....
ثورة تايهة ... يا هل ترى يا للي ماشي شفتها
ماسكة في ايديها
غني وفقير.... مسلم مسيحي .... صحراوي وسواحلي
بحرواي وصعيدي
كان فاضل شوية
وتشيل الكل ف عنيها
تاهت وتاه الكل من حواليها
الاّ ملاك الثورة في الميدان
ولسه اعتصامه في مفارق الألم
واعتصامه فيما تبقى من فتافيت العلم
هي تاهت ولا هو اللي انكسر
وهي اللي خانت ولا الخيانة من محبيها في البوادي والحضر
اخر المتمة شافها عروسة عريانة
بيقسموا في لحمها في مضارب النخاسة والغجر
رجع مرجعش بيته
من شارع لشارع وفارش حصيرته في الميدان
يلين الرصيف تحت راسه
علامة من علاماته
يبقى نايم وفي عز نومه
ينده عليها باسمها
يخترَف بألحانها وغناويها
نايم وفارد ايديه على أرض الميدان كله
حامي حمى الشهيد
واللي لسه على الأسفلت في هذا الميدان
تسمع صراخ دمّه
وارتعش جوه احلامه
ايه اللي خلا الشهيد
لسه في الميدان بأثماله
ينزف ومتعلق ما بين السما والأرض
وارتعش تاني لما الشهيد قالّه
تاه الوطن منك
وتاه الوطن مني
وأنا اللي موتي ما افتدى حتى حزن امّي
ولسه البيادة مغرورة وماشية فوق دمّي
تجار السياسة ... لأ ... تجار النخاسة
باعوا واشتروا بيا
صرخته صحت جيرانه
لما الشهيد قالّه
فين الوطن فين المواطن .. باستحلفك قوللي
فين العيش ... فين الحرية ... فين الكرامة ...
وليه الميدان بقى جزيرة
محاطة ومتستفة
مابين العساكر والغجر والحراسة
شفتهم الفين عِصابة
والعُصابة دغششت كل العيون
حتى لو كنت انا هُنت في كل بيت وفي كل حارة
ازاي ازاي ازاي مصر العزيزة الطيبة ممكن تهون

تتلم تتجمع على عضم الرصيف
تتلم احلامه
احلامه اللي ضاعت في عز النهار منه
تنهنه بالبكا
يجري الأنين بالحنين على بلاده
يرتمي فيها
عشان هو اللي عارف
عارف خلاصه
عارف رجله من راسه
عارف اللي كانت في ضميره الثورة فرض
واللي شافها وارتعد
واللي شافها وابتعد
ثم احتمى في المزيف والمجلد اللي قالّه الثورة بدعة
عارف اللي فعلا
كان بيرفع اسم مصر في كل ركعة
واللي ارتجل خطوته ف مواكبها
وباسم المسيح اتمنى لها الرفعة
عارف كل اللي كان فيها ساكن
واللي كانت هي ساكنة فيه
عارف اللي افتعل محبتها
واللي اكتفى بابتسامة من شفايفها
رجع تاني للميدان
وفي الميدان طوبة طوبة بتعرفه
نهنه بالبكا
لما التقى الميدان الميدان
طلقتين ثلاثة في الحشا من بعيد
حتى الميدان اصبح شهيد
وفجأة
ارض الميدان بقت غابة
وكل ثوري وكل عاشق حتى المحبين بقوا ديابة
وبعد ماكان الميدان قطعة من الجنة
وصورته في كل بيت ... وف كل غيط ...
واترسم بلون دم الشهيد على شنط التلامذة
وارتفع كانه كعبة العشاق
واتمايل في الغناوي بانتصاره
وف المواييل كان مذهب الموال عند الصعايدة والفلاحين
كان البطاقة الجديدة لكل مصري
اوجبت للمصري التحية اجلالا مبينا
في كل البلاد وف كل مينا

وفجأة ليه وليه كده فجأة
وفجأة ليه وليه كده فجأة
ارض الميدان بقت غابة
وكل ثوري وكل عاشق عنين البلد دي عاشق صبابة
وايا من افتداها بالشهادة
حتى المحبين اللي اختفوا بالمحبة ورا كل بوابة
كل دول كلهم بلا استثناء
اصبحم صورة ف الجرايد وف كل شاشة
كل دول كلهم بلا استثناء
استُبْعدوا من المشهد متصنفين كما فصيل من الزواحف والديابة
ساعي البريد خبط على بابي بصللي مستاء
رمي تحت بابي رسالة من المستقبل
من كل مصري لسه حايتولد ليوم الدين
بيسأل عن هذا العبث
عبث طبيعي ولاّ عبث مقصود
وان مكنش قدَر يبقى صناعة مين
وليه كل دول استُبْعدوا من المشهد واتصنفوا كما فصيل من الزواحف والديابة
ادي المستقبل اللي واقف وشايف ..... ومستني من بلاد العبث
مستني الاجابة
مستني الاجابة























التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أول ظهور لفنان العرب محمد عبده بعد إعلان إصابته بالسرطان


.. «جمع ماشية ورحيم ومرادف البؤس».. أسئلة أثارت جدلًا في امتحان




.. تششيع جنازة والدة الفنان كريم عبد العزيز


.. تشييع جثمان والدة الفنان كريم عبد العزيز.. وتعديل موعد العزا




.. ما اقدرش اتخيل البيت من غير أمى.. كلمات حزينة من الفنان كريم