الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأب يوسف سعيد وداعاً

زهدي الداوودي

2012 / 3 / 2
الادب والفن


الأب يوسف سعيد
وداعاً...
زهـدي الـداوودي
لا أعرف كيف دفعه القدر إلى أن يحط رحاله في كركوك، مدينة النار والنور.؟
ومن ثم يهاجر إلى بلاد الصقيع والبرد؟
هل كان يركض وراء الحرية؟
لم يدر بخلدي مثل هذا السؤال آنذاك، ولا في وقت لاحق. وإلا كنت سأطرحه عليه بلا شك.
كان ذلك في منتصف الخمسينات. كنت في الخامسة عشرة، حين قررنا، نور الدين الصالحي وجبران وأنا أن نزور الأب الشاعر يوسف سعيد في صومعته أو بالأحرى كنيسته الواقعة في منطقة كاورباغي. وجاء الاقتراح إما من يوسف الحيدري أو قحطان الهرمزي. وكان محتوى الاقتراح:"إنه معنا، يجب أن نزوره بين حين وآخر".
ما معنى معنا؟
كان ذلك أول مرة في حياتي أرى فيها سواء أكاهنا بملابسه الكهنوتية السوداء أم كنيسة بجوها السحري المقدس.
لقد انبهرت بالرجل وكنيسته.
وأدى هذا الانبهار إلى أن أتطرق إلى هذا الجو الكنسي وراعيه في روايتي "زمن الهروب" بعد أربعة عقود من الزمن.
علمت من كلماته الجميلة، التي نسيتها، ومن أسارير وجهه المشرقة وانطلاقه معنا بلا تردد، أنه معنا فعلا وإننا بدورنا معه أيضا. و لاحظت أنه كان في البداية متحفظا ومترددا، بيد أن جبراناً، أزال تحفظاته عندما بدأ يعرفنا به باللغة الكلدانية أو الأثورية لا أعرف بالضبط.
ولكنني ظللت أنظر إليه نظرة التلميذ إلى معلمه. وأحس هو بهذا. وحاول أن يزيل هذا الحاجز، ولكن عبثاً.
إذاً، كان هو المعلم، شئت أم أبيت.
كان الأب يوسف سعيد أحد أبرز عناصر جماعة كركوك.
أكبرهم عمراً وتجربة ودراية
وتمرداً، إذ أنه، من أجل الحرية، كان يخترق حتى الجبة السوداء التي كان يرتديها من أجل السماء، دون أن يدري أنه يقترب من الأرض، من الخطيئة، ولكن:
من منكم بلا خطيئة؟
كان طائرا يحلق على أبعد نجمة ، تاركا سربه ومغردا خارجه ومحاولاً أن يجعل من السماء والأرض منزلاً من الفردوس.
وظل يعيش مع هذا الحلم إلى أن غادرنا إلى الأبد،
طائراً فريداً من نوعه، يعشق الحرية ويبحث عنها في كل مكان.
سواء في أعماق السماء أم مجاهل الأرض.
وداعاً
الأب يوسف سعيد
لن ننساك
ولن تنساك
كركوك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أقدم لك خالص التعازي القلبيّة
صبري يوسف ( 2012 / 3 / 2 - 22:40 )
الأستاذ والأديب المبدع زهدي الداوودي
تحية

قرأتُ وداعك الرائع للأب المبدع الراحل يوسف سعيد، وأثلج قلبي جمال حرفك وحميميتك ووداعك، وأود أن أشير إلى أنني بصدد إعداد حفل تأبين أدبي للأب الراحل يوسف سعيد في ستوكهولم، وقد فاتني توجيه الدعوة إليك لأنني لم أتمكن من الحصول على إيميلك ، الآن أرجو التواصل معي عبر بريدي الالكتروني للتنسيق بموضوع التأبين وكيفية المشاركة عبر البريد الالكتروني

مع خالص المودة
صبري يوسف ـ ستوكهولم
[email protected]


2 - شكر وتقدير
د. زهدي الداوودي ( 2012 / 3 / 4 - 11:24 )

الأخ الشاعر الفذ صبري يوسف،

شكرا جزيلاً للمشاعر الصادقة والصادرة من القلب. جهودك تشكر بصدد إعداد حفل تأبين أدبي للراحل. إنه يستحق الكثير. أرجو أن تكون قد تسلمت بريدي الألكتروني
مع مودتي وتقديري.


3 - لم أتلقَّ منك رسالة للأسف الشديد؟؟؟ لم يصلني
صبري يوسف ( 2012 / 4 / 13 - 08:25 )
الشاعر المبدع زهدي الداوودي

تحية

للأسف لم أستلم بريدك ولم أقرأ هذا الرد إلا الآن، لأنني كنتُ غائصا في إعداد حفل التأبين الأدبي وقد تم بنجاح وقد أرسلت البارحة رداً إلى الدكتور سعدي المالح والذين يعدون حفلا تأبينيا للأب يوسف سعيد في آربيل وأنا مشترك في حفل التأبين وقد أحببت أن يتم تقديم مشاركتك المنشورة في الشبكة هنا، في حفل التأبين القادم فوافق برحابة صدر وأود أن اأتلوها بنفسي بالنيابة عنك خاصة انني كنت أود أن تشارك في حفل التأبين الذي أعددناه في ستوكهولم ولكن للأسف لم يصلني منك رسالة الكترونية وما كنت أريد أن أقدم مشاركة أي شاعر أو مبدع بدون موافقته الخطية، والآن أريد تقديم مشاركتك في أربيل بالنيابة عنك ولو تستطيع الحضور الشخصي إلى أربيل فالمهرجان هو يومي 16 و16 من هذا الشهر أي بعد أيام، وأسمك تم ادراجه اليوم في المشاركة وأهلا بك هناك وفي أي مكان من العالم

أراك بفرح
أخوكم صبري يوسف
ستوكهولم

اخر الافلام

.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية


.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي




.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب


.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?




.. قصة غريبة عن أغنية أنساك لأم كلثوم.. لحنها محمد فوزي ولا بلي