الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الفن في صورة اخرى ....الجزء العاشر
سيروان شاكر
2012 / 3 / 3الادب والفن
لنغير العالم ن جديد ونحوله الى حطام فنصنعه مرة اخرى ونضع المنطق الذي يساهم في اعادة التجربة الايجابية لنعطي للطبيعة افكارا جمالية ذات لغة رمزية وضمن مبدأ واحد الرغبة والمعرفة هو ترجمة للافكار الاخلاقية .
نحن مصممون على غرس جذور الفن في طبقات الدنيا لتعتبر اشراقية منعكسة وبطريقة لاشعورية ستتطور احاسيسنا التي نحن بحاجة اليها في كل وقت فحبنا مولد للفن فطرة ويربطنا الواحد مع الاخر وليس حلما بل انه واقع كأساطير حقيقية ليكرس ذاته في اطلاقة جديدة فرضية تصبح مميزاتها مفهومة بطرق كثيرة ومع بقائها دائما في ذهن كل انسان ، وفي نفس الوقت يتوجب علينا القبول باستمرارية الافكار من قبل المتذوق حيث ان الفن يشكل طبيعة مبدعة لا تكون له نهاية مؤلفة من عدة اسطر وكل سطر له حكمته الخاصة لا يتوقف عند أي تقدير .
لا مجال للتساؤل عن ماهية الفن منهجه خاص وفكره لاينكر نفسه انه الاول في منهج العالم يكون الضمير الحكم الاخير في ابراز قيم الاخلاق والجمال ، فتكمن مهمة الفنان في تحدياتها للذات مع اخذ للواقعية تاريخها المنطقي في التطور الفكري وللمهارة القدر الكبير في ان نفتخر ان للعمل الفني اعادة لصياغة البناء الفكري والتوازن الفعلي لطبيعة الحياة الانسانية مع نتائج ثابتة كي لا يهتز المشاعر في صحن تائه .
لذا ان بالامكانية ان نتواصل مع الحاضر والمستقبل في اوجه واقعية وبدون غرابة الفكر او الحدث فالواقع آت ولو بعد عشرين سنة فيجب الوصول قبل ان ينشا قلاع اخرى في عالم الخيال ، وها نحن في هذا العالم نستطيع الوصول بكل سهولة الى هذا الخيال باحاسيسنا وتندمج فيها ا لسايكلوجية الميتافيزيقة وينتهي الفنان بظهور اسم حقيقي للميثولوجيا الحسية على الارض فيتمثل الوجود الوحيد في تنظيم الانعكاس مع الشروط المسبقة لمحادثة الزمن على ان ندرك قيمة كل لحظة في الزمن الماضي مع الاشياء ذاتها ونبسط هذا الادراك واقعيا في حيز الفن والذي تمثل في خلق الشكل مع احتمالية انهيار ما هو محتمل الوقوع لغرض الواقعية الاتية .
بكل بساطة نعود الى عالم الاستدلال وتكون المشكلة معكوسة لايحائنا لا يمكن تفسير النموذج الفني المعقد الا اذا كنا نعرف عالمه بدقة وحلننا مضامنيه على اسس روابطه الابداعية المقنعة بين احتمالاته وابعاده الخاصة فيحيا ويتحرك الفن في تطبيق النظرية الموضوعية لعالمين عالم الحس وعالم الحقيقة ويستطيع الفنان في رسم الذات خصوصا عندما يكون مجهولا في هذا العالم والواقع المألوف ويعادل الحلم في حقيقته ، بغموض هنا كان الفنان يبحث عن رؤية تسلطية لا يناقضه ويرفض بنفسه دعوة للغير في مشاركة الذات وهذا يشكل مقدرة واحدة موحدة ’وهذه الرؤية يتطلب في نفس الوقت شعورا احاديا تبعا لفسيولوجيا الذات بهذا يكون عالما ابتكاريا في الرؤية تظهر عندئذ كنتيجة حتمية للعودة الى مؤسسة الذات الخيرية .
يمكننا القول ان فهم الفن للانسان بمثابة وضع خطط تاثيرية على الواقع ليكون للعقل كائنا روحيا يختلف عن باقي الكائنات ويكون فعالا في نمط معين فيعالج به بيئته الحرة من هذه الزاوية وما يحتويه من طرائق فكرية ضرورية يختلف فيه الحقائق لصورته النهائية ، ان اعتبار الفن رمز هو طريقة نحو الوصول الى افكار حديثة يكون فيها عالما مزدهرا يصنع داخل قوى نفسية تستهدف الحصول على الحقائق القصوى فتنمو وتنتشر في حين بقيت بعض الافكار في مكانتها بعيدة عن الذي حقق به الفكر الفني ومن تجديده ، فالفن اداة جاهزة ينقل الانسان من منطقة البحث الى الشؤون الانسانية والاخلاقية بطريقة يجعل من الانسان فهم الطبيعة الميتافيزيقة على النحو الذي لم يفهمه من قبل واعتبار نظريات الفن الاختيار الافضل للخوض في تجارب يصبح فيه المتذوق ذا ارتباط وثيق بهذه العمليات من اجل الحصول على نتيجة مقصودة فهمها الفنان المعاصر بدلا من البحث عن يقين مشوه مر ازمنة عليها ولم يخلف من ورائه سوى تقليد يحوله الى هيكل ثابت .
هكذا يكون العمل الفني ظل مخفي في عالم الانسانية يغير طبيعته وذاته حسب تغير الفكر المادي والانساني في آن واحد ويبحث عن مستقبل اشبه ما يكون بالاسطورية علاوة على فهم العملية في تحقيق الذات وللطبيعة الاجتماعية والتاريخية دور فعال في انجاح العملية الابداعية للطبيعة ومن هنا ناخذ النتيجة الشكلية من منطلق فنصنع مشاريعنا الخيالية لعالم الواقع ومهمة الفن لم تعد متعلقة فقط بالقضايا الاستاتيكية والانطولوجية بالمفاهيم الدينامية والغائية عن الواقع والحقيقة وتكون هادفة في خلق وعي داخل العملية الاجتماعية والانسانية ويعطى هذا الواقع تجربة جديدة للحياة ويجعله مقترنا بالعمل الانساني اكثر فيضعف فيه الانتقادات الذاتية الذي نحن لا ندركه فكريا الا قلما .
يفرض صاحب القرار (الفنان) انتقادات جديدة للعالم و للفلسفات التقليدية حول الفن في نطاق المدركات الحسية لكي ينتخب بذلك حكما افتراضيا يترتب حولها تحقيق المبادئ الثابتة ولكي يستنبط فيها الجزئيات المحكومة بها ، فقدرة الفنان حول الاحتمالات هائلة بموافقه وسلوكه طبقا لقدراته في عالم الاحاسيس ، اذن ليس هناك داع لبقاء معان قديمة المتمثلة في توظيف الادراكات فيها ادراك هذه الحقائق – خارج الطبيعة الانسانية – هناك تعويض للانسانية باتجاهات اخرى غاياته واضحة ووسائله عديدة وان يكون هناك للعقل الاخر نتيجة ايجابية يقدمها الفنان للعالم .
ان الفن منهج يقوم على اساس موازنة للحياة البشرية ومرتبط بالافكار المستقبلية من اجل خلق معرفة تسمح بتحقيق اهداف ضمنية ومخفية من جهة دلالاتها وتكييف مع الحس الطبيعي في الطبيعة ، دور حاسم في اتجاه فهم الواقع بصيغته الجديدة ، ذلك ان الهدف هو البحث عن المتغيرات في واقع الشئ حتى وان كان دقيقا وفي التحولات السايكلوجية بين ظواهر اليقين ، بات من المؤكد الخيالات التي يملكها الفنان في فهم هذا العالم هي صيغة تجريبية لتخطي الجبروت المشهود اليوم ، حيث يعمل الفن في حكم الاشياء زيادة ضبط تقدير قيمة الاشياء في تحليلاتها والتحول نحو معرفة جديدة لم يشهدها الفكر من قبل – فنتجه الى مبدا اللاتحديد في نظريات الفن المعاصر واعطاء صورة اخرى عن المعرفة الفنية ودحض النظرية القديمة المؤسسة على اليقينية والمطلقية وهذا ما عبر عنه الفنان المعاصر في الخطوة الاخيرة لكل عمل فني فهو يبين (الفن المعاصر) التفرج في اعترافات الاجزاء الدقيقة لحقيقة الذات وما يميز الذات عن ذات اخر في خلق المفاهيم الفنية .
لما ننظر الى الفن على انه خبرة الاشياء او احداث تقع في ماضي مستقبلنا فاننا نضعها في منطقة الذاكرة لتصبح وسيلتها مشروعة وتكون الخبرة متجمعة في ذاكرة الالوان باعمال بصيرة ، بناءا على هذه النظرة فان الامر يدعونا الى النقاش مع الذات لصحة الفكرة واهميته للعقل ضمن مجالات الانسانية كي يدعونا الموقف الى اعادة النظر في الذاكرة ونجعل من الحوادث وقائع لعملياتنا الفنية .
يتعدى مفهوم الفن كل المفاهيم الانسانية فهو يصنع خيالا اخرا للعالم الانساني ضمن المعاني اللغوية للحياة ، حيث ان الفنان هو الكائن الوحيد الذي يحتفظ بعاطفته في خبرة معينة يختلف عن الانسان الاخر فباستطاعه ان يحيى العالم من جديد في الذاكرة بحدث جديد ويسحب افكاره الى امور اخرى لم تقع بعد ثم يخزنها ويسجلها في الذاكرة ، ان الفنان خلافا للانسان العادي يخلق لنفسه عالما من الهيئات والاشكال برموز معاصرة الذي يعيش فيه ويربط هذه الاشكال ببعضها ، فلا يسجل خبراته ويحتفظ فحسب دائما وانما يحتفظ بها لوعي ، فكل ما يمر به الفنان هو هيمنته الذي تتحول بين الثقافة وبين الطبيعة ليسجل في ذاكرته ما يقع به من تحولات واعية يحتفظ الذات لنفسه شيئا يخالف كل القيم التقليدية بالنظر الى ما يعمل به الفنان تجاه الطبيعة ليبدع عالمه ’فانه يدرك ايضا انه بروح هذه الطبيعة يؤسس قصيدة جديدة يختار رموزها وشعاراته الذي يقرر تطبيقها ولكن يخضع الى التحول في كل لحظة .
بناءا على هذه النظريات فان الامر يدعونا الى التساؤل حول كيفية تحقيق هذه الاهداف ضمن مجال الفن وكيفية التوافق بين الفكرة والثقافة الفنية ليجعله منهجا حرا في موقع الحدث ويتعدى كل المفاهيم المذكورة لتجربة الحياة ، فينجز له خاصية انسانية يحتفظ به لذاته فتصبح وسيلتها تعدي لمفهوم الذاكرة وهذا وارد من خلال المعنى الفني لتجربة سبق للفنان ان مر به من تجارب وامور خبرها فاصبحت معروفة لديه ، جاز لنا ان نعتبر الذاكرة خاصية انسانية تميز الكائن البشري عن الكائنات الاخرى ، ان خبرة الفنان يشير به الفنان في اختلاف مع المجتمع احتفاظه في ذاكرته احداث تحيا من جديد في افكار وامور اخرى ان الفنان الحقيقي يخلق لنفسه عالما خاصا به يحتفظ به كل الحوادث التي يعاشها ويربط بعضه ببعض فلا يسجل ما لايريده عن وعي مطلق يعبر عن الهيمنة الذاتية لتحقيق الانسانية بين الثقافة والطبيعة ويضع في ذاكرته حدوث ومشاهد حاضرة ومستقبلية .
ان الفن هو استرجاع في اداة صورة الحس لمواجهة خبرة حاضرة تقترب في مظهرها سابقتها لا يكون الا بمقدار ما تكون صورة الماضي وخبراته مهمة لنا وعليه فان الذاكرة تتسم بالطابع الانفعالي اذن علينا ان نواجه مشكلة الفن في الكشف عن العلاقة التي توجد بين متدخلات الاحاسيس والعاطفة في نطاق عالم معين بين نتاج الماضي وصنع المستقبل ، اذن على الفنان ان يبين كيفية جعل معرفة الماضي اداة قوية لمعالجة المستقبل معالجة فعالة وابراز ميدان يوضع موضع البحث في هذا المضمار هو التربية ذلك لانها تقع بين هدفين اساسين اولهما كيف ينشئ الفرد تنشئة تكتسبه خبرة حقيقية على اساس تراث مجتمعه وتقاليده وبعبارة اخرى كل ما يندرج في الماضي ، ثانيا كيف يكون الفنان حاصلا على معارف ومهارات بحيث يصبح كائنا مزودا بافكار ووسائل تمكنه من الاستعداد لمواجهة حاضره ومستقبله .
ذاكرة الفن لا تتوقف عند حد تجمع ما يمر به الفرد من تجارب واحداث وتسجيلها بشكل منعزل فهذا يقرها من طريقة التعلم بالتجربة’ وصرف الخطأ التي اقرها الفنانون المحدثون وخاصة في مجال الفن المعاصر ، ذلك ان اهمية الفن لا تكمن لما تقوم به من دور فعال فحسب وانما تكمن في القيم الوجدانية التي يمتلكها كل فنان خبرة انسانية واعية ، هكذا نستطيع القول ان الفن يمر من خلال الفرد بتجارب واحداث يشكل طريقة جديدة للتعليم وحقيقة في حد ذاتها نتائج لخبرة عند الفنان المعاصر ويمكن بالايمان في سعيه الجاد نحو التطور والابداع ، وينبغي ان تكون ذا صفة عالية من الادراك الفطري ينمو في جانب معين من السلوك وتؤدي في النهاية الى تكوين بصيرة معينة وقدرة منظمة في العمل الفني .
اذن الغرض واضح من هذا الفن هو ان نجعل العالم يمر بطريقة معينة لتنظيم الفكر نحو الاتجاه الحقيقي في الانسانية ونعالج الازمات الفكرية الذي يمر عند كل جيل وننظم افكارنا واعمالنا فالمجتمع يتعلم بذلك مهمته في وضع علاج امثل لمعالجة مثل هذه الحالات التي نقف عندها ومهمة الفنان تكون اصعب في التغيير والتطور حول استعادة الذات من اجل ذاته وانسانيته وهي وسيلة لبناء خبرات مستقبلية ليس علينا ان نكرر الماضي بشكلها البسيط بل ننظر الى الصدق في ماهية الفن حتى بفرض التغير خبرته ونبني خبرة جديدة افضل في المستقبل القريب ، وان واقع الفن ذاته يتضمن معنى العملية التي يحتك به الانسان ذاته وفق برنامج ذاتي مقصود مثمر ثابتة للطبيعة البشرية، الحقيقة ملزومة في اثبات المعاني الخاصة للفن وتكون ملائمة للحالات الانفعالية المنطقية .
صدق ما قلناه عن الاحاسيس والمشاعر فيتساوا مع مفهوم الفن المعاصر في عملية استرجاع مفهوم الحضارة ويتساوى مع الحالة التي يجدر بالفن ان يسلك طريقا اخرا غير العادة بوصفه العنصر الاوحد في تحريك الاحاسيس في قنوات نشيطة تساهم من جهتها بقدر معتبر في تشكيل عمل ابداعي بطريقة حرة وتكرار هذا العمل بمستوى الفكر والثقافة في منظومة الافعال اللارادية والارادية فيصفي جميع الاشياء التي لا ترتبط بادراكاتنا ويعيد تفكيرنا بقيمة نقية تماما من الناحية الفسلجية ويضيف لعالمنا صفة جديدة للحياة وينقلنا من حقيقة الى حقيقة اخرى تعتمد على افكارنا واحاسيسنا وخبراتنا الذاتية وتمر في عملية تكوين الشكل النهائي لاصله الطبيعي ، وتتضح هذه المسالة في علاقة الفنان الحقيقي لذات الشئ ومدى معرفته من خلال هذه الافكار والاحاسيس ، وتكون في النهاية ليست سوى صنع حضارة صحيحة للبشرية عن طريق هذا الشكل المتداخل بين الانسان العادي والفنان .
معاني جديدة في ادراكات تخيلية يضع السلم النهائي امام حصار من القدر على نفسية الفنان وهي بمثابة اتجاه معين يحدثها الطبيعة والغرض تحقيق خاتمة مثمرة فيرسم صورة معينة يتاثر به الانسان ويشير الى حالة غريبة نابعة عن خبرة الفنان المستقبلية السابقة لزمنه سواء اكان حقيقة ام خيالا كما يعتقده البعض فالرؤية واضحة من خلال هذه التجارب الفعلية فيختلف الحدث والزمن على غير عادة ويسمح لكل ذات في امتلاك الحقيقة حسب خبرته وله اثر فعال في تعديل خبرته ومعرفته التي تنبع منه الحقيقة المخفية تلك هي المسالة التي تمد لنا بماهية الشئ والشكل في حين ان المعرفة معناه امكان الذات لحصول على قوة ملائمة لمواجهة حقيقة المجتمع في موسوعته الثابتة ، وان نقطة ارتكاز الحقيقة تكمن في العادات التقليدية للبشر وان استمرار الفنان في توفير هدف اخر يجعل من المجتمع ان يسلك عالما اخرا يصنع في خياله ويفرض للواقع بمعرفة صحيحة نافعة وليس بنفس المستوى في كل مرحلة وكل زمن مر به فنان اخر من جيل مختلف فالعمل يختلف ضمن اساليب وتعبيرات معينة تعود عليها المجتمع في امكانية خاصة خالية من الفكر المقصود ولكن رؤيتها واضحة بشكل مباشر وغير مباشر فدوره فعال في جعل حركاتنا الذاتية مؤثرة وبتنوع مستمر وحوادث جديدة يحول العمل الفني من مرحلة الى اخرى ويتغير من الاكتفاء مقاومة للميول التقليدية في محيط ينتج الفنان باستمرار تكوينا جديدا للحقيقة المطلقة .
نفهم الحقيقة في تشكيلة جديدة وتمكننا من السيطرة على الطبيعة بقصد او غيره فالمهم وضع التوازن والاتزان لهذه الطبيعة المعزولة عن المعرفة والخبرة الفنية فمن حق الفنان اختيار امكانيات متعددة لحل الازمة ضمن هذه الذاتية الحرة واللجوء الى الاستخدام الكامل للاحاسيس واتاحة الفرصة للفنان كي يصنع على نحو تام طريقا جديدا دون مقاومة تذكر وباحاسيس مطلقة يحاول التغير في محيطه ويتيح للمتذوق اعادة تكوين الشكل النهائي حسب رغبته كاملة وبدون نقص ، والاكثر من هذا صنع تاريخ لحقيقة الوقت الذي يمر به كل مجتمع في فترة معينة واعادة العلاقة بين الانسان والمادة في حيز مملوء بالعاطفة الانسانية والجودة الراقية لحل ازمة التعايش مع التطور والتعبير وفي النهاية تكون المعاني واضحة ومرتبة حسب مقاييس الفنان المبدع ولا يجوز ابدا ان تساق امثال هذه الاعمال على نظريات مبنية بالفكر المكرر بل تقوم على اساس نموذج جديد يصلح لتغير حقيقة كل فرد فتمنح سيطرة البيئة ظروف جديدة ينمو الانسان من اجله وتشكل بفعل هذه الظروف قوة انفعالية وفكرية ذا هدف مزدوج بين الرغبة والتغير وحرية التعبير وهذا كي تحقق الرغبة غاياتها ولا تصبح مجرد فعل شئ مكرر لعمل فني ما فتتكامل الدوافع الاساسية في تحديد خبراتنا المنطقية المنسجمة مع الطبيعة لتتجاوز كل النظريات السلبية من طابعها الاصلي .
يدخل الفن في عالم جديد يشكل خبرة تتكيف مع الواقع الوجداني وتحيط بافعال الفنان معنا وظاهرا ويصاحبه قوة تدخل ذات البشر فتتولد عملية مستقلة غير خاضعة لبرنامج او فكر معين ويكون هذا عنصر الفنان الوحيد في تغير العالم وفي احداث تحقيق يعدل الصورة النهائية امام الكل ، الفنان له تلك القدرة في وضع رمز او خلق رمز الاحتفاظ به ليعطى للشكل والطبيعة قيمة اخرى تكون هادفة في تغيير الفكر الانساني وهذا هو اعظم اختراع في التاريخ حيث يقول عنه الفيلسوف (جون ديوي) لقد كان اختراع الرموز الفنية بداية تقدم التفكير من المستوى العامي الى المستوى العلمي وحفظنا لهذه الرموز ليس كمن يحفظ اشياء متراكمة في كومة كبيرة ، بل هي محفوظة بصورة منظمة تمكننا من استعمالها عند الحاجة اليها وعندما يستطيع الانسان ان يستعمل هذه الرموز المرئية في عقله بصورة تعطيه نتائج جيدة مع الاشياء المحيطة به عندئذ يكون تفكيره تفكيرا منطقيا وهذا ما يدور حوله المنطق عند (جون ديوي) . ان الخبرة الفنية لا تخلو عن التفكير المنطقي فله عالمه الذي يكمل الاستنتاجات المستقبلية فيولد ولاءا ذاتيا للتقليد السائد نحو المستقبل فتكون الفهم الاسمى للموقف التي يتم توحيد الصورة النهائية في تنظيمها و تجديدها وتغير كل المفاهيم والقوانين مقصودا نحو يمكن للتجديد الحتمي من ان يسير بشكل اكثر ابداعا ونجاحا ، وعليه فان الذين لا يؤمنون بهذه الحركات الفنية يخلو ذاتهم من خبرة منطقية اكيدة فيقودهم عالمهم الى الخطأ والتفكير الغير سليم فيفشل حضارتهم وتتفرق قيمتهم الذاتية وتخرج الحقيقة عن مسارها الصحيح فنبحث عن الاسس الصادقة ونتساءل عن الدور الذي يمكن من شانه ان يعيد النظر الى المسائل المنطقية في مجالات الفلسفة الانسانية وفلسفة الفن وهذا ليس سهلا في تحديد مفهوم الفكر الانساني وعلى هذا الاساس تتضارب الاراء والافكار فيختفي كل ما هو جميل وتحدث في المفاهيم انشقاقا كبيرا فلن يستقيم نظريات الفن على اعتبار ان للفن فكر سابق لكل الخلفيات المبينة وان الفنانين كما تقول (لانجر) هم اقدر الناس على التعبير عن العصر وما يطرق من تحديات .
لكي يحقق الفن غايته فيجب الفعل والعمل لتتكامل الدوافع الذاتية وتبقى تحديات الذات في طليعة الاهداف ، حيث ان هناك صراع لا ينتهي بين العادة الكلاسيكية والدافع الجديد ....يؤكد الفنان الحقيقي ضرورة التكامل الصوري في ذهن كل انسان ليصل الى المعرفة الحقيقية فتتحرر بذلك نفسه من كل القيود الاجتماعية القديمة.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. أنجلينا جولي تكشف عن رأيها فى تقديم فيلم سيرة ذاتية عن حياته
.. اسم أم كلثوم الحقيقي إيه؟.. لعبة مع أبطال كاستنج
.. تستعيد ذكرياتها.. فردوس عبد الحميد تتا?لق على خشبه المسرح ال
.. نافذة جديدة على العالم.. مهرجان للفيلم الأوروبي في العاصمة ا
.. الحكي سوري | فنان يجسد مآسي اللاجئين السوريين في تركيا.. وذك