الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اجابة عن اسئلة أفاق المرأة والحركة النسوية بعد الثورات العربية

مكارم عبدالكر يم عبدالرزاق

2012 / 3 / 4
ملف - افاق المرأة و الحركة النسوية بعد الثورات العربية - بمناسبة 8 اذار/ مارت 2012 عيد المرأة العالمي


بالنسبة لجواب السؤال الأول
في سياق التغيرات المحدودة التي طرأت حتى الآن على الدول العربية من ذوات الربيع العربي فسيكون للمرأة محدودية بالنصيب أيضا , مازال الاعتبار السائد والمد الإسلامي الواضح على كل قمم أهرامات هذه التسلطات الإسلامية فما الذي نتوخاه من هكذا سلطة فيما يتعلق بالمرأة وحقوقها ومشروعية ممارسة إنسانيتها . الانغلاق الفكري والعنجهية المذكرة والسلطة البرجوازية الواحدة يقينا هي ضد النظرية الليبرالية وقطعا ضد تحرر المرأة وبكل المحاور علميا واقتصاديا واجتماعيا , مع إن كل مدلولات واقع الحال تشير إلى طموحات المرأة الغير محدودة في التحرر والانفتاح والوصول إلى حد أدنى من المساواة مع الرجل خاصة والكل يعلم والكل يؤكد والرجل ذاته يعترف كون المرأة هي أكثر من نصف المجتمع لأنها من تدعم الرجل وهي حاضنة ذريته ونسله وتمنحه الديمومة في الحياة وهي الأم وهي الأخت وهي الزوجة وهي وراء نجاح أي رجل , إذن فلابد أن ننظر نظرة شؤم لهذا الربيع العربي إذا ما توازى مع الانغلاق الفكري والتي تدعوا له معظم القيادات السياسية التي تتبطن بلحاء الدين وتجعل من الإسلام قفصا حديديا محكم الأقفال وتعكس تطرفا واضحا في كل دول العالم على إن الإسلام هو السيف والرمح والدم حاشى إسلامنا الحنيف من هذا .

بالنسبة لجواب السؤال الثاني
لو فكرنا مليا في مدى أي تغير وعلى أي صعيد فيما يخص قيم الذكورة والتسلط اللامحدود للرجل الشرقي ومعاناة المرأة من ذلك , فأي تغير سيطرأ ؟ خاصة وقد مسك بزمام الأمر من لا يملك سوى نظرة جاهلية متعسفة محدودة تجاه المرأة وهذا ما لمسناه واضحا من كل سياسات قيادة الدول التي رفعت راية الإسلام شعارا لأيديولوجية حزبها الحاكم . لا نعتقد وضمن كل معطيات المرحلة أو نتائج ممارسات حكومات إسلامية في أجزاء محدودة من الشرق أن هنالك أي حراك شعبي تسوي يستطيع أن يتفاعل ايجابيا لأي غاية أو هدف تصبوا إليه المرأة الشرقية المكبلة . أما فيما يخص أي تغيير جوهري في حالة تغير النظام والقضاء على رأسه فهذه ليست حقيقة المشكلة ولكن يبقى الحل ومردوده الايجابي للمرأة وصراخها لنيل حقوقها والمطالبة بالمساواة , يبقى هذا يتناسب طرديا مع آراء وأفكار حكومة التغيير التي عادة ما نراها تتجه وفي ربيع الثورات نحو الخط الإسلامي المتعصب وهذا يتقاطع مع كل طموحات المرأة موضوع إجابتنا وبحثنا حول ما يخص الجانب الاجتماعي والثقافي في الحكم الذكوري المطلق وعقليته الفوقية المطلقة .
إجابة السؤال الثالث
مع علمنا المؤكد من كون الإسلام ينظر بموضوعية تامة بل وينصف المرأة ويضمن حقها سياسيا واجتماعيا وثقافيا وبينتنا على هذا كتاب الله وسنة رسوله الصادق الأمين , إلا إن نقيض ذلك هو ما نراه ونلمسه في كل سياسات ومبادئ الأحزاب الإسلامية المعاصرة والتي ارتقت هرم المسؤولية والسيادة والحكم في تلك الدول العربية المحتفية بنصر الربيع العربي . إن المرأة العربية على فرض إنها اتحدت وتكاتفت وتضامنت مع بعضها من أعلى المستويات من عضوات في البرلمان أو سيدات تربعن مناصب إدارية حكومية مع أخواتهن من الناشطات السياسيات المسئولات في منظمات المجتمع المدني والقواعد الشعبية النسوية الأخرى خاصة فيما يخص قطاع التربية أو التعليم العالي أو القطاع الصحي والطبي المتمثل بالطبيبات والممرضات الجامعيات وكل النسوة ضمن النقابات والاتحادات والأحزاب والكتل والمنظمات الديمقراطية الأخرى وأصروا على أن يعلو صوتهن ليصل مسامع الجميع ويكون مدويا مؤثرا وفعالا لاسترجاع كل حقوق المرأة ولان تنال المرأة العربية الإسلامية دورها الحقيقي فيما يتناسب مع حقوقها الشرعية والاجتماعية وما يؤهلها لان تكون هي النصف الفاعل في المجتمع بما لا يتناقض مع النظرة الحقيقية للدين تجاهها وليس بما نلمسه حاليا من تضليل وتزييف وإجحاف وغبن تجاه هذه المرأة المقيدة بمنطوق حكومات الدولة الإسلامية في الوقت الحالي .
إجابة السؤال الرابع
فيما يخص التفاؤل بإمكانية الوصول لحرية المرأة المنشودة ضمن أي برنامج إصلاحي سياسي فذلك مناله صعب بسبب تقاطع الإسلام تقاطعا دائريا كاملا مع الليبرالية وكذلك تناقض الفكر المدني في الحكم مع الفكر الإسلامي وهذا من البديهيات , أما ما تدعيه الأحزاب السلطوية والإسلامية السياسية فأولا ليس هنالك سياسة في الدين , كما انه ليس هناك دين في السياسة وأن الادعاء الباطل هذا في الإسلام الليبرالي فهي مهزلة من مهازل الضحك على الذقون وإذا ما فرضنا وجود إسلام ليبرالي فأي نمط سيتخذه في مشروع حكمه كقائد للدولة , هل يختار النهج المدني أم النهج الإسلامي وهل هنالك ما يسمى المنهج المدني الإسلامي حتى ينتهجه الحزب الإسلامي الليبرالي . الإسلام هو الحل فيما لو افترضنا أن هنالك إسلام ينتهج مشروع الإسلام الحقيقي تشريعا وسنة ولكننا لا نتوخى منهجا قياديا ولم نلمس إسلاما حقيقيا في كل الحكومات المتشحة بوشاح الإسلام بل قد نرى العكس تماما عليه نحن لا نتأمل أي مردود ايجابي من قبل هذه القوى الإسلامية السياسية تجاه المرأة وحقوقها ومراعاة مشاعرها بالذات فيما يخص انفتاح أفكارها ومحاولة وصولها مستوى المرأة في الدول المتقدمة المتطورة .
إجابة السؤال الخامس
نعم قد تتحمل المرأة في هذا المضمار جزء من المسؤولية لأننا نرى ما يلي , إن المرأة العربية أو الشرقية بصورة خاصة ومهما ملكت من قوة وجبروت تحاول البوح بصوتها لنيل حقوقها قد تكون محاولاتها بهذا الصدد مؤطرة بالفشل ما لم يدعمها الرجل أخا وأبا وزوجا وحتى قائدا ووزيرا ومسئولا إذن لابد أن نعمل من أجل توافق الآراء ومبادئ ووحدة وجهات النظر رجالا ونساء قيادة وقاعدة ولابد أن نمحي صورة الاستبداد الذكوري والتسلط اللامنتهي لعنجهية الرجل في إطار قناعة تامة وانفتاح واضح وإيمان مطلق من قبل الرجل لتلك المرأة مع التأكيد على دور البرلمان والحكومة فيما يخص كل ما يناقض حق المرأة ومشروعية سيادتها في المجتمع والبرلمان والوزارة ضمن دستور جديد يلغي كل البنود المتعلقة بغبن المرأة في الدساتير السابقة .
إجابة السؤال السادس
لا يمكن للرجل إن يحرر نفسه وهو يعيش ضمن نمط وسياقات عشائرية وقبلية ومجتمع تطغي عليه الذكورية المطلقة والتسلط. مجتمع يعتبر المرأة آلة صماء أو جزء من أثاث المنزل أو أي ماكينة أخرى فعقلية التسلط التي ورثناها في مجتمعنا الشرقي منذ آلاف السنين والتي اعتبر الرجل ضمنها هو المالك والملك في أسرته وعشيرته ومجتمعه, هذه تحتاج إلى قوة عاتية لتحرره من هذا الفكر أو قد تحتاج إلى معجزة معينة لتغيير ذلك الفكر. كما ان ونظرا لانفتاح مجتمعاتنا الشرقية على كل دول العالم المتطور ونحن في عصر العولمة والاتصالات الجبارة عبر شبكات الاتصال المختلفة والتي جعلت من العالم قرية صغيرة. إذن فقد يمكننا الاستفادة من حال هذه المسألة ايجابيا في التأثير على أفكار الرجل تجاه المرأة وقضيتها المنشودة مع يقيننا إن هذا لن يكون إلا ذو تأثير جزئي ومحدود حيث المثل الشائع يقول (من شب على شيء شاب عليه) وإنما ورثناه اجتماعيا عبر التاريخ قد تكون جذوره راسخة ولكن يجب أن نستفيد من هذا ليمدنا بالقوة والعزيمة من اجل الاستمرار والمواظبة على الإصرار في المطالبة لنيل حقوقنا ووصولنا الهدف المنشود في المساواة والعدالة الاجتماعية للجانب المؤنث. وفي ما يخص حقوق المرأة فنحن نأمل متفائلين كل خير في نسائنا الناشطات سياسيا وكل المثقفات العربيات وعضوات منظمات المجتمع المدني بحيث نسعى لنعمل متضامنات متوحدات في الرؤى والهدف والطموحات لنصل الى صيغة المجتمع المتوازن في الجنس ومن اجل استهجان كل الفوارق في مجتمع ناضج متمدن علمي ليبرالي جديد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاسلام السياسي
هيوا حاجي جميل ( 2012 / 7 / 21 - 07:30 )
اتفق مع ما جاء به الموضوع بصورة تامة ، واتعقد ان الاطماع الانسانية الداخلية لكل فرد تحتم عليه البحث عن نقاط للسيطرة ومد نفوذ قوته لاستغلال الجنس الاخر. بحجج مختلفة، وكذلك لم يكن الاسلام يوما طرفا في اي نزاع اجتماعي، على العكس ، كان الافراد الذين يمثلون جزءأ من الاسلام هم طرف المشكلة لانهم لديهم اطماعهم الانسانية، حيث ان الاطماع الانسانية تبحث في خبايا الواقع عن اية نقاط ضعف لتستغلها.
إذا الخلل موجود في نفوس المدعين.
تحياتي

اخر الافلام

.. فيديو: هل تستطيع أوروبا تجهيز نفسها بدرع مضاد للصواريخ؟ • فر


.. قتيلان برصاص الجيش الإسرائيلي قرب جنين في الضفة الغربية




.. روسيا.. السلطات تحتجز موظفا في وزارة الدفاع في قضية رشوة| #ا


.. محمد هلسة: نتنياهو يطيل الحرب لمحاولة التملص من الأطواق التي




.. وصول 3 مصابين لمستشفى غزة الأوروبي إثر انفجار ذخائر من مخلفا