الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بغداد والقمة العربية

عبدالله مشختي

2012 / 3 / 4
مواضيع وابحاث سياسية



لعل انعقاد القمة العربية المقبلة والمزمع انعقاده في بغداد نهاية الشهر الحالي قد حسم امره،و يأتي انعقاد هذه القمة وسط اوضاع عربية واقليمية ودولية معقدة ،فثورات الربيع العربي لم تخمد اوارها بعد ومعظم هذه الدول منشغلة بامورها واوضاعها الداخلية التي لاتيشر بالخير حتى الان بعد انهيار انظمة اقطار تونس ومصر وليبيا واليمن وحالة الاضطراب وعدم الاستقرار التي تعاني منها دول اخرى كالبحرين والكويت والمغرب وحتى المملكة السعودية اضافة الى المشكلة الكبيرة والمعضلة الاساسية التي تواجه العرب ازاء الوضع في سوريا وانقسام السودان.
اضافة الى التوترات التي تحمل المنطقة بين طياتها فالصراع العربي الاسرائيلي والايراني الامريكي الاسرائيلي والصراعات الاخرى التي تعتبر بؤر قابلة لانفجار الاوضاع في المنطقة أي ان انعقاد مؤتمر القمة العربية جاءت في وقت وكاهلها ثقيل بالمهمات الصعبة ،فهل يمكن لهذا المؤتمر ان يطلع بهذه المهمات وان تتمكن من اداء مهمة ثقيلة كهذه؟؟؟؟
هناك خلافات واختلافات في الرؤى والتوجهات بين الدول العربية ازاء كل احداث المنطقة وخاصة سوريا ،علاوة على الخلافات التي اخذت تبرز بين المحيط الخليجي نفسه والتي ولدتها الصراع على المبادرة بأخذ الدور في السياسات العربية في المنطقة والتي تحاول دولة قطر وبدعم اوربي وامريكي ان تتصدر هذا الدور العربي بعد تراجع دور دول عربية اخرى كمصر والعراق وغيرهما لانشغالها لمعاجة اوضاعها الداخلية.
ان انعقاد القمة في بغداد لها ثقلها السياسي في مساعدة العراق لنقل العلاقات العراقية العربية الى افاق جديدة بعد ان عانت تعثرات كثيرة خلال سنوات ما بعد اسقاط النظام السابق،ولعل اقدام المملكة العربية السعودية الى تفعيل دور سفارتها في بغداد احدى ثمرات هذه القمة،رغم اختلاف البلدين في احداث سورية وقضايا اخرى خليجية.
اما على صعيد دور القمة وتأثيرها على مجريات الاحداث التي تعصف بالمنطقة العربية فلا يمكن عقد امال كثيرة وقوية على نتائج القمة لما رأيناه من قمم عربية مشابهة، واستبعد ان تتمكن القمة الحالية من تجاوز الخلافات القائمة واصدار قرارات قوية وملزمة تخص القضايا والاحداث العربية واخراج الواقع العربى من ازماته خاصة الموقف من الوضع المأساوى الذي يعيشه الشعب السورى في ظل القتال الدائر هناك وارتفاع حصيلة المواجهات الدامية بين السلطة والمعارضين فيها ،فالعرب مختلفون في صيغ واشكال التعامل مع القضية السورية ولعل المحاولات والمؤتمرات العديدة التي عقدت حتى الان في الجامعة العربية وخارجها والامم المتحدة تكشق عن عمق اختلاف المواقف العربية تجاه قضية سوريا والموقف من نظام بشار الاسد والتي امدت من عمر النظام وخلقت مأساة كبيرة للشعب السوري الذي يتعرض للقتل الجماعي يوميا.
ان قمة بغداد ستكون كالقمم الاخرى العربية مع فارق واحد حيث لابد لها ان تقر مشاريع وتصدر قرارات تخص الوضع العربي الذي يمكن ان نسميه بالكارثي ولكنها لن تكون قرارات ومواقف حاسمة ولن تتمكن من ايجاد صيغ كفيلة بمعالجة الاوضاع العربية او توحدهم في مواجهة الازمات التي تحدق بهم .ولن تتمكن ايضا من حشد التأيد وتوحيد المواقف ازاء النظام الايراني الذي بات مصدر قلق وتهديد للدول العربية وخاصة الخليجية منها .وةخاصة تهديداتها بغلق الممر المائي الدولي في خليج عمان والاتفاق على ما يسمونه بالتدخل الايراني المستمر في اوضاع منطقة الخليج التي تعتبره ايران عمقا استنراتيجيا لها في اية ازمة محتملة مع امريكا او الغرب او اسرائيل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استعدادات دفاعية في أوكرانيا تحسبا لهجوم روسي واسع النطاق


.. مدير وكالة المخابرات الأميركية في القاهرة لتحريك ملف محادثات




.. أمريكا.. مظاهرة خارج جامعة The New School في نيويورك لدعم ال


.. إطلاق نار خلال تمشيط قوات الاحتلال محيط المنزل المحاصر في طو




.. الصحفيون في قطاع غزة.. شهود على الحرب وضحايا لها