الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلمات قليلة في حق خليل الرحيل فيصل الحمداني

محمد طلعت

2012 / 3 / 4
الادب والفن


أشد لحظات القسوة حين يخضع الكاتب إلى كتابة حفنة من الكلمات في حق خليل راحل لم يراه ولم يجلس معه ولم يسمع صوته بل لم يكن بينه وبين هذا الخليل أي رسائل مشتركة أو وسيلة للاتصال، مع الجهل أيضا بالعنوان في همزة الوصل إن انقطعت سبل الاتصال.. اللهم بعض ما تخيله العقل من معرفة هوية هذا الخليل ولم يرتقى أيضا هذا التخيل إلا لكونه إنسان فحسب إنما العنوان.. البلد.. العمل... كلها معلومات شحيحة.!

فلم تكن بينى وبين الخليل سوى المشاركة الروحية عبر الأثير الذي يستهويني وصفه بما وصف به طبيعة الاتصال في جنة الرحمان حين يريد العبد الوصل بالخليل أو رؤية عزيزا عليه فيأتيه في الحال قبل أن يطلبه.. وهذا هو الواقع عبر الأثير الافتراضي كما يسمونه الناس في أيامنا هذه "الفيس بوك" وهو دلالة على صدق الحق وصدق ما قيل في الاتصال بالعالم الآخر وما خفى من متع المحبة باللقاء بين الخلان والأصدقاء والأهل والأحباب عند الكريم المقتدر أكبر وأعظم.

عرفت اسمه كما هو مدون على صفحته" فيصل الحمداني"، أما هو فلم يعرف اسمي بسوي الكاتب المصري كما هو مدون بصفحتي. وحين كنت أدخل بأي وقت ليلا أو نهار وحين كنت أضع بعض ما يجول بخاطرتي العقلية أو الوجدانية كان هو أول من يشاركني ويضع بصمته العطرة على بوح حرفي.. كان أول من يقف بجواري حين يلمس من عتمة حرفي هما أو حزنا.. كان أول من يضحك معي حين يرى "شقاوة" حرفي جنونا أو تطرفا.

وحين كنت أكتب كنت أعتني بوجوده فيما أكتب وطالما وصفته بنصوصي بـ"النورس الوقور.!". لا أدرى لماذا وصفته بهذا الوصف؟ ربما لأني رأيت روحه هكذا طائر قدر له السكون مابين السماء والبحار..!

عندما كنت أغيب كان يقلق وكان يسأل عني:" يا راجل فينك أنت.. أستاذ أحمد رد عليّ بأي طريقه , وربنا بالي مشغول عليك قوي قوي.. ويا جماعة اللي يعرف حاجة عن أحمد يدينا خبر.. وشكرا مقدما !!!؟؟؟". وحين عرف اسمي –صدفة- المدون على أحد رواياتي فلم يستقر على لسانه فمرة كان يناديني بـ( أحمد) ومرة بـ (محمد)، وما بقى بينا اسما ولا لقبا، فما كنا ننادى بعضنا البعض إلا بـ ( أخي الحبيب - الخليل الوقور) وكأننا نرجع إلى الأصل إلى الإنسان والإنسان فقط مجردا من الأسماء والتوصيف.!

وعندما كان يختفي كنت ابحث عنه وافقد الفرحة حين أدخل ولم أجده أول من يشاركني في حالتي وعبثي وجنوني، وتمر الأيام وأعرف فجأة بأنه رحل عن عالمنا.!
وأقول تمر يا خليلي هذه الأيام على ذكراك الأربعين. مر أربعون يوما هم أعوام في عرف الأصدقاء والأحباب، وأنت يا فيصل مهما مرت السنون فسوف تبقي هنا مخلدا بقلوب من أحبوك دون أن يروك.

نعم،...

افتقدت روحه الحكيمة وعطره الذي يبثه حين ظهر وحين اختفي فأني مازلت أشم عطره باق بينا.!
باق أنت في العطر الطيب الذي كنت تنثره هنا بود ومحبة بين من تعرفهم ومن لا تعرفهم سيبقى لك صديقي سيرة عطرة تطيب ثراك، ولأنك غالى فالكلمات أمامك عاجزة عن التعبير.

كل ما أتمناه لك يا طيب الجنة ونعيمها... اللهم نور قلبه وداره الجديدة بجنتك، بفضل إيمانه وطيبته وعطر روحه النقية التي رأيناها فيه رغم البعاد ورغم عدم لقاء العيون ومصافحة الكفوف وعناق الخلان، يا أوفى الخلان أنت يا فيصل...............








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الى رحمه ال له يااخي الحبيب
جهاد ابوحمدان ( 2012 / 11 / 1 - 20:27 )

اخي الكاتب المصري( كما عرفك فيصل وكما احبك ) .. صدقني كلماتك الجميلة برغم الاختناق بالعبرات اسعدتني .. لان هنالك من عرف اخي حقيقة واحبه كما احببناه وافتقده كما افتقدناه .. اشكرك .. واتمنى ان اسمع عنك دائما لانك بالنسبة لي تحمل في كلماتك عبير اخي وذكراه الغالية .. اللهم صبرنا على فراقه وارحمه واعف عنه فهم يستحق رحمتك ياالله


2 - الرحيل
ليلى ابوحمدان ( 2012 / 11 / 1 - 20:33 )
موضوع رائع اشكرك اخ محمد على مشاعرك ارجو من كل من قرأالموضوع ان يدعو لأخي فيصل بالرحمه

اخر الافلام

.. مهرجان كان السينمائي - عن الفيلم -ألماس خام- للمخرجة الفرنسي


.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية




.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي


.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب




.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?