الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انزلاق

هديل عبد الرزاق أحمد

2012 / 3 / 5
الادب والفن


التقينا إذن..
بعد التيه في صحارى الحب، وارتوائنا من عطش الفراق.. التقينا!
فكنتَ أنت.. ولم تكن..
وكنتُ أنا.. أعجب من وصول المياه إلى الجرف دون أن أدري، كأن ما كان بيننا حدث بالأمس فقط!
ظننت أني قتلتك حين كتبت عن قصتنا.. في لحظة غباء مغرور قررت أن أتخلص منك بأن أُكثر منك.. فالتهمتك بشدة، ظناً مني أني سأشفى
كنت أظن أنني انتهيت منك، لكن قصة الأمس لا زالت ترفض إلاّ أن تطرق بإلحاح على ذاكرتي المعطوبة كجسدي.
يتمنى الممسوس من العشق أن يحيا بلا ذاكرة، أن يأوي إلى النسيان، أن يرقد في أحضانه للحظات، أو يعيد تصفيف ذاكرته، يقص الزائد منها والمتقصف، ويمشط أروقتها، يبتر ما يجب بتره، ويستأصل كل انزلاقاتها، ويحقنها.. ليجفف سيلانها.
لا تقلق.. سأكون سارداً محايداً لقصتنا وشاهداً أنموذجاً، ولن أخضع قصتنا لتدخل الراوي العليم أو غيره، فأنا متخصصة بتقنيات السرد وفنونه كما تعلم.. ألست أنا شهرزاد التي رفضت أن تحكي للجميع حكاية واحدة، وقصّت عليك ألف حكاية وحكاية؟
لا تقلق سأرضخ لكل ما اتهمتني به، سأقول للجميع بأنني أنا من هدّ ذلك الصرح العظيم..... ومن قتل الحب.. نعم وأدته مذ كان في المهد.. لأنني وجدته أنثى، فخفت عليه من العار، واللعنات، خفت أن يراه الناس.. أن يراه الله.. فالله يرفض أن يصطفي من الملائكة إناثاً.. فكيف بحبي المسكين! وأنت لا تنجب غير الذكور.. ولا ترسل الحب إلاّ نبياً.....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب