الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتفاضة الشعبانية وجدلية التغيير في العراق

محمود هادي الجواري

2012 / 3 / 5
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


الانتفاضة الشعبانية وجدلية التغيير في العراق
العام 1991 ، الفصل هو الربيع ، كان ذلك الربيع لا يشبه اي ربيع من الاعوام التي خلت ، ، سماء ذلك اليوم تدافعت فيها سحب الغضب لتمطر وابلا من الرصاص على مقار اليعثيين القابعين في المقار الدموية التي كانت تحاك فيها خراءط القتل الجماعي ، والاخرين الاكثر اجراما ودموية كانوا يبخلون على الابرياء طلقة الرحمة وفضلوا دفن البشر وهم احياء ، فلربما لم يروق لهم رؤية دماء الشرفاء التي تسيل من فتحات الجروح التي يحدثها الطلق الناري ... ، كان القانون الالهي قيد التطبيق والتنفيذ ، العين بالعين والبادئ الاظلم .. تحول مساء ذلك اليوم الربيعي وليله الى نهار احمر وكانت ريح الغضب والسخط الشعبي اومضت السماء بلهيب تخرج من افواه الحشود الباحثة عن المجرمين قبل ان تخرج من فوهات البنادق والمدافع وما امتلكوا من وساشل الهجوم التي كانوا يسيطرون عليها من مبنى الى آخر ... ولم تخلوا تلك الليلة من تحول بعض الرجال الى نساء ، حيث كان هروب البعثيين بملابس النساء ورتداء العباءات وتسللهم عبر الازقة يوحي بأن هؤلاء كانوا مسلوبوا الرجولة والحياء ، ساحة ميدان الحرب خلت تماما من تلك الرجالات التي فرضتها بقايا قيم مريضة لا تنتمي الى الانسانية ولا تمت باية صلة بها..نعم انها ثورة رجال تصدوا وبقوة وبسالة وكانت صدورهم دروعا تصد موجة الخوف العارمة التي سادت البلاد ولاكثر من العقدين من الزمن القاسي والمرعب ..انها الانتفاضة الشعبانية المباركة ، التي هي لازالت الحدث المخيف والمختلف عليه بين الاوساط الجماهيرية والسياسية ، وهي كذلك لا زالت تختفي تحت عناوينها جدلية كبيرة وواسعة ، بين المحاولة في اسقاط النظام والاخفاق في تحقيق ذلك ، وبين خروج الانسان العراقي من دائرة الخوف لينتمي الى قافلة الشهداء التي هدرت دماؤهم في غياهب السجون والمتعتقلات او المقابر الجماعية التي م زلنا لا نعرف عنها الشئ الكثير ، وبين آخرين احتل صدورهم الخوف والجبن ليرتموا في احضان السلطة الجائرة تتلقفهم جاذبية البحث عن وجاهات رخيصة وتجرهم وبقوة الى مركز الخنوع والرذيلة .. انني بهذه السطور القلائل لا استطيع ان اسرد كل الاحداث التي عشتها ولو لايام قلائل .. ولكن لربما هناك من ذات الحدث لم يطرق على المسامع ولم اجده في نص مكتوب رصين وهو ما يجعلني ان اطرق على المسامع واضع كلمات من سؤالا واقعيا ظل يراودني... ما هي الاهداف التي ارتمت وراء تلك الانتفاضة ؟؟؟ وهل كان هناك من خاسر او مستفيد ؟؟ .. ما زال البحث جاريا عن الاوامر التي صدرت الى تلك الجموع التي تدافعت للمشاركة دون سابق معرفة بالفعل او الى ما ستؤؤول الامور وعما ستسفر من نتائج .. فهل كانت تلك الاوامر الاهية او ان هناك قائد خفي لا يريد ان يفصح عن اسمه حتى هذه اللحظة .. او لربما كانت الظروف مواتية بعد اندحار طاغية العراق في الكويت .. اذن هل يمكن لنا ان نقول عنها انها كانت عفوية .. ... ولكي لا نبخس مشاركة ابطال حقيقين اي كانوا على الارض ، فمنهم من التحق بركب الشهداء الصالحين الى جنات النعيم .. واخرين لم ينلوا شرف الشهادة وخانتهم الارض التي بقوا عليها وخانهم الشعب فاصبحوا لقمة سائغة بيد المرتزقة من ازلام الطاغية وسيقوا الى اكبر مجزرة بشرية لم يشهد لها التاريخ من مثيل .. .. البقية الكثيرة والتي حققت بعض من الانتصار على الذات التي كانت منهزمة ولزمن طويل شعرت بالقوة في البقاء على قيد الحياة كي ترى باعينها مصائر الجبابرة والمتغطرسين .. كان الهروب الى امام الى حيث يمكن الاستمرار قي العمل البطولي ولو على صعيد الكلمة التي لم يشئ ان يطلقها ممن كان بقى على ارض العراق داخل سجن الوطن الكبير ... كان الله عونا وداعما الى تلك النفوس التي سارت على الاقدام ولمسافات طويلة باحثة عن ارض جديدة ليس فيها طاغية العراق او ازلامه القذرين .. كان شعورها شعور الطير الذي لا يريد ان يبيض في القفص كي لا يخلق العبودية لصغاره .. زز كاتب السطور هذه لم ابلي في ترك زوجتي وطفلتها الصغيرة التي كانت ثدي امها ، ليس من السهل ان تفارق الاهل والاحبة ، ولكن كانت المشاعر اقوى من كل العواطف هو ان العراق السليب والشعب الجريح كانا بامس الى الحاجة الى نخوة كل شرفاء العالم ، لننقذ ما يمكن انقاذه لان الطاغية الجاثم على صدور ابناء وطني لا يمكن ازالته بالسهل اليسير .. لن انسى وانا في طريقي الى المنفى القريب الاف من جثث الجيش العراقي تنهش بها الكلاب في الطريق الى سفوان .. لم ابكي في حينها على مفارقتي الاهل ولكنني لم اتمالك نفسي ان ارى شكيمة الانسان العراقي الذي قد شرف الامة العربية في مشاركة الدول العربية قي محنها .. اليوم تكالبت عليه ذات الدول التي ممدنا لها يد العون ، ولم انس كذلك رؤساء تلك الدول يبادلون الطاغية التهاني في انتصاره على شعبه في انتفاضته المباركة متناسين انها الفتيل الخفي الذي سيوقد النار تحت اقدامهم.. .... يبقى السؤال الذي لا اجابة عليه .. كيف لنا ان ان نستخرج البطل الحقيقي من بين الوف مؤلفة كلها تدعي انها كانت رمزا قياديا وحتى من اذناب البعثيين الذين كانوا عملاء للطاغية ونقلوا الى السلطة كل الاسماء التي شاركت في تلك الانتفاضة .. .. نعم لي جواب واضح وصريح ويحتمل نوعان من الاجابة ، هل كانت الانتفاضة مسبقة التصميم ، اقول نعم لقد صنعها الانتهازيون ونفذها الشهداء ، واخر بقي يؤمن بالله واليوم الاخر غير منتظر من اولئك الانتهازيون مكرمة او جاه .. لست نادما ومها كانت النوايا ولكنني سعيد انني اوصلت صوت العراقيين الذي كان لايصل حتى عند الاذن الاخرى لمن يهمس ، وكما انني سعيد لان صوتي كان مدويا في كل اصقاع الدنيا ، نعم من بقى هو المنتصر ومن استشهد كان له الفوز العظيم ... ودائما لاتاتي الامور بالوجه الاتم مع ان المتصدين لا يختلفوا كثيرا عن سابقيهم ولكن هم كذلك يخشون الصرخة الكبرى .. اذن لا خوف في ممارسة الاصلاح والتغيير ولا خشية على كل الوطنيين المستقلين لانهم نزهاء ولانهم ان شاء الله هم من سيسيروا بالقافلة الى جادة الامن والحق والعدالة ..انني لا اريد التدافع من اجل نيل المكاسب واريد تجيير الحدث البطولي الذي الهم الدول العربية شجاعة العراقيين في انتفاضتهم التي تتصدر ربيع الثورات العربية ... تحية الى كل اسر الشهداء الذين بذلوا دمائهم رخيصة من اجل تحرير العراق من الطغيان .. وندعوا الله ان يدخل الشهداء فسيح جناته ويدخل البهجة والامن والامان في نفوس الشعب العراقي التواق الى التخلص من كل طاغية انه نعم المولى ونعم المجيب .....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تدرس نقل السلطة في غزة إلى هيئة غير مرتبطة بحماس|#غر


.. القوات الإسرائيلية تدخل جباليا وتحضيرات لمعركة رفح|#غرفة_الأ




.. اتهامات جديدة لإسرائيل في جلسة محكمة العدل الدولية بلاهاي


.. شاهد| قصف إسرائيلي متواصل يستهدف مناطق عدة في مخيم جباليا




.. اعتراضات جوية في الجليل الأعلى وهضبة الجولان شمالي الأراضي ا