الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سليمان هزم هيلاري بالنقاط و صفع البرلمان و أكد على الإنقلاب

أحمد حسنين الحسنية

2012 / 3 / 5
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


بعد أن يشاهد شخص ما عرض ما في مسرح العرائس ثم يريد التعليق على العرض فإنه لا يعلق على العرائس التي أدت العرض ، بل على من حركوا العرائس ، و بخاصة مخرج العرض و كاتبه ؛ فإذا كان الكاتب و المخرج هو شخص واحد ، و هو أيضا مدير الفرقة التي حركت العرائس ، فإنه يستحق أن يستأثر بالنصيب الأكبر من التعليق .
لهذا لن أعلق ، و بعد أن شاهدت عرض : قضية الجمعيات الأهلية المصرية و التمويل الخارجي ، على أداء المجلس العسكري الحاكم ، الذي يستحق أن نطلق عليه : مجلس العرائس ؛ بل على عمر سليمان ، رئيس مصر الحالي ، و فرقته المسماة بالمخابرات السليمانية .
الرئيس عمر سليمان نجح نجاح ثلاثي في تلك القضية .
مع الأمريكان ، نازل حاكم مصر عمر سليمان السيدة هيلاري كلينتون ممثلة الجانب الأمريكي ، بإسلوب : الطيران كالفراشة ، و اللدغ كالنحلة .
لقد حلق عمر سليمان في حلبة النزال كالفراشة ، حول السيدة هيلاري ، و لكنه كان حريص على ألا يلدغ كثيراً .
لقد قرر أن يكتفي بالفوز بالنقاط ، لا بالضربة القاضية ، لأنه لم يكن يريد أن يقطع الحبل المتين الذي يربطه بالإدارة الأمريكية منذ سنوات .
لقد كان فقط يريد إبعاد الأمريكان عن ملعبه ، بتحطيم صورتهم في المجتمع المصري .
إنه الإسلوب المخابراتي السليماني العتيد ، إسلوب : تحطيم الخصم معنوياً .
الأمريكان تحطموا معنويا في مصر عندما سمحوا لأعضاء فريق منهم بأن يفروا ليلا ، متسربلين بالظلام ، في حراسة مشددة ، ليغادروا مصر في طائرة خاصة ، و كأنهم مجموعة من اللصوص ، أو كحفنة من عتاة الإجرام المرحلين .
الأخطر في هذا الفرار ، هو إنهم ظهروا في نظر المواطن المصري المتابع ، كمجموعة من الجبناء ، الذين فروا من ساحة النزال ، تاركين رفاقهم .
أو : كأعضاء في طاقم إدارة سفينة تعرضت لحادث ، أخذوا قارب نجاة خلسة ليلا ، تاركين بقية زملائهم يواجهون مصيرهم وحدهم وسط بحر لا يرحم .
إنه فوز ناعم لعمر سليمان ، و لكنه مدمر لسمعة خصمة .
لازالت عند رأيي في محدودية القدرات الذهنية للسيدة هيلاري كلينتون ، و الذي ذكرته في مقال : هيلاري لم تفهم ثورة الشعب التونسي و رسالته للعالم ، و الذي كتبته و نشرته في الرابع عشر من يناير 2011 .
كان الأجدر بهؤلاء الجبناء الذين فروا ليلاً ، مهرولين أمام العجلة الحربية لهامان ، أو عمر سليمان ، أن يعلنوا : إنهم لن يتمتعوا بالحرية إلا و زملائهم المصريين أحرار مثلهم .
لقد كان الأجدر بهؤلاء الأمريكان الفارين : أن يأخذوا موقف شجاع متحدي لسلطة هامان ، فيقرروا البقاء في مصر ، و أن يقبلوا الوقوف أمام القضاء المصري المدني ، على خنوعه و فساده ، خاصة إن سفارتهم كانت ستوفر لهم أفضل المحامين ، و بالفعل هناك تغطية إعلامية عالمية للقضية ، و خاصة إنهم لا يخشون التعذيب ، أو حتى المعاملة الخشنة ، و كان يكفيهم أن يتذكروا المعاملة الممتازة التي تلقاها المتهم الإسرائيلي - الأمريكي ، الذي سبقهم في التعرض للإتهام على يد السلطة الحالية العام الماضي ، في سعيها لإثبات نظرية المؤامرة التي تدمنها ، و الذي شكر السلطات المصرية - أو السليمانية - عند مغادرته مصر على حسن المعاملة التي تلقاها أثناء فترة إحتجازه ؛ و يجب أن يلاحظ إنني لست ضد حُسن معاملة المتهمين على إختلاف جنسياتهم ، أنا فقط ضد سوء المعاملة التي يتعرض لها المتهمين المصريين في كثير من الأحيان في مصر على يد السلطات المصرية .
كان عليهم - أي الجبناء الذين فروا - أن يثبتوا ، فيظهروا تضامنهم مع زملائهم المصريين ، و أن يظهروا ضعف حجة النظام الهاماني الحاكم ، و فساد و خنوع قضائه المدني المسيس ؛ فأنا لا تنطلي علي خدعة أن القضاء المدني في مصر في القضايا السياسية مستقل و نظيف ؛ و أنا أكتب هذا على أساس إصرار الجمعيات الأمريكية و المصرية على إنها عملت لخير الشعب المصري .
حتى لو عادوا اليوم الخامس من مارس 2012 ، أو بالأمس - فأنا لم أتابع القضية منذ بعد ظهر أول أمس ، السبت - فإن الضرر المعنوي قد لحق بهم ، و عودتهم لن تصلح إلا بعضا منه .
لقد لعب عمر سليمان ، أو هامان ، في حلبته ، بذكاء ، و حلق كالفراشة حول هيلاري المتصلبة في مكانها ، و لكنه لم يكن يريد أن يلدغها كثيراً ، فقط كان يريد أن يجعلها تفر من الحلبة ؛ لم يكن يريد الفوز بالقاضية ، لأن الفوز بالقاضية كان سيقطع - كما قلت عالية - الحبل الغليظ الذي بينه و بين أصدقائه الأمريكان ، لهذا إكتفى بالفوز بالنقاط ، الذي لا يجعل خصمه يصر على الثأر للهزيمة .
الإنتصار الهاماني ، أو السليماني لم يكن فقط على الأمريكان ، بل و أيضا على البرلمان ، الذي وجه له حاكم مصر عمر سليمان ، صفعة مدوية ، ليظهره بمظهر الضعيف العاجز أمام الشعب .
إنها محاولة لتحطيم معنوي آخر ، وجهت ضد المؤسسة الديمقراطية الوحيدة في مصر حالياً .
المجلس العسكري ، أو مجلس العرائس ، أيضا تأثرت سمعته أمام الشعب المصري بالإنتصار السليماني الخفي ، و لكن ما كان يهم عمر سليمان أولاً هو تحطيم الأمريكان معنويا في مصر ، لإخراجهم من حلبته ، لينفرد بها ؛ ثم أن تشويه صورة مجلس العرائس ذاك هو جزء من الخطة التي أشرت لها في مقال : أحذر من إنقلاب عسكري تخطط له جهة أعلى من المجلس العسكري ؛ و كتبته و نشرته في السادس من فبراير 2012 .
المنتصر الوحيد هو هامان ، أو عمر سليمان ، فقد إنتصر ثلاثة إنتصارات في مباراة واحدة ؛ و في تقييمي الشخصي ، فإن أخطر تلك الإنتصارات السليمانية ، هو إستهزاءه بالبرلمان ، لأنه لا يبشر بالخير ، لكننا سنظل مؤيدين للبرلمان ، لنحبط الإنقلاب العسكري السليماني القادم ، و الذي يحتمل أن يقع في يونيو القادم بعد صدور حكم مخفف على مبارك ، لإستفزاز الشعب ، فالسلطة تريد شغب عام يبرر الإنقلاب ؛ و لهذا سنظل على إلتزامنا بالهدوء ، و سنؤيد البرلمان ، كما أعلنت سابقاً مراراً .
آه ، لو أننا لدينا عشرة في المائة من التغطية الإعلامية التي تمتع بها هؤلاء الجبناء الفارين ، و واحد في المائة فقط من الإمكانات المادية التي كانت تحت أيديهم ، لكان لنا شأن آخر مع هامان .
توضيح : في كل ما يتعلق بالنزاع الأمريكي - السليماني ، فإنني أكتب كمراقب محايد لا دخل له بما حدث ، و بما سيحدث .
ملحوظة : إنتهيت من هذا المقال في تمام الساعة التاسعة و إحدى و عشرين دقيقة صباحا ، بالتوقيت الشتوي للمنفى القسري : بوخارست - رومانيا ، و ذلك يوم الإثنين الموافق الخامس من مارس 2012 .
ملحوظة بخصوص موقع الحوار المتمدن : أضاف الموقع حديثا خاصية إختيارية ، هي : إضافة موبايل الكاتب ؛ و أنا أسأل : و لماذا لا يبدأ الموقع بنفسه فيضع في مكان واضح ، في صفحة خاصة ، معلومات مفصلة عن الموقع و تسجيله القانوني ، و طرق الإتصال به ، بما في ذلك عنوانه ، و هواتفه الثابتة ، و فاكسه ، و بريد إلكتروني يخصه يحمل إسم الموقع ؟
أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين الحسني
حزب كل مصر - حكم ، شعار الحزب : تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إستعيدوا مصر
05-03-2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أكبر هيكل عظمي لديناصور في العالم معروض للبيع بمزاد علني.. ب


.. لابيد يحذر نتنياهو من -حكم بالإعدام- بحق المختطفين




.. ضغوط عربية ودولية على نتنياهو وحماس للقبول بمقترحات بايدن بش


.. أردوغان يصف نتائج هيئة الإحصاء بأنها كارثة حقيقية وتهديد وجو




.. هل بإمكان ترامب الترشح للرئاسة بعد إدانته بـ34 تهمة؟