الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدور- الخفى- لامن الدولة فى تخريب الجامعات والاحزاب المصرية

نظيمة سعد الدين

2012 / 3 / 5
مواضيع وابحاث سياسية



هو أول بل أقدم جهاز أمنى من نوعه في العالم العربي فقد أنشئ عام 1913، لخدمة الاحتلال البريطاني بهدف القضاء على المقاومة الوطنية للغزاة. كان اسمه في هذا الوقت، "القسم المخصوص"، وبعد توقيع معاهدة 1936، صار اسمه القلم السياسي ، وكان يتبع السراي مباشرة ، ويرأسه قائد البوليس الملكي، وبعد ثورة يوليو ظل العمل ثابتا فيه ، وأطلق علي العاملون فيه لقب "زوار الفجر" ، ومع تولى الرئيس السادات أطلق عليه ، اسم "مباحث أمن الدولة"، ثم تغير اسمه إلى "قطاع مباحث أمن الدولة"، ثم "جهاز أمن الدولة. مع مطلع التسعينيات، أصبح لهذا الجهاز العديد من الصلاحيات والسلطات المخولة له حتي تم التغول والتوحش والتمدد في كل مؤسسات الدولة يشكل جعله الحاكم الفعلي لكل القطاعات وكشفته وثائق الجهاز التي وقعت في أيدي المحتجين الذي اقتحموا مقار الجهاز المرعب،وكن لهواً خفياً وظاهراً في شتى الحقول ،والتي ساهم في هدمها فى سبيل تحقيق مخططات تهدف إلى إفراغ الحياة المصرية من كل شئ له قيمة،ولعل ابرز دورين لعبهما هما فى الجامعات،والأحزاب السياسية المصرية .
** قادت مخططات تدهور التعليم الجامعي:
إن ابرز ما نتج عن التدخل الامنى فى الجامعات المصرية هو إفراغها من قيمتها،ويرى الدكتور احمد دراج، القيادي في الجمعية الوطنية للتغيير و عضو بحركة 9 مارس ،إن هذا طبيعي جداً ، بعد أن أصبح اختيار الأساتذة لشغل المواقع القيادية بالجامعات المصرية لا يستند إلى معايير الكفاءة العلمية بل يعتمد في الأغلب الأعم على التقارير الأمنية والقرابة الأسرية لضباط في أجهزة المخابرات ومباحث أمن الدولة وربما عملاء لهؤلاء،وغيرهما من الأجهزة الشرطية والأمنية بعد تجنيدهم في الحزب الحاكم ليحصلوا وحدهم على كل الميزات المالية داخل الجامعات .ويشير درا ج انهم كانوا يكسبون ولاء هؤلاء بمنحهم أموال بشكل دوري عن طريق لجان وصناديق،وذلك يجعلهم فى سبيل الحصول على تلك الميزات يعملون كجواسيس على زملاءهم طمعاً فى تلك المزايا.
ويقول دراج أن مجرد التعيين في الجامعة كان يستدعى أن يحصل الطالب على ضوء اخضر من مباحث امن الدولة ،وكانت تلك الموافقة لها يطلق عليها استمارة استطلاع رأى للتخفيف،وحتى لو تم مرور احد من الذين لهم أراء سياسية أو انتماءات غير مرضى عنها،فأنة يظل تحت الملاحظة..وإذا استمر في مواقفه كان هناك جواسيس دورهم عرقلته بكافة الأشكال أو دكتور من التابعين للجماعة يعرقل مسيرته العلمية إلى أن ينتهي الأمر به أن يصبح في وظيفة إدارية"بعد أن يستنفذ الفترة المسموح بها للحصول على الماجستير والدكتوارة،وهى عشر سنوات"..ويضيف دراج أن الموضوع تخطى الجامعات ليصل إلى نوادي أعضاء هيئات التدريس والسيطرة عليها،فكانت تلك النوادي في عهد السادات منتديات فكرية ذات قيمة عالية،أما في عهد المخلوع فقد تحولت إلى أماكن تحت مجهر الأمن ويجب على من يترأس تلك النوادي ان يدين لهم بالولاء ،لكي يضمنوا عد إقامة اى مؤتمرات أو مناقشات بين أعضاء هيئة التدريس والذين كانوا يتمتعون بحصانة فى عهود سابقة.
أكد الدكتور يحي القزاز أستاذ بكلية العلوم جامعة حلوان ، إن كل ما اعترى الجامعات المصرية من تدهور، ناتج في الأساس من التدخل الأمني في كل "شاردة أو واردة"..وهذا التدخل يعود إلي ما قبل خمسينيات القرن الماضي, فخرجت الجامعات المصرية من كل التصنيفات العالمية لأحسن خمسمائة جامعة علي مستوي العالم لسنوات طوال, وتقلص دورها في خدمة الداخل والخارج بفعل فاعل,وباتت الجامعة عبارة عن قسم من امن الدولة تابع للجهاز..وكادواتة بالطبع الحرس الجامعي.
أضاف القزاز إن الحريات فى مجتمع تتناسب طردياً مع المستوى الاقتصادي في المجتمع،وكذلك مستوى التعليم،والفساد الذي كان مستشري فى الدولة آتى على كل شئ وأضاع مقومات الدولة،فكان يحكمها كعزبة او خرابه،وكويس إن إحنا بنعرف نقرأ في ظل كل هذا الفساد.
النتيجة الطبيعية المترتبة على ما سبق أن جميع المسئولين عن التعليم الجامعي في مصر تحولوا إلى عيون وأذرع للأجهزة الأمنية، إلا من رحم ربك بطبيعة الحال. وكان ذلك وراء شيوع مصطلح «عمداء» أمن الدولة.
**تخريب الحياة الحزبية المصرية:
أكد الأستاذ نبيل زكى،انه بالنسبة للأحزاب المصرية لم يكن لهواً خفياً بل كان واضح للعيان،فكان عبارة عن امن الدولة ورجالة فى تلك الأحزاب،ومن ابرز الأحزاب التي تم التدخل فيها الشعب والغد ،والوفد ،وكان معروف للجميع أن وراء ذلك جهاز امن الدولة،حيث أولت الدولة وأجهزتها اهتماما خاصا بضرب الأحزاب المعارضة دون أن تفتك ،لا حالات معينة،بها مكتفية بإدخالها في حظيرتها ، وفي حظيرة الدولة تعيش المعارضة داخل الخطوط الحمراء التي تضعها لنفسها ويضعها لها النظام ، ومن هنا كانت معارك حزب العمل وجريدة الشعب ضد الحلف الصهيوني الأمريكي وضد شبكة الفساد المرتبطة به ،ورادة المعارضة تكون ضعيفة إذا كانت قراراتها فردية وبعيدة عن مؤسساتها .وان كل العاملين بها يتعاملون بفلسفة الاستعلاء على الجماهير والغطرسة وليس وفقاً لقوانين حقوق الإنسان.
ولقد تجلى نموذج ضرب المعارضة في أجلى صوره في حالة حزب العمل ، الكلام ،للأستاذ خالد يوسف ،عضو مكتب سياسي بالحزب، فإن الأمر يحتاج لتفصيل أكثر لتوضيح الدور السلطوي للدولة في توظيف مؤسساتها وأجهزتها لضرب حزب العمل ( الصحافة القومية – أمن الدولة – وزارة الداخلية – لجنة شئون الأحزاب – المدعي الاشتراكي – المجلس الأعلى للصحافة – هيئة قضايا الدولة – بعض قيادات المعارضة المناوئة لحزب العمل ) ،أضاف يوسف إن المعارضة خلال تلك الفترة كانت صورية لذلك كان التكالب يتم فيما بينها،ولكن لان من خلال الحزب حيث نجح في تجميع شتات الجماعات الإسلامية في إطار ديموقراطى ،وذلك كان يعنى ان الحزب يكون لة قوة على ارض أكثر من المسموح بها وليست ضمن كعكة المعارضة المعروفة.ولذلك سرعان ما صدر القرار من لجنة شئون الأحزاب ،بـ : عدم الاعتداد بأي من المتنازعين على رئاسة حزب العمل ( شكري وإدريس وحمدي ) ووقف إصدار جريدة الشعب خلال فترة النزاع (وكان قرار جريدة الشعب هو المستهدف بالأساس حتى تستكمل خيوط المؤامرة بالبند التالي) ليتم إحالة ملف الحزب ومذكرة اتهامات أمن الدولة للتحقيق أمام المدعي العام الاشتراكي فيما بعد خاصة وأن مسرحية حمدي أحمد لن يمكن الاعتماد عليها طويلا 0
"الحكم على أيمن نور مؤسس حزب الغد بالسحن خمس سنوات "، كان عنوان وثيقة تم العثور عليها من مقر مباحث امن الدولة بالجيزة ، وأشارت الوثيقة إلى أن لقاء سريا جرى بين القاضي عادل عبد السلام جمعه أكد فيه جمعه انه سيحكم على أيمن نور بالسجن خمس سنوات فى القضية 4245 لسنة 2005 جنايات عابدين ، والقضية 169 لسنة 2005 حصر امن دولة عليا (جنايات القاهرة) وان المستشار عادل عبد السلام جمعه طلب تشديد الإجراءات الأمنية حول منزله.وقد أكد أيمن نور إن هذه القضية ملفقة من الأساس ففي ذلك الوقت كان تأسيس الحزب يحتاج إلي 50 توكيلا وقدم 5 آلاف توكيل وجدوا فيهم 100 توكيل مزور علي حد زعمهم فهذا يفند مزاعمهم فنحن لمسنا في حاجة لتزوير توكيلات لسنا في حاجة لها.وجاء بشخص يدعي إسماعيل عبدا للطيف كان ممسوكا في قضية تزوير تأشيرات في دولة الأمارات جعلوه يعمل معانا وانضم للحزب مثل اي شخص وأحضر مجموعة توكيلات من أجل أن يدعي انني كنت اعلم بالتوكيلات مزورة عندما يتم التحقيق معه ولقد ادعي ضابط المباحث انه لا يعرفه وبعدما صدر حكم ضدي وهدأت الأمور تمت محاكمته في قضية تزوير التأشيرات الخاصة بدولة الإمارات ونفس الضابط قال انه يعرفه وقبض عليه أكثر من مرة وانه محترف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا تعلن أسقاط 4 صواريخ -أتاكمس- فوق أراضي القرم


.. تجاذبات سياسية في إسرائيل حول الموقف من صفقة التهدئة واجتياح




.. مصادر دبلوماسية تكشف التوصيات الختامية لقمة دول منظمة التعاو


.. قائد سابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية: النصر في إعادة ا




.. مصطفى البرغوثي: أمريكا تعلم أن إسرائيل فشلت في تحقيق أهدف حر