الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جيفري كونهر ل - واشنطن تايمز - : السعودية وقطر توجهان الربيع العربي لنشر المذهب الوهابي

أحمد شهاب الدين

2012 / 3 / 5
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


يكتب المفكر والباحث جيفري كونهر في صحيفة " واشنطن تايمز " الأمريكية مقالا تحليليا بعنوان " أجندة أوباما الإسلامية " عن موقف إدارة أوباما من الربيع العربي والنظم " الإسلامية " في الشرق الأوسط التي تمر بمرحلة باتت تسمى بـ " الربيع العربي "
يرى أن الإسلام الراديكالي يتقدم ، ويتم ذلك بمساعدة وتحريض من جانب إدارة أوباما ، بينما حذرت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية مؤخرا في مؤتمر عقد في تونس أن الربيع العربي يتراجع ، ويشير الكاتب أن التحول الديمقراطي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لم يتم كما أمل أوباما وهيلاري وأن المسلحين الإسلاميين طغوا على المصلحين الليبراليين والأحزاب الإسلامية وصلت إلى السلطة ويقول الكاتب أنه على أوباما ألا يلومن إلا نفسه
ويرى الكاتب في الرئيس أوباما الذي تخلى عن حلفاء أمريكا مثل مبارك الذي وصفه " بالرجل القوي " وساند حركات التحرر لم يسأل نفسه عن الخطوة التالية .
يقول جيفري كونهر " الربيع العربي تحول إلى شتاء إسلامي؛ فتونس ومصر واليمن أصبحت الآن دول ثيوقراطية وهابية سنية ، والشريعة الإسلامية تفرض ، ويتم القضاء على الأقليات، خاصة المسيحيين ، ويسجن المعارضون ، والنساء تتعرض إلى القمع ، والإخوان المسلمون وحلفاؤهم يمتطون نفس الحصان، ويتم استخدام نفس الصوت ونفس الرجل من قبل المتعصبين المتدينين لفرض الحكم الإسلامي الفاشستي ".
ويشير الكاتب إلى دولتين توجهان الربيع العربي ، المملكة السعودية وقطر ، ويضيف " لقد مولت آل سعود الإخوان المسلمين إلى حد كبير والاحتجاجات التي تجتاح المنطقة ، وهدفهم تشجيع المذهب الوهابي ، المتزمت للإسلام السني ، ويصف الكاتب الوهابية بأنها رجعية إلى حد كبير وفي حالة حرب مع حداثة الغرب ، وتسعى إلى إعادة فرض العصور المظلمة ، ويرى أن كل هذه أسباب تجعلها لا تتسامح مع اليهود والمسيحيين والنساء والملحدين وحتى الشيعة المسلمين ، ويقول الكاتب أن إدارة أوباما تحالفت مع الوهابيين " الغريبي الأطوار " باسم الديمقراطية وحقوق الإنسان ، ومع ذلك فإن العكس ماحدث : استولى المتعصبون دينيا على السلطة ، ويترجم المفكر ماحدث بأنه تحالف غير مقدس بين اليسار العلماني مابعد الحداثي والإسلام الراديكالي
ويضرب الكاتب بليبيا مثلا ، فقد أدى تدخل الولايات المتحدة والناتو إلى الإطاحة بمعمر القذافي وأدى إلى إقامة دولة إسلامية ، رافق ذلك انتشار للشريعة الإسلامية ، وسيطر الشباب المسلحون بالقوة النارية الثقيلة على المطارات والمرافيء والطرق الرئيسية في البلاد ، واستهدفوا المسلمين المعتدلين والسود، والأمة على وشك ان تنشق في خطها الإيديولوجي والطائفي والقبلي ، ويصف الكاتب هذا المشهد بقوله " هذا ليس انتصارا للإنسانية ولكنه الفوضى "
ويرى الكاتب أن إدارة أوباما تريد أن تكرر الفشل الذريع في سوريا ، فأوباما وكلينتون يساندون علنا المتمردين في معركتهم ضد الديكتاتور السوري بشار الأسد ، وقطر والسعودية تمول الجيش السوري الحر ، ومقاتلي تنظيم القاعدة وحركة طالبان قادمون من ليبيا والعراق عن طريق تركيا للانضمام إلى الحركة الجهادية ، ويرى الكاتب أن هدف أمير قطر إسقاط آخر نظام عربي علماني ، وواشنطن تفكر في تسليح المتمردين ، حتى ترجح الميزان العسكري لصالحها .
ويرى الكاتب أن المعارضة السورية ليست كلها على النمط الغربي الديمقراطي إنها تريد أن تصل إلى سوريا التي يهيمن عليها السنة ، وينبه الكاتب إلى أن حكم الوهابيين سيؤدي إلى القتل الجماعي والتطهير الديني، وسيتعهد المتمردون بمجزرة للعلويين، وسيدعون المسيحيين السوريين للمغادرة إلى لبنان.
وعن موقف الكاتب من بشار الأسد يقول " لست متعاطفا مع هذه الديكتاتورية القاسية ، ولكن حتى المتمردين لايمثلون أغلبية " ويضيف الكاتب أن معظم السوريين يحتقرون الوهابيين إلى درجة أكبر مما فعل الرئيس الأسد، إنهم يخشون أن يعود وطنهم إلى القرن 14 " ويرى الكاتب أن أوباما ليس مهتما برغبات السوريين العاديين ، ولكنه بدلا من ذلك يريد من أمريكا أن تتدخل في شراكة مع تنظيم القاعدة وحركة طالبان وجماعة الإخوان المسلمين ، في تحالف مناهض للأسد ، وفي النهاية – كما يرى الكاتب – سيكون النصر من حليف الإسلاميين فقط .
يشير جيفري كونهر أن أوباما دعم كل ثورة كبرى في العالم الإسلامي، باستثناء واحدة فقط وهي تلك التي تسعى لإقامة ديمقراطية علمانية موالية لأمريكا ، وهي الثورة الخضراء في 2009 عندما احتج الإيرانيون على الانتخابات المسروقة ، وأرادوا أن يضعوا حدا لنظام الملالي ، وهذا ما دفع الملايين في شوارع طهران والمدن الأخرى ، وظل أوباما صامتا، وقال أنه لا يرغب في الإساءة إلى آية الله أملا في استرضاء الرئيس الإيراني أحمدي نجاد ، ويرى الكاتب أن أوباما أهدر فرصة ذهبية لشعب إيران المحاصر في إسقاط نظام فاشي ديني على حد وصفه، وأنه نتيجة لهذا الغدر فإن أمريكا وإسرائيل ستدفع الثمن في نهاية المطاف .
ويرصد الكاتب المفارقة في موقف أوباما أنه تعاون مع تونس ومصر واليمن وليبيا وسوريا الآن على نحو متزايد و " خان أصدقائنا في الوقت الذي كافأ فيه أعداءنا من البشر "
ويتساءل جيفري في نهاية مقاله الذي نشرته " واشنطن تايمز " ما إذا كان ما يحدث هو تعبير متعمد من العداء لأمريكا والنكران الوطني للذات ، أو هو الليبرالية الساذجة متعددة الثقافات، و يجيب بأن هناك نمط واضح : سياسة أوباما الخارجية خولت السلطة للأجندة الإسلامية، وستسأل الأجيال في المستقبل : من الذي خسر الشرق الأوسط ؟ وسوف يكتب المؤرخون : السيد أوباما .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا: السجن 42 عاما بحق الزعيم الكردي والمرشح السابق لانتخا


.. جنوب أفريقيا تقول لمحكمة العدل الدولية إن -الإبادة- الإسرائي




.. تكثيف العمليات البرية في رفح: هل هي بداية الهجوم الإسرائيلي


.. وول ستريت جورنال: عملية رفح تعرض حياة الجنود الإسرائيليين لل




.. كيف تدير فصائل المقاومة المعركة ضد قوات الاحتلال في جباليا؟