الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الزيارة الملكية المرتقبة لمدينة الخيرات خريبكة، ونسف آلية الخنوع ودمغ الشعب بدمعة طوعية الخضوع.

محمد فكاك

2012 / 3 / 5
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


خريبكة في 05.03.2012 محمد فكاك
الزيارة الملكية المرتقبة لمدينة الخيرات خريبكة، ونسف آلية الخنوع ودمغ الشعب بدمعة طوعية الخضوع.
ترنيمة شوق السلطة وتكبيرات العجوز العقيم المقيم الجاثم كشجرة الصبار ،على صدور العمال والفلاحين والشباب المعطل عن الحياة والإبداع.
ماذا لو وفى الملك وصدق وعده،ودخل المدينة على غفلة من طغاتها وجلاديها و مصاصي دمائها؟فماذا يجد في هذه المدينة ؟لن يجد سوى أشباح وأطياف ورسوم متحركة ودميات وموميات ومظاهر الزينة والخداع والأحابيل والأحاييل والغش والزيف والكذب والتزوير والتدليس والتفاهات والترهات والهوائيات،وهذه الأضاليل الفتانة تطالعه وتحاصره منكل مكان وحدب وصوب. سيجد المدينة مكانا فارغا خلوا قاعا صفصافا يحسبه الظمآن ماء زلالا،وماهو من الماء والهواء من شيء ولا على شيء.فلا مواطن ولا شجر ولاطير ولا زهر.إنها مدينة من النحاس والرصاص والزنك والقصدير والغبار والنفايات والمزابل وفيروسات الموت الزؤام.
إنها وجه آخر بشع وقبيح من كل أنواع التسليح الخرساني والرملي والحجري والحصى،إنها أشبه بمدافع القرون الوسطى للحكم الاستبدادي الإقطاعي تشير إلى كل داخل وخارج.
لقد حول الحكم الفردي المطلق المحلي وزبانية الفوسفاط المدينة بقدرة قادر من عجزاء شمطاء كالحة السواد ،مظلمة الوجه مقعرة الفرج باهتة البهاء والقوة والحيوية،إلى مدينة حسناء ناصعة البياض والجمال والرونق،بحيث يحار المواطن المدمن على شوهتها أكيف في رمشة عين جعل المخزن كل ما هو شنيع وبشيع وقبيح ومنفر ومبغض إلى ما هو أجمل وأحسن وأفتن،وأسحر،كل ماهو دنيء ومنحط ومتدهور ومخرب ومحفر إلى ما هو عال وسام ونبيل ومرتفع،حتى أن خبراء ومهندسي التزوير والتزييف حولوا العجور القمطرير الضرير عقلا ومخا وضميرا وقلبا ووجدانا،هذا المحدودب الذي يمشي على أربع،أعادوه إلى بهاه نضرا بهيا حتى لا يشمئز من منظره الحقيقي الملك الشاب.
لقد أحاطوا المدينة بكل أنواع الزينة ، واشتغلت بمكحلتها وسواكها وتعطرها،وجميع رجالات السلطة والفوسفاط كلهم قد تكحلوا وتعطروا وتسوكوا وتخوصصوا.إن خريبكة تبدو اليوم كعروس جديدة وحور عين تسر الغاصبين والمستوطنين ،أما أهلها فهم أدرى بشعابها وتخددها وشيخوختها وهرمها وتقحلها وتصحرها.إنها ى قد هرمت وشاخت وشاهت من زمان
ولن تنطلي الحيلة على المواطنات والمواطنين الذين لن يشغلهم مطالبتهم بحقوقهم في الثروات والخيرات الفوسفاطية هذا الجمال الوردي العارض من الإجلال والإكرام المباغت والطارئ.
لقد بلغ الزور بالمظاهر والنفاق والرياء بهذه الشرذمة من حكام المدينة العمالية حدود المعقول والمنطق والواقع.إن تهافتهم واستعجالهم ترميم ما هو ميت في المدينة ليحطم كل الأعصاب حتى ولو كانت من حديد فولاذي.
إن كرامتنا أغلى من كل هذه الزينة وهذه الاحتفالات والمهرجانات والتبذيرات،والتي وحدها كافية لتشغيل عشرات المعطلات والمعطلين.فكيف يخدرون الملك فلا يرى بعين الحقيقة والواقع هذه الأوضاع المأساوية التي يعيشها يوميا المكدوحون والمظلومون والمقهورون،وأي أفيون يمكن أن يشكل غولا ينزف الملك عن واقع الشعب وواقع العمال والفلاحين والطلبة؟
ولربما أيضا تغدو الزيارة الملكية كفيتو ضد التفكير حتى في أبسط بعض التغييرات التي يحدثها الملك علي التشكيلة السياسية والاقتصادية والتعليمية،حتى يعطي مصداقية ومعنى وجدوى من قدومه إلى المدينة المزركشة جورا وظلما وتعسفا وخوفا ورعبا وإرهابا. وإلا فإن زيارته للمدينة العمالية لن تكون في أفضل حالاتها إلا تنمرا وتغولا (نسبة إلى الغول)وتأسدا،فهل ينتبه الملك إلى تلاعبات الادارة السلطوية والفوسفاطية التي لا يهمها إلا مصالحها وجشعها وتكون زيارته بداية جديدة تنهي هذا التنمر وهذا التغول وتصوغ حياة وعلاقات لا استغلالية لا احتكارية لكنها علاقات إنسانية.
وإلا ستكون الزيارة عبارة عن دس السم في الدسم والعسل ،وتكون حركة 20 فبراير على حق وصدق حين تنشد نشيد العمال المظلمين"لا حولا ،لا حولا هذي دولة داخل دولة" لقد استنكرت النقابات العمالية والشبابية والنسائية جعل هذه الزيارات لا تستهدف سوى إعطاء الضوء الأخضر لتدمير الشعب والعمال والفلاحين والمعطلين ،وتصفية حقوقنا الوطنية ورسم المخططات للسيطرة على الثروة الفوسفاطية الغالية،وسوف نعتبر هذه الزيارة في ظل هذه المافيات الناهبة ، تشكل خدمة كبرى للمشاريع التنموية والاقتصادية والاجتماعية وطعنا وتشويها لنضال شعبنا وعمالنا وبناتنا وأبنائنا وكفاحهم العادل والمشروع من أجل الحرية والاستقلال والكرامة والعدالة الاجتماعية.
إن السلطة المحلية وأزلامها ورديفها من أباطرة وقياصرة وباشوات الفوسفاط يبتغون من هذا الرياء الذي مردوا عليه إزاء الملك ،لتفريغ وتجويف الزيارة لخداع الشعب وحرف أنظار العمال والفلاحين والطلبة عن حقائق الوضعية وطمس الحقيقة كاملة التي نجملها أمام الملك كما يأتي:إن القضية كل القضية هي في أرض تنهب. وثروات تسرق وأهالي تشرد ، وجرائم تقترف ،وشباب يجلد،ونوابغ تدمر وكرامة تنتهك وأعراض تطمث..
إنه لم يعد الملك بعد الثورة العربية التي جرفت كثيرا من زملائه وألقت بهم في المزبلة التاريخية،بحاجة لكبير ذكاء أو عناء كي يدرك اللعبة،لعبة إهدار وتفتيت وإسراف وتمييز طبقي اجتماعي، وتقوق أحوالنا على جميع أنظمة البغي والتعسف والظلم ،إن خريبكة أيها الملك أشبه بمستوطنة استعمارية فيها من الجدران والسدود والحيطان لا تسمح للإخوة في الوطن والإنسانية بالتواصل إلا عبر الحسرة والشقوة .فالمدينة المحظوظة تتناقض حضاريا وعمرانيا عن مدينة الفقراء والمساكين سواء على مستوى شبكة الطرق والأنفاق والكهرباء والماء ،وهي شبه معزل جغرافي يحشر فيه أكبر عدد من الساكنة.
هذا هو المطلب الرئيسي للعمال والفلاحين والمعطلين،أن يقوم الملك بكسر الحلقة الشريرة الطبقية ،وامتشاق الإرادة السياسية الجريئة والشجاعة والتنفيذ الفوري بتوزيع الثروة الوطنية ومسح دموع الثكالى والأرامل والمرضى وترتيب البيت الحكومي والاقتصادي على أساس حق تقرير مصير الشعب والعمال والفلاحين في أرضهم وثروتهم ومصانعهم. وتنحصر مهمات السلطة في إدارة الشؤون الحياتية للمواطنات والمواطنين ،كجزء لا يتجزأ من الشعب والعمال والفلاحين.
معذرة يا أيتها الجماهير الشعبية والعمالية والنسائية والشبابية ،إن كنت بالغت في التفاؤل والأمل،من هذه الزيارة الملكية،ومعذرة يا شباب الحرية الذين ينعمون ويتنعمون في سجون النظام بكل أنواع الأطعمة والأشربة من تعذيب وحرمان،ومعذرة يا شباب إذا حوكمتم بعشر سنين والتذويب في دهاليز النظام لزهرات العمر. فما زال الأعادي والعديان لم يبرحوا مكانتهم ومناصبهم وامتيازاتهم.
يقول الشاعر أحمد مطر:
يتسللون بتطبيع السكين
وتطبيع الميادين.
وسلاطين بلادي يتسلون بتضبيع الملايين.
وتجويع المساكين وتقطيع الأيادي
ويفوزون إذا ما أخطأوا الحكم
بأجر الاجتهاد...عجبا
كيف اكتشفوا آية القطع
ولم يكتشفوا أية واحدة
من كل آيات الجهاد.
كم وكم وكم أتمنى أن يكذب الملك ظنوني ،ويقف على حقيقة الأوضاع المخجلة والمعيبة في مملكته السعيدة وما رافق ذلك من تخريب الأرض ونخرها واستنزاف خيراتها الباطنية والسطحية وانتزاع الأرض وطرد أهاليها وتشريد أبنائها وتعريضهم لمذلة السؤال والتسول.
أليست كل هذه الرذائل والفظائع والفضائح التي تبلغ الجرائم والإبادات الجماعية جرائم ضد الإنسانية؟ وما الجدوى من تنويع الزيارات الملكية وتوليد مدن كاملة مصطنعة مقيصرة مشوربة تموت قبل أن يقوم الملك وحاشيته من مقامه وقبل أن يرتد إليه وعيه وطرفه من جراء القنابل المذهبة الرشد والصواب .؟
وهل سينظر الملك بعينيه الطببيعيتين وقلبه السليم إلى الأسباب الحقيقية للأزمة البنيوية الاقتصادية الطاحنة التي تعصف بالمدينة وشبابها ،بفعل السياسة الطبقية الاجتماعية الجائرة ضد الشباب والعمال والنساء والشيوخ،ومتى يلغي نهائيا هذه الأمبراطورية التي هي أداة استعمارية لا أقل ولا أكثر..
كيف يقبل الملك أن يستقبل من مدينة لا وجود فيها للبشر والطيور والشجر والنخيل والأنهار والحب ،ورجاله قد سمموا عنبها وجففوا أنهارها وقتلوا أطيارها ونشفوا ضروعها وبزازيلها.؟أيستقبل من مدينة مسخت أصناما وتماثيل ومحاريب ومنحوتات وسبائك ذهب مزيف ومظاهر مبنية على التضليل والغش والزيف والدغل،إنها واحات سرابية ،تحتها أدواء وشعب وأطياف قد تخرق العين العوراء الحولاء،وهذه الزينة الباطلة تسيء للملك قبل غيره فكل سيء فيها مستورد ومصنوع ،حتى أشجار النخيل تبكي وتنوح وتهدل من مصيرها التعيس البئيس الذي جعلها تتحول من مدفئها الطبيعي إلى أماكن شاذة ومنتبذة،ولو ترجل الملك لحظة واحدة وحاول هز إليه بجذع النخل المزور ، فلن تتساقط عليه ثمراتها رطبا جنيا حيا نضرا،بل ستتهاطل عليه الأتربة والغبار وأشياء فرية بغية شقية وغيا نديا..
إن خريبكة قد ازدانت بزينة جمالية استيتيكية متناقضة للوحدة الجمالية الفنية ،وللشروط الهندسية المعمارية الطبيعية..
أتبلغ الوقاحة والسفالة والاستهتار والازدراء بهذه السلطة الغاشمة المتخلفة ،إلى محاولة تضليل الملك وخداعه،وإذا كان الملك يرضى بهذا ،فلماذا يحاكم كثير منة المواطنين البسطاء بتهمة الإساءة لحرمات الملك وعدم توقيره والاحترام الواجب له ؟أما هناك من هو فوق القانون والمحاسبة والمراقبة،و أينكم يا فطاحل الفقه الدستوري الذين أجرموا في حق الشعب أيما إجرام ،سوف يحملونه وزرا وإثما وإفكا إلى يوم الدين .وماذا لو مر على الشباب والشابات والنساء والرجال كيف يقتلون أنفسهم في تجارة لا تسمن من جوع ولا تأمنهم من خوف،فكم بلغ عدد بائعات وبائعي البضائع والخضروات والأقمشة وتجارة الخردة ،فهو عدد ضخم وبقدر ما يزداد عدد الباعة المتجولين،بقدر ما يتناقص ويتقلص عدد المشترين،تلك هي المسألة الأساسية التي تنحصر فيها كافة تدابير الاقتصاد السياسي..وذاك ما ينذر بالأعاصير والعواصف والنوازل الاجتماعية غير المحسوبة في حساب الطبقة المسيطرة البليدة والغبية.
وما أعتقد الملك سيكزن سعيدا وثملا ومأخوذا بها السحر الذي رماه به قطاع الأرزاق الشعبية في الإمبراطورية الفوسفاطية و"حمزازاتها السلطوية البوليسية" وتنطلي عليه هذه الكذبة البائنة المفضوحة ويعتقد بازدهار المدينة وبتطورها وتنميتها وتقدمها وتصنيعها وتحضيرها وتعميرها،في حين أن هذه الأطياف والتخريفات ولعب الدراري ما هي إلا أوهام فارغة وزعيقات طبول مجوفة..
إن ما أقدم عليه المخزن الاستبدادي المحلي و"كنته" الفوسفاطية المعروفين بالجشع والنهم و"بوهيوف"إلى اكتناز الثروات مثل تعطش الظباء إلى الماء القارح..
ماذا لو رأى الملك الوجه العاري الحافي من "الزواق والنفاق" والله لولى من المدينة فرارا ولمليء منها رعبا وخوفا.
إنه لمن العاطفة المبتذلة الرخيصة للغاية،اعتبار هذه الزينة المموهة الفظة الغليظة وسيلة لترضية الملك و"تجييره" علما أن نيرون المغرب ما مات حتى علم رجاله هذا المبدأ الكلبي التكالبي"إذا أردت أن تنجح زيارة الملك ،وترضي عنك الجيوش والبيروقراطية الملكية وتشريفاته فامتدح ملكه وعدله بشارة طلعته وتأنق وأنق المدينة في الملبس والمظهر والمأكل والمشرب،وادفع لمعاونه كل أنواع الملذات والشهوات ما ظهر منها وما بطن ،فإن الطعام والشراب والمنكح يرطب عليك القلوب القاسية والأفئدة الغليظة،واترك المواطن متعفنا متوسخا متخننا مغرقا محرقا بغيظه وحقده وحسده وخوفه وجبنه،وزفت بعض الحفر الكبيرة وزوق بعض الحجرات و"جير بعض الواجهات ،وارفع العلام في الشوارع واحشر الكادحين والمعطلين عن بكرة أبيهم لإعلان الفرحة والبهجة بقدوم الملك"
هكذا هم الحاكمون في دولة بني قمعون، وليس ثمة ما هو أبلغ دلالة من هذه الأبيات الشعرية الجلبلة.
ثعلب يفيض قداسة بتصنع وبهتان.
يخشى أداء القسم ولكن يكذب كشيطان.
لقد انقلب إلى صائم ورع النظرات.
فلا يقترف إثما قبل أن يتلو الصلاة.
إنه أيها الملك بقدرما تزداد فيوضات الثروات والخيرات والخمارات بيد الطغاة والعساكر الحماة،إلا ازداد فقر الفقراء وبؤس البؤساء. واستنفذت الطاقات وقوضت بسرعة وعمق صحة العمال من الجذور، وانقرضت الأراضي من الأهالي،وانطمست الحقوق واحتكرت السلطة،وما بقي على قيد الحياة إلا أقلية قليلة من عمال الفوسفاط المتقاعدين الشاهدين على موت وقتل العمال،
إن العمال يموتون من العمل المرهق بسرعة "مكهربة" ولكن أمكنة الذين يموتون تمتلئ من جديد على الفور ولا يؤدي تغيير الشخوص المتكرر إلى إي تغيير على المسرح"
وما يعده الحهاز الحكومي الملكي الاستبدادي المحلي من الزيارة الملكية بحيث لا تعدو كونها احتفالا بعيد اغتيال العمال وقتلهم وسبيهم وأسرهم.
وأخيرا أذكر العمال بأن خريبكة هي "بيادر الموت والجوع والقهر ،فلتغنوا معي هذه القصيدة للشاعر الشهيد خليل حاوي.
يا عمال العالم وعاملات العالم اتحدوا ضد الاستغلال ورأسالمال..فتسيسوا ،ومعنى تسييس العمال أأن يعملوا من أحل تغيير العالم وتتثويره..وكل عامل نشط هو سياسي يشتغل سياسة وثورة .لكنه لايملك وضوحا إيديولوجيا ووعيا نظريا للممارسة الثورية والبراكسيس الثوري.هذا البراكسيس وهذه الممارسة الثورية التي لا تكتفي بتفسير العالم والتحرك النقابي الاقتصادي دون تغيير العالم.فلا نظرية ثورية بدون ممارسة ثورية ولا نظرية ثورية بدون ممارسة ثورية.

في جوف الحوت


ومتى يُمْهِلُنا الجَلاَّدُ والسَّوطُ المُدَمَّى?
فنموتْ
بين أيدٍ حانياتٍ,
في سكوتٍ, في سكوتْ
ومتى يَخْجَلُ مصباحُ الخفيرْ
من مخازي العارِ
والدمعِ المدوِّي من سريرٍ لسريرْ?
ومتى يُحْتَضَرُ الضوءُ المقيتْ
ويموتْ
عن بقايا خِرَقٍ شوهاءَ,
عنَّا, عن نُفاياتِ المقاهي والبيوتْ?
حُشِرَت في مِصْهَرِ الكبريتِ,
في مستَنْقعِ الحمَّى,
رَسَتْ في جَوفِ حوتْ
مُضْغَةً يجْترُّها الغازُ الجحيميُّ السعيرْ,
حشرجاتٍ تَتَعالى
سُحُبًا صفراءَ في وجه القديرْ
والضميرْ
ذلك الصوت المُرائي
كم يُرائي المستَجيرْ,
ذلك الجوُّ الجحيميُّ السعيرْ
في مداه لا غدٌ يُشرِقُ,
لا أمسٌ يفوت
غيرَ آنٍ ناءَ كالصَّخر على دنيا تموتْ
أتُراهُ كان لي دنيا سِواها,
كانَ لي يومٌ نضيرْ
وعرفتُ الحلمَ والإيمانَ والحبَّ القريرْ:
نَبْضُ قلبينِ, وَزنْدٌ لَيِّنٌ,
وصدًى يهمسُه دفءُ الحريرْ,
وَصليبٌ وَرِعٌ فوق السريرْ
وخيالٌ يتحدَّى
عَتْمَةَ المجهولِ والسرَّ الكبيرْ.
أتُراهُ كانَ لي يومٌ معافًى ونضيرْ
أم حكاياتُ ثلوجٍ مَدَّها
البُحْرانُ في وَهْجِ الهجيرْ?
كل ما أذكرُه أنِّي أسيرْ,
عُمْرُهُ ما كان عُمْرًا,
كان كهفًا في زواياهُ
تدبُّ العنكبوتْ
والخفافيشُ تطير ْ
في أسى الصمتِ المريرْ
وأنا في الكَهف محمومٌ ضريرْ
يتمطَّى الموتُ في أعضائِهِ,
عُضوًا فعُضوًا, ويموتْ
كلُّ ما أعْرفه أنِّي أموتْ
مُضغَةً تافهةً في جوف حوتْ


ابن الزهراء محمد فكاك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المدرجات تُمطر كؤوس بيرة في يورو ألمانيا.. مدرب النمسا يُحرج


.. لبنان يعيش واقعين.. الحرب في الجنوب وحياة طبيعية لا تخلو من




.. السهم الأحمر.. سلاح حماس الجديد لمواجهة دبابات إسرائيل #الق


.. تصريح روسي مقلق.. خطر وقوع صدام نووي أصبح مرتفعا! | #منصات




.. حلف شمال الأطلسي.. أمين عام جديد للناتو في مرحلة حرجة | #الت