الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفيتو الإسرائيلي على الثورة السورية

وهيب أيوب

2012 / 3 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


لم نكن لننتظر تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك الأخيرة، حول الطلب من أميركا لتخفيف الضغط على النظام السوري، كي نفهم تعثّر التدخّل الدولي تجاه جرائم الأسد وحماية الشعب السوري حتى اللحظة؛ باستثناء إطلاق التصريحات والوعود الخاوية التي لم تحمِ طفلاً سورياً واحداً من الموت.
لقد كان الموقف الإسرائيلي منذ اندلاع الأحداث في سوريا ضد نظام الأسد واضحاً في تقديم المساعدة له في التصدّي لمساعي التغيير وإسقاطه. وكان دخول دبابات جيش الأسد إلى درعا في الشهر الأول من المظاهرات مؤشّراً واضحاً على الدعم الإسرائيلي، حيث أنها دخلت إلى منطقة محظورة بحسب اتفاق وقف إطلاق النار عام 74 بين إسرائيل والنظام السوري، وكان دخولها لتلك المنطقة يحتاج إلى إذن إسرائيلي، فوفّرته له دون تردّد.
كذلك فإن تصريحات رامي مخلوف لجريدة "النيويورك تايمز"، أن أمن إسرائيل من أمن سوريا، لم تكن مجرد زلّة لسان. وللتغطية على تلك العلاقة التي نسجها بالأساس الديكتاتور الأكبر حافظ الأسد مع الإسرائيليين، يقوم نظام الابن اليوم بمحاولة إشاعة أن هناك دوراً لإسرائيل في تسليح المعارضة وتمويلها، ويُظهر على تلفزيونه الرسمي أن الأمن السوري ضبط كمية من النقود الإسرائيلية مع المسلحين، ولكن ما لا يعرفه الكثيرون ونعلمه نحن هنا في الجولان المحتل، أن تلك العملة الورقية الإسرائيلية التي أظهرها التلفزيون السوري على شاشاته، ما هي إلا عملة إسرائيلية عفا عليها الزمن منذ عقود وتم تبديلها عدة مرات منذ ذاك الزمن، وهي غير متداولة الآن! لكن غباء هذا النظام وأجهزته وإعلامه ليس لهما حدود، فمرّة يأتي بفيديوهات لأحداث جرت في لبنان ويعرضها وليد المعلم على أنها في سوريا، وأخرى يأتي بعملة ورقية منتهية الصلاحية ليؤكّد غباءه وفشله، وإصراره على الجريمة.
ولو كان صحيحا أن أميركا وإسرائيل والغرب يتربصون بالنظام السوري، كما يتشدّق ويحاول إقناع السوريين وحلفاءه، لما انتظروا عليه سنة كاملة، ولأسقطوه في الشهر الأول من الاحتجاجات؛ وهُم الذين مهّدوا وأيدوا بشار الأسد ليرث حكم أبيه، وأغدقوا عليه صفات القائد الشاب المتنوّر الساعي للتحديث!
نحن نُدرِك تماماً، أن ضغط اللوبي اليهودي في كلٍّ من أميركا وروسيا هو سبب الفيتو الروسي، الذي ترضى عنه أميركا ضمناً وتحاول إدانته علناً! وفي كلتا الحالتين، يصب هذا الموقف في صالح أميركا، ويتماشى من جهة أُخرى مع الرغبة الإسرائيلية في تعطيل أي قرار ضد النظام السوري. ولهذا أيضاً يقتصر الموقف الأميركي على الكلام، ولا شيء سواه.
إذاً، ماذا تريد إسرائيل الآن؟ وكيف ترى مصلحتها في سوريا، بعد أن أدركت تماماً أن نظام الأسد لن تُكتب له النجاة، وأن مسألة سقوطه باتت مسألة وقت لا أكثر؟
الإسرائيليون على يقينٍ كامل، أنّه لا يستطيع أي نظام سوف تأتي به الثورة أن يحقّق لها الهدوء والطمأنينة على حدودها الشمالية في الجولان المحتل، كما كان في عهدي الأسد الأب والإبن. من هنا، فإن مصلحة إسرائيل اليوم تتلخّص بنقاطٍ ثلاث:
أولاً، أن يستمر الصراع في سوريا دون أي تدخّل خارجي وأن يتحوّل لحربٍ أهلية على الطريقة اللبنانية أو العراقية، وبهذا تضمن صراعاً طويل الأمد يأتي على الأخضر واليابس، بحيث لا تقوم لسوريا قائمة لعقودٍ طويلة قادمة.
ثانياً، أن يتم تقسيم سوريا إلى دولتين، أو إلى عدة دويلات طائفية ضعيفة، تضمن به يهوديتها، إضافة لاستمرار تفوّقها العسكري والاقتصادي والتكنولوجي في المنطقة إلى أمدٍ غير محدود.
ثالثاً، أن تضمن بأن يكون النظام الآتي بعد الأسد نظاماً غير معادٍ لها ومستعدا لتوقيع اتفاقية سلام من غير شروط.
لنعلم تماماً، أن مسألة إطالة الأزمة والمزيد من قتل السوريين لا تعني أحداً من الأطراف الخارجية ما لم تُهدّد مصالحهم، وأن المسؤولية الكبرى والأساسية تقع على عاتق السوريين أنفسهم، وربما باتوا يدركون ذلك الآن تماماً.
الثورة السورية اليوم تمرّ في أخطر مراحلها، لهذا يجب على المعارضة السورية، مختلف تشكيلاتها، أكثر من أيّ وقتٍ مضى، توحيد رؤيتها وأن تتحدّث إلى العالم بلغة واحدة وواضحة، وأن تجِد الآليات والأدوات لحسم الصراع والإطاحة بهذه العصابة الفاشية الدموية بأسرع وقت، سواء بتسليح الجيش الحرّ أو إقامة مناطق عازلة، قبل أن تتجاوزهم الأحداث في الداخل وتنحدر إلى الفوضى الكاملة، ففي حالة انفلات الأمور وخروجها عن سيطرة المعارضة والجيش الحرّ، ستكون الأهداف الإسرائيلية التي ذكرناها سابقاً في متناول اليد وقابلة للتحقيق، عندها فقط سيدرك الجميع مدى فاعلية الفيتو الإسرائيلي في تأخير وتأجيل سقوط نظام الأسد حتى الآن.

الجولان السوري المحتل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وهيب موهوب
يوحنا مالوم ( 2012 / 3 / 5 - 21:39 )
ياصبر أيوب أن نجد موهوبين بالغباء مثلك فأنت اسم على مسمى


2 - ما لوم يوحنا ...!
وهيب أيوب ( 2012 / 3 / 5 - 23:01 )
المهم بأنّني لستُ قليل أدب وأخلاق .....


3 - تبرهن أكثر على معدنك
يوحنا مالوم ( 2012 / 3 / 5 - 23:52 )
تشهد على نفسك بقلة الأدب والأخلاق والأهم بالعمالة


4 - غباء مزعوم خير من خيانة مؤكدة
نبيل السوري ( 2012 / 3 / 6 - 05:47 )
نبت لشبيحة النظام القذر أقلام وصارت تقترف الكتابة والتعليق في حين يقترفون جرائم قتل المدنيين في ساحات الوغى، في حمص وحماة ودير الزور وإدلب وأرياف دمشق وحلب وجميع مناطق سوريا المحتلة من عصابات وقطعان الأسد وزعرانه، الذي ليس له غير هكذا مستويات دون المتدنية لتدافع عن جرائمه وفساده، لا بل تتهم من يكشف عورات القتلة بالغباء، ربما مقابل فتات مخلفات النظام الساقط

ساحات الوغى التي من المفترض أن تكون جنوباً حيث الأرض المحتلة، وكان احتلالها بل بيعها بموافقة الأسد الأب الذي تمت مكافأته بالترئيس ثم التوريث، لكننا كنا نعرف منذ تلك الخيانة الموصوفة أن الجيش الذي كان يفترس إمكانات البلد، يتم تحضيره ليوم المعركة الفاصلة مع العدو الوحيد للنظام، الشعب السوري ولا أحد غيره
فلإسرائيل يحتفظ الأشاوس بحق الرد في الزملكان المناسب، أما الشعب فالرد فوري وبكل صنوف الأسلحة الذي دفع هو ثمنها فلا تهاون مع من يتحدى الخائن المزمن
إسرائيل لن تستطيع الوقوف طويلاً مع نظام أثبت لها أنه أغبى مما تخيلت، وهم يعلمون يقيناً أنه ساقط، ومع ذلك لم يتوقفوا عن مساعدته كرد جميل تسليم الجولان
لكن التاريخ سيكنس النظام ومن يقف معه


5 - اجتمع الغباء بالعمالة
محمد علي ( 2012 / 3 / 6 - 14:54 )
عمالة الكاتب وخيانته واضحة بكل ما يكتب اليوم اجتمع مع العمالة غباء لا يمكن اخفاؤه


6 - زمكان وزملكان
موجيكي المنذر ( 2012 / 3 / 6 - 16:57 )
عدو عاقل خيرٌ من صديق جاهل

أليس كذلك؟


7 - صدقت استاذنا وهيب ايوب
جمال الجبوري ( 2012 / 3 / 6 - 20:49 )
اسرائيل لن تتنازل عن ال الاسد الذين اعطوها الجولان على طبق من ذهب وكان الثمن ان يستولي ال الاسد على الحكم في سورية ، ال الاسد لم يكتفوا بذلك بل استمروا في تنفيذ بنود المخطط ، سرقوا سورية وتحولت سورية البلد الغني الى دولة فقيرة ، حطموا التعليم وستجد ان سورية اصبحت في قاع الدول العربي تعليمياٌ ، حطموا البنية التحتية لسورية لذلك لا تجد في سورية صناعة محترمة سوى صناعة العلكة ولن تجد طرق محترمة ، ولن تجد مشاريع مياه محترمة ، ولا مشاريع طاقة كهربائية محترمة ، لذلك هرب المستثمرون باستثناء المستثمر الايراني الذي يستثمر لاهداف سياسية بعيدة المدى ، لا يوجد في سورية جيش محترم وانظر كيف يتعامل جيش ال الاسد مع الشعب السوري ، إذا اقسم ال الاسد من الاب والابن في محافل بريطانيا الماسونية ان يحولوا سورية حطاماٌ ، ثم ليتوج حاخامات اسرائيل بشار الاسد ملكاٌ على اسرائيل كما قال احد كبار حاخاماتهم ، والمشكلة ليست في ال الاسد بل ايضاٌ في كلابهم المسعورة


8 - حين تقترن الخيانة بالكذب والوقاحة
نبيل السوري ( 2012 / 3 / 7 - 06:15 )
وهذا هو حال بعض الشبيحة الذين لا يملون من الدفاع عن نظام قاتل لص
ننتظر أن يجف مدادهم حين تجف مصادر التمويل التشبيحية التي بدأت تتضح للعيان
فمداد هؤلاء يتم تمويله من ما سرقه النظام اللص من دماء الشعب السوري
وبالنهاية لن يصح إلا الصحيح

اخر الافلام

.. ألعاب باريس 2024: اليونان تسلم الشعلة الأولمبية للمنظمين الف


.. جهود مصرية للتوصل لاتفاق بشأن الهدنة في غزة | #غرفة_الأخبار




.. نتنياهو غاضب.. ثورة ضد إسرائيل تجتاح الجامعات الاميركية | #ا


.. إسرائيل تجهّز قواتها لاجتياح لبنان.. هل حصلت على ضوء أخضر أم




.. مسيرات روسيا تحرق الدبابات الأميركية في أوكرانيا.. وبوتين يس