الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عريان … ويسأل أين باب الكرامة؟

حسام محمود فهمى

2012 / 3 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


خرجَ الأمريكان المتهمون في إنشاء وتمويل المنظمات المدنية غير القانونيةِ، بالنهار وعيني عينك. هاجَت الدنيا، ووقفَت على أطرافِ أصابعها، الموجودون بمباني مجلسي الشعبِ والشورى أعملوا الزعيقَ وطالبوا بالتحقيقِ وإقالةِ كلِ من خطرَ لهم على بالِ، وطبعاً الصحفِ والفضائياتِ، موضوع الساعة وكله ساخنٌ ومُستنفرٌ، هذا ما يبدو. الحدوتةُ كلُها إما مسرحية وقَلَبت جَد، أو فعلاً جَد وخَرج عن السيطرةِ، المهم أن الموضوع انتهى بالنسبة للخواجات في مقابل شوية فلوس. طبعاً الكرامة الوطنية لا ترضى الهوانَ، والجوعُ ولا عيشة الذُل، ولا بدَ من تعليقِ كلَ من تورَطَ في هذه الفضيحةِ.

فرصةُ الفرصِ لتصريحاتِ الفصاحةِ والوطنيةِ والعروض الإعلاميةِ التي ما أكثر ما هاصَت لما هو أقل. كيف اِتُخِذَ قرارُ تسفيرِ الأمريكان على كفوفِ الراحة؟ الرواياتُ كثيرةٌ، لكن من المؤكدِ أن كثيرين يغسلون أياديهم مما هم فيه مشاركون، وأن المسؤولين عن إطعام 85 مليون لهم حساباتٌ مختلفةٍ، الصورةُ أمامهم واضحةٌ قتامتُها، والساحةُ الدوليةُ أكبر من سيطرتِهم. زمنُ العنطزة ولى، لا مكانَ للنفخةِ الكاذبةِ، الواقعُ هو الحقيقةُ الوحيدةُ، الكبير كبير، والنص نص على قد حاله، والضعيف يا مرارُه.

لماذا يبيعُ شخصٌ أعضاءه؟ لماذا يزوجُ أبٌ طفلتَه؟ هل الإجابة عويصة؟ نفس المنطق، خرجَ الأمريكان مقابل شوية فلوس، إذا كان المنظرُ إلى هذا الحدِ مهيناً للكرامةِ والعزةِ والإباءِ والشممِ والإنفةِ والكبرياءِ، لماذا أجبَرَ الهائجون المائجون الساخطون الناقمون الفائرون الساخنون، في الميادين وأمام أبواب المصانعِ والمؤسساتِ، أصحابِ القرارِ على هذه الزيجةِ وهذه البيعةِ؟! لماذا توقفوا عن الإنتاجِ واعتصموا وقطعوا الطرقَ مُكتَفين بالتناحةِ والتناكةِ وكأن العملَ مناقضاً مخاصماً للثورةِ؟! هل ستُمطرُ لهم السماءُ جنيهات وخبز ومانجة وفراولة ولحمة وفراخ وسمك؟!

شرُ البليةِ ما يضحكُ، وأتعسُ الضحكِ ما يبكي، على حالٍ بالقوى مال؛ لا كرامةَ لفقيرٍ ولا جوعانٍ بفعلِه وغفلتِه وكسلِه وسوء تقديرِه، الدرسُ واضحُ، والذي يتسولُ بدلاً من أن يعملُ وهو قادرٌ هو الأغبى. أمثالُ أجدادنا باقيةٌ، هي موجودةٌ وواضحةٌ لمن يريد أن يَفهمَ ويَعي، أنسيتم عريان مش عارف إيه وبيسأل الباب إياه منين؟ أيضاً عريان مش عارف إيه وبيتأمز تأميز! وطبعاً دلع مش عارف إيه يفقع المرارة. الواحد برضه لازم يعمل حساب للرقابة.

مدونتي: ع البحري
www.albahary.blogspot.com

Twitter: @albahary








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أفيدونا..جزاكم رع خيرا
محمد بن عبد الله ( 2012 / 3 / 6 - 13:37 )
عريان مش عارف إيه وبيسأل الباب إياه منين


المثل ظريف يعبّر عن حكمة شعب خفيف الظل في قالب فكه..فهل تتكرم يا أستاذنا بالافصاح عن المباح:

طب مش عارف إيه على وزن عريان ..مفهومة
لكن باب إيه اللي بيتكلّم عنّه المثل ؟



2 - الأستاذ/ محمد بن عبد الله مع التحية
د.حسام محمود فهمي ( 2012 / 3 / 6 - 15:47 )
الرابط التالي فيه الكثير
http://www.arabhp.com/vb/showthread.php?t=4101


3 - أستاذنا حسام محمود فهمي
محمد بن عبد الله ( 2012 / 3 / 6 - 16:53 )
شكرا على الرابط المفيد الغني
دمتم


اخر الافلام

.. أي تسوية قد تحاول إسرائيل فرضها في لبنان والإقليم؟


.. أي ترتيبات متوقعة من الحكومة اللبنانية وهل تُجرى جنازة رسمية




.. خبير عسكري: هدف عمليات إسرائيل إحداث شلل في منظومة حزب الله


.. نديم قطيش لضيف إيراني: لماذا لا يشتبك الحرس الثوري مع إسرائي




.. شوارع بيروت مأوى للنازحين بعد مطالبة الجيش الإسرائيلي للسكان