الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الله يحبنا معشر المثليين

رياض برادلي

2012 / 3 / 6
حقوق مثليي الجنس


منذ أن تعرفت عليه أحببته وعشقت كل ما فيه من دفئ وحنان جارف كان صديقي في الدراسة نشأت بيننا علاقة حميمية انقلبت الى حب جارف يفيض نقاء وطهرا تماوجت روحي بروحه وتلاقت عواطفنا في قبلة حارة كانت بداية حياة سعيدة لمثليين حالمين يعشقان الحياة بكل مباهجها ومفاتنها.

كنت ألتقيه في غرفتي ونتبادل أشواقا ملتهبة وقبلات وأحضان ممنوعة محرمة كفواكه الجنة لا يطعمها ويذوق حلاوتها إلا من امتحن متعتها وشده سحرها وبحبوحتها.
لم أنظر قط إلى جنس الرجال كشيء غريب عني محرم علي النظر إليه واشتهاء مفاتنه، لا لم أكن من النوع الذي يقاوم رغبات روحه الضرورية وانعتاقات الجنسية وميولاته بكبسها وطمرها وترداد آيات وأحاديث الاقوام الملاعين المخالفين لسبيل المومنين الذين تتوعدهم عقيدة ابن عبد الوهاب المتصحرة بالرمي من شواهق الجبال وأسطح العمارات والحرق والصلب والاخصاء...وغيرها من وسائل الترهيب التي يستعملها اللوبي الاخلاقي المتأله والمحتكر لكلمة الله.

وإن كان الرسول قد قال استفت قلبك وإن أفتوك فإن قلبي وهواي ووجداني وحواسي وكياني كله عن بكرة أبيه يعلق آمالا واسعة على تفهم الله لدوافعي وقناعاتي وأنني على استعداد لتحمل المسؤولية كلها أمام الله على كل ساعة قضيتها وأقضيها مع خليلي في ليالينا الحمراء.

سألت خليلي وأنا مستلق بين كتفيه ذات مرة: لو أن الله حقا لا يطيق أن يرانا في أوضاع حميمية، ولا يستسيغ أن يراك تقبلني وتضمني إليك، وتتفطر سماواته ويهتز عرشه إذا أطفأنا أنوار غرفتنا، فلماذا لا يرسل علينا حاصبا من السماء يهلكنا به؟ أو صقورا تمطرنا بالحجارة تعبيرا منه عن رفضنا في كونه الفسيح.

فلما أكرمني الله في حياتي بكل ما تمنته نفسي ورزقني حب الناس والمساكين وفعل الخيرات والجهاد في سبيل العلم علمت أن الله لا يبالي بحياتنا الشخصية ولا يحصي علينا أعمالنا كما كنت أظن ولا يتجسس علينا في خلواتنا، الله في مكانه ساكن لا يتحرك يبتسم لي كل ليلة ويقول لي: يا بني إن الخلق كلهم عيالي والمثليون من خلقي أباركهم وأبتسم لهم كما أبتسم لغيرهم وهم أحرار في أجسادهم.

نعم الله يحبنا معشر المثليين، ويصلي علينا ويزكينا في جميع الأوقات وهو الذي حمانا من الذين يتربصون بنا وأيدنا بجند من منظمات حقوق الانسان يجاهدون في سبيلها حق الجهاد ويرفعون راية الحرية الجنسية في أركان البلاد، ولولا تراتيلهم وابتهالاتهم إلى رب العزة لهلكت هذه الطائفة المجاهدة من الأرض ولأكل الغوغائيون الأحاديون لحومنا كما فعل أجدادهم في السابق، والله يتولانا برعايته ويكلأنا بواسع عنايته.

كثير من أولياء الله وأصحاب الكرامات كانوا منا وينتسبون إلينا فنحن لسنا غرباء عن محيطنا وبيئتنا وتاريخ الصوفية مليئ بأخبارنا ويكفي أن يطلع الواحد على كتاب كرامات الأولياء للولي الصالح عبد الوهاب الشعراني ليقف على أسماء لا تحصى من شيوخ الاسلام والتصوف كانوا معروفين بالميول لممارسة الحب والجنس مع مريديهم. ولعل في الموسم الذي يقيمه المثليون في المغرب على عتبات ضريح الولي المثلي الشهير سيدي علي ابن حمدوش فيه من الدلالة على رسوخ التقاليد والقيم المثلية في مجتمعنا منذ قرون طويلة.

لن يمنعني أحد من تقبيلي حبيبي والامساك بيده كما يفعل جميع العشاق في الطرقات ، ولن أتوب عن فضيلة انسانية وضرورة حياتية نبيلة لأن التوبة عن ممارسة حق من الحقوق والخجل منه يعطي الفرصة للأحاديي المذهب والتوجه إلى تعميم حالتهم الفردية على غيرهم واعتماد الاقصاء كمنهج لإلغاء التعددية الفكرية والسلوكية في المجتمع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضابط شرطة أميركي يشعل سيجاراً أثناء اعتقال مشتبه


.. بايدن: ليس هناك تكافؤ بين إسرائيل وحماس ونرفض تطبيق المحكمة




.. تونس.. منظمة حقوقية توثق 20 حالة انتحار خلال شهر أبريل


.. تداعيات إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق إسر




.. بتهمة ارتكاب جرائم حرب.. الجنائية الدولية تسعى لاعتقال نتنيا