الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوريا وسياسة اللاحل

قصي حسن

2012 / 3 / 6
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


سوريا و سياسة اللاحل
لا يذكرني بشار الاسد الا بأغنية الشيخ إمام القائلة:قوقة المجنونة بوبرقوقة دي زبيبة غش وملزوقة
نصاب ومنافق وحرامي ودماغو مناطق موبوءة
و النكتة كمان إنو حلنجي وعاملي فكاكة و حندوقة
على إن الجحش أفهم منو و العالم فاهمة ومفلوقة
منذ انطلاق شرارة الانتفاضة و النظام يلعب بسياسة تدعى سياسة اللاحل و هذه السياسة تتبع بانتظار حدوث شيء ما خطير يقلب موازين القوى بالمنطقة و يؤدي بالتالي الى انهيار العديد من الانظمة المعادية له في المنطقة أو على الاقل انشغالها في هموم أخرى تجعلها تغض النظر عن ما يحصل في سوريا .
من هنا نجد أن النظام في البدايات أنكر وجود أي احتجاجات و سعى الى استخدام عدة فزاعات منها السلفية ومنها عصابت مسلحة ومنها القاعدة و الى آخر ما في جعبته من اتهامات جاهزة و لكن الحل الامني البسيط لم ينفع مع الشعب السوري مع غياب الرغبة الحقيقية بالاصلاح لدى النظام الفاشل على كل المستويات وأخذت كرة الثلج تكبر و تتنقل من هنا الى هناك فمرة في درعا و مرة في ادلب و..هكذا حتى أن النظام بدأ ينهك حقيقة من المظاهرات السلمية التي أخذت تعم معظم المناطق و معظم الطوائف من السويداء الى اللاذقية الى سلمية و مصياف و محردة و غيرها من المناطق التي اعتبروها مؤخرا" مؤيدة للنظام فما كان من النظام الا أن قام بعملية معاكسة لفعل الجماهير الثائرة لكرامتها المنتهكة و حريتها المسلوبة بأن أخذ يدعي أنه لا توجد احتجاجات و هؤلاء المحتجين لا يتعدون المئات و أن هناك من يدفعهم من الخارج و الى آخر ما هنالك من حجج واهية لا صحة لها على أرض الواقع .
و عندما كبرت كرة الثلج ولم تعد تنفع معها الاكاذيب و الاضاليل التي كان يقوم بها النظام انتظر حتى انتهت الاجازة الصيفية للمدارس و الجامعات و أخذ يخرج المسيرات الشعبية المؤيدة له على أساس أنه يحظى بتأييد كل الشعب السوري "فانظروا الى المسيرات المليونية المؤيدة للنظام مدعيا" أنها مسيرات عفوية يقوم بها الناس من محبتهم الشديدة لبشار الاسد و مع أننا لا ننكر وجود مؤيدين و محبين للأسد ولكن لا يوجد سوري عاش في سوريا الا و يعرف حق المعرفة كيف تنظم هذه المسيرات المؤيدة ومع ذلك أيضا" لم تنفع هذه الديماغوجية مع الشعب السوري و خصوصا" أن النظام ما زال يصر أنه لا توجد احتجاجات و لا يوجد داعي للاحتجاجات فما على الشعب السوري الا أن ينتظر الملاك الاصلاحي الذي سوف يوحي لبشار الاسد بالحل عن طريق الاصلاح السوري الخاص و النابع من حاجة سوريا للإصلاح من دون أي ضغط خارجي تمارسه عليه الدول العربية و الغربية ولكن الاصلاح لم يأتي و لم نسمع من النظام سوى جعجعة فارغة لا طائل منها مما أدى الى زيادة حدة الاحتجاجات و خصوصا" أن النظام لم يتخذ أي اجراء عملي يجعل الناس تؤمن أن النظام سوف يقوم بالاصلاح و هنا و لأنه يتبع سياسة اللاحل أخذ يفبرك قصص عن وجود مسلحين و دخول سلاح الى البلد و ما شابه ذلك من ادعاءآت فارغة و فبركات غبية لا أساس لها من الصحة حيث أننا كلنا في سوريا نعرف حقيقة من الذي يسيطر على الحدود السورية و من الذي يسيطر على تجارةالسلاح و المخدرات وعلى التهريب بشكل عام فمن الصعوبة بمكان دخول أية قطعة سلاح بدون علم السلطات السورية مهما كانت هذه القطعة صغيرة و لكن لأن النظام يأس من الحل السلمي عن طريق التخويف و الترهيب و الوعود الكاذبة بالاصلاح أخذ يفكر بحل آخر أكثر خبثا" و اجراما" لماذا لا نسلح المعارضين لماذا لا نمدهم بالسلاح و بذلك يسهل علينا اجتثاث معظمهم إن لم يكن كلهم و خصوصا" أن هذه الساحة هي ساحته الذي يتقن اللعب فيها جيدا"مستلهما" تجربته اثناء الحرب الاهلية اللبنانية حتى أنه على ما أعتقد أخذ يرسل الاسلحة للمعارضة عن طريق الفاسدين المفسدين في الجيش السوري و يغض الطرف عن تهريب السلاح الى الداخل السوري عن طريق لبنان و العراق و زاد بالمقابل عمليات القتل للمتظاهرين المدنيين مما دفع ببعض العسكريين ذوي الولاء الضعيف الى الانشقاق عن الجيش بحجة أنهم لا يريدون اطلاق النار على المدنيين و المتظاهرين السلميين و لا يستبعد أن يكون النظام وراء العديد من الانشقاقات أو على الاقل هو دفع الى ذلك دفعا" و هؤلاء المنشقين أخذوا ينشقوا و يأخذو سلاحهم معهم و بدأوا يشكلون نواة معارضة قابلتها المعارضة أو بعض المعارضة الغبية بالترحيب و الثناء و بدأوا يفكرون بانشاء الجيش السوري الحر و ضم العديد من المدنيين لهذا الجيش إضافة الى الكثير بالفعل من عصابات التهريب و تجار المخدرات المتضررين من سيطرة آل الاسد على كل أنواع هذه التجارة و بحجة حماية المدنيين أخذهؤلاء يطلبون المزيد من السلاح من الدول العربية و الغربية ومن الاحزاب اللبنانية المعارضة للنظام السوري ولعبت في هذا الاطار تركيا دور الحامي لهؤلاء المسلحين .
و بدأت دموع التماسيح العربية تنهمر على الشعب السوري" المسكين" الذي يعاني الامرين من قبل النظام الديكتاتوري الفاشي و الذي يقتل ليل نهار و بدم بارد, كما ادعى المدعون, و كما كان ومازال يحصل بالفعل ولكن لم يكن هناك من داع لدعوات التسلح و التسليح و عسكرة الثورة لان هذا بالفعل أدى إلى أزمة ثقة بين القيمين على الثورة و بين باقي السوريين من الاقليات الطائفية و التي بالفعل نزلت الى الشارع في كل المناطق رغبة في تغيير النظام و لان الدول العربية و في مقدمتهم قطر و السعودية هي من بدأت تتخذ زمام المبادرة عن طريق دعم الاسلاميين و الاخوان المسلمين فإن فرزا" طائفيا" بدأ بالتشكل فانكفأت الأقليات و برزت الطائفة الكبرى في سوريا و هي الطائفة السنية فلم نعد نرى الا شذرات احتجاجات من هنا و هناك لدى الاقليات و على الأغلب الأعم يكونوا من السنة المقيمين في أماكن سكن الاقليات الطائفية و هنا نجح النظام جزئيا" في حربه الدائرة مع الثورة و الثوار نجح في دفع المعارضة دفعا" الى التسلح بأسلحة لا يمكن لها أن تسقط نظام بل ربما باتت عبئا" على حامليها و على المدنيين و بالتالي بقيت سياسة اللاحل السورية هي الطاغية لان النظام يعرف جيدا" أنه لن يستطيع فرض سيطرته على الاحتجاجات السورية و لا حتى على المسلحين منهم مهما قتل منهم, و تحت ضغط الدول الكبرى سعى النظام الى لعبة سوف تطيل من عمر سياسة اللاحل هذه و هي انجاز دستور يعرف هو مسبقا" أن لا أحد من المعارضة السورية سوف يوافق عليه أو يعترف به و لكنه قام بذلك بغية اطالة عمر الازمة بانتظار حل الهي ينزل عليه من السماء يبقيه في السلطة الى أبد الآبدين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - قرموط بائس
ماجدة منصور ( 2012 / 6 / 18 - 11:26 )
الإصلاح الوحيد الذي نريده ،و سنعمل عليه ، هو أن نقذف هذا القرموط البائس الى أقرب عصفورية
لك احترامي

اخر الافلام

.. احتجاجات في جامعات عراقية للمطالبة بوقف الحرب في غزة


.. مشاهد من لحظة وصول الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى قصر الإليزيه




.. فيضانات وسيول مدمّرة تضرب البرازيل • فرانس 24 / FRANCE 24


.. طبول المعركة تُقرع في رفح.. الجيش الإسرائيلي يُجلي السكان من




.. كيف تبدو زيارة وليام بيرنزهذه المرة إلى تل أبيب في ظل الضغوط